المتألق الأمين جمال.. الأمل لإحدى ضواحي إسبانيا المتواضعة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
نشأ الأمين جمال في ضاحية متعددة الأعراق خارج مدينة برشلونة تسكنها الطبقة العاملة، لكن الصعود المذهل لمعجزة كرة القدم الإسبانية في بطولة أوروبا 2024 يولد إحساسا شديدا بالفخر والأمل.
ويحتفل جناح برشلونة، الذي سيبلغ عمره 17 عاما السبت 13 يوليو/تموز، بأهدافه وهو يشير بأصابعه إلى الرقم 304 في إشارة إلى الرمز البريدي لحي روكافوندا في مدينة ماتارو الساحلية، حيث نشأ ويعيش والده وجدته.
وقال والده المبتهج منير النصراوي (38 عاما) الذي كان يرتدي قميص إسبانيا الذي يحمل اسم نجله في حانة محلية حيث التقط الناس صورا معه واحتضنوه "ابني مثل أي طفل آخر. لقد ناضل من أجل حلم وأتيحت له الفرصة لتحقيقه".
وتوقع أن تفوز إسبانيا 3-صفر على إنجلترا في النهائي الأحد 14 يوليو/تموز في برلين، والذي سيحضره.
وكانت تلك الحانة، التي يتوسط أحد جدرانها إطار يضم قميص الأمين جمال موقَّعا منه، شاهدة على الصعوبات المالية العديدة التي واجهتها الأسرة.
وقال خوان كارلوس سيرانو، صاحب الحانة، إن النصراوي كان يحصل على قهوته مجانا حتى يتمكن من استخدام أمواله في رحلة بالقطار لاصطحاب ابنه للتدريب في أكاديمية برشلونة.
وقال سيرانو "هذا القميص هو فخر الحي يا رجل!". "الأمين هو نموذج للطفل الذي كان عليه أن يعمل بجد، وكان طالبا جيدا وتخرج للتو من المدرسة الثانوية. لهذا السبب فهو مثال يحتذى به للأطفال".
ويعد روكافوندا من بين الأحياء الأدنى دخلا في ماتارو، وولد معظم سكانه خارج إقليم كتالونيا أو إسبانيا كلها، وخاصة في المغرب.
ولد الأمين جمال في إسبانيا من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية تعيش في بلدة مجاورة. وقال والده إنه انضم إلى أكاديمية برشلونة عندما كان في السادسة من عمره وانتقل للعيش في المدينة عندما بلغ 11 عاما.
وأصبح جمال يوم الثلاثاء الماضي أصغر لاعب يسجل في كأس العالم أو بطولة أوروبا بهدف رائع من مسافة بعيدة في قبل النهائي بمرمى فرنسا. كما أنه رفع من احترام أهل حي روكافوندا لذاتهم.
وقال سفيان (28 عاما) المولود لأبوين مغربيين "كان الناس يخجلون من القول إنهم من هنا. هذا حي متواضع للغاية حيث يكسب الناس 1000 يورو شهريا.
"الآن يقول الأشخاص الذين ليسوا حتى من روكافوندا أو ماتارو: أنا من 304!".
جمال ملهم أبناء حيهوفي ملعب روكافوندا الأسفلتي حيث اعتاد جمال أن يلعب كرة القدم، يقول شباب من أصل مغربي وسنغالي إنهم يحلمون بالسير على خطاه، مرددين صدى الأحياء المتواضعة التي نشأ فيها نجوم آخرون مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي.
ويمثل الأمين جمال صاحب البشرة السوداء أيضا الطريقة التي أصبحت بها إسبانيا أكثر تنوعا عرقيا في العقود الأخيرة بسبب الهجرة من أفريقيا وأميركا الجنوبية.
ويأتي نجاحه أيضا في لحظة سياسية مهمة وسط استخدام الأحزاب اليمينية خطابا قويا مناهضا للهجرة، إلى جانب وجود خلافات حول سياسة توفير المأوى للمهاجرين دون سن 18 عاما.
وقال سفيان "هدف الأمين (ضد فرنسا) لم يكن مجرد هدف، بل بعث برسالة مفادها أن العنصرية انتهت وأننا جميعا متشابهون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمین جمال
إقرأ أيضاً:
لم تستسلم للظروف.. قصة كفاح أم مثالية من أسيوط تزرع الأمل في أبنائها
فازت شربات فهمي عمار محمود، بلقب الأم المثالية الثالثة بمحافظة أسيوط لعام 2025، تقديراً لجهودها الاستثنائية في تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، تاركين وراءهم قصة ملهمة تُجسد معنى المثابرة والإخلاص.
تزوجت شربات عام 1975 وكان عمرها 23 عامًا، من ابن عمها وكان يعمل سائق وكان يساعدها في تربية أخواتها حيث كانت الإقامة في منزل أسرتها.
وقالت شربات بدأت كفاح الأم منذ أن توفت والدتي تاركة لي أربعة أشقاء ذكور أكبرهم يبلغ 17 عاما وأصغرهم 6 أعوام وكنت تبلغ من العمر 21 عاما فقامت برعاية أخواتها الأربعة حيث كنت الابنة الكبرى.
رزقت الأم بالمولود الأول عام 1976 والمولودة الثانية عام 1979 وبعد مرور ثماني سنوات على زواجها، أصيب الزوج بالمرض اللعين أدي إلي وفاته وكانت الأم حاملا في الشهر السادس في الطفل الثالث.
الحصول على مشروع صغير
قامت الأم بالحصول على مشروع صغير (تربية المواشي والطيور) وبيع منتجاتهم من أجل تحسين دخلها وكان الجميع يساعدونها في زيادة دخلها من المشروع حتى تزوج أخواتها واستقلوا بحياتهم شاكرين لها وقفتها معهم.
كافحت الأم من أجل أبنائها وزرعت بداخلهم الإجتهاد وحب العمل والخلق الطيب الي أن ألتحق الأبن الأكبر بكلية الطب وواصلت كفاحها معهم حتي حصلت الأبنة الوسطي علي دبلوم تدبير منزلي واستكملت دراستها في كليات التعليم المفتوح وحصلت علي بكالوريوس خدمة اجتماعية وحصل الابن الثالث على بكالوريوس علوم وتربية ويعمل معلم اول وشجعت الأبن الأكبر علي الحصول علي الزمالة ثم الدكتوراة.
توفي أخيها الأصغر فقامت برعاية زوجته وأولاده الصغار وتزوج أولاده ومازال عطاء الأم مستمر لأسرتها ولأحفادها ورعاية أبناء أخيها المتوفي .