رجح أكاديميون في رسالة إلى دورية "لانسيت" الطبية، أن يصل عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ما بين 3 إلى 15 ضعفاً للحصيلة التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، وهو ما يعني في "تقديرات علمية متحفظة" أن الحرب قتلت وستقتل في الأشهر والسنوات المقبلة، نحو 186 ألف فلسطيني، أي ما بين 7 إلى 9% من سكان غزة، مع الأخذ في الاعتبار أعداد الوفيات "غير المباشرة"، في ظل الأوضاع الإنسانية والصحية والمعيشية التي تسببت فيها الحرب.

واعتبر تقرير المجلة الطبية المرموقة، أن عدد الضحايا والذي وصل بحلول 19 يونيو الماضي إلى 37 ألفاً و396 فلسطينياً (38 ألفاً و295 في 10 يوليو)، أقل من العدد الحقيقي للضحايا، استناداً إلى أن 35% من مباني غزة، دُمرت تماماً وفقاً لتقديرات أممية ما يعني أن عدد الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض، كبيراً، مع تقديرات تشير إلى أن عدد الضحايا تحت الأنقاض يبلغ نحو 10 آلاف.

وكتب الخطاب إلى دورية "لانسيت"، رشا الخطيب، الباحثة في معهد Aurora Research  بميلواكي في الولايات المتحدة، ومعهد الصحة العامة بجامعة بيرزيت الفلسطينية، ومارتن ماكي، الأستاذ بقسم الصحة العامة والسياسية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، وسليم يوسف من معهد أبحاث صحة السكان بجامعة ماكماستر في كندا.

أرقام دقيقة رغم الصعوبات

وأشار التقرير إلى أنه بينما شككت السلطات الإسرائيلية في أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية قبلتها، وكذلك الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية. وقال إن بيانات الوزارة يدعمها التحليل المستقل، والذي وجد أن مزاعم تزوير الأرقام "غير معقولة".

ولفتت الرسالة الأكاديمية إلى أن جمع البيانات أصبح أكثر صعوبة أمام وزارة الصحة في قطاع غزة، نظراً إلى تدمير أغلب البنى التحتية، مشيرة إلى أن الوزارة اضطرت إلى تعديل تقاريرها المعتادة، بناءً على الوفيات في المستشفيات، أو الذين تم نقلهم إلى المستشفيات متوفين، بمعلومات من وسائل إعلام موثقة، والمسعفين، وعمال الطوارئ في مواقع الأحداث.

ووفق الرسالة الأكاديمية، فإن هذا التعديل أدى في نهاية المطاف وبشكل محتوم، لـ"تقليل جودة البيانات المفصلة التي كانت تسجل مسبقاً".

وذكرت الرسالة أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تنشر الآن وبشكل منفصل أعداد الجثامين التي لم يتم التعرف عليها ضمن الحصيلة الكلية، وأشارت إلى أنه بحلول 10 مايو الماضي، كان 30% من حصيلة الوفيات المسجلة حينها (35 ألفاً و91)، جثثاً لم يتم التعرف عليها.

وحسبما نقلت دورية "لانسيت"، فإن بعض المسؤولين ووكالات الأنباء، حاولوا استغلال ذلك التغيير الذي كان يهدف إلى تحسين جودة البيانات لتقويض موثوقية البيانات، ورغم ذلك، قالت المجلة، إن أعداد الضحايا المنشورة تعد "أقل من العدد الحقيقي".

الوفيات غير المباشرة

وقالت مجلة "لانسيت"، إن النزاعات المسلحة عادة ما يكون لها عواقب صحية غير مباشرة، بخلاف الأذى المباشر الناتج عن العنف.

وأشارت إلى أنه "حتى في حال انتهاء النزاع بشكل فوري، فإن العديد من الوفيات غير المباشرة ستقع في الأشهر والسنوات المقبلة، بسبب الأمراض التناسلية والأمراض السارية وغير السارية".

وتوقعت أن تكون حصيلة الوفيات النهائية "ضخمة"، بسبب شدة القتال، وتدمير البنية التحتية، والنقص الحاد في الغذاء والماء والمسكن، وعدم قدرة السكان على الفرار إلى أماكن آمنة، وتوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وفي النزاعات الأخيرة، فإن الوفيات غير المباشرة، وفق "لانسيت"، كانت تتراوح بين 3 إلى 15 ضعفاً للوفيات المباشرة للنزاع.

واعتبرت الدراسة الأكاديمية، أنه مع تطبيق متحفظ لهذا المقياس، بافتراض وقوع 4 وفيات غير مباشرة لكل وفاة مباشرة، فإنه "ليس من غير المعقول أن نقدر أن النزاع قتل نحو 186 ألف شخص بشكل غير مباشر".

ولفتت إلى أنه باستخدام إحصائيات السكان في غزة في 2022، والتي قدرت تعداد السكان بنحو مليونين و375 ألفاً، فهذا يعني أن النزاع سيقتل ما بين 7 إلى 9% من سكان القطاع.

وشددت الدراسة، على أن وقفاً فورياً وعاجلاً لإطلاق النار في غزة، أمر أساسي، وطالبت بأن يصاحبه إجراءات لتمكين توزيع اللوازم الطبية، والغذاء، والمياه النظيفة، والموارد الأخرى التي تغطي الاحتياجات الإنسانية.

كما دعت، في الوقت نفسه، إلى تسجيل نطاق وطبيعة المعاناة في هذا النزاع، لافتة إلى أن "توثيق النطاق الحقيقي للنزاع، ضروري لضمان المحاسبة التاريخية، ومعرفة الكلفة الكاملة للحرب".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: غیر المباشرة وزارة الصحة إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: قلة النوم قد تحدث تغييرات غريبة في الشخصية

من العواقب المعروفة لعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، الانفعال، والنعاس، وانتفاخ العينين، غير أن أبحاث جديدة تثير القلق من أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم باستمرار قد يسبب تغييراً غريباً في الشخصية، حيث يزيد من خطر تصديق نظريات المؤامرة.

ووفقا لباحثين تابعوا أكثر من 1000 بريطاني، فإن أولئك الذين عانوا من نومٍ مضطرب لمدة شهر كانوا أكثر عرضة لتأييد معتقداتٍ مُبالغٍ فيها وغير مُثبتة، بما في ذلك أن الأرض مُسطحة أو أن استخدام التطعيمات كوسيلة لزرع شريحة في أجسام الناس، وفق "دايلي ميل".


ولطالما أشارت الأبحاث حول نظريات المؤامرة إلى أن سمات الشخصية قد تكون مسؤولة عنها، حيث يكون الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمان، والارتياب، والاندفاع أكثر ميلًا لقبولها.
ومع ذلك، أشارت الدراسة الجديدة إلى أن قلة النوم قد تُؤدي إلى مثل هذه التغييرات في الشخصية.
وأكد الخبراء اليوم، الذين وصفوا النتائج بأهمية، أن الاهتمام بجودة النوم قد يُمكّننا من تقييم المعلومات بشكل نقدي ومقاومة الروايات المضللة بشكل أفضل.


وقال الدكتور دانيال جولي، الأستاذ المساعد في علم النفس الاجتماعي بجامعة نوتنغهام والمؤلف الرئيسي للدراسة: "النوم ضروري للصحة العقلية والأداء الإدراكي، ولقد ثبت أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والبارانويا، وهي عوامل تُسهم أيضاً في تكوين معتقدات المؤامرة".
كما يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى السمنة، وفقدان الذاكرة، وداء السكري، وأمراض القلب، وتقلبات مزاجية مُتزايدة، وضعف القدرة على التعلم، وضعف الاستجابة المناعية، مما يجعلك عُرضة للأمراض.
وفي دراسة نُشرت في مجلة "علم النفس الصحي"، قال الباحثون إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف جودة نومهم كانوا أكثر عرضة "بشكل ملحوظ" لتصديق الرواية التآمرية للأحداث، وأضافوا: "إن التعرض لنظريات المؤامرة يؤدي إلى تنامي معتقدات المؤامرة، وسوء جودة النوم يُعزز هذا التأثير.
وأشارت دراسة إلى أن من يعانون من الأرق أكثر عرضة للشعور بفقدان السيطرة على عواطفهم، ووأوضح علماء من جامعة هونغ كونغ أن هذا أدى إلى زيادة احتمالية تبني "عقلية المؤامرة" والمعاناة من "الضيق النفسي".
ووجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة "ذا سليب تشاريتي" على 2000 شخص أن 9 من كل 10 يعانون من نوع من مشاكل النوم، بينما ينخرط واحد من كل اثنين في سلوكيات عالية الخطورة أو خطيرة عند عدم القدرة على النوم، وترتبط قلة النوم بعدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك السرطان والسكتة الدماغية والعقم.
 

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف سبب الإصابة بمرض "باركنسون"
  • حرب أوكرانيا.. إحصائية جديدة عن ضحايا وخسائر الجيش الروسي
  • دراسة تكشف: قلة النوم قد تحدث تغييرات غريبة في الشخصية
  • ثورة علمية: "ثني الماء" يفتح آفاقاً جديدة في التحكم بالأجسام العائمة
  • سر الصحة المثالية يكمن في هذه الفاكهة الصغيرة!
  • دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
  • دراسة علمية: المناطق الأقل تعليماً تسبق الجميع في استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48503 شهيدًا
  • دراسة تكشف تأثير أكل السمك على سلوك الأطفال
  • تسريبات جديدة بشأن المحادثات المباشرة بين حماس وإدارة ترامب