الرهان على التجربة الحزبية (٢)
الاردن والمرحلة الجديدة

الدكتور نبيل الكوفحي


لاول مرة تتحقق المطالب باعطاء الاحزاب حصة للممارسة السياسية الانتخابية، وهي بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح. ولا يعني وجود قائمة وطنية للاحزاب بثلث المقاعد تقريبا نجاح التجربة.
ان نجاح التجربة يقتضي من الاحزاب ان ترتقي للغاية المقصودة من القائمة الوطنية، فهي ليست ” كوتا” ، وهي ليست كعكة سيتم توزيعها، انما هي فرصة وتحدي للاحزاب لان ترتقي للممارسة السياسية البرامجية والتي تقتضي عوامل عدة سنأتي على بعض منها.

ان اهم عامل هو تقديم من يمثل هذه الاحزاب للجمهور، فهي تتقدم على البرامج من وجهة نظري، ان تقديم المرشحين من ذوي الملاءة المالية في المقاعد الاولى يرسل رسالة سلبية لافشال التجربة في بداياتها، ان الذي يجري الان ويتم تداوله ان كثير من الاحزاب ” تبيع” المقاعد الاولى بأرقام فلكية، ان هذه الممارسة لا تختلف عن عمليات ” شراء اصوات الناخبين ” التي مورست وتمارس بشكل رخيص، ربما الفارق الرئيس بين العمليتين هو ؛ انه في الشراء التقليدي ان ” الناخب يستفيد” بشكل مباشر من بيع صوته، لكنه في الثانية ان الحزب هو المستفيد من ” بيع المقعد” والناخب يتوهم انه صوت لفلان في الحزب العلاني لانه الاكثر كفاءة ولانه سيحمل البرنامج.
ان خطورة ما يجري يكمن في امرين اثنين؛
الاول ان المرشح الذي دفع ثمن مقعده لن يكون معنيا الا بكيفية الحصول على المنافع الشخصية له وللمقربين حوله وتعويض ما انفقه في الانتخابات. والامر الثاني هو في الردة عن التجربة برمتها لدى الشعب وصناع القرار ايضا اذ كانت افرازاتها لا تعبر عن قدرات ومهارات مطلوبة للنائب والارتقاء بالعملية السياسية.

العامل الثاني: هو في البرامج والخطاب الذي ينبغي ان ينحاز للمصلحة العامة بشكل واقعي ويرسم خطوطا واضحة ويقترح افكارا ممكنة ولا يكتفي فقط بالشعارات التي لا تميزه عن الاخرين، فالحديث عن القيم المطلقة كالعدالة فحسب دون الاشارة لجوانب الظلم في التشريعات والممارسات الظالمة لا يعوًل عليه، والحديث عن تخفيض الضرائب دون تحديد اسمائها ونسبها لا ينفع، والحديث عن تطوير قطاع الادارة العامة دون وضع مقترحات محددة في تخفيض حجمه او زيادته مثلا لا يرقى عن كونه ” صف حكي”.

مقالات ذات صلة هل الوقت مناسب للحديث عن أزمة شرعية القيادة الفلسطينية 2024/07/12

فيما تبقي من أيام فرصة أخيرة لنا جميعا، وفي مقدمتها الاحزاب لاستدراك مرشحيها وتعديل برامجها، وفرصة لاصحاب القرار لممارسة الرقابة والارتقاء باجراءات النزاهة داخل افرازات الاحزاب، فالكل يسمع واظن ان اصحاب القرار لا يحتاجون لادلة للتدخل، فكثير من المعلومات اصبحت كالشمس في رابعة النهار.
ومن باب ايماننا وحرصنا على التجربة ونجاحها نطلق هدا النداء، ولعل قومي يسمعون.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

وفد عماني يطلع على التجربة اليابانية في تنمية الطفولة المبكّرة

مسقط- الرؤية

اختتم وفد من سلطنة عمان ممثلًا في وزارة التنمية الاجتماعية زيارة دولة اليابان، والذي ترأسته السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بالوزارة، وحضور عدد من المختصين في مجال تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة من وزارات: التنمية الاجتماعية، والتربية والتعليم، والصحة.

وجاءت هذه الزيارة بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، والتي تأتي استكمالًا لبرنامج الزيارة الاستطلاعية لدولة اليابان للاطلاع على السياسات والخدمات المقدمة في مجال تنمية الطفولة المبكّرة وفق نهج الدمج والشمولية والجودة، وتنفيذ الدراسة الفنية لمشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة المتكاملة.

وشملت الزيارة رئيسة الوفد والوفد المرافق لها وكالة الأسرة والطفل التابعة لمجلس الوزراء وتعمل على إعداد السياسات لبرامج الأسرة والطفولة، والتي بدورها تعمل على التنسيق بين الوزارات المختلفة، وتسهيل التواصل فيما بينها، وتشارك في التقييم على البرامج المقدمة في هذه المراكز.

وجرى خلال الزيارة الاطلاع على نموذج متكامل يجسّد المشروع المؤمل تطبيقه في سلطنة عمان وهي: مراكز تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة في محافظة توتشيغي، والذي يُعد نموذج لدعم اللامركزية في المحافظات الأخرى، ويُعتبر هذا المركز مرجعية علمية وعملية لإطار النهج الحقوقي للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والرعائية المتكاملة، ويحقق الدمج والشمولية والجودة.

كما زار الوفد مركز "ميناتو" لدعم الأسرة والطفل، والذي يُركز على تقديم الاستشارات للطفل والأسرة، والتدريب حول التربية الإيجابية، والاستشارات لجميع الأطفال مع التركيز على الصحة الجسدية للأطفال الخدّج، والأطفال ذوي الأمراض المزمنة، ويحقق المركز طريقة التربية باللعب المشترك، وينمّي الهوايات بين الأسرة والطفل، كما أنه يمثل نموذجًا نوعيًا للحماية من الإساءات بمختلف أنواعها، والاطلاع على تجربة مركز "باو" لدعم تطوّر نمو الطفل من فئة الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة.

والتقت رئيسة الوفد والوفد المرافق بممثلي مكتب الرعاية الاجتماعية في مكتب حكومة طوكيو، وممثلي شركة جايكن التعليمية؛ وذلك للوقوف على مجموعة من نماذج الخدمات المقدمة في الحضانات ورياض الأطفال.

مقالات مشابهة

  • وفد عماني يطلع على التجربة اليابانية في تنمية الطفولة المبكّرة
  • عمران القيب: تطوير التعليم الطبي والارتقاء به وفق المعايير الدولية
  • العلاج الجيني يمنح الأطفال المصابين بالعمى فرصة للرؤية.. تعرّف على التجربة
  • «التضامن»: نعمل على التوسع في عدد الحضّانات والارتقاء بجودة الخدمات
  • بالفيديو .. النابلسي: دعم الرئيس السوري فرض عين
  • محافظ الدقهلية: تنفيذ خطة التوعية بمشروع فصل المخلفات من المنبع بحي غرب
  • الغويل: افتتاح ملعب بنغازي يؤكد أن الرهان على التنمية هو الخيار الصحيح
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي وملك الأردن والإمارات والسعودية يرفضون مخطط التهجير بشكل قاطع
  • مصطفى بكري: الرئيس السيسي وملك الأردن رفضا مخطط التهجير بشكل قاطع
  • تفاصيل المنخفض الجوي القطبي الذي يؤثر على الأردن بدءا من السبت