يمانيون – متابعات
في عالم الدفاع البحري، يتجلّى نظام “إيجس” (Aegis) كتجسيد للتفوّق التكنولوجي والاستراتيجي الأمريكي منذ دخوله الخدمة في أوائل الثمانينيات، أثبت جدارته كعمود أساسي في أنظمة الدفاع البحري للولايات المتحدة وحلفائها، مما يضمن حماية وتأمين المهام البحرية الحساسة بكفاءة لا مثيل لها.

يواجه نظام “إيجس” اليوم تحديات معقّدة ومتزايدة لم يتمكّن خلالها من العمل بفعّالية أمام هجمات الجيش اليمني الذي يستخدم الصواريخ والطائرات غير المأهولة ضد المدمّرات والفرقاطات الأميركية والأوروبية وحتى حاملة الطائرات “آيزنهاور”.

في عالم الدفاع البحري، يعد نظام إيجس (Aegis) الدرع الحصين لأسطول البحرية الأميركي وحلفائه الأوروبيين، ومع ذلك، تأتي المفارقة الصادمة عند مواجهته للجيش اليمني الذي كشف عن هشاشة هذا النظام الدفاعي وعجزه المذهل في مواجهة هجماته المستمرة والمتطورة.

فبينما يعتمد النظام على فعّاليته في اعتراض الصواريخ الدقيقة والطائرات من دون طيار، تظهر التكتيكات البسيطة لصنعاء هشاشة هذا الدرع الضخم في الحماية، مما يثير انقلاباً على الصورة المعتادة عن قوة “إيجس” كركيزة للدفاع البحري.

لقد كانت هجمات الجيش اليمني على الفرقاطات والمدمّرات الأميركية والأوروبية ناجحة وفعّالة وصولاً إلى استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور”.

وفي الوقت الذي تعبّر فيه الصحافة الأجنبية عن تساؤلات منها: هل يكتب اليمن نهاية عصر حاملات الطائرات؟ نطرح سؤالاً آخر؛ كيف تمكّنت صنعاء من تهشيم فخر التقنية العسكرية المتطوّرة لأحدث نظام دفاعي بحري تستخدمه البحرية الأميركية والأوروبية؟ وكيف استطاعت صنعاء امتلاك تقنيات وتكنولوجيا مضادة أدت إلى هزيمة تقنيات “أيجس” المتقدمة؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال سنحاول معرفة ماهية نظام “إيجس” وطريقة عمله على القطع الحربية التابعة للبحرية الأميركية وحلفائها..

ما هو نظام “إيجس” الدفاعي؟
يعدّ نظام إيجس (Aegis): فخر التكنولوجيا المتقدمة في دفاع القوات البحرية الأميركية والأوروبية ورمزاً للتقنية العسكرية المتطورة، وهو نظام متكامل للدفاع الجوي والصاروخي يستخدم بشكل واسع في القوات البحرية الأميركية وتلك الحليفة لها حول العالم.
يتميّز هذا النظام بقدراته الفريدة في التحكّم والتعامل مع مجموعة متنوّعة من التهديدات، مما يجعله أساسياً في تأمين السفن وحمايتها أثناء أدائها للمهام البحرية.

تمّ تطويره بواسطة شركة “لوكهيد مارتن”، ودخل الخدمة للمرة الأولى في البحرية الأميركية في أوائل الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، شهد النظام تطورات مستمرة وتحسينات تكنولوجية، مما جعله اليوم أحد أكثر الأنظمة فعّالية في مجال الدفاع البحري.

مكوّنات وقدرات “إيجس”
رادار SPY-1: يعدّ هذا الرادار أساسياً في نظام “إيجس”، حيث يتميّز بتقنيته المتقدمة. ويمكنه تحديد الأهداف الجوية والبحرية على مسافات بعيدة، ويعمل على توجيه الصواريخ بدقة عالية.
نظام التحكّم في إطلاق النار AWS: يُعدّ من الأنظمة الرئيسية في “إيجس”، حيث يدير عمليات إطلاق الصواريخ والتفاعل مع التهديدات بشكل فعّال. يتميّز بقدرته على التعامل مع تهديدات متعددة في وقت واحد وفقاً لأولويات محددة.

نظام إدارة القتال: يقوم بتحليل المعلومات وتقديم قرارات فورية للتعامل مع التهديدات المتزايدة. يتيح التفاعل السريع والفعّال للسفن التي تحمل نظام “إيجس”.

الصواريخ الدفاعية (SM-2 و SM-3 و SM-6): تتميّز هذه الصواريخ المستخدمة في نظام “إيجس” بقدرتها على مهاجمة واعتراض الأهداف المتنوعة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات والسفن المعادية.

وكذلك صواريخ RIM-7 Sea Sparrow وهي من نوع سبارو، صواريخ دفاعية موجّهة تُستخدم ضد الطائرات والصواريخ المهاجمة بمدى قصير إلى متوسط.

نظام فالنكس: هو نظام الدفاع الأخير، وهو عبارة عن مدفع رشاش مضاد للطائرات والصواريخ، سداسي الفوهات من عيار 20 ملم، يعمل عادة بمعدل يصل إلى 4,500 طلقة في الدقيقة ويستخدم مع الأهداف القريبة جداً.

وبفضل تطويره المستمر، يعزّز نظام “إيجس” قدراته للتكيّف مع التهديدات الجديدة والتكنولوجيا الناشئة، كما يتمّ تحسين أداء النظام وزيادة قدراته ليبقى في طليعة الابتكار التكنولوجي في المجال البحري.

نظام “إيجس” ليس مجرّد تكنولوجيا، بل هو جزء لا يتجزّأ من استراتيجية الدفاع البحري الحديثة، حيث يساهم في حماية السفن والمنشآت البحرية من التهديدات المتعدّدة، ويضمن السيطرة الجوية والبحرية الفعّالة خلال العمليات العسكرية والتدريبية.

تعدّ المدمّرات والفرقاطات الأميركية والأوروبية من بين الأكثر تطوّراً على مستوى العالم، مستفيدة من نظام أيجس (Aegis) المتكامل للدفاع الجوي والصاروخي.

مع كل التقنيات المستخدمة والتطوير الذي يخضع له إلا أن هذا النظام فشل في صدّ صواريخ ومسيّرات الجيش اليمني في البحرين الأحمر والعربي؟

التشويش الإلكتروني اليمني سلاح فعّال
في ظلّ التطوّرات الحديثة في القتال البحري، أصبحت تقنيات مسيّرات الجيش اليمني والصواريخ والزوارق تمثّل تحدياً كبيراً للدفاعات البحرية الأميركية والتكنولوجيا التي تستخدمها، فما هي التقنيات المتقدّمة والمضادة لأنظمة التوجيه التابعة للقوات الأميركية في أسلحة الجيش اليمني المختلفة المستخدمة؟
1 – الطائرات المسيّرة
يستخدم الجيش اليمني طائرات مسيّرة متطورة مجهّزة بتقنيات تشويش إلكتروني متقدمة. هذه التقنيات تؤدي دوراً حاسماً في زيادة فعّالية هجمات الطائرات المسيّرة من خلال تعطيل أنظمة التوجيه والرصد الخاصة بالدفاعات البحرية الأميركية.

والتشويش الإلكتروني هو استخدام إشارات إلكترونية لتعطيل أو تقييد أداء الأنظمة الإلكترونية المعادية، وفي سياق الطائرات المسيّرة، يعني هذا إرسال إشارات مشوّشة تؤثّر على أنظمة الرادار، الاتصالات، وتوجيه الصواريخ للطرف المعادي.

لذا فإن الطائرات المسيّرة المجهّزة بأنظمة تشويش إلكتروني يمكنها إرسال إشارات إلكترونية قوية على الترددات نفسها المستخدمة من قبل رادارات السفن الأميركية، هذه الإشارات تغمر إشارات الرادار الحقيقية وتمنعها من الحصول على صورة دقيقة للأهداف.

بالإضافة إلى إرسال إشارات تشويش، يمكن أن تستخدم الطائرات المسيّرة تقنيات تضليل راداري مثل توليد أهداف وهمية أو تغيير توقيعها الراداري، وهذا يجعل من الصعب على الرادارات التمييز بين الأهداف الحقيقية والوهمية.

كما يمكن للطائرات المسيّرة أيضاً استهداف أنظمة الاتصالات البحرية، مما يعيق تبادل المعلومات بين السفن والمراكز القيادية، ويجعل من الصعب تنسيق الدفاعات.

تقنيات التشويش الإلكتروني آنفة الذكر تفرض تحديات كبيرة على البحرية الأميركية كونها تعطّل قدرة الرادارات على اكتشاف الطائرات المسيّرة، مما يسمح لها بالاقتراب من السفن من دون أن يتم اكتشافها.

2 – الصواريخ البالستية والمجنّحة
استخدام صواريخ باليستية ومجنّحة تضرب أهدافاً بدقة عالية، مما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية التحكّم في مسارها. ربما تمتلك هذه الصواريخ تقنية التشويش الإلكتروني المباشر على أنظمة التوجيه البحرية، والتي قد تحول دون فعّالية أنظمة الدفاع البحرية الأميركية.

3 – الزوارق المسيّرة
تمتاز الزوارق المسيّرة بسرعتها العالية وقدرتها على التحرّك بسرعة بين السفن، مما يجعل من الصعب التنبؤ بها واعتراضها.

أيضاً القدرة على إطلاق عدة زوارق مسيّرة في وقت واحد، يزيد من التحدي للدفاعات البحرية الأميركية في التعامل مع عدة هجمات في وقت واحد.

4 – التوجيه الشبكي والمعلوماتي
استخدام تقنيات التوجيه الشبكي التي تسمح بتبادل البيانات والمعلومات بين الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق في الوقت الحقيقي، يتيح تنسيق الهجمات بشكل أكثر فعّالية وتعقيداً على الدفاعات البحرية، ولأن الجيش اليمني شن أكثر من مرة عمليات مشتركة بين سلاح الجو المسيّر ووحدة الصواريخ وكذلك بالاشتراك مع الأسلحة البحرية، فإن هذه العمليات المشتركة تؤكد استخدام تقنية التوجيه الشبكي والمعلوماتي: أي التنسيق الجماعي وتبادل البيانات، وتقنيات التوجيه الشبكي والمعلوماتي تمثّل نقلة نوعية في كيفية تنفيذ الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق.

والتوجيه الشبكي والمعلوماتي هو نظام متكامل يستخدم شبكة اتصالات لتبادل البيانات والمعلومات بين مختلف الأنظمة العسكرية مثل الصواريخ، الطائرات المسيّرة، والزوارق.

الفشل الأميركي
لقد عملت الولايات المتحدة الأميركية على تطبيق أنظمة دفاعية متعدّدة الطبقات تتضمّن قدرات اعتراض متقدمة للصواريخ والمسيّرات والزوارق في مختلف المراحل، وتحسين التكامل بين مختلف أنظمة الدفاع لتوفير استجابة شاملة وفعّالة ضدّ التهديدات المتعددة ومع ذلك فشلت فشلاً ذريعاً.
نظام إيجس (Aegis) كان عموداً فقرياً في استراتيجية الدفاع البحري للولايات المتحدة وحلفائها، ولكن مواجهته للهجمات اليمنية كشفت عن تحديات كبيرة لهذه التكنولوجيا المتقدمة.

فبينما يعتمد إيجس على القدرات المتطورة لاعتراض الصواريخ الدقيقة والطائرات من دون طيار، فإن هجمات اليمن أظهرت كفاءة التكتيكات البسيطة في هزيمة هذا النظام الدفاعي البحري.

إن تقنيات الطائرات المسيّرة المتقدّمة التي يستخدمها الجيش اليمني، بالإضافة إلى تقنيات التشويش الإلكتروني، أدّت دوراً حاسماً في استهداف النظام الراداري الحساس لإيجس وإحباط قدرته على اعتراض الهجمات.

هذا السيناريو يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل التكنولوجيا البحرية وقدرة الأنظمة المتقدّمة على مواجهة التهديدات المتنوّعة في المياه الدولية.

وبالتالي، تظهر الهجمات اليمنية على الأسطول البحري الأميركي والأوروبي كنقطة تحوّل في تكنولوجيا الحروب البحرية، وإجمالاً تجسّد هجمات اليمن على البحرية الأميركية نقطة تحوّل حقيقية في تاريخ الحروب البحرية الحديثة، حيث يعبّر القادة العسكريون الأميركيون عن مخاوفهم وإحباطهم العميق نتيجة لمواجهتهم “أشرس حرب بحرية” منذ الحرب العالمية الثانية.

هذه التجربة أظهرت بشكل واضح تحديات كبيرة لقدرات الدفاع البحري الأميركي، مع تعقيد الإجراءات والتكتيكات المطلوبة لمواجهة تكنولوجيا الهجمات المتطوّرة التي تعتمدها اليمن، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة المتقدّمة وتقنيات التشويش الإلكتروني.

* كامل المعمري – صحافي يمني متخصص في الشأن العسكري.
* المصدر : الميادين نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأمیرکیة والأوروبیة البحریة الأمیرکیة البحریة الأمیرکی الدفاع البحری الجیش الیمنی أنظمة الدفاع هجمات الیمن هذا النظام من الصعب هو نظام

إقرأ أيضاً:

هل تغير الطائرات المسيّرة مسار الحرب في السودان؟

الخرطوم- مسار جديد ترسمه الطائرات المسيرة على خارطة المعارك الميدانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ورغم استخدام المُسيّرات في معارك السودان من قِبل طرفي الصراع، فإن الدعم السريع كثفت هجومها بها على مواقع تقع تحت سيطرة الجيش.

وكان للدعم السريع الأسبقية في توظيف المُسيّرات في معارك العاصمة الخرطوم، وفق تصريح مصدر عسكري للجزيرة نت.

ونجا رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من استهداف عبر مسيّرتين، أواخر يوليو/تموز الماضي، لتخريج دفعات عسكرية بمعسكر جبيت بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين.

واتهم المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله الدعم السريع بهذا الاستهداف، وقال -للجزيرة نت- إنه كان في ختام الحفل "ولا توجد جهة تحارب الدولة السودانية حاليا بخلاف مليشيا آل دقلو وداعميها وأعوانها"، على حد تعبيره.

مُسيّرة جبيت

يطابق المُتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية ناصف صلاح الدين الصوت المصاحب للمسيّرة التي استهدفت معسكر "جبيت" في مقاطع فيديو بُثت لحظة الاستهداف، ويقول -للجزيرة نت- إنها مُسيّرة انتحارية تقطع مسافات بعيدة يمكن أن تتجاوز ألفي كيلو متر.

وأضاف أن هذه المُسيّرات تتميز بسرعة عالية تتراوح بين 160 إلى 200 كيلومتر في الساعة، إلا أن قدرتها على إصابة الهدف ضعيفة، لأنها تعتمد على النظام العالمي لتحديد المواقع.

وحسب صلاح الدين، فإن المُسيّرات الانتحارية التي استخدمتها الدعم السريع هي "تقليد" للطائرة الإيرانية "شاهد-136" والصينية من طراز "Sunflower" ومزودة بمحرك يعمل بالبنزين المخلوط بالزيت، كما أنها دون كاميرات ويتم التحكم بها عن بعد وتتراوح أسعارها بين 500 و1500 دولار.

وتمتلك الدعم السريع -وفقا له- طائرات استطلاع معدّلة تُذخر بقذائف "الهاون" و"آر بي جي" ويتم تجميعها وتعديلها عبر شركات صغيرة محلية وإقليمية.

"ليس هناك مكان آمن"، هكذا يرى صلاح الدين أبعاد حادثة مسيّرات جبيت. وبرأيه، هي رسالة لقادة الجيش بأنه ليست هناك ولايات أو مناطق آمنة ومُسيّرات الدعم السريع قادرة على الوصول إليها، "هذا إن أثبتت التحقيقات أنها هي من أطلقتها".

لكن، يتابع، إن تأكدت المزاعم بأن جهات أخرى داخل الجيش أو خارجية هي التي تقف وراء الهجوم، فإنها "رسالة للبرهان مفادها لقد انتهى وقت اللعب على كل الحبال"، وفق تصريحه.

مُسيّرة كواد كابتر للدعم السريع أعلن الجيش إسقاطها (الجزيرة) صراع سياسي

في المقابل، يرى الخبير الإستراتيجي إبراهيم إدريس أن ما تم في جبيت هو قطع الطريق على فكرة استئناف المفاوضات بين الأطراف المتصارعة التي تسعى الآن إلى أن تقبل قيادة الجيش بمشروع تحقيق السلام "في ظل التفوق العسكري للدعم السريع التي استهدفت البرهان من منطقة مجاورة لا توجد فيها قواتها".

وقال للجزيرة نت إنه صراع سياسي حتى لو اتسم بالطابع العسكري، وهدف هذه المُسيّرات الأساسي هو إيقاف المفاوضات حتى تحقيق التعادل الميداني بين الجيش والدعم السريع.

من جهته، يستبعد الصحفي محمد عثمان إبراهيم محاولة الاغتيال، ويوضح -للجزيرة نت- أن الهدف الحقيقي من إرسال المُسيّرتين هو إحداث أكبر قدر من الخسائر في الأرواح في أوساط الجيش بتوجيههما نحو حشد ثابت ومؤكد، وإيصال رسالة له في المناطق الأكثر أمانا في السودان، بأنه "ليس هناك مأمن ممن أطلق المُسيّرتين، وأن العدو قادر على الضرب في العمق".

وبحسب تصريحات من وحدة "إس إم سي" التابعة لمنصة القدرات العسكرية السودانية -للجزيرة نت- فإن مُسيّرات قوات الدعم السريع الانتحارية مصنوعة من الورق المقوى و"فايبر جلاس" حتى لا يتم رصدها بواسطة الرادارات. وأضافت أنها تحمل رأسا حربيا وزنه بين 10 إلى 30 كيلوغراما، في حين تقوم هذه القوات بتهريب أجزائه ثم إعادة تجميعها في وُرش بواسطة خبراء.

من جانبه، ووفقا لمقاطع فيديو وثقها منسوبون للجيش لإسقاط مُسيّرات للدعم السريع بمصفاة الجيلي، تظهر طائرة استطلاع درون "دي جي آي" والتي تم تعديلها لتحمل قذائف هاون، ومُسيّرة طراز "كواد كابتر" تحمل قذيفتي هاون 120 مليمترا.

وحصلت الجزيرة نت على مقطع فيديو لاستهداف الدعم السريع قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية عبر طائرة استطلاع معدلة أسقطت ذخيرة هاون 60 و75 مليمترا.

وكان استخدام الدعم السريع اللافت للمُسيّرات في استهداف مواقع للجيش، عاملا في سقوط عدد من معسكراته في الخرطوم رغم تقليل قائده عبد البرهان من استخدام القوات للمُسّيرات.

ويقول ضابط بالجيش السوداني للجزيرة نت -اشترط حجب هويته- إن قوات الدعم السريع بدأت استخدام المُسيّرات منذُ يونيو/حزيران 2023، مُكثفة بها هجومها في معارك الخرطوم، في حين استخدمها الجيش منتصف يوليو/تموز 2023.

وأضاف أن الدعم السريع تمكّنت عبر هجوم مُعزز بالمُسيّرات من السيطرة على معسكر الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم، ومجمع اليرموك للصناعات العسكرية في يونيو/حزيران 2023، وفي هجمات شنتها على القيادة العامة للقوات المسلحة.

دور بارز

في المقابل، كان لمُسيّرات الجيش دور بارز في معاركه ضد الدعم السريع أبرزها معركة "الإذاعة" بأم درمان، حيث أعلن في مارس/آذار الماضي استعادة السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون. ووفقا لمعلومات حصلت عليها الجزيرة نت، كان للمُسيّرات دور مهم في هذه المعركة التي استمرت نحو 6 ساعات، دمرت الجيش من خلالها تعزيزات للدعم السريع كانت تهدف إلى فكّ الحصار عن المبنى.

ومنذُ أبريل/نيسان 2024، بدأت الدعم السريع قصفها بالمُسّيرات على مواقع في ولايات تحت سيطرة الجيش، وقصف إفطار جماعي في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل نظمته كتيبة "البراء بن مالك"، مما أدى إلى مقتل وإصابة 24 شخصا.

وخلال الأشهر الأربعة الأخيرة، استهدفت مُسيّرات انتحارية بشكل متزامن عددا من المدن والمواقع العسكرية للجيش. كما استهدفت مدينة المناقل بولاية الجزيرة، ومبنى الحكم المحلي بنهر النيل، ومقارّ أمنية في ولاية القضارف، ومحيط المهبط الجوي لقيادة الفرقة الثالثة مشاة في شندي.

وجاء الاستهداف بعد مرور 24 ساعة على زيارة البرهان، كما أعلنت قيادة الفرقة (19 مشاة) -في بيان سابق- التصدي لهجوم من 3 مُسيّرات انتحارية من "قوات العدو" استهدفت مطار مروي. ووثقت القوات المُسلحة -عبر مقاطع فيديو- استهدافها بالمُسيّرات مواقع للدعم السريع في عدد من جبهات القتال.

وصرح ضابط بالجيش شارك في معارك بمحوري أم درمان والخرطوم -للجزيرة نت- بأن دور المُسيّرات برز في معارك أم درمان من خلال عمليات القصف وتصحيح وتوجيه المدفعية، وفي مهام دفاعية وهجومية في معارك سلاح المدرعات جنوبي العاصمة، وفي محوري القضارف والجزيرة، ومحور سنّار قبل سقوط مناطق جبل موية والدندر وسنجة.

وقالت مصادر عسكرية متطابقة -للجزيرة نت- إنّ الجيش يستخدم أنواعا مختلفة من المُسيّرات، منها "ماتريس درون" وهي مُسيّرة يتم تذخيرها بنحو 8 دانات، إلى جانب "مافيك درون" ومُسيّرات أخرى تذخّر بدانات من نوع 80 و120 مليمترا.

ومنذ عام 2009، بدأ الجيش السوداني إنتاج مُسيّرات انتحارية "بالتعاون مع إيران"، كمُسيّرة "كامن-25" وطائرة استطلاع مُسيّرة معدلة تُعرف بـ"الصبرة"، كما حصل على طائرات مُسيّرة لأغراض الاستطلاع من طراز "مهاجر-2″ و"Zagil-3"

ويقول المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية ناصف صلاح الدين إن الجيش "يمتلك طائرات بدون طيار اشتراها من إيران مطلع العام الجاري، ونُقلت إلى قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يفشل في استدعاء “الحريديم” إلى مكتب التجنيد
  • “الإمطار الكمي والتمرير النوعي”: كيف يستعد اليمن لتطبيق مبدأ وحدة الساحات في الرد على “إسرائيل”
  • خبراء أمريكيون يحذرون من تداعيات المهمة المرهقة لحاملة الطائرات “أيزنهاور” في البحر الأحمر
  • السفير الأمريكي يلتقي “أحمد علي صالح” نجل الرئيس اليمني الأسبق
  • اعترافات جديدة لضباط “ايزنهاور”: الحاملة ستخضع لصيانة طويلة ستعرضها للمزيد من التآكل والتلف
  • قائد حوثي قُتل في العراق خلال اختبار جيل جديد من الطائرات المسيّرة
  • انفجار قرب سفينة في خليج عدن
  • هل تغير الطائرات المسيّرة مسار الحرب في السودان؟
  • وزير الدفاع الأمريكي ينسحب من اتفاق “الإقرار بالذنب” لمتهمي هجمات 11 سبتمبر
  • أبرز التحركات العسكرية الأميركية استعدادا للرد الإيراني على اغتيال هنية