جرائم حرب.. اعترافات جنود الاحتلال: قتلنا فلسطينيين لشعورنا بالملل
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اعترف أفراد من جيش الاحتلال بإطلاق النار على الفلسطينيين دون قيود، وبدافع «الملل»، وتركوا جثثهم فى الشوارع، وسط غياب شبه كامل لضوابط إطلاق النار فى الحرب على قطاع غزة المحاصر.
وذكرت مجلة «تل أبيب +٩٧٢» إن الجنود «مصرح لهم بفتح النار على الفلسطينيين حسب الرغبة تقريبًا، بمن فى ذلك المدنيون».
وكشفت مصادر من جيش الاحتلال، عن قتل الجنود الصهاينة للمدنيين بشكل «روتيني» لمجرد أنهم دخلوا منطقة وصفها الجيش بأنها «محظورة».
وقال أحد الجنود الذى جرى تعريفه باسم «ب»، والذى قاتل مع القوات النظامية فى غزة لعدة أشهر: «كانت هناك حرية عمل كاملة»، بما فى ذلك فى مركز قيادة كتيبته. وتابع الجندي: «إذا كان هناك (حتى) شعور بالتهديد، فلا داعى للشرح، ما عليك سوى إطلاق النار».
ويقول الجندى «ب»: «عندما يرى الجنود شخصًا يقترب (يجوز إطلاق النار على مركز كتلته (جسده)، وليس فى الهواء)»، مضيفًا «يجوز إطلاق النار على الجميع، فتاة صغيرة وامرأة عجوز».
وقال يوفال جرين، وهو جندى احتياطى يبلغ من العمر ٢٦ عاما، وقاتل بصفته جزءًا من «لواء ٥٥ مظليين» فى نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، والجندى الوحيد الذى تمت مقابلته، والذى كان على استعداد للتعريف باسمه، إنه: «لم تكن هناك قيود على الذخيرة، كان الناس يطلقون النار فقط لتخفيف الملل».
وقال الجندى الاحتياطى «س»، الذى قاتل فى شمال غزة: «الناس يريدون تجربة الحدث (بالكامل). أنا شخصيًا أطلقت بضع رصاصات دون سبب، فى البحر أو على الرصيف أو فى مبنى مهجور، لقد أبلغوا عن الأمر على أنه (نار عادية)، وهو الاسم الرمزى لعبارة (أشعر بالملل، لذا أطلق النار)».
وقال «م»، وهو جندى احتياطى قاتل فى قطاع غزة، إنه عندما لا تكون هناك قوات إسرائيلية أخرى فى المنطقة، فإن «إطلاق النار غير مقيد للغاية، مثل الجنون. وليس فقط الأسلحة الصغيرة: المدافع الرشاشة والدبابات ومدافع الهاون».
فى حين أن إطلاق النار على «المستشفيات والعيادات والمدارس والمؤسسات الدينية، ومبانى المنظمات الدولية» يتطلب تصريحًا أعلى، قال الجندى «أ»، وهو ضابط تحدث للمجلة الإسرائيلية: «عمليًا، يمكننى الاعتماد على الحالات التى قيل لنا فيها ألا نفعل ذلك لإطلاق النار. حتى مع الأشياء الحساسة مثل المدارس، تبدو (الموافقة) كأنها مجرد إجراء شكلي».
وقال الجندى «أ»: «كانت الروح السائدة فى غرفة العمليات هي: أطلقوا النار أولًا، واطرحوا الأسئلة لاحقًا. كان هذا هو الإجماع... لن يذرف أحد دمعة إذا قمنا بتسوية منزل بالأرض عندما لا تكون هناك حاجة لذلك، أو إذا أطلقنا النار على شخص ما».
وقالت الشهادات للمجلة الصهيونية، إن جثث المدنيين تركت على طول الطرق، والأرض المكشوفة، لتتحلل أو تأكلها الحيوانات الضالة، مشيرة إلى أن الجنود فى الجيش الإسرائيلى يخفونها فقط قبل وصول قوافل المساعدات الدولية.
وقال الجندى الاحتياطى «س»: «كانت المنطقة بأكملها مليئة بالجثث. هناك أيضًا كلاب وأبقار وخيول نجت من القصف، وليس لديها مكان تذهب إليه. لا يمكننا إطعامها، ولا نريدها أن تقترب كثيرًا أيضًا؛ لذلك، أحيانًا ترى كلابًا تتجول بأجزاء متعفنة من جسدها. هناك رائحة موت مروعة»، وقال الجندي: «إنه قبل وصول القوافل الإنسانية، تجرى إزالة الجثث».
وتابع الجندى «س»: «تنزل جرافة من طراز (دى -٩)، ومعها دبابة، وتقوم بتطهير المنطقة من الجثث، وتدفنها تحت الأنقاض، وتقلبها جانبًا حتى لا تراها القوافل»، مشيرًا إلى أن «هناك وفيات أكثر مما يجري الإبلاغ عنه».
وأضاف الجندى الاحتياطي: «كنا فى منطقة صغيرة. كل يوم، يُقتل ما لا يقل عن واحد أو اثنين من (المدنيين) لأنهم كانوا يسيرون فى منطقة محظورة، لا أعرف من هو إرهابى ومن ليس كذلك، لكن معظمهم لم يحملوا أسلحة».
ووفق التقرير، فمن بين ٣٢٤ جنديًا إسرائيليًا قتلوا فى غزة، قُتل ٢٨ جنديًا على الأقل بنيران صديقة، وأفادت الشهادات بأن إطلاق النار غير المحدود كان مسؤولًا جزئيًا عن العدد الكبير من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا بنيران صديقة فى الأشهر الأخيرة.
وشهد الجندى جرين بأن قواعد الاشتباك أظهرت «لامبالاة عميقة» بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى غزة.
ووفق الشهادات، فإن قواعد إطلاق النار لم تتغير حتى بعد أن قتل جنود إسرائيليون فى الشجاعية ٣ أسرى كانوا يلوحون بأعلام بيضاء فى ديسمبر معتقدين أنهم فلسطينيون، ويتذكر الجندى «ب»: «بالنسبة للرهائن، لم تكن لدينا توجيهات محددة».
وقال جرين: «لقد سمعت تصريحات (من جنود آخرين) مفادها أن الرهائن ماتوا، وليس أمامهم أى فرصة، ويجب التخلى عنهم»، مضيفًا: «(هذا) أزعجنى أكثر... إنهم ظلوا يقولون (نحن هنا من أجل الرهائن)، ولكن من الواضح أن الحرب تلحق الضرر بالرهائن، كانت هذه فكرتى حينها؛ واليوم تبين أن هذا صحيح».
كما أظهر التقرير أن هناك سياسة ممنهجة لإحراق منازل الفلسطينيين بعد احتلالها، وعندما احتل الجنود المنازل، شهد جرين أن السياسة كانت «إذا تحركت، عليك أن تحرق المنزل». وأكد الجندى «ب»: «قبل أن تغادر، قم بإحراق المنزل - كل منزل»، «وهذا مدعوم على مستوى قائد الكتيبة، هذا حتى لا يتمكن (الفلسطينيون) من العودة، وإذا تركنا وراءنا أى ذخيرة أو طعام، فلن يتمكن الإرهابيون من استخدامها».
وقال جرين إن الدمار الذى خلّفه الجيش الإسرائيلى فى غزة «لا يمكن تصوره»، مشيرًا إلى أن الجنود ينهبون أيضًا منازل الفلسطينيين، وأردف: «كثير من الجنود (عاملوا المنازل مثل متجر للهدايا التذكارية، ونهبوا كل ما لم يتمكن سكانها الفلسطينيون من أخذه معهم)».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة إسرائيل جنود الاحتلال إطلاق النار على فى غزة
إقرأ أيضاً:
"مش مصدق إني لقيت أخوي".. فرحة تغالبها الدموع في لقاء توأمين فلسطينيين بعد فراق طويل
◄ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يسمح بالعودة إلى شمال القطاع
◄ مئات الآلاف عادوا الأسبوع الماضي
◄ لقاءات مفعمة بالمشاعر لالتئام شمل عائلات بعد غياب
غزة- رويترز
في لقاء مفعم بفيض من مشاعر الحب بين شقيقين توأمين، تجلت صورة لعودة الحياة من وسط الرماد بعد حرب طاحنة استمرت 15 شهرا في قطاع غزة، بعد أن سمحت إسرائيل بالحركة داخل القطاع في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
وحصد مقطع مصور لعناق اختلطت فيه السعادة بالدموع للتوأمين، وسط حشود العائدين إلى ديارهم قبل أسبوع من مخيمات النازحين، مشاهدات واسعة في جميع أنحاء العالم. كابد إبراهيم ومحمود آلام الفقد وأهوال الحرب التي ألقت بظلالها حتى على فرحة اللقاء.
وقال محمود، أحد التوأمين (30 عاما) متحدثا عن تجربتهما بعد أيام في مقطع مصور حصلت عليه رويترز "خلاص الروح رجعت للصدر، الروح رجعت للقلب.. مش مصدق إني لقيت أخوي".
وافترق التوأمان في منطقة جباليا شمال غزة في وقت مبكر من الصراع الذي بدأ بهجوم مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل التي تشير إحصاءاتها إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد نحو 250 أسيرًا إلى قطاع غزة.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تسببت في استشهاد أكثر من 47 ألف شخص ودمرت أجزاء كبيرة من القطاع.
وفي وقت مبكر من حملتها العسكرية، أمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة الشمال، حيث كانت عملياتها العسكرية على أشدها. ثم مُنع الذين سافروا إلى الجنوب من العودة حتى الأسبوع الماضي، حيت سمح بالعودة ضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وانتهى المطاف بإبراهيم في الجنوب، بينما ظل محمود في الشمال.
وحين وصلت الأخبار في وقت متأخر من إحدى الليالي بأنه يمكنه العودة إلى جباليا، اتصل إبراهيم بمحمود الذي ارتدى ملابسه بسرعة وهرع إلى نقطة الالتقاء على الطريق الرئيسي المؤدي إلى شمال غزة.
وقال محمود في المقطع المصور الذي حصلت عليه رويترز "تخيل... ست ساعات وأنا واقف على رجليا... باطّلع هيك وباطلع هيك وين إبراهيم وين إبراهيم".
وقال محمود إن القادمين من الجنوب كانوا يخلطون بينه وبين شقيقه، وكانوا يستغربون وصوله إلى الشمال بهذه السرعة. ثم كانوا يطلبون منه الانتظار لفترة أطول لأن إبراهيم كان يسافر مع بناته الست الصغيرات وكان عليه أن يسير ببطء.
وقال وهو يصف لحظة لم شملهما "نادى عليا (قائلا) محمود... أنا مش طبيعي صرت. عالسريع جريت جراي وأخدنا أنا وياه في الأحضان... لدرجة ماليش خاطر أسيب الحضن بيني وبينه".
وقال الرجلان وأسرتاهما، بعد أن اجتمعا مرة أخرى، إنهم يقضون وقتهم في البحث وسط أنقاض منزل العائلة الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر تشرين الثاني 2023 أسفرت عن مقتل إحدى بنات إبراهيم وإصابة أخرى في رأسها وساقيها.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بشن قصف عشوائي. وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يندسون وسط السكان المدنيين وإنها تحاول ضرب الجماعة مع تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين قدر الإمكان.
ولم يرغب إبراهيم في التوجه جنوبا، لكن القوات الإسرائيلية تحركت نحو المستشفى الإندونيسي شمال غزة أثناء وجوده هناك مع عائلته، فقام الهلال الأحمر بنقلهم جميعا إلى مستشفى أكبر في الجنوب حيث كان العلاج أفضل.
وواجه إبراهيم وأسرته ظروفا صعبة في الجنوب، بدون منزل أو ممتلكات، وانقطعت الاتصالات لمدة أربعة أشهر تقريبا.
وقال محمود "في مرحلة إجت علينا فيش (لا يوجد) اتصال في هاديك (هذه) الأيام لمدة أربع شهور.. في الأربع شهور هادي كانت نفسيتي منهارة لدرجة فقدت وزني".
وجلس التوأمان معا مرة أخرى في المساء أمام النار بجوار أنقاض منزلهما، ينضجان الخبز وحولهما أطفالهما ينظرون في سرور.