«نيويورك تايمز»: القصف الروسي يزيد من معاناة المرافق الطبية في أوكرانيا
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصاعدت الهجمات على البنية التحتية للرعاية الصحية فى أوكرانيا، مع استهداف المستشفيات والعاملين فى المجال الطبى بشكل متزايد. الهجوم الصاروخى الروسى على مستشفى أوماتديت للأطفال فى كييف يوم الإثنين، كان الأحدث فى سلسلة من الهجمات القاتلة التى أثارت قلق المجتمع الدولى وألقت الضوء على تزايد عدد الضحايا المدنيين فى أوكرانيا هذا العام.
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" وبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الأوكرانيين الذين قد يكونون فى طريقهم للقتل فى هذه الهجمات هذا العام قد يتجاوز عدد القتلى فى العام الماضي. قبل الهجوم على مستشفى أوماتديت، وثقت منظمة الصحة العالمية ١٨ حالة وفاة و٨١ إصابة جراء أكثر من ١٧٥ هجومًا على البنية التحتية للرعاية الصحية فى أوكرانيا خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٤، بما فى ذلك ٤٤ هجومًا على المركبات الطبية.
فى عام ٢٠٢٣، سجلت المنظمة ٢٢ حالة وفاة و١١٧ إصابة من ٣٥٠ هجومًا، بما فى ذلك ٤٥ هجومًا على المركبات الطبية. وتشير تقديرات منظمات أخرى إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك. وفى الهجوم الأخير، قُتل طبيب واحد على الأقل وشخص بالغ آخر، وأصيب ما لا يقل عن ١٠ أشخاص آخرين، بينهم ٧ أطفال، خلال قصف روسى واسع النطاق أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٣٨ شخصًا، بينهم ٢٧ فى كييف. وفقًا لمسؤولين محليين.
وتعد الهجمات على المستشفيات المدنية محظورة بموجب المادة ١٨ من اتفاقية جنيف، التى صادقت عليها الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وتنص المادة ٢٠ من الاتفاقية على ضرورة حماية العاملين فى مجال الرعاية الصحية من قبل جميع الأطراف المتحاربة.
ويقول الخبراء إن روسيا تستهدف بشكل متكرر البنية التحتية للرعاية الصحية فى أوكرانيا، فى حملة قد ترقى إلى جرائم حرب.
ونفت وزارة الدفاع الروسية فى بيان على وسائل التواصل الاجتماعى يوم الاثنين استهدافها للأهداف المدنية فى أوكرانيا عمدًا. وأظهر مقطع فيديو للهجوم، التقطه أحد سكان كييف وتحققت منه صحيفة "نيويورك تايمز"، صاروخًا يتحرك بسرعة عالية قبل أن يضرب المستشفى.
قال كريستيان دى فوس، المحامى ومدير الأبحاث والتحقيقات فى منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" فى نيويورك، إن العالم لم يشهد حتى الآن محاكمة دولية كان فيها الهجوم على البنية التحتية للرعاية الصحية هو المحور الرئيسى للقضية. وأضاف أن الهجوم الروسى يستهدف الأشخاص الأكثر ضعفًا ويؤدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الأوكرانى الذى يعانى بالفعل من ضغوط كبيرة.
وصرح دى فوس: "بموجب القانون الإنسانى الدولي، تحظى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية بحماية خاصة، لأنها ملاذ للمدنيين للحصول على الرعاية الصحية. وهذه المواقع تهدف إلى ضمان حماية السكان المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب".
وتعرف منظمة الصحة العالمية الهجوم على البنية التحتية للرعاية الصحية بأنه أى فعل أو تهديد بالعنف يعطل توافر الخدمات الصحية أو الوصول إليها أو تقديمها.
وتتضمن بياناتها الهجمات المؤكدة والهجمات المحتملة، التى تعرفها المنظمة بأنها الهجمات التى تم توثيقها برواية شاهد واحد أو روايتين ثانويتين مؤكدتين لشريك منظمة الصحة العالمية.
يقول الخبراء إن الهجمات على المستشفيات والعاملين فى مجال الرعاية الصحية فى الصراعات حول العالم آخذة فى الارتفاع. وفى أوكرانيا، لا تشكل الزيادة مفاجأة للعاملين فى حالات الطوارئ.
وقال كريستوفر ستوكس، منسق الطوارئ لمنظمة "أطباء بلا حدود" فى أوكرانيا: "نحن مضطرون باستمرار إلى مراجعة أماكن عملنا والانسحاب من المناطق التى أصبحت غير آمنة". فقد استمرت الحرب هناك لأكثر من عامين.
وأضاف ستوكس أن فى وقت سابق من هذا العام، حاولت المنظمة إنشاء قسم للطوارئ فى منطقة خيرسون، لكن المستشفى تعرض للقصف مرارًا.
وأشار إلى أنه بعد الهجوم السادس، تم اتخاذ القرار بالتخلى عن هذا الجهد. وقال خبراء إن بعض المستشفيات تتخذ احتياطات مثل تغطية النوافذ بأكياس الرمل ونقل المرضى وغرف العمليات إلى الطوابق السفلية لتقليل المخاطر.
وصرح ستوكس: "إن هذه المستشفيات ليست ملاذات آمنة تشعر فيها بالأمان، خاصة بالنسبة للمرضى".
توثق أوليانا بولتافيتس، منسقة الاستجابة الطارئة لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، الهجمات على البنية التحتية للرعاية الصحية، وقالت إنها سمعت دوى الانفجار الناجم عن الضربة صباح يوم الاثنين فى كييف. وأشارت إلى أن هذا كان جزءًا من "نمط من العنف" تكرر فى أوكرانيا منذ فبراير ٢٠٢٢، عندما بدأت الحرب.
وأضافت: "الغزو الشامل بدأ بهجوم على دار للولادة فى ماريوبول. وبعد مرور ثلاث سنوات على الحرب، يبدو أن الأطفال أصبحوا هدفًا للهجمات".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا القصف الروسي منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة فى أوکرانیا الهجمات على الصحیة فى هجوم ا
إقرأ أيضاً:
كيف شوهت نيويورك تايمز تقريري جامعة هارفارد عن معاداة السامية والإسلاموفوبيا؟
قال الكاتب الأمريكي كوري روبن، إن جامعة هارفارد في الولايات المتحدة أصدرت تقريرين مختلفين حول معاداة السامية والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" ركزت على تقرير واحد بعينه.
وأضاف في مقال نشره موقع "ذي انترسبت" وترجمته "عربي21"، أنه عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملها مع مختلف المجموعات في الحرم الجامعي، تريد هارفارد أن يدرك العالم أنها متوازنة. فهي تولي جميع المجموعات اهتماما متساويا.
وأوضح أنه "عندما أصدرت الجامعة يوم الثلاثاء تقريرا مطولا حول معاداة السامية في هارفارد، أصدرت أيضا تقريرا مطوّلا حول الإسلاموفوبيا والتحيز ضد العرب في هارفارد. ولكنك عندما تتابع تغطية صحيفة نيويورك تايمز لن تعرف أبدا أي فئة تشعر بعدم الترحيب".
وأشار إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أن طريقة نشر صحيفة "نيويورك تايمز" لهذا الخبر ستؤثر سلبا على الرأي العام، وقد تسبب ضررا كبيرا".
ولفت الكاتب إلى فقرتين دفعتنا في ثنايا تقرير "نيويورك تايمز" عن تقريري هارفارد: "تعاونت فرقتا العمل لإعداد استطلاع رأي على مستوى الحرم الجامعي، تلقى ما يقرب من 2,300 ردا من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب. ووجد الاستطلاع أن 6% من المشاركين المسيحيين أفادوا بشعورهم بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي، بينما أفاد 15% من المشاركين اليهود و47% من المشاركين المسلمين بالشعور نفسه". و"بالإضافة إلى أن 92% من المشاركين المسلمين الذين أعربوا عن قلقهم بشأن التعبير عن آرائهم، وقال 51% من المشاركين المسيحيين و61% من المشاركين اليهود إنهم يشعرون بالشعور نفسه".
وعلق الكاتب أنه من بين جميع المقالات والادعاءات والتقارير والمقالات الفكرية ومقالات الرأي والتصريحات والخطابات الصادرة عن سياسيين منتخبين وغيرهم من الشخصيات البارزة حول تفشي معاداة السامية في الحرم الجامعي، يكشف هذان التقريران الضخمان أن المجموعة الوحيدة في الحرم الجامعي، سواء كنا نتحدث عن أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو الموظفين، التي تشعر بخوف وتوتر مستمر عند التعبير عن آرائها وتشعر بشكل دائم بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي هم المسلمون.
وقال إنه كثيرا ما يطلب منا أن نأخذ مشاعر وتصورات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين اليهود كمؤشرات على السلامة والأمان الموضوعيين والشعور بالترحيب الذي يشعر به اليهود أو لا يشعرون به في الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، ووفقا لتجاربهم الذاتية في دراسات هارفارد الجديدة، فإن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين اليهود في هارفارد يشعرون دائما بمزيد من الترحيب والأمان والحرية لكونهم يهودا مقارنة بالمسلمين في هارفارد، حسب الكاتب.
وقال الكاتب أنه مع وضع ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على الكيفية التي استهلت فيها صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرها: "أصدرت فرقة عمل من جامعة هارفارد تقريرا لاذعا عن الجامعة يوم الثلاثاء، حيث وجدت أن معاداة السامية قد تسللت إلى المقررات الدراسية والحياة الاجتماعية وتوظيف بعض أعضاء هيئة التدريس ونظرة بعض البرامج الأكاديمية إلى العالم" و"كشف تقرير منفصل عن التحيز ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين في الحرم الجامعي، نشر يوم الثلاثاء أيضا، عن انزعاج وغربة واسعة بين هؤلاء الطلاب، حيث قال 92% من المشاركين المسلمين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنهم سيواجهون عقوبة أكاديمية أو مهنية للتعبير عن آرائهم السياسية".
وما يلحظ، حسب المقال، أن "نيويورك تايمز" بدأت تقريرها عن معاداة السامية والأولوية الثانية للتقرير المتعلق بالمشاعر المعادية للعرب والمسلمين والفلسطينيين. وبالنظر إلى الإحصاءات التي أوردتها الصحيفة نفسها في عمق المقال، يبدو اختيار الترتيب غريبا. لذا فالصحيفة تذكرنا فورا بأبشع الشرور الاجتماعية ولا شيء يضاهيها عندما يتعلق الأمر بالثلاثية "التحيز ضد العرب، والتحيز ضد المسلمين، والتحيز ضد الفلسطينيين".
وفقا لبنية التقرير، فإن "مذهب" معاداة السامية هو الفاعل والعامل. يمكن أن يلحق ضررا جسيما، متسللا ومؤثرا على الحرم الجامعي بأكمله. إنه أمر موضوعي - ما أسماه [عالم الاجتماع الفرنسي] إميل دوركهايم حقيقة اجتماعية.
وعندما يتعلق الأمر بالتحيز ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين، فإن الواقع الموضوعي لمسألة العنصرية يذوب في مشاعر الطلاب. يصبح تصورا أو رأيا ذاتيا للضحايا المزعومين، الذين قد يكونون أو لا يكونون ضحايا على الإطلاق، حسب المقال.
وأوضح الكاتب أنه في الفقرة الافتتاحية للتقرير حول معاداة السامية، استخدمت الصحيفة كلمات مثل "لاذع" و"متسلّل" و"حياة اجتماعية" و"نظرة عالمية" لوصف وضع اليهود في الحرم الجامعي.
هذه الكلمات ليست مقلقة ومخيفة فحسب، بل توجه اتهامات لجميع مستويات المؤسسة، من ممارسات التوظيف إلى قراراتها المتعلقة بالمناهج الدراسية إلى الحياة اليومية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.
ولكن، عندما يتعلق الأمر بالتقرير حول الإسلاموفوبيا ومعاداة العرب، تختزل القضية في "انزعاج الطلاب وعزلتهم" فحسب. هذا يتناقض تماما، وفقا للكاتب، مع تداعيات النقاشات الجامعية على المنح الدراسية والباحثين المؤيدين لفلسطين. تخضع أقسام دراسات الشرق الأوسط بأكملها للمراجعة بسبب آراء مزعومة مؤيدة لفلسطين وتقمع مقالات في مجلات قانونية ويطرد الموظفون بعد التعبير عن آرائهم المؤيدة لفلسطين؛ ويفصل أساتذة بارزون ويتقاعدون في مواجهة الهجمات.
وشدد الكاتب على أنه في فوضى الكلمات التي يقدمها التقرير فـ "المجموعة الوحيدة في الحرم الجامعي، سواء بين أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو الموظفين، التي تشعر بالتوتر الدائم بشأن التعبير عن آرائها وتشعر دائما بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي هم المسلمون وليس اليهود".