مرّت أمس الذكرى الـ18 لاشتعال حرب تموز 2006 التي استمرت شهراً وأنهاها صدور القرار الاممي 1701. وقد جاءت ذكرى تلك الحرب الآن وسط ظروف ميدانية يمرّ بها الجنوب منذ تسعة أشهر هي الأخطر.

وكتبت" النهار": مع أن تصريحات قادة "حزب الله" ومسؤوليه ونوابه دأبت في شكل لافت في الأيام الأخيرة، وتحديداً عشية ذكرى انطلاق حرب تموز، على استبعاد إقدام إسرائيل على حرب واسعة ضد الحزب ولبنان، فإن كل هذه التصريحات لم تخف واقعياً تعاظم خطر اشتعال حرب تكرر إسرائيل في كل يوم أنها تعد العدة لها ولا يمكن في أي شكل إهمال واستبعاد وتجاهل خطر جديتها في أي لحظة.

ولذا تنشد الأنظار أكثر فأكثر الى مرحلة الثلث الأخير من تموز وما بعده أي الى ما بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خطاباً أمام الكونغرس الأميركي كما سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، وكل المعطيات تتوقع أن تتخذ حكومة نتنياهو قراراً حاسما في شأن الجهة الشمالية مع لبنان بعد هذه الزيارة المفصلية سواء لجهة إقران التهديدات بإبعاد "حزب الله" عن الحدود بالقوة أو من طريق تسهيل السبل لمفاوضات تنهج طريق تسوية حدودية برية بين لبنان وإسرائيل تكفل نزع فتيل الحرب.
وأمس تعمد الطيران الحربي الإسرائيلي إثارة خوف اللبنانيين فقام بطلعات من أقصى الشمال الى جبل لبنان وبيروت والداخل خارقاً فيها جدار الصوت بقوة على دفعتين، مخلفاً حالاً من الهلع بين المواطنين لاعتقادهم أنه دوي انفجار أو قصف لمكان ما في العمق. وإما على أرض الميدان، فتعرّضت آلية للجيش اللبناني من نوع "هامفي"، لرشقات رشاشة إسرائيلية من قرية الغجر قرب الوزاني. وأفيد عن إصابتها بشكل مباشر بأربع رصاصات، فيما نجت العناصر بأعجوبة من هذا الاعتداء.
 
وفي غضون ذلك أفادت وزارة الخارجية والمغتربين أنها تقدّمت بتاريخ ٣ تموز ٢٠٢٤، عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشكوى أمام مجلس الأمن وتضمّنت إحصاءات رسميّة عن عدد الحرائق الناتجة عن استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض، والذي بلغ ٦٨٣ حريقًا، وعن مساحة الأراضي المحروقة بالكامل التي تخطت ٢١٠٠ دونم خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول الماضي وحتى منتصف آذار من العام الحالي، بالإضافة إلى مساحة الأراضي الحرجيّة والزراعيّة المُتضرّرة والتي وصلت الى6000 دونم.

وكتبت" الاخبار": يلمس الفرنسيون، على ما تقول مصادر مطّلعة على الموقف الفرنسي، أن «باريس تتابع النقاش الذي يدور بين اجتماعات الحكومة الإسرائيلية والكابينت، وفي اجتماعات القيادة العسكرية وبين كبار الجنرالات حول نواياهم للحرب مع لبنان، وأن هناك شبه إجماع على أنه على إسرائيل الآن أو في المستقبل، أن تدفع كلفة الحرب المرتفعة مع حزب الله». ويطرح «التفكير الجديد» خشية قوية لدى الفرنسيين من اندفاع إسرائيل مع استمرار التعثّر السياسي والعسكري الإسرائيلي في غزّة، إلى تجرّع كأس الخسائر الفادحة للحرب مع حزب الله، «لأن الظروف الحالية لا يمكن أن تستمر في ظل استحالة عودة المستوطنين إلى الشمال من دون إزالة تهديد حزب الله، ومحاولة استغلال الدعم الغربي والأميركي الحالي لشن حربٍ على لبنان، تخلط الحسابات في الشرق الأوسط».
عناصر كثيرة تدفع فرنسا إلى التحرّك لتفادي تدهور من هذا النوع، وسط كل التوترات الأوروبية والدولية وحتى الداخلية، إذ من مصلحة باريس اليوم، تعزيز الأدوار الخارجية بشكل عام، حيث يساعد ذلك الدولة الفرنسية العميقة على الدفع نحو انتظام الدينامية السياسية الداخلية، خصوصاً بعد الانتكاسات الأفريقية ونتائج الانتخابات الأخيرة، وليس مقبولاً فرنسياً، أن تسقط باريس في الامتحان اللبناني وتترك حرباً لتندلع بلا حسابات على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. ولعل النشاط الفرنسي حالياً لتمرير التمديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) «بالتي هي أحسن» وإهمال أي بحث بإدخال تعديلات على مهمة القوّة، واحد من أوجه رد الفعل الفرنسي «لتبريد النار»، وفي الاتصالات التي يقوم بها الفرنسيون على الرغم من انشغالاتهم الداخلية.
لكنّ الأهم والأكثر تأثيراً في قرار العدو شنّ عملية من هذا النوع من عدمه، هو ما تفرضه حسابات الميدان على الأمنيات، إذ إن التفكير بالحرب الواسعة من جانب العدوّ على ذات المنطق، جرى تسريبه أكثر من مرّة في الإعلام العبري، وهو لا يختلف عن التهديدات بشن حرب واسعة على الجبهة اللبنانية، والتي يطلقها العدو منذ 8 تشرين الأول.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيل

في خطوة غير مسبوقة، زار وفد من الصحفيين والباحثين الباكستانيين إسرائيل الأسبوع الماضي، رغم كون بلدهم من أكثر الدول عداءً لإسرائيل، حيث ينص جواز سفر مواطنيها على أنه "صالح في جميع الدول ما عدا إسرائيل".

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي أوردت الخبر، إن الزيارة نظمتها منظمة "شراكة" الإسرائيلية، التي تعمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الآسيوية، بهدف تعليم الوفد "تاريخ إسرائيل واليهود".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل استخدمت صربيا الأسلحة الصوتية ضد المحتجين في بلغراد؟list 2 of 2هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النارend of list

ولفتت إلى أن إجراءات اتخذت لحماية الوفد من أي تداعيات خطيرة، حيث تم منع ختم جوازات سفر أعضاء الوفد، وتأجيل نشر أخبار الزيارة إلى ما بعد عودة الوفد بأمان.

وأضافت أن أعضاء الوفد العشرة، وبينهم امرأتان، زاروا أماكن بارزة مثل ياد فاشيم والكنيست والمسجد الأقصى وحائط البراق ومعالم في تل أبيب وسديروت، إضافة إلى موقع هجوم مهرجان "نوفا".

ومن أعضاء الوفد الذين قبلوا الكشف عن هوياتهم الصحفي قيصر عباس، الذي نقلت عنه الصحيفة قوله إنه لا يرى بأسا في كشف هويته للعلن لأنه إنما يزور إسرائيل بصفته الشخصية ولا يرى أن ذلك سيغضب الجمهور الباكستاني.

وأشار إلى إمكانية تحقيق حل الدولتين لكنه أكد أن الحل لن يأتي إلا بمبادرة الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن القضية الفلسطينية هي العقبة الوحيدة التي تمنع باكستان من إقامة اتصالات دبلوماسية مع إسرائيل.

الباكستانيون ما فتئوا يخرجون للشوارع بأعداد كبيرة للتنديد بما يعانيه الفلسطينيون على يد إسرائيل (وكالة الأنباء الأوروبية)

وبدوره تحدث زميله شبير خان، الذي قالت يسرائيل هيوم إنه كان مراسلا لصحيفة واشنطن بوست في باكستان، كذلك عن إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وباكستان مستقبلا، رغم المعارضة الشديدة من "الإسلاميين المتطرفين"، متوقعا أن يتم ذلك  في غضون 10-20 سنة، خاصة حال توقيع اتفاقية رسمية بين السعودية وإسرائيل.

إعلان

واعتبرت يسرائيل هيوم هذه الزيارة نقطة تحول رمزية، وقد تكون مؤشرا على احتمال انفتاح باكستان على علاقات مستقبلية مع إسرائيل، خاصة إذا استمرت السعودية في التقدم نحو اتفاق تطبيع.

وتعليقا على هذه الزيارة، نقلت الصحيفة عن دان فيفرمان، أحد مؤسسي منظمة "شراكة"، قوله "نحن متحمسون لاستضافة وفد آخر من كبار الصحفيين والأكاديميين وقادة المجتمع المدني البارزين من باكستان في إسرائيل في إطار برنامجنا للتثقيف حول معاداة السامية والهولوكوست"، مضيفا أن "هذه المبادرة تسهم في تعزيز أجندتنا الأوسع نطاقًا، التي تهدف لتعزيز السلام بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي".

وأبرز شريكه في تأسيس هذه المنظمة أميت ديري أن "شراكة" انبثقت من رؤية اتفاقيات أبراهام، ومنذ ذلك الحين عززنا الحوار الإقليمي، ويسرنا إجراء محادثات هادفة حول السلام والعلاقات بين باكستان وإسرائيل من خلال تبادل الوفود. وقد لاحظنا اهتمامًا متزايدا بفهم وجهات النظر الإسرائيلية، مما دفعنا إلى استضافة وفود باكستانية في عدة دول، بما في ذلك بولندا وألمانيا، للمشاركة في برامج التثقيف حول الهولوكوست والتوعية بمعاداة السامية"، على حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يخطط لعملية برية واسعة في غزة
  • زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيل
  • إدانات عربية ودولية واسعة لاستئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة
  • ما أسباب اندلاع التصعيد الحدودي بين لبنان وسوريا؟
  • بالفيديو.. هكذا راقبت إسرائيل أحد العناصر في حزب الله واغتالته
  • خبير إسرائيلي: الشرع مستعد للتعاون مع إسرائيل بشرط واحد
  • سفارة أمريكا في الإمارات: زيارة طحنون بن زايد لواشنطن تعكس الشراكة الاستراتيجية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانا على البقاع الغربي في لبنان
  • النائب فضل الله في تشييع شهداء مارون الراس: الإدارة الأميركية والعدو الإسرائيلي يبتزان لبنان
  • ضغوط أميركية للتفاوض مع إسرائيل ولبنان يطالب بتفكيك ألغام الاحتلال