السترة الخضراء.. رمز لأحدث "نجمة سياسية" في سماء فرنسا
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
بعد سنوات قليلة فحسب من ظهور حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، أصبحت السترة الخضراء رمزا لأحدث نجم سياسي في البلاد، زعيمة حزب الخضر مارين تونديلييه.
وتمتعت تونديلييه بحضور طاغ في التغطية الإعلامية وأقر كثيرون على نطاق واسع بأنها أدارت حملة قوية.
وحزب الخضر مكون رئيسي في التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.
وتصدر عنوان رئيسي صحيفة لوموند هذا الأسبوع يقول "سترة مارين تونديلييه الخضراء، موضوع سياسي".
وقالت الصحيفة: "مثل المرأة التي ترتديها، أصبحت السترة الخضراء لزعيمة حزب الخضر الفرنسي نجمة موضوعا بارزا في التغطية الإعلامية منذ الانتخابات البرلمانية".
لم تكن تونديلييه معروفة على نطاق واسع قبل دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، وخلبت لب كثيرين من الناخبين بدعواتها الحماسية التي اختلطت بالدموع أحيانا لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان من الوصول إلى سد الحكم.
وبرزت تونديلييه كمرشحة محتملة لرئاسة الوزراء، بعد الهزيمة غير المتوقعة لحزب التجمع الوطني واحتلاله المركز الثالث وفي ظل الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليسار والوسط في تشكيل حكومة.
ونشأت تونديلييه (37 عاما) في بلدة هينان بومونت الواقعة في شمال فرنسا وهي ضمن دائرة انتخابية تسيطر عليها لوبان.
وكانت تونديلييه مستشارة بلدية هناك مما منحها موقعا مميزا تراقب منه اليمين المتطرف في السلطة.
وقالت تونديلييه للوموند إن السترة التي قالت الصحيفة إن سعرها 395 يورو (430 دولارا) وهي من العلامة التجارية الفرنسية ذيكوبليس، هي "أغلى قطعة ملابس في خزانة ملابسي".
وفي إشارة تدل على قيمة السترة بالنسبة لروح العصر، حصد حساب رمزي على منصة التواصل الاجتماعي إكس بعنوان "سترات مارين تونديلييه الخضراء" نحو 16000 متابع بسرعة، مع حصول بعض منشوراتها القوية والمفعمة بالمشاعر على مئات الآلاف من المشاهدات.
وقال مارك بوج، الصحفي الفرنسي الذي يكتب في السياسة والأزياء، إن السترة نجحت لأسباب كثيرة.
وأول هذه الأسباب هو الوضوح الذي تجسده فكرة امرأة ذات توجهات سياسية خضراء ترتدي سترة خضراء، وقال إن تونديلييه التزمت بارتدائها في كل مناسبة عامة تحضرها.
وأضاف بوج أن السترة تتناقض أيضا مع البزات وأربطة العنق التي طلبت لوبان من مشرعي التجمع الوطني ارتداءها كجزء من جهودها لإضفاء الاحترافية على حزب يعتبره كثيرون عنصريا ومعاديا للسامية.
ومضى يقول إن سترة تونديلييه المصممة لها توفر الاحترام وتتناقض مع الصورة التقليدية للزعماء اليساريين كأشخاص لا يهتم ونبقص لحاهم وغير مهندمين.
وأضاف "الفرنسيون يريدون أشخاصا يبدون كسياسيين... فهمت مارين تونديلييه أنه: يتعين علي أن أبدو أنيقة. ويتعين علي أن أبدو جديرة بالاحترام".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات التحالف اليساري الانتخابات البرلمانية إيمانويل ماكرون حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان السترة الخضراء حزب الخضر فرنسا انتخابات فرنسا انتخابات فرنسا 2024 التحالف اليساري الانتخابات البرلمانية إيمانويل ماكرون حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان أخبار فرنسا
إقرأ أيضاً:
محكمة نمساوية: حل الشرطة لمعسكر التضامن الفلسطيني غير قانوني
أعلنت المحكمة الإدارية في فيينا أن حل الشرطة مخيم التضامن الفلسطيني في جامعة فيينا في الثامن من مايو/أيار 2024 غير قانوني وغير دستوري.
وقد اعتبر نشطاء وحقوقيون هذا القرار صفعة لمديرية شرطة ولاية فيينا بالنمسا، التي استندت في فضها المخيم إلى مزاعم دعم المحتجين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 250 طالبا يعتصمون بجامعة أميركية والإدارة تقبل التفاوضlist 2 of 2متظاهرون في جامعة هولندية: انتفاضتنا ستستمر رغم وقف إطلاق النار بغزةend of list سياقلم يستمر مخيم التضامن مع فلسطين في حرم جامعة فيينا سوى 3 أيام فقط، إذ اقتحمت وحدة الشرطة الخاصة في فيينا "مجموعة التدخل الطارئ في فيينا" (WEGA) المخيم في منتصف الليل، وهاجمت الطلاب الموجودين فيه سعيا لإنهاء الاعتصام.
وقد جاء الاعتصام في ذروة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، ومطالبة المحتجين في سائر الجامعات الأوروبية والأميركية جامعاتهم بإنهاء استثماراتها وعلاقاتها بالمؤسسات الإسرائيلية المنتفعة من الحرب على غزة.
ولتحقيق غرض فض الاعتصام، قام نحو 200 ضابط شرطة مسلحين بفض المخيم، كما استخدمت الشرطة في عمليتها تلك طائرات بدون طيار وسيارات مراقبة وكلابا بوليسية وشاحنات ورافعات لإزالة كل متعلقات المخيم، حسب ما نقلته عدة مواقع نمساوية.
وفي أثناء المداهمة، لم تقدم الشرطة أي تبرير واضح أو أساس قانوني ثابت حول سبب فض المخيم.
إعلانلكن إدارة شرطة فيينا أعلنت لاحقًا أنه "بعد تقييم نهائي من قبل مديرية أمن الدولة وخدمة الاستخبارات، أن الغرض من هذا التجمع أصبح غير متوافق مع الوضع القانوني النمساوي".
ووفقًا لإدارة شرطة فيينا، "كان على السلطة القضائية أن تستنتج أن الهدف الحقيقي للتجمع هو إظهار التضامن مع أهداف حماس وخلق بيئة ذهنية تدعم الموافقة على الجرائم الإرهابية".
وقد دعمت الشرطة هذه الادعاءات بالإشارة إلى أن المشاركين في التجمع قد هتفوا بشعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" وأن كلمة "انتفاضة" كانت ظاهرة على اللافتات.
لا توجد أسس حقيقيةرفضت المحكمة هذه الادعاءات، مؤكدة أن حرية التجمع وحرية التعبير محميتان حتى عندما تعد الآراء المعبر عنها "صادمة أو مسيئة"، وذلك وفقًا لاجتهادات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وإضافة لذلك، أوضحت المحكمة أن التعبير عن التعاطف مع "منظمة مصنفة إرهابية، كما زعمت شرطة فيينا، لا يشكل جريمة إلا إذا كان من المرجح أن يؤدي إلى ارتكاب جرائم إرهابية فعلية".
وأقرت المحكمة أيضًا بأن استخدام تعبيرات "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" و"انتفاضة" لا يشكل تحريضًا على ارتكاب جريمة إرهابية أو اتهاما بالانتماء إلى حماس تحديدًا، ما لم تكن هناك تعبيرات إضافية تشير إلى عكس ذلك.
وبناءً على ذلك، لا يمكن الاستنتاج مسبقًا بأن هذه الشعارات ستخلق "تربة ذهنية للموافقة على الجرائم الإرهابية". وفي النهاية، لا توجد أسس واقعية يمكن أن تفسر حل التجمع بالقوة.
وتصاعدت هذه الاحتجاجات على إثر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلّفت أكثر من 160 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل واستهداف متعمد للبنية التحتية من منازل ومستشفيات ومدارس وأراض زراعية وطرقات، ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
إعلان