دراسة علمية تكشف تقديرات جديدة بشأن أعداد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
رجح أكاديميون في رسالة إلى دورية "لانسيت" الطبية، أن يصل عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ما بين 3 إلى 15 ضعفاً للحصيلة التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، وهو ما يعني في "تقديرات علمية متحفظة" أن الحرب قتلت وستقتل في الأشهر والسنوات المقبلة، نحو 186 ألف فلسطيني، أي ما بين 7 إلى 9% من سكان غزة، مع الأخذ في الاعتبار أعداد الوفيات "غير المباشرة"، في ظل الأوضاع الإنسانية والصحية والمعيشية التي تسببت فيها الحرب.
واعتبر تقرير المجلة الطبية المرموقة، أن عدد الضحايا والذي وصل بحلول 19 يونيو الماضي إلى 37 ألفاً و396 فلسطينياً (38 ألفاً و295 في 10 يوليو)، أقل من العدد الحقيقي للضحايا، استناداً إلى أن 35% من مباني غزة، دُمرت تماماً وفقاً لتقديرات أممية ما يعني أن عدد الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض، كبيراً، مع تقديرات تشير إلى أن عدد الضحايا تحت الأنقاض يبلغ نحو 10 آلاف.
وكتب الخطاب إلى دورية "لانسيت"، رشا الخطيب، الباحثة في معهد Aurora Research بميلواكي في الولايات المتحدة، ومعهد الصحة العامة بجامعة بيرزيت الفلسطينية، ومارتن ماكي، الأستاذ بقسم الصحة العامة والسياسية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، وسليم يوسف من معهد أبحاث صحة السكان بجامعة ماكماستر في كندا.
أرقام دقيقة رغم الصعوبات
وأشار التقرير إلى أنه بينما شككت السلطات الإسرائيلية في أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية قبلتها، وكذلك الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية. وقال إن بيانات الوزارة يدعمها التحليل المستقل، والذي وجد أن مزاعم تزوير الأرقام "غير معقولة".
ولفتت الرسالة الأكاديمية إلى أن جمع البيانات أصبح أكثر صعوبة أمام وزارة الصحة في قطاع غزة، نظراً إلى تدمير أغلب البنى التحتية، مشيرة إلى أن الوزارة اضطرت إلى تعديل تقاريرها المعتادة، بناءً على الوفيات في المستشفيات، أو الذين تم نقلهم إلى المستشفيات متوفين، بمعلومات من وسائل إعلام موثقة، والمسعفين، وعمال الطوارئ في مواقع الأحداث.
ووفق الرسالة الأكاديمية، فإن هذا التعديل أدى في نهاية المطاف وبشكل محتوم، لـ"تقليل جودة البيانات المفصلة التي كانت تسجل مسبقاً".
وذكرت الرسالة أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تنشر الآن وبشكل منفصل أعداد الجثامين التي لم يتم التعرف عليها ضمن الحصيلة الكلية، وأشارت إلى أنه بحلول 10 مايو الماضي، كان 30% من حصيلة الوفيات المسجلة حينها (35 ألفاً و91)، جثثاً لم يتم التعرف عليها.
وحسبما نقلت دورية "لانسيت"، فإن بعض المسؤولين ووكالات الأنباء، حاولوا استغلال ذلك التغيير الذي كان يهدف إلى تحسين جودة البيانات لتقويض موثوقية البيانات، ورغم ذلك، قالت المجلة، إن أعداد الضحايا المنشورة تعد "أقل من العدد الحقيقي".
الوفيات غير المباشرة
وقالت مجلة "لانسيت"، إن النزاعات المسلحة عادة ما يكون لها عواقب صحية غير مباشرة، بخلاف الأذى المباشر الناتج عن العنف.
وأشارت إلى أنه "حتى في حال انتهاء النزاع بشكل فوري، فإن العديد من الوفيات غير المباشرة ستقع في الأشهر والسنوات المقبلة، بسبب الأمراض التناسلية والأمراض السارية وغير السارية".
وتوقعت أن تكون حصيلة الوفيات النهائية "ضخمة"، بسبب شدة القتال، وتدمير البنية التحتية، والنقص الحاد في الغذاء والماء والمسكن، وعدم قدرة السكان على الفرار إلى أماكن آمنة، وتوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وفي النزاعات الأخيرة، فإن الوفيات غير المباشرة، وفق "لانسيت"، كانت تتراوح بين 3 إلى 15 ضعفاً للوفيات المباشرة للنزاع.
واعتبرت الدراسة الأكاديمية، أنه مع تطبيق متحفظ لهذا المقياس، بافتراض وقوع 4 وفيات غير مباشرة لكل وفاة مباشرة، فإنه "ليس من غير المعقول أن نقدر أن النزاع قتل نحو 186 ألف شخص بشكل غير مباشر".
ولفتت إلى أنه باستخدام إحصائيات السكان في غزة في 2022، والتي قدرت تعداد السكان بنحو مليونين و375 ألفاً، فهذا يعني أن النزاع سيقتل ما بين 7 إلى 9% من سكان القطاع.
وشددت الدراسة، على أن وقفاً فورياً وعاجلاً لإطلاق النار في غزة، أمر أساسي، وطالبت بأن يصاحبه إجراءات لتمكين توزيع اللوازم الطبية، والغذاء، والمياه النظيفة، والموارد الأخرى التي تغطي الاحتياجات الإنسانية.
كما دعت، في الوقت نفسه، إلى تسجيل نطاق وطبيعة المعاناة في هذا النزاع، لافتة إلى أن "توثيق النطاق الحقيقي للنزاع، ضروري لضمان المحاسبة التاريخية، ومعرفة الكلفة الكاملة للحرب".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: غیر المباشرة وزارة الصحة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل التناوب بين الجلوس والوقوف في العمل المكتبي مفيد؟.. دراسة تكشف تفاصيل مثيرة
وجدت دراسة أجرتها عالمة أوبئة من جامعة وست فيرجينيا بالولايات المتحدة، أن التناوب بين الجلوس والوقوف في العمل المكتبي يقلل من السلوك المستقر ولكنه لا يساعد في خفض ضغط الدم. كما اكتشف الباحثون أن الوقوف لفترات طويلة أثناء العمل قد يؤثر سلبا على صحة القلب والأوعية الدموية.
وفي تجربة سريرية، توقع الباحثون تحديد أن الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكنهم خفض ضغط الدم لديهم من خلال تدخل سلوكي بما في ذلك استخدام طاولة مكتب يمكن استخدامها بوضع الجلوس والوقوف وذلك لتقليل الجلوس، حسب تقرير نشره موقع "Scitechdaily" وترجمته "عربي21".
قالت بيثاني بارون غيبس، رئيسة وأستاذة في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الصحة العامة بجامعة ويست فيرجينيا: "لقد قلل الناس من سلوكهم المستقر بأكثر من ساعة في اليوم من خلال الوقوف للعمل في مكاتبهم وكان ذلك جيدا حقا لأنه لا يزال هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الجلوس كثيرا ليس جيدا لنا وأننا بحاجة إلى التحرك أكثر".
وأضافت أنه "مع ذلك، لم يتحسن ضغط الدم على الإطلاق، ليس مع ضغط الدم أثناء الراحة، أو ضغط الدم أثناء الحركة أو سرعة موجة النبض. وهذا مهم لأنني أعتقد أن الكثير من الناس يستخدمون طاولا المكتب المصممة للعمل في وضعي الجلوس والوقوف ويعتقدون أن ذلك قد يساعد في خفض ضغط الدم لديهم".
وفقا لجمعية القلب الأمريكية، يعاني ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم. وتعد زيادة النشاط البدني أحد تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في خفض الضغط.
قالت بارون غيبس: "نعلم أن النشاط البدني المعتدل إلى القوي مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات يقلل من ضغط الدم تماما. ولكن على مدار السنوات العشر الماضية، أدركنا الآن أنه حتى إذا كنت تمارس الرياضة بقدر ما يفترض بك، أي من 20 إلى 30 دقيقة كل يوم، فهناك 16 ساعة أخرى خلال اليوم تقوم فيها بشيء آخر. في الوقت الحاضر، يجلس العديد من الناس لمعظم ذلك الوقت الآخر".
وأضافت أن الدراسات الرصدية السابقة - بما في ذلك بعض الدراسات التي قادتها - تشير إلى أن الأشخاص الذين يجلسون كثيرا لديهم صحة قلبية وعائية أسوأ من الأشخاص الأكثر نشاطا، وفقا للتقرير.
وأوضحت: "أظهرت بعض هذه الدراسات أنه إذا جلست لفترة طويلة في جلسة واحدة، تبدأ أشياء قلبية وعائية سيئة في الحدوث، مثل تجمع الدم في ساقيك وارتفاع ضغط الدم للتعويض عن نقص الدورة الدموية".
وفي التجربة السريرية، أوصى الباحثون بأن يقف المشاركون لمدة 15 إلى 30 دقيقة كل ساعة ويأخذون استراحة للمشي كل ساعة. ومع ذلك، وقف البعض لفترة أطول من غيرهم، مما زاد من مقياس تصلب الشريان الأبهر لديهم، وهو عامل يجعل قلبك يعمل بجهد أكبر ويمثل مرحلة مبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى الرغم من أن بارون غيبس اعتبرت النتيجة "ذات دلالة إحصائية، ولكنها ليست هائلة"، إلا أنها قالت إنها تشير إلى أن الوقوف الثابت لفترات طويلة قد يكون له نفس تأثير الجلوس لفترات طويلة.
وشرحت أن السبب هو آلية فسيولوجية تسمى مضخة العضلات - أو مضخة عضلية وريدية - تساعد في تدوير الدم من الساقين إلى القلب.
وقالت: "تحتوي الأوردة في أرجلنا على صمام أحادي الاتجاه، وبمجرد دفع الدم لأعلى، لا يمكنه العودة إلى الأسفل. يساعد ذلك قلبك على ضخ الدم مرة أخرى من ساقيك إلى قلبك ودماغك. كلما قمت بتحريك عضلات ربلة الساق عن طريق المشي أو الحركة، تساعد تقلصات العضلات هذه في دفع الدم لأعلى من خلال هذا الصمام أحادي الاتجاه. لذا، إذا كنت واقفا عند مكتبك، ولا تتحرك، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى نفس تأثيرات تجمع الدم التي نراها عند الجلوس ولكن أسوأ من ذلك لأنه من الصعب على دمك أن يدفع لأعلى إلى دماغك في وضع الوقوف".
نُشر عملهم في مجلة جمعية القلب الأمريكية Circulation وسيظهر أيضا في مجموعة من المقالات الخاصة بفرضية العدم.
قالت بارون غيبس: "أعلم أننا أجرينا دراسة جيدة، وعلى الرغم من أنها نتيجة عدمية، فهذا مهم لأننا بحاجة إلى معرفة ما لا يعمل تماما كما نحتاج إلى معرفة ما يعمل على تحسين ضغط الدم".
لإجراء الدراسة، قامت بارون غيبس وفريقها بتجنيد 271 من العاملين في المكاتب الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وحددوا هدفا لزيادة نشاطهم البدني في يوم العمل.
تم تزويد المشاركين بطاولات مكتب مصممة للجلوس والوقوف وأجهزة تتبع النشاط القابلة للارتداء والتي تصدر صوتا إذا لم يخطوا 250 خطوة على الأقل في الساعة. كما تم تزويدهم بأجهزة مراقبة النشاط وطلب منهم الاحتفاظ بمذكرات حتى يتمكن الباحثون من فهم سلوكياتهم داخل وخارج العمل. وشملت التقييمات ضغط الدم وتصلب الشرايين.
وجد الباحثون أن الوقوف خارج ساعات العمل كان له تأثير إيجابي في خفض ضغط الدم، وهي النتيجة التي تعزوها بارون غيبس إلى الاختلافات في طريقة وقوف الأشخاص في أوقات الفراغ أو وقت العمل.
وقالت: "يحدث الوقوف الأكثر نشاطا عندما تكون في وقت فراغك. لنفترض أنني أقف وأشاهد مباراة كرة قدم لابنتي، فقد أكون واقفا، لكنني ربما أتحرك وأتحدث إلى الناس وأشاهد المباراة. أنا لا أقف ساكنا لفترة طويلة فحسب. أنا أستخدم عضلات ساقي وأعزز تدفق الدم. "هذا تمييز مهم يجب القيام به. في حين أن الشخص الذي يستخدم طاولة مكتب للجلوس والوقوف، أو أمين الصندوق، أو أنواعا أخرى من الوقوف المهني من المرجح أن يظل واقفا ساكنا أو ثابتا لفترة طويلة. فرضيتي هي أن أشهرا من هذا النوع الثابت والمطول من الوقوف هو ما قد يتسبب في تصلب الشرايين بمرور الوقت".
مع ذلك، أشارت بارون غيبس إلى أن طاولات المكتب المصممة للجلوس والوقوف مفيدة بعدة طرق، بما في ذلك توفير الراحة من آلام أسفل الظهر المزمنة وتنظيم مستويات الغلوكوز، كما تشير بعض الدراسات.
ومع ذلك، فهي تنصح الناس بتجنب الوقوف الثابت وبدلا من ذلك الحفاظ على تحريك عضلاتهم - وهو السلوك الذي تخطط لمعالجته في دراستها التالية.
وقالت: "ما نريد التحقيق فيه هو الأشياء الصغيرة التي تفعلها على مكتبك، مثل رفع الكعب للعمل على مضخة العضلات، أو استخدام لوح التوازن، أو السير في مكانك لتحريك تلك العضلات. هل هذا يجعل الوقوف على المكتب مفيدا وليس ضارا؟ نعتقد أنه سيكون كذلك، لكننا لا نعرف على وجه اليقين".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع حتى نتمكن من إخبار الناس بما يمكنهم فعله لتحسين صحتهم. إن وظيفتنا كباحثين هي إعلام الجمهور بكيفية قضاء وقتهم وطاقتهم بأكبر قدر من الفعالية لتحقيق الفوائد الصحية".