• لا يملك ملوك وأمراء ورؤساء دول الغياب العربي من أمرهم شيئاً، لا يملكون قرارهم، وليس بأيديهم إلا السمع والطاعة، وإن تظاهروا بعكس ذلك، فحتى شفرات تشغيل طائراتهم الحربية بيد الأمريكي، وما يقومون به من مؤتمرات وقمم ومبادرات لوقف المجازر في غزة، أو حتى إيجاد هدنة إنسانية، ليس إلا من قِبل ذر الرماد في العيون، للحفاظ على شيء من سمعتهم أمام المجتمعات العربية، وأمام شعوبهم، بإيعاز من أسيادهم الأمريكان والإنكليز والصهاينة، لخلق التوازن الذي يسمح لهم بالاستمرار في بقائهم على الكراسي لخدمة أسيادهم.
• السيطرة التامة، والعبودية التي أوقعهم فيها الأمريكي، بدأت بعمالتهم، التي بواسطتها تربعوا على الكراسي، ونسوا أن الله تعالى، القائل:{ قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، هو من ابتلاهم بأن آتاهم الحُكم، وليس معبودهم الغربي، الذي لا كرامة لهم عنده، سوى أن ينفذوا في صمت، كل ما يأمرهم به، وهو يهددهم -بطريقة أو بأخرى- بكشف أوراقهم، ونشر فضائحهم، إذا ما فكروا أو قرروا بخلاف ما يريده الأمريكان والصهاينة، فما جرى ويجري خلف كواليس السياسة، شيءٌ يُخجلُ.. ولا سبيل لهم للفكاك من قيودهم الأخلاقية.
وإن كانوا -وهم ينفذون ما يود بعضهم رفضه- يتمنَّون وجودَ من يخلصهم من ورطتهم، وينفض عن كواهلهم عبءَ الهوان والذل والتبعية العمياء، إلا أنهم مستمرون في التوغل في أدغال العمالة والخيانة، وكأنهم قد تحولوا إلى آلاتٍ عمياء، فيكفي أن يأتيَ خبيرٌ سياسي أو عسكري أو مخابراتي، ليمليَ على أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ما ينبغي لهم أن يقولوا أو يفعلوا.
• كل ما تبقىٰ طيَّ الكتمان، قد فضحته ثورة السابع من أكتوبر، وما تلاها من عدوان صهيوني أمريكي على قطاع غزة.. وإذا كان (الساكت عن الحق شيطانٌاً أخرس)، فماذا نقول عن هؤلاء، الذين يُسَخرون كل إمكانياتهم المادية والإعلامية والمواقف السياسية لدعم الكيان الصهيوني المحتل الهمجي الإرهابي؟!!.. فهل باتت هذه الدول تحت حكم الصهيونية، وهل بالفعل تحقق للصهاينة ما يطمحون إليه من إقامة دولتهم من الفرات إلى النيل، ولكن بأوجُهٍ عربية، تَدّعي الإسلام؟!!..
• إننا أمام أكبر كذبة في التاريخ، لقد أفقنا على وكلاء الصهيونية الأمريكية يحكمون دول الخليج -أو معظمها على الأقل- يتحكمون في بلاد الحرمين، ويُسَوِّقونَ الشعوب العربيةَ، التوّاقة إلى الانعتاق والحرية والاستقلال، بضاعة رخيصة في سوق النخاسة العالمي، ضاربين عرض الحائط بآمال مواطنيهم ومستقبل أجيالهم، خدمة لمن هو مستعد لاستبدالهم، عند أية بادرةٍ، بمن يخدمه أكثر منهم، ومن يقدم له التنازلات أكثر منهم.
• عندما انطلقت الصرخة من (مَرّان)، بدأ «زمن كشف الحقائق»، كما تحدث عنه الشهيد القائد (حسين بن بدرالدين الحوثي) -رضوان الله عليه- فرأينا كيف انزعج النظام اليمني والسعودي من الصرخة التي فيها (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود)، ولم يقف الأمر على الانزعاج، بل تحرك النظام اليمني عسكرياً، خاصة بعد عودة الرئيس الأسبق من أمريكا إثرَ استدعاءٍ عاجلٍ له من البيت الأبيض، وحين أعلن العدوان على اليمن في الـ 26 من مارس 2015م، كان بلسان وزير الخارجية السعودي من واشنطن، وحين تشكل التحالف العربي الغربي الأفريقي ضد بلادنا، علمنا كيف أصبحت كل هذه الأنظمة تابعة، وليست ذات سيادة مستقلة، وحين قامت حرب الإبادة الصهيونية الأمريكية الأطلسية ضد أبناء غزة، اكتملت الصورة، وظهرت الأمور على حقائقها، جلية وواضحة، ولم يعد من المخجل لدى دولة الإمارات أن تعلن على الملأ دعم دولة الكيان بإيجاد طريق بري، لتجاوز الحصار البحري المعلن من اليمن عليها، ولم يعد من المعيب على قادة جارة السوء (السعودية)، يقدموا المليارات للعدو الصهيوني، وأن يتكفلوا بميزانية التواجد البحري الأمريكي البريطاني الغربي في البحار المحيطة، ولم يرعَوِ علماؤها وخطباؤها عن التحريض على حركة حماس ومجاهديها، ووصمها بالإرهاب، ولم يكف الإعلام السعودي عن ترديد الأكاذيب دعماً للصهاينة والأمريكان، وهكذا انكشفت الحقائق، وأصبح كل مواطن عربي يعلم علم اليقين أن من يحكم تلك الدول (العربية) ليسوا أبناءها، بل مجرد أقنعة..
• وعودة على مطلع المقال، يمكننا القول إن من يحكم دول التغريب العربي، ليسوا فقط لا يملكون من أمرهم ولا قرارهم شيئاً، بل ليسوا عرباً، فقد تنكروا لعروبتهم، وخانوا أوطانهم، وباعوا القضية العربية، وخدعوا شعوبهم وأذلوها وباعوها، خدمة لليهود الصهاينة والأمريكان، فليسوا سوى مجرد أقنعة، والحاكم الفعلي لهذه الدول هي (الحكومة العالمية الخفيّة) (الصهيونية) وما وراءها، ومن يمثلها من الأنظمة الغربية ودولة الكيان أما هؤلاء الأوجه، فهم مجرد أقنعة…أقنعة فحسب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، "الأسبوع العربي في اليونسكو"، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس خلال الفترة 4 - 5 نوفمبر الحالي، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.
وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ"الأسبوع العربي في اليونسكو"، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وعبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة.
وأوضحت المجموعة العربية لدى اليونسكو أن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.
وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر "اليونسكو"، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم.
وأشار البيان الختامي إلى الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة "اليونسكو"، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.
وأفاد البيان الختامي أن 22 دولة عربية استعرضت خلال فعاليات "الأسبوع العربي في اليونسكو"، جوانب متعددة من ثقافتها وتراثها المادي وغير المادي، فيما شهد الحدث انعقاد ندوات أثرت الحضور، وتحدث فيها مسؤولون وخبراء من دول عدة حول موضوعات حيوية تتصل بالثقافة، فضلًا عن إقامة 4 معارض عن الثقافة والخط العربي والمواقع التراثية العربية والمنتجات العربية.