استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اليوم في قصر الشاطئ في أبوظبي، فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وبحث الرئيس الإماراتي مع شيخ الأزهر، تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.

وبحث الجانبان تعزيز التعاون بين الجهات المعنية في الإمارات وكل من الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وتأصيل التعايش والحوار الحضاري بين الثقافات والشعوب.

وتطرق اللقاء إلى مبادرة مجلس حكماء المسلمين التي يبحث إطلاقها لتعزيز دور علماء الأديان ورموزها في دعم جهود التنمية والسلام في العالم تحت عنوان «تحالف الأديان من أجل التنمية والسلام» بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا.

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، بالجهود المقدرة التي يبذلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني وتعزيز ثقافة احترام الآخر، إضافة إلى دور الأزهر المحوري في التعريف بالصورة الحقيقية للإسلام والحفاظ على رسالته السمحة الداعية إلى الخير والسلم والتآلف.

وحضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والمستشار محمد عبدالسلام، أمين عام مجلس حكماء المسلمين.

وكان شيخ الأزهر الشريف، قد اختتم اليوم جولته في جنوب شرق آسيا، وحرص خلال الأيام الماضية على الالتقاء بعدد كبير من الشباب والاستماع إليهم، ومناقشتهم، والإجابة على تساؤلاتهم حول مختلف القضايا المعاصرة، من خلال عدد من اللقاءات الجماهيرية التي يعقدها مع شباب الجامعات، بجانب عقد عدة لقاءات رسمية مع كبار المسلمين خلال جولته التي تشمل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد بن زايد آل نهيان قصر الشاطئ أبوظبي أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الإمارات مجلس حكماء المسلمين حکماء المسلمین شیخ الأزهر آل نهیان محمد بن

إقرأ أيضاً:

الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية

تقف المجتمعات في العالم الإسلامي عند مفترق طرق، تنشط فيه عمليات الاستقطاب ونشر الكراهية، وأسوأ مراحل التاريخ من حيث تآكل القيم الإنسانية وضياع المبادئ التي راكمتها البشرية طوال قرونها الماضية.. فينتشر الانحلال الأخلاقي وتنشط الصراعات الأيديولوجية. وفي هذا المشهد المضطرب تبدو الحاجة ملحة جدا إلى الاعتدال والبحث عن المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تجتمع حولها البشرية بحثا عن الخلاص من كل العبث والضياع الذي يعيشه العالم.

كانت هذه الأفكار حاضرة بقوة، وتشغل جميع من حضر المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.

وطرحت سلطنة عمان في كلمتها أمام المؤتمر الكثير من القضايا الملحة في المشهد الإسلامي والعالمي وبشكل خاص تلك المتعلقة بالقيم الإنسانية المشتركة، والتي يدور حولها مشروع سلطنة عمان الذي أطلقته في عام 2019 وهو مشروع «المؤتلف الإنساني»، حاملًا شعار «نحو قيم إنسانية مشتركة»، ويقوم على ثلاثة مرتكزات: هي العقل والعدل والأخلاق، ويقترح من خلاله منهج عمل يُقدَّم للعالم ليعينه على النهوض من جديد واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيها الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي. كما طرحت سلطنة عُمان تجربتها في مشروع «رسالة الإسلام» والذي يهدف إلى نشر مبادئ التسامح والتعايش والتفاهم، ومجابهة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، والمساهمة في الحد من خطابات الكراهية ورهاب الإسلام.

وهي مشروعات جديرة بالقراءة الدقيقة في ضوء ما يشهده العالم من استقطابات وخلافات وتآكل للقيم والمبادئ، وإن لم تكن تلك القراءة من أجل تبني هذه المشروعات على مستوى العالم الإسلامي فليس أقل من العمل الجاد بمضامينها ولو في مشروعات وطنية مشابهة في دول العالم الإسلامي.

إن العالم الإسلامي في أمس الحاجة اليوم إلى تعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتربية على القيم المشتركة، وهي أفكار ليست ابنة اللحظة التي نعيشها ولكنها أطروحات للفلاسفة العرب منذ قرون طويلة مضت.. وابن خلدون في مقدمته كان كثير التأكيد على دور التماسك الاجتماعي في ازدهار الحضارات، معتبرا أن قوة المجتمعات تكمن في وحدتها وفي البحث عن القيم المشتركة التي تجمع الناس.

ولا جدال في أن التحديات التي تواجهها البشرية اليوم تتطلب فهما متجددا للمبادئ الدينية والأخلاقية بما يتناسب مع العصر الذي نعيشه ومع معطياته الجديدة. ولا شك أن الفهم الحقيقي للمبادئ الدينية وكذلك الأخلاقية من شأنه أن يوصل الإنسان إلى حقيقة أن العنف والتطرف ما هما إلا انحراف واضح عن الجوهر الحقيقي للدين، الدين الذي يقدر الكرامة الإنسانية، وهذه مسؤولية جماعية لا يمكن أن تحصر فقط لعلماء الدين، فخطر التطرف من شأنه أن يطال الجميع في لحظة من اللحظات.

وكما أكدت كلمة سلطنة عمان أمام المؤتمر، فإنه من المهم أن نعيد التأكيد على أهمية دور الأسرة في التربية والتنشئة المعتدلة. على أن دور الأسرة الأساسي يتمثل في البناء الأخلاقي، وهذا البناء متى ما كان صلبا سيقف حائطا ضد التطرف وضد تشظي المبادئ وتبعثرها في عالم اليوم.

لا يمكن أن نتحدث عن خطابات الكراهية والعداء التي تغزو العالم وعن التفكك الإنساني دون أن نعي أهمية بناء القيم الأخلاقية وتعزيز المشتركات بين البشر واحترام إنسانية الإنسان. وكل هذا يمكن أن نستلهمه بسهولة من فهمنا الصحيح للدين الإسلامي وفهم نصوصه وقيمه ومبادئه، كما يمكن أن نستخلصها من التراث الفلسفي الإسلامي الغني بالدعوة إلى الوحدة والرحمة والعقلانية. وفي كل هذا يكمن الخلاص الحقيقي من هذا المشهد العالمي المضطرب والمليء بالضياع والكراهية والحقد.

مقالات مشابهة

  • علماء المسلمين يدعو حكماء العالم للتحرك من أجل وقف الحرب ضد غزة
  • محمد بن راشد يعزّي في وفاة محمد الطاير
  • نهيان بن مبارك يعزي في وفاة محمد سعيد الطاير
  • محمد بن راشد يعزي آل الطاير في وفاة محمد بن سعيد
  • الحل في الخطاب الديني الصحيح والنصوص الفلسفية
  • نهيان بن مبارك يعزّي بوفاة محمد سعيد الطاير
  • وزير الدولة للإنتاج الحربي يستقبل السفير التنزاني لبحث أوجه التعاون المشترك
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر بذكرى يوم الاستقلال
  • نيابة عن رئيس الدولة.. شخبوط بن نهيان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الموريتاني المعاد انتخابه
  • «حكماء المسلمين» يبحث التعاون مع القائد الروحي لمسلمي أذربيجان