شن البرلماني التركي السابق أيدن أونال، هجوما لاذعا ضد المحرضين على وجود اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك في أعقاب أعمال عنف طالت منازل وممتلكات تعود لسوريين مطلع الشهر الجاري في ولاية قيصري وسط البلاد، قبل أن تنتشر الاعتداءات في عدد من الولايات المختلفة.

وقال أونال مخاطبا الرافضين للوجود السوري في تركيا، "أفضل العيش ليس مع 5 سوريين فقط، بل مع 50 مليون سوري بدلا من العيش معك في هذا البلد"، مضيفا "هل تقول إنهم (السوريين) يشكلون عبئا اقتصاديا، ويسلبوننا وظائفنا؟ ألست أنت من يشغل السوريين يوميا مقابل بضع ليرات وبشروط قاتلة؟".



وتابع في مقال نشره في صحيفة "يني شفق" التركية، "ألست أنت من يوظفهم بدون تأمين وبدون ضرائب وبدون ضمانات ثم يرميهم في الشوارع كما يشاء؟ بينما تجلس خلف لوحة المفاتيح متظاهرا بالبطولة. يوجد عرق السوريين، وعملهم ، وحتى دمهم في اقتصاد بلدك!".


وتطرق أونال في حديثه إلى الأسباب التي يطرحها مناهضو اللاجئين السوريين في تركيا من أجل إعادتهم إلى سوريا، قائلا: "هل تقول السوريون ليسوا متكيفين (مع المجتمع التركي وقوانين البلاد)؟ حقا؟ هل أنت متكيف؟ ألست من يبصق في الطرقات؟ ألست من يلقي القمامة حولك؟ أليس أنت من يعبر عن تعاطفه مع الإرهاب والإرهابيين، ويصبح عدوا للسلام والهدوء؟".

وأضاف "تقول يجب على السوريين أن يعودوا إلى بلادهم ليحاربوا هل لديك أي فكرة ضئيلة عن الحرب؟، تعطي السوريين النصائح بكل غطرسة، وكأنك تعطي هذه النصائح بجانب الجندي التركي الذي يكافح الإرهاب".

واختتم مقاله بالقول: "ارحل أنت، من أين تأخذ الحق في أن تقول يجب على السوريين أن يرحلوا؟ هل سند ملكية البلد باسمك؟ ماذا فعلت لهذا البلد حتى ترى نفسك متحدثا باسمه؟ إن كان ينبغي لأحد أن يغادر هذا البلد فهو أنت".

وفي الأول من تموز /يوليو الجاري، شهدت تركيا موجة من أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في عدد من الولايات ترافقت مع تسريب بيانات ما يزيد على الثلاثة ملايين سوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في أعقاب اعتداءات نفذها عشرات الأتراك بحق سوريين بولاية قيصري.


وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، زار ولاية قيصري وعقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن توقيف أكثر من ألف شخص في عموم تركيا على خلفية الهجمات العنصرية، قبل أن يجتمع بعدد من سكان المدينة ويغادر دون لقاء المتضررين من اللاجئين السوريين، الأمر الذي أثار انتقادات بحق الوزير.

وتزامنت تلك الأحداث مع عودة مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري إلى الواجهة مجددا، حيث صرح الرئيس رجب طيب أردوغان برغبته في لقاء بشار الأسد في تركيا أو بلد ثالث، الأمر الذي يثير مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا من إعادتهم إلى بلادهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية جراء الحرب.

وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها، وسط تقارير حقوقية ودولية تفيد بعدم وجود بيئة آمنة لعودة اللاجئين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا قيصري سوريا أردوغان الأسد سوريا الأسد تركيا أردوغان قيصري سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین فی فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

رسالة خاطئة من إدارة ترامب تثير الذعر بين اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة

رسالة خاطئة من إدارة ترامب تثير الذعر بين اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين: 52 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن منذ سقوط النظام البائد
  • حسام عاشور : زيزو مكسب كبير للأهلي لكنه لا يستحق 100 مليون جنيه
  • زوجة رياض محرز: العيش في المملكة منحنا شعورًا بالطمأنينة
  • تحالف عسكري سوري-تركي يُرعب تل أبيب: وإسرائيل تهدد باغتيال أحمد الشرع وقصف القصر الجمهوري
  • رسالة خاطئة من إدارة ترامب تثير الذعر بين اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة
  • سعره في تركيا 7.8 مليون ليرة
  • نائب الرئيس التركي: الرسوم الجمركية الأمريكية على تركيا قد تصب في مصلحة المصدرين
  • وزير الخارجية التركي: العلاقات بين دمشق وتل أبيب شأن داخلي سوري
  • تركيا تقول إنها لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا
  • تركيا: لا نريد خوض مواجهة مع الاحتلال في سوريا