الحرب النفسية...حزب الله يربح بالنقاط
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
قد يكون من المبكر الحكم مسبقًا على نتائج "حرب الاسناد"، التي بدأها "حزب الله" انطلاقًا من الجنوب، الذي يتعرّض منذ عشرة أشهر لأبشع أنواع القصف المدمّر، مع ارتفاع متزايد لعدد الشهداء الذين يسقطون في صفوف "المقاومة الإسلامية" أو من بين المدنيين من أبناء الجنوب الصامد في وجه العدو. ولكن ما يمكن الحكم عليه هو الأسلوب الذي يعتمده الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله في طلاّته العلنية لجهة التركيز على الوضع المنهار في الجانب الإسرائيلي، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ومعنويًا ونفسيًا.
وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن معظم الإسرائيليين على مختلف مستوياتهم يتابعون وقائع كلمات نصرالله التي تبث مترجمة بالمباشر باللغة العبرية، مع العلم أن كثيرين منهم يتقنون اللغة العربية، وبالتالي هم لا يكتفون بالاستماع إلى ما يقوله، بل يسعون إلى مقاطعة كلامه مع ما يمكن أن يتوافر لهم من معلومات عن حقيقة صدقية هذا الكلام، وهم يأخذونه على محمل الجدّ، خصوصًا أن قسمًا كبيرًا منهم بات يتأثر بما يرد في خطابات "السيد" من حقائق ومعلومات.
وهكذا يكون "حزب الله"، الذي نجح في ما يبثّه من فيديوهات عن مهمة "هدهد1" و"هدهد2" عن أكثر المناطق الإسرائيلية الاستراتيجية والحسّاسة، قد أصاب أكثر من هدف بحجر واحد، باعتبار أن طلاّت نصرالله باتت مدروسة من حيث التوقيت والمضمون، وهي موجهة في الأساس إلى الداخل الإسرائيلي بشقيه السياسي – العسكري والشعبي، وكذلك إلى الداخل اللبناني بشقيّه الشيعي وسائر المكونات غير المنتمية إلى بيئة "حزب الله".
وفي رأي علماء النفس فإن خطابات نصرالله قد تصيب في أماكن معينة، وقد لا تصيب في أماكن أخرى. ومن بين الأماكن التي تحقّق فيها هذه الكلمات إصابات مباشرة هي أولًا البيئة الإسرائيلية بكافة مستوياتها، ولكن بفروقات متفاوتة في المقاربة وردّات الفعل.
ثانيًا، البيئة الشيعية الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، وهي المؤهلة أكثر من غيرها للتفاعل مع كلام "سيد المقاومة"، الذي يطمئنهم إلى ما هو صائر إليه حالهم بعد تحقيق الانتصارات، الأمر الذي يزيدهم اندفاعًا في ساحات القتال والجهاد، مع ما يعطيهم من دفع منشّط من المعنويات، خصوصًا عندما يتحدّث عمّا لدى "الحزب" من فائض لقوة رادعة في الميدان. وقد جاء كلامه الأخير عندما تحدّى القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل في ما ينتظرهما من مفاجآت إذا قرّرتا القيام بأي مغامرة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
في المقابل، فإن ردود الفعل على كلام نصرالله لدى البيئات اللبنانية غير الشيعية وغير تلك التي تدور في الفلك السياسي لـ "حزب الله" تفاوتت بين من رأى فيها إقرارًا بواقع ما يمكن التوصّل إليه في مفاوضات الدوحة، ووضعوا كلامه في خانة الاستباق المحتمل لما يلي وقف الحرب في غزة بما في هذا الكلام من إقرار بالأمر الواقع المحسوم في الحسابات الإقليمية والدولية.
أمّا الذين لم يوافقوا في المبدأ على إقدام "حزب الله" على فتح جبهة الجنوب الاسنادية لم يغيّروا نظرتهم إل هذه الخطوة، التي يعتبرون أنها أدخلت لبنان كله في متاهات التهديدات المتبادلة، وذلك من أجل غير معلن، وهو بالتأكيد ليس مساندة أهل غزة، الذين لا يزالون يعانون الأمرّين، إذ أن "حرب الاسناد" لم تمنع إسرائيل من مواصلة حربها التدميرية، بل زادت ضراوة ووحشية. وهذا دليل كاف على أن أهداف "حزب الله" بفتحها الجبهة الجنوبية ليس لها أي علاقة بمساندة الغزاويين انما بتقديم خدمات مجانية لإيران في "حربها الباردة" في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تركيا.. القطاع المصرفي يربح 47 مليار ليرة تركية
أنقرة (زمان التركية) – كشفت بيانات وكالة التنظيم والرقابة المصرفية أن صافي أرباح القطاع المصرفي في تركيا بلغ 47 مليار و 347 مليون ليرة حتى نهاية يناير.
ووفقًا لتقرير ”المؤشرات الرئيسية غير المجمعة للقطاع المصرفي التركي“ الصادر عن وكالة التنظيم والرقابة المصرفية (BRSA) للفترة من يناير 2025، ارتفع حجم أصول القطاع بمقدار 708 مليار و937 مليون ليرة تركية مقارنة بنهاية عام 2024 وبلغ 33 تريليون و366 مليار و171 مليون ليرة تركية.
واعتبارًا من يناير، بلغت القروض، وهي أكبر بنود أصول القطاع، 16 تريليونًا و374 مليارًا و343 مليون ليرة، وإجمالي الأوراق المالية إلى 5 تريليونات و337 مليارًا و296 مليون ليرة. وفي هذه الفترة، بلغت نسبة تحويل القروض إلى قروض متعثرة 1.87 في المائة.
وارتفعت الودائع، التي تعد أكبر مصدر للأموال بين موارد البنوك، بنسبة 0.8 في المئة مقارنة بنهاية عام 2024 وبلغت 19 تريليوناً و46 ملياراً و753 مليون ليرة.
وفي نفس الفترة، ارتفع إجمالي حقوق الملكية بنسبة 3.5 في المئة ليصل إلى 2 تريليون و998 مليار و96 مليون ليرة.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بلغ صافي أرباح القطاع للفترة المذكورة 47 ملياراً و347 مليون ليرة، وبلغت نسبة معدل معيار كفاية رأس المال 17.62 في المئة.
Tags: اقتصادالقطاع المصرفيالقطاع المصرفي التركيالودائعالودائع بالليرةبيانات وكالة التنظيم والرقابة المصرفيةتركيا