اعترفت الجماعة الحوثية بتلقي ثماني غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت، يومي الخميس والجمعة، مواقع في جنوب الحديدة وشمالها، وذلك بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة، خلفاً للحاملة «آيزنهاور» في سياق المهمة التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة وإضعاف قدرة الجماعة الموالية لإيران على مهاجمة السفن.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) تشنّ الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تزعم أنها تناصر الفلسطينيين في غزة، وتحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

 

وبينما تدّعى الجماعة أنها وسّعت الهجمات أخيراً إلى البحر المتوسط، وإلى موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران، تراجعت فاعليتها هذا الشهر؛ إذ لم تسجل أي إصابة بأي سفينة.

وأقر إعلام الحوثيين بتلقي 3 غارات، ظهر الجمعة بتوقيت صنعاء، استهدفت مواقع في مطار الحديدة جنوب المدينة، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ سنوات، كما أقرت بتلقي خمس غارات، الخميس، استهدفت مواقع في مديرية الصليف الساحلية شمال الحديدة.

ولم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات، إلا أن الجيش الأميركي أفاد، مساء الخميس، بأن قواته دمّرت خمسة زوارق مسيرة، و3 طائرات من دون طيار، في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها نجحت في تدمير خمسة زوارق حوثية مسيرة في البحر الأحمر، وطائرتين من دون طيار فوق البحر الأحمر، وطائرة ثالثة في منطقة تسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران.

 


وتقرر -وفق البيان الأميركي- أن الأنظمة الحوثية تمثّل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

166 سفينة

جاءت الضربات الغربية الوقائية في وقت تبنّى فيه زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 166 سفينة منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي.

وأقر الحوثي بتلقي 8 غارات غربية في الحديدة وحجة، كما أقر بتلقي 570 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، معترفاً بسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً، جراء الضربات.

وبينما توعّد الحوثي بمزيد من الهجمات نفى تراجع فاعلية عمليات جماعته، وزعم أن السبب يعود إلى قلة السفن المرتبطة بإسرائيل المارة من البحر الأحمر وخليج عدن، كما اعترف بتجنيد 372 ألف شخص خلال الأشهر الماضية من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة.

ومنذ الثلاثاء الماضي أبلغت وكالات الأمن البحري البريطانية عن ثلاث هجمات حوثية فقط، ولم تصب أي سفينة؛ إذ كان الهجوم الأول في البحر العربي قبالة ميناء «نشطون» اليمني، والهجومان الآخران في البحر الأحمر.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، إن سفينة تجارية أبلغت عن انفجارين على بُعد نحو 21 ميلاً بحرياً غربي المخا؛ إذ سقط صاروخ في الماء وانفجر الآخر في الهواء ضمن مسافة نصف ميل بحري من السفينة، وفق ما نقلته «رويترز».

حصيلة الأضرار

أصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 28 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وتسبّب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني، التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشّة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، وإنما في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافّة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الحاملة “ترومان” تغادرُ المنطقة.. تتويجٌ جديدٌ للهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر

يمانيون../
غادرت حاملةُ الطائرات الأمريكية (يو إس إس هاري ترومان) البحرَ الأحمر، جارَّةً خلفَها أذيالَ الهزيمة التي جرَّتها قبلَها ثلاث حاملات طائرات أرسلتها الولايات المتحدة لوقف العمليات اليمنية المساندة لغزة خلال معركة طوفان الأقصى، لكنها اصطدمت بتحدٍّ عملياتي وتكتيكي غير مسبوق جعلها عاجزة تمامًا عن إحداث أي تأثير، للمرة الأولى في تأريخها، بل ووجدت نفسها مطارَدةً بهجمات نوعية مباشرة، الأمر الذي أجبر كبار قادة البحرية الأمريكية على الاعتراف باستحالة ردع اليمن، وأشغل وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الأمريكية والعالمية بالحديث عن دلالات وتداعيات هذا الفشل التأريخي.

ووفقًا لبيانٍ أصدرته البحرية الأمريكية، مساء الخميس، فَــإنَّ حاملة الطائرات (هاري ترومان) قد غادرت البحر الأحمر ووصلت إلى اليونان بعد قرابة شهرين من قدومها إلى المنطقة، لتكون رابع حاملة طائرات أمريكية تغادر المنطقة بدون تحقيق الهدف الرئيسي لإرسالها والمتمثل في ردع القوات المسلحة اليمنية وإضعاف قدراتها والتأثير على موقف القيادة اليمنية بواسطة القوة.

وعلى العكس من ذلك الهدف، فَــإنَّ مغادرة الحاملة ترومان يأتي تتويجًا لهزيمة تاريخية كبرى لحقت بالبحرية الأمريكية في مواجهة اليمن، حَيثُ لم تقف الأمور عند حَــدّ العجز عن وقف العمليات المساندة لغزة والفشل في حماية الملاحة الصهيونية، بل أصبحت حاملات الطائرات الأمريكية والسفن الحربية التابعة لها أهدافًا مباشرة للضربات اليمنية، الأمر الذي أجبرها على البقاء بعيدًا على مسافة مئات الأميال من منطقة العمليات اليمنية، قبل أن تهرُبَ من جهات مختلفة، حَيثُ فرَّت الحاملتان (أيزنهاور) و (ترومان) من شمال البحر الأحمر، فيما فرت الحاملتان (روزفلت) و(لينكولن) عبر المحيط الهادئ.

وكانت الحاملة (هاري ترومان) قد تعرضت قبل هروبها لست هجمات صاروخية وجوية يمنية في ظرف شهر واحد فقط، وكانت أقرب نقطة تمكّنت الحاملة من الوصول إليها تبعد عن اليمن أكثر من 600 كيلو متر، وسرعان ما اضطرت للتراجع عن تلك النقطة باتّجاه شمال البحر الأحمر بعد الهجوم الأول، في ديسمبر، لتتمركز على بُعد حوالي 1500 كيلو متر، قبل أن تحاول الاقتراب مجدّدًا وتتعرض لهجمات أُخرى، في مطاردة أثبتت القوات المسلحة خلالها تفوُّقًا عملياتيًّا وتكتيكيًّا كَبيرًا على البحرية الأمريكية، حَيثُ جاءت تلك الهجمات استباقية وتمكّنت من إفشال اعتداءات كبيرة كانت حاملة الطائرات تحضِّرُ لها في كُـلّ مرة.

وعلاوة على ذلك، فقد تعرضت الحاملة (ترومان) ومجموعتها من السفن الحربية لفضيحة في أول محاولة لها للاعتداء على اليمن بعد وصولها بأيام، حَيثُ تعرضت لهجوم استباقي كبير سبَّب حالة إرباك غير مسبوقة جعلت السفينة الحربية (جيتيسبيرج) تطلق صواريخَها على الطائرات الحربية الأمريكية، في محاولة لاعتراض الصواريخ والمسيَّرات اليمنية، ما أسفر عن إسقاطِ مقاتلة من نوع (إف-18)، فيما نجت مقاتلة أُخرى من نفس النوع بصعوبة؛ الأمر الذي سلط المزيد من الضوء على مدى التفوق التكتيكي والعملياتي للقوات المسلحة في مواجهة أحدث أنظمة وأساليب القتال الأمريكية، على عكس البحرية الأمريكية التي ظلت محشورة في مربع الصدمة منذ بداية المواجهة برغم محاولاتها الحثيثة لتعديل تكتيكاتها وأساليبها لمواكبة التحدي غير المسبوق الذي شكلته العمليات اليمنية.

هذا أَيْـضًا ما أكّـدته اعترافات جديدة بالهزيمة والفشل، ترافقت مع مغادرة حاملة الطائرات (هاري ترومان) وحدّدت بوضوح سياق هذه المغادرة التي ربما كانت ستحدث في وقت سابق لولا وقف إطلاق النار في غزة، حَيثُ قال نائب رئيس العمليات البحرية الأمريكية نائب الأدميرال دانيال دواير: إن “القتال في البحر الأحمر أظهر أن التكنولوجيا ليست نهائية الابتكار ولن ينحصر المستقبل عليها” مُشيرًا إلى أن “التدريب الجيد لا يكفي” في مواجهة “التقنيات الجديدة والمختلفة” التي استخدمتها القوات المسلحة في معركة البحر الأحمر.

وأضاف: “إذا نظرنا للتهديد في البحر الأحمر سنجده متعدد المجالات، إنه تحت البحر وعلى البحر وفوق البحر” مُشيرًا إلى أنه “بينما تُطَوِّرُ البحرية الأمريكية تكتيكاتها وإجراءاتها وتقنياتها، فَــإنَّ الخصوم يراقبون ويغيِّرون الطريقة التي يقاتلون بها”.

وتؤكّـد هذه التصريحات بوضوح فشَلَ البحرية الأمريكية في مواكبة المستجدات التقنية والتكتيكية والعملياتية التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر، وهو ما يؤكّـد بدوره أن الهزيمة الأمريكية أمام اليمن لم تكن ناتجة عن “تردّد سياسي” لإدارة بايدن كما يروج البعض، بل كان ناتجة عن سقوط مدوٍّ لاستراتيجيات الردع الرئيسية.

وفي هذا السياق أَيْـضًا، أكّـد كليفورد ماي، رئيسُ ومؤسّسُ “مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات” والتي تعتبر واحدةً من أبرز منظمات الضغط الأمريكية المؤيدة للكيان العدوّ، أنَّ “الاستجابةَ العسكرية الأمريكية” للوضع في البحر الأحمر كانت “مكلفة وغير فعَّالة استراتيجيا” حسب وصفه، مُشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة أنفقت ما يُقدَّرُ بمليار دولار لاعتراض وتدمير الصواريخ الحوثية القادمة، وهو نهجٌ أشبهُ بإطلاق النار على السهام”.

واعتبر ماي أنه إذَا لم تتم هزيمة القوات المسلحة اليمنية فَــإنَّ “صورة الضعف الأمريكي سوف تتعزز، والأهم من ذلك أنها سوف تشكل سابقة” مُشيرًا إلى أن “تكلفة تحويل مسار السفن، للقيام برحلة طويلة حول الساحل الجنوبي لإفريقيا، تُقدَّر بأكثر من 40 مليار دولار خلال العام الماضي”.

وبالنظر إلى البُعد الاستراتيجي الواضح للهزيمة الأمريكية والذي يتعلق بمفهوم “الردع” مباشرة، فَــإنَّ إدارة ترامب -وبرغم محاولاتها الدعائية لحصر الهزيمة على الإدارة السابقة- تبدو عاجزة تمامًا عن تغيير الوضع؛ فحتى قرار التصنيف الجديد الذي حاولت من خلاله أن تظهر وجود “نهج مختلف” عن نهج إدارة بايدن، لا يمتلك أي أفق لإحداث تأثير حقيقي، وهو ما باتت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية تقر به، حَيثُ أكّـد المعهد الأمريكي للسلام، أنه “من غير المرجح أن يغيّر أي تصنيف إرهابي أجنبي، أَو مزيج من الوصفات السياسية، الأهدافَ الاستراتيجية للحوثيين فيما يتصل بفلسطين” مُشيرًا إلى أن “تأثير التصنيف المحتمل على مسار الصراع ليس مؤكّـدًا على الإطلاق”.

وهذا ما أكّـده أَيْـضًا لجوءُ الولايات المتحدة مؤخّرًا لتحريكِ حكومة المرتزِقة واستخدامها كغطاء لتحقيق أهداف قرار التصنيف، من خلال التنسيق لتصعيدٍ جديدٍ ضد وسائل الإعلام الوطنية، حَيثُ كشفت هذه الخطوةُ بشكل واضح عن انعدامِ الخيارات الفعَّالة لدى الولايات المتحدة وعن المسافة الكبيرة التي باتت تفصلُ بين الأوراقَ المتاحة وبين هدف “الردع” الذي انهار في البحرِ الأحمر إلى غير رجعة.

مقالات مشابهة

  • الحاملة “ترومان” تغادرُ المنطقة.. تتويجٌ جديدٌ للهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر
  • بلومبرغ: حاملة الطائرات الأمريكية ترومان تغادر البحر الأحمر
  • صحيفة “بلومبرغ”: حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” تغادر البحر الأحمر
  • حاملة الطائرات الأمريكية تغادر البحر الأحمر
  • إعلان أمريكي رسمي بمغادرة حاملة الطائرات “ترومان” منطقة البحر الأحمر
  • بعد استهدافها لـ8 مرات… حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” تغادر المنطقة
  • لماذا غادرت حاملة الطائرات الأمريكية ترومان البحر الأحمر؟
  • البحرية الأمريكية تعلن مغادرة حاملة الطائرات "ترومان" البحر الأحمر
  • البحر الأحمر بدون حاملة طائرات.. ترومان تنسحب
  • تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر