يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن المزيد من الضغوط مع تعالي الأصوات التي تنادي بانسحابه من السباق الانتخابي من داخل الحزب الديمقراطي، فيما تؤكد مصادر أن مانحين يجمدون ملايين الدولارات من الدعم لحملة بايدن.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخصين مطلعين، أن كبار المانحين لمجموعة ضمن "فيوتشر فورورد" أبلغوهم بتجميد تعهدات لحملة الانتخابات إذا ما بقي بايدن المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي.

ورغم محاولات بايدن لطمأنة جمهور الناخبين الديمقراطيين بعد مناظرته مع منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، إلا أنها لم تنجح في تهدئة المخاوف، وهو ما يظهر من خلال تجميد ملايين الدولارات من المنح لحملته، ناهيك عن انضمام شخصيات ديمقراطية ضمن قائمة المطالبين بانسحاب بايدن، والتي تضم مشرعين وسياسيين وحتى كبار الداعمين وفنانين.

بايدن لم يستطع تهدئة المخاوف بين الديمقراطيين

"فيوتشر فورورد" التي يقدر أنها جمعت تعهدات بـ 90 مليون دولار لبايدن، رفضت التعليق عن أي تجميد لأموال المانحين، فيما أكد أحد المتبرعين للصحيفة أن المجموعة اتصلت به وبمانحين آخرين للحصول على دعم، ولكنهم "يؤجلون" البت في ذلك.

وتؤثر المخاوف بشأن بايدن أيضا على المانحين الديمقراطيين، ولاسيما بعد دعوة نجم هوليوود والداعم البارز للحزب الديمقراطي، جورج كلوني، الرئيس بايدن إلى عدم المضي في حملته الأربعاء.

وقال الممثل مايكل دوغلاس الذي استضاف أيضا حملة جمع تبرعات لبايدن في هوليوود في أبريل، إن كلوني لديه "نقطة صحيحة"، وذلك عندما سئل عن الافتتاحية خلال ظهوره الأربعاء في برنامج "ذا فيو". ولم يطالب دوغلاس بايدن بالتنحي، لكنه أعرب عن شعوره "بقلق عميق".

ديمقراطيان بارزان يدعمان بايدن.. وآخرون يقيمون خياراتهم تلقى الرئيس الأميركي جو بايدن دعما، الجمعة، من عضوين ديمقراطيين بارزين قالا إنه يجب أن يكمل سباقه الرئاسي، في حين يدرس أعضاء آخرون في الحزب ما إذا كانوا سيساندون الرئيس البالغ من العمر 81 عاما في مسعاه لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية.

وكان الكاتب الشهير ستيفن كينغ وجه دعوة مماثلة الاثنين.

أما المنتجة والوريثة، أبيغيل ديزني، فقالت إنها تخطط لتعليق تبرعاتها لحملة الديمقراطيين طالما أن بايدن باق في السباق.

كما دعا ريد هاستينغز أحد أكبر المانحين للحزب الديمقراطي والمؤسس المشارك لشركة نيتفليكس، بايدن إلى الانسحاب من السباق "لإفساح المجال أمام زعيم ديموقراطي قومي لهزم ترامب".

وتشير الصحيفة إلى أن تجميد هذه الأموال أو جزءا منها، يأتي في الوقت الذي يبحث مستشارون لبايدن كيفية إقناع الرئيس بالانسحاب من السباق، فيما يجري استطلاع الآراء لمعرفة ما إذا كانت نائبته كامالا هاريس قادرة على التغلب على ترامب من عدمه.

شخصيات ديمقراطية طالبت بايدن علنا بالانسحاب من الانتخابات

وحول ما إذا كانت هاريس، مؤهلة لتسلم منصب رئاسة الولايات المتحدة، حيث تكرر اسمها مرارا في الآونة الأخيرة كمرشحة بديلة لبايدن، قال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي، الخميس: "لم أكن لأختارها لتكون نائبة لي لو لم تكن مؤهلة لذلك"، وزاد أن "هاريس ممتازة، وهي مؤهلة لأن تكون رئيسة".

ويستأنف بايدن حملته الانتخابية لدعم ترشحه لولاية رئاسية ثانية بعد أداء لم يكن الأفضل في مؤتمر صحفي هام، فشل في إسكات الأصوات المطالبة بانسحابه من السباق الرئاسي.

وشدد بايدن في مؤتمر صحفي الخميس على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ارتقبه العالم على أنه سيرشح نفسه مرة أخرى وسيفوز، متجاهلا المخاوف بشأن عمره وصحته.

ديمقراطيون في الكونغرس.. "حان لبايدن تسليم الشعلة" يدعو عدد متزايد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإنهاء مسعاه لإعادة انتخابه بعد الأداء السيئ في المناظرة التي جرت بين الرئيس البالغ من العمر 81 عاما ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وبعد سلسلة زلات بينها الإشارة إلى نائبته هاريس على أنها "نائبة الرئيس ترامب"، أبقت كفاءة بايدن العقلية والصحية لولاية ثانية موضع شكوك، أو تقديم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أنه "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين"، قبل أن يعود لمنصة الخطاب مباشرة ويصحح خطأه.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إنه التقى بايدن في وقت متأخر الخميس، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس الذين يطالبون الرئيس بالانسحاب.

وأوضح أنه وبايدن "عبرا عن حكمة واسعة النطاق ووجهات نظر صادقة واستنتاجات بشأن المسار للتقدم إلى الأمام". لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.

بايدن يطمأن الناخبين بشأن حالته الصحية

ولم يذكر جيفريز ما إذا كان هو شخصيا يساند بقاء بايدن في السباق الرئاسي.

واعتبر بايدن نفسه "الشخص الأكثر تأهيلا للترشح للرئاسة"، رافضا مطالبته بالتنحي قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر.

واعترف بأنه كان عليه "تهدئة المخاوف" في الحزب الديمقراطي بعد أن ألقى باللائمة في هفواته على الإرهاق بسبب الرحلات الجوية الطويلة ونزلات البرد.

وتلقى بايدن دعما، الجمعة، من عضوين ديمقراطيين بارزين قالا إنه يجب أن يكمل سباقه الرئاسي.

بايدن يحاول طمأنة الناخبين.. ويوضح هفوة "بوتين زيلينسكي" في أول مؤتمر صحفي للرئيس الأميركي، جو بايدن منذ أشهر أكد فيه على أنه الشخص المناسب لفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض، مشددا أن حالته الصحية جيدة، وأنه الخيار الأفضل للحفاظ على الديمقراطية الأميركية.

وعبر النائب جيمس كلايبورن، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم في تصريحات منفصلة الجمعة دعمهم لبايدن.

وفي المقابل ارتفعت عدد الداعمين لانسحاب بايدن من السباق الانتخابي في الكونغرس، بعد انضمام النائب مالك ليفين للقائمة، والذي قال لبايدن خلال مكالمة فيديو مع مشرعين من أصل لاتيني إنه "يجب عليه الانسحاب".

ورد بايدن على ليفين أنه "سيبقى في السباق الانتخابي"، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

ولا تقتصر دعوات الانسحاب على السياسيين، إذ دعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية المرموقة مرتين الرئيس جو بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض. وتضم هذه الهيئة كاتبي افتتاحيات معروفين وهدفها أن تعكس قيم الصحيفة.

ودعا محررون أيضا في مجلة "ذي أتلانتيك" وصحيفة "واشنطن غلوب" الرئيس الأميركي إلى الانسحاب من السباق.

والجمعة، عاد الرئيس الأميركي للتأكيد على أهليته في مواصلة السابق كمرشح للحزب الديمقراطي، خلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان، واصفا ترامب بأنه "تهديد للأمة الأميركية". 

وأضاف "أنا الديمقراطي الوحيد الذي هزمت ترامب في الانتخابات وسوف أهزمه مجددا في الانتخابات المقبلة". 

وقال: "إدارتي حققت نجاحات في ملف الاقتصاد ونحن على الطريق الصحيح"، مشيرا إلى أنه "سأترشح لانتخابات 2024 وسنفوز بها". 

ووصف ترامب بأنه "يشكل تهديدا للأمة الأميركية".

وأضاف "سنواجه التهديدات التي يشكلها ترامب على ديمقراطيتنا". 

واختتم كلمته بالقول: " أعرف أن عمري كبير لكن أعرف كيف أقول الحقيقة وكيف أقوم بعملي". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانسحاب من السباق للحزب الدیمقراطی الرئیس الأمیرکی مؤتمر صحفی بایدن فی جو بایدن على أنه ما إذا

إقرأ أيضاً:

عقوبات أم مساومات.. من بايدن الى ترامب: كيف تستخدم واشنطن العراق لخدمة مصالحها؟

بغداد اليوم -  خاص

في دهاليز السياسة الأمريكية، حيث تُدار الحروب بقرارات رئاسية، ويُرسم مصير الدول بمصالح الشركات الكبرى، يبرز العراق كأحد أبرز الساحات التي تُستخدم لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية.

منذ سنوات، تحولت بغداد إلى نقطة ارتكاز في الاستراتيجيات الأمريكية، ليس كحليف حقيقي، بل كورقة تُستغل كلما دعت الحاجة. واليوم، تحت إدارة دونالد ترامب، يتعرض العراق لموجة جديدة من الضغوط تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية للولايات المتحدة، بينما تُقدَّم على أنها حملة لضبط النفوذ الإيراني.

لكن خلف هذه الإجراءات، تتوارى أزمات داخلية أمريكية خانقة، ومحاولات مستميتة للتغطية على فشل الإدارات السابقة، وعلى رأسها إدارة جو بايدن، التي تركت إرثًا من الإخفاقات في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة اقتصادية تهدد بانهيار غير مسبوق للاقتصاد الأمريكي.


الضغوط الأمريكية.. لعبة سياسية أكثر من مواجهة حقيقية

كل ما يفعله ترامب في الشرق الأوسط، والضغوط التي يمارسها على العراق، لا تعكس بالضرورة استراتيجية أمنية واضحة أو سياسة خارجية ثابتة، بل هي مجرد أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه السياسية والاقتصادية.

الأمر الأول: محاولة التغطية على إخفاقات إدارة بايدن، حيث توجد أدلة على أن بايدن، خلال فترة حكمه، تواطؤ مع جهات شرق أوسطية وسمح بتمدد النفوذ الإيراني في العراق، مما جعل الجمهوريين يستخدمون هذا الملف لإظهار ضعف الديمقراطيين في إدارة السياسة الخارجية.

الأمر الآخر: الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة، والتي باتت تُشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المالي الأمريكي، حيث تظهر أرقام التسريح الجماعي للموظفين في الشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية كدليل على حجم الأزمة. ترامب، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، يسعى إلى تحويل الأنظار عن الداخل الأمريكي، عبر افتعال أزمات خارجية تشغل الرأي العام، ويأتي العراق في مقدمة هذه الملفات.


مصرف الرافدين في عين العاصفة: اتهامات بلا أدلة

ضمن سلسلة الضغوط، يأتي ملف مصرف الرافدين كواحد من أبرز الأهداف الأمريكية، حيث تتهم واشنطن العراق وإيران بالتورط في تمويل أنشطة مشبوهة ودعم الحرس الثوري، وهي اتهامات لم تستند إلى أدلة قانونية واضحة، بل جاءت في سياق حملة تضييق اقتصادي على بغداد.

الحكومة الأمريكية تدرك جيدًا أن هذه التعاملات تتم ضمن الأطر القانونية والتجارية الدولية، لكنها تسعى إلى خلق حالة من الهلع المالي والاقتصادي داخل العراق، لإجبار بغداد على الخضوع لخيارات أمريكية محددة.

لكن المفارقة هنا، أن الإدارة الأمريكية نفسها لا تملك القدرة على إغلاق هذا الملف، ولا حتى تقديم بدائل اقتصادية للعراق، مما يجعل الضغوط أشبه بأداة ابتزاز سياسي، أكثر منها إجراءً اقتصادياً ذا أثر حقيقي.


الاقتصاد العراقي بين واشنطن والحاجة لدول الجوار

العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز والكهرباء المستوردين من إيران، لم يجد أي خطط بديلة قدمتها الولايات المتحدة، بل تُرك يعتمد على منظومة اقتصادية هشة، جعلته مضطرًا إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار، رغم الضغوط الخارجية.

الولايات المتحدة، التي كانت تمتلك فرصة تاريخية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي على أسس متينة بعد 2003، تركت البلاد متخلفة اقتصاديًا، باستثناء الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.

هذا الفشل الأمريكي في تقديم حلول حقيقية، يجعل أي ضغوط لمنع العراق من التعامل مع إيران أو أي دولة أخرى، أقرب إلى محاولة خنق بغداد اقتصاديًا، دون تقديم بدائل ملموسة.


الملف العراقي: ساحة لخدمة مصالح ترامب الاقتصادية

تحت غطاء مواجهة النفوذ الإيراني، تسعى واشنطن إلى تمرير صفقات اقتصادية لصالح شركات أمريكية مرتبطة بدوائر النفوذ داخل إدارة ترامب. فالضغوط التي تُمارس على الحكومة العراقية لا تهدف فقط إلى عزل إيران اقتصاديًا، بل إلى إجبار العراق على تقديم امتيازات لشركات أمريكية محددة، في قطاعات الطاقة والاستثمار والمقاولات.

الرئيس الأمريكي، الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساته الداخلية، يحاول إعادة فرض الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العراق، عبر صفقات تخدم دوائر النفوذ الاقتصادي داخل البيت الأبيض.


ازدواجية المعايير: واشنطن ليست جادة في مواجهة إيران

لو كانت الولايات المتحدة جادة حقًا في محاصرة إيران، لكانت المواجهة مباشرة، بدلاً من استخدام العراق كأداة ضغط. فالواقع يشير إلى أن واشنطن، رغم كل تصريحاتها، لا تزال تدير علاقتها مع طهران وفق حسابات دقيقة، وتستغل العراق فقط كوسيط لتطبيق استراتيجياتها.

الأمر لا يتعلق فقط بفرض عقوبات أو إغلاق ملفات مالية، بل هو جزء من سياسة أمريكية طويلة الأمد، تُبقي العراق في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية، حتى يظل بحاجة دائمة إلى التدخل الأمريكي.


إلى أين يتجه العراق وسط هذه الضغوط؟

المشهد الحالي يعكس حقيقة واضحة: واشنطن تستخدم العراق كورقة ضغط لخدمة أجنداتها الداخلية والخارجية، دون أن تقدم حلولًا واقعية لمشكلاته الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار هذه الضغوط، تجد بغداد نفسها أمام خيارين:

إما الخضوع لهذه السياسات، والاستمرار في حالة الارتهان الاقتصادي والسياسي، أو تبني سياسة أكثر استقلالية، عبر تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على واشنطن، لصياغة معادلة أكثر توازنًا في علاقاتها الدولية.

لكن هذه الخطوة ليست سهلة، إذ تتطلب إجماعًا داخليًا، وإرادة سياسية قادرة على مقاومة الابتزاز الأمريكي، والبحث عن حلول عملية تُخرج العراق من هذه الحلقة المفرغة.


المصدر: قسم التحليل والمتابعة في وكالة بغداد اليوم

مقالات مشابهة

  • "كواليس" ضغوط أوروبية على زيلينسكي للاعتذار لترامب
  • زعيم الأقلية بالحزب الديمقراطي يدعم مشروع قانون الإنفاق الجمهوري
  • حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترامب وسندان الاقتصاد الهش
  • عقوبات أم مساومات.. من بايدن الى ترامب: كيف تستخدم واشنطن العراق لخدمة مصالحها؟
  • ترامب يصعد خطابه.. ضغوط اقتصادية على كندا وهجوم على سياسات بايدن
  • ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيتغير السياسة الأمريكية؟
  • مساعدة ترامب تفضح بايدن: استخدم غرفة مزيفة بدلاً من المكتب البيضاوي
  • بالفيديو .. مساعدة ترامب تفضح أسرار المكتب البيضاوي المزيف لبايدن
  • الحزب الديمقراطي يحقق فوز مفاجئ في غرينلاند وسط تهديدات ترامب
  • عاجل | خامنئي: عندما يقول الرئيس الأميركي إنه مستعد للتفاوض معنا فهذا مجرد خداع