لبنان ٢٤:
2024-08-08@06:28:54 GMT

الحرب النفسية...حزب الله يربح بالنقاط

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

الحرب النفسية...حزب الله يربح بالنقاط

قد يكون من المبكر الحكم مسبقًا على نتائج "حرب الاسناد"، التي بدأها "حزب الله" انطلاقًا من الجنوب، الذي يتعرّض منذ عشرة أشهر لأبشع أنواع القصف المدمّر، مع ارتفاع متزايد لعدد الشهداء الذين يسقطون في صفوف "المقاومة الإسلامية" أو من بين المدنيين من أبناء الجنوب الصامد في وجه العدو. ولكن ما يمكن الحكم عليه هو الأسلوب الذي يعتمده الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله في طلاّته العلنية لجهة التركيز على الوضع المنهار في الجانب الإسرائيلي، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ومعنويًا ونفسيًا.

ويمكن لأي مراقب حتى ولو لم يكن من مؤيدي ما تتخذه "حارة حريك" من خيارات وخطوات متقدمة أن يلاحظ مدى تأثير هذا الكلام المستند إلى معلومات موثقة ومدّعمة بأرقام وحيثيات وإحداثيات من الصعب عدم تصديقها، وهي تفعل فعلها من دون أي شك داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يعرف كيف يحاسب المسؤولين فيه على أخطائهم وخياراتهم وقراراتهم غير الموفقّة من حيث مفاعيلها ونتائجها.
وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن معظم الإسرائيليين على مختلف مستوياتهم يتابعون وقائع كلمات نصرالله التي تبث مترجمة بالمباشر باللغة العبرية، مع العلم أن كثيرين منهم يتقنون اللغة العربية، وبالتالي هم لا يكتفون بالاستماع إلى ما يقوله، بل يسعون إلى مقاطعة كلامه مع ما يمكن أن يتوافر لهم من معلومات عن حقيقة صدقية هذا الكلام، وهم يأخذونه على محمل الجدّ، خصوصًا أن قسمًا كبيرًا منهم بات يتأثر بما يرد في خطابات "السيد" من حقائق ومعلومات.
وهكذا يكون "حزب الله"، الذي نجح في ما يبثّه من فيديوهات عن مهمة "هدهد1" و"هدهد2" عن أكثر المناطق الإسرائيلية الاستراتيجية والحسّاسة، قد أصاب أكثر من هدف بحجر واحد، باعتبار أن طلاّت نصرالله باتت مدروسة من حيث التوقيت والمضمون، وهي موجهة في الأساس إلى الداخل الإسرائيلي بشقيه السياسي – العسكري والشعبي، وكذلك إلى الداخل اللبناني بشقيّه الشيعي وسائر المكونات غير المنتمية إلى بيئة "حزب الله".
وفي رأي علماء النفس فإن خطابات نصرالله قد تصيب في أماكن معينة، وقد لا تصيب في أماكن أخرى. ومن بين الأماكن التي تحقّق فيها هذه الكلمات إصابات مباشرة هي أولًا البيئة الإسرائيلية بكافة مستوياتها، ولكن بفروقات متفاوتة في المقاربة وردّات الفعل.
ثانيًا، البيئة الشيعية الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، وهي المؤهلة أكثر من غيرها للتفاعل مع كلام "سيد المقاومة"، الذي يطمئنهم إلى ما هو صائر إليه حالهم بعد تحقيق الانتصارات، الأمر الذي يزيدهم اندفاعًا في ساحات القتال والجهاد، مع ما يعطيهم من دفع منشّط من المعنويات، خصوصًا عندما يتحدّث عمّا لدى "الحزب" من فائض لقوة رادعة في الميدان. وقد جاء كلامه الأخير عندما تحدّى القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل في ما ينتظرهما من مفاجآت إذا قرّرتا القيام بأي مغامرة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
في المقابل، فإن ردود الفعل على كلام نصرالله لدى البيئات اللبنانية غير الشيعية وغير تلك التي تدور في الفلك السياسي لـ "حزب الله" تفاوتت بين من رأى فيها إقرارًا بواقع ما يمكن التوصّل إليه في مفاوضات الدوحة، ووضعوا كلامه في خانة الاستباق المحتمل لما يلي وقف الحرب في غزة بما في هذا الكلام من إقرار بالأمر الواقع المحسوم في الحسابات الإقليمية والدولية.
أمّا الذين لم يوافقوا في المبدأ على إقدام "حزب الله" على فتح جبهة الجنوب الاسنادية لم يغيّروا نظرتهم إل هذه الخطوة، التي يعتبرون أنها أدخلت لبنان كله في متاهات التهديدات المتبادلة، وذلك من أجل غير معلن، وهو بالتأكيد ليس مساندة أهل غزة، الذين لا يزالون يعانون الأمرّين، إذ أن "حرب الاسناد" لم تمنع إسرائيل من مواصلة حربها التدميرية، بل زادت ضراوة ووحشية. وهذا دليل كاف على أن أهداف "حزب الله" بفتحها الجبهة الجنوبية ليس لها أي علاقة بمساندة الغزاويين انما بتقديم خدمات مجانية لإيران في "حربها الباردة" في المنطقة.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن أن تبدو الحرب بين الاحتلال وإيران؟.. خبير عسكري بريطاني يجيب

شدد الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك، على أن إقدام دولة الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، من شأنه أن "يبدأ دوامة جديدة على الطريق إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران".

ولفت الخبير البريطاني في مقال نشره في صحيفة "صنداي تايمز" تحت عنوان "كيف يمكن أن تبدو الحرب بين إسرائيل وإيران؟"، إلى أن "الإسرائيليين يتحدون الإيرانيين لبدء حرب بسبب هنية عندما ترد طهران - وهو ما ستفعله بالتأكيد ــ في غضون الأيام القليلة المقبلة".

وذكر أن "العواصم الغربية تردد أنه لا إسرائيل ولا إيران تريدان حربا شاملة"، مشيرا إلى إمكانية أن تقوم طهران بتحفز عملاءها الآخرين، للقتال دعما لحزب الله، لكنها في نهاية المطاف ستضحي بأي منهم لتجنب الوقوع في الجانب الخطأ من حرب مباشرة مع إسرائيل"، حسب تعبيره.


كما أشار الخبير البريطاني إلى أن "هناك قلقا متزايدا، وخاصة في واشنطن من أن غرائز البقاء السياسي لدى (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والصهاينة المتطرفين الداعمين لحكومته، تجعلهم يستعدون لمواجهة حزب الله في لبنان عاجلا وليس آجلا".

وتابع أنه "في حال كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لفتح جبهة قتالية جديدة في لبنان، فما الذي قد تنطوي عليه هذه الحرب؟ من المؤكد أنها لن تكون مثل الحروب السابقة في عام 1978 أو 1982 أو 2006، والتي منحت الجيش الإسرائيلي انتصارات باهظة الثمن لم تحل سوى القليل من المشاكل الأمنية في البلاد".

"فبالرغم من قلة شعبية حزب الله بين اللبنانيين إلا أن الحزب أقوى بكثير مما كان عليه قبل عشرين عاما، إضافة إلى امتلاكه الآلاف من الصواريخ بما في ذلك الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون والمدفعية الصاروخية، التي تمكنه من مهاجمة إسرائيل"، حسب ما أورده الكاتب في المقال.

أشار  كلارك، إلى أن "الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان ركزت بشكل عام على تطهير الأراضي اللبنانية من أعدائها وخلق منطقة عازلة، لكن هذه المهمة ستكون أكثر صعوبة هذه المرة، فإذا أطلق الحزب صواريخه كلها في بضع دفعات ضخمة فإنها سوف تطغى فورا على الدفاعات الجوية الإسرائيلية".


وبحسب الخبير البريطاني، فإنه "في حال لم يكن بوسع الإسرائيليين العيش مع هذا الخطر، فسوف يضطرون إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات السريعة في عمق لبنان للسيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ. وإذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، فقد يحاولون شن حملة جوية شرسة لتحييد التهديد الصاروخي، الأمر الذي سيدفع حزب الله لإطلاق النصف الآخر من ترسانته "النووية".

واختتم الكاتب مقاله، بالإشارة إلى أنه "في حال تعثرت إسرائيل في الأراضي الجبلية في لبنان، أو وجدت نفسها تقصف أهدافا أبعد إلى الشمال مع تأثير استراتيجي ضئيل، فإن هذه العملية ستكون مرهقة، وتهدد باستمرار الهجمات المتجددة من حماس في غزة وعلى الضفة الغربية، ومن الحوثيين في اليمن ستكون شبه مؤكدة".

مقالات مشابهة

  • نصرالله يذكّر الحوثي بتهديدات الرد عقب قصف إسرائيل للحديدة
  • تلفزيون السودان .. ومُتحرِّك عواطف محمد عبد الله
  • توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي.. نصر الله يتمسك بالرد منفرداً أو بالتزامن مع المحور
  • المقاومة تحُقق نصرًا كبيرًا ومستحقًا في الحرب النفسية على العدو الصهيوني رغم تفوقه
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • إسرائيل تهدّد قادة الحزب: اللبنانيون يقفون على رجل ونصف
  • نصرالله يلوح بـرد قوي بعد مقتل فؤاد شكر.. ويعلق على خرق حاجز الصوت فوق بيروت
  • نصرالله: حزب الله وإيران “ملزمان بالرد” على اسرائيل “أياً تكن العواقب”
  • سيناريوهات الرّد الايراني…هل تنطلق شرارة الحرب؟!
  • كيف يمكن أن تبدو الحرب بين الاحتلال وإيران؟.. خبير عسكري بريطاني يجيب