لقد أثرت حرب ” الجنرالين ” في السودان على حياة الكثير من الشباب السودانيين لا سيما الأجيال التى كانت قد أسهمت في ثورة ديسمبر 2018 التي إطاحت بنظام البشير في أبريل من العام 2019 إلا أن الحرب الحالية التي أعقبت إنقلاب 25 أكتوبر 2021 جعلتهم في خيارات متعددة حيث اختار البعض الإنضمام للقتال في صفوف الجيش السوداني و البعض الأخر في صفوف قوات الدعم السريع بينما ظل آخرون في صف الحياد منخرطين في العمل الإنساني و رافضين لإستمرار الحرب.

التغيير – فتح الرحمن حمودة

و في هذا الإتجاه أجرت «التغيير» مقابلات مع مجموعة من الشباب اللاجئين في العاصمة الأوغندية ” كمبالا أكدوا رفضهم للحرب الحالية و  أوضحوا  آرائهم بشأن الإستنفار و أسباب تفضيلهم مغادرة السودان بدلا من المشاركة فيه و الوقوف بجانب احد الاطراف المتقاتلة .

خالد كوريا شاب لاجئ، وأحد الرافضين للحرب يرى أن الإستنفار مضر أكثر مما هو مفيد و يقول لـ «التغيير» لإن مهمة القتال في الحروب ليست للمواطنين و إنما الجيوش إو أضاف «إلا أن جيشنا هو السبب الرئيسي في أزمتنا الحالية و كل مستنفر يلقى ينفسه للتهلكة، لو شلت سلاح حيكون موجهه نحو الجيش قبل الدعم السريع».

أما الشاب زمرواي اللاجئ من مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، فضل الخروج إلى مكان آمن، وأكد أنه لم يفكر يوماً أن يشارك في الحرب الحالية وقال «التغيير»: إن الإستنفار آلية من اليات الجيش و هي غير مجدية لهذا لم أفكر أن أكون واحداً من المستنفرين لأن تفسيري للحرب أنها تطرح شعارات حرب وجودية و بالنسبة لي أسلم أن أكون خارجها .

و أسفرت الحرب المستمرة حاليا بين الأطراف المتقاتلة في البلاد عن أعمال قتل وسط المدنيين الذين فر معظمهم في موجات نزوح و لجوء لم تكن مسبوقة في تاريخ السودان و لم يكن الشباب بمعزل عن ذلك حيث فر العديد منهم إلى خارج البلاد خصوصا الرافضين للنزاع الدائر ما أثر على حياتهم التعليمية و خططهم المستقبلية المرتبطة باحلامهم و وطنهم .

و أصبحت حرب الجنرالين مهددة لحياة السودانيين و السودانيات منذ اليوم الأول لإندلاعها لجهة أن حجم الموت الذي تسبب فيه هذا الصراع يتزايد بشكل مقلق و يتمدد العنف بشكل يومي بعد أن  دخلت فيه أطراف جديدة بدوافع مختلفة ما أثار مخاوف أن تتحول الحرب إلى مجتمعية وقبلية طاحنة خاصة و أن المجموعات المتقاتلة تحاول جر الشباب للقتال في صفوفها .

الشاب إبراهيم المرضي الذي كان قد غادر البلاد لأسباب عديدة و من بينها رفضه للحرب و عدم الانخراط في القتال و هو لاجئ حالياً في أوغندا يرى أن الإستنفار ينصب على خطورة عسكرة الحياة المدنية و تجيش المجتمع و يقول  «التغيير»: إن الإستنفار  إتجاه خطير للغاية و مخالف لمسار العالم نحو الحياة المدنية و دولة المواطنة و إستخدام وسائل اللاعنف و  أضاف المرضي «إن الإستنفار يسير بهم نحو تحويل الشعب كله إلى جيش ما يقود إلى حرب لا نهاية لها» .

أما الشاب عباس الخير ينظر إلى الحرب الحالية بأنها حرب بين جنرالين سافكين لدماء السودانيين خاصة و أنهما عرفا بإنتمائهم للنظام البائد الذي أسقطته ثورة ديسمبر المجيدة و قال لـ «التغيير» إنه خرج من البلاد لأن الطرفين بالنسبة له أعداء للثورة و أنه واحد من المؤمنيين بها وكان  يتخوف أن يكون هدفاً لأحد أطراف القتال لذلك فضل الخروج.

ويرى الخير الرافض لعملية الإستنفار، أنه ليس هنالك مبرر للشباب ان يستنفروا مع أحد أطراف الحرب و ويرى أن الحرب بأنالدائرة حالياً في حد ذاتها ليس لديها مشروعية أخلاقية سوى أن يكون هناك دمار و خراب و مزيد من قتل المدنيين و تشريدهم قسريا و تفتيت وحدة البلاد .

كذلك يرفض معاذ عز الدين الذي خرج من منطقته بسبب تعرضه للعديد من المخاطر من قبل اطراف النزاع نتيجة لموقفه الرافض للحرب و يقول لـ «التغيير» إن موقفه هذا يأتي في سياق أخلاقي لأن استمرار الحرب لديه عواقب كثيرة و لابد أن تتوقف عن طريق الأشكال السلمية التفاوضية و أكد أنه رافض للإستنفار طالما هناك جيش نظامي في الدولة مهمته حماية الوطن و المواطن.

و يعارض عمار آدم استنفار المدنيين في الصراع بين الجيش و قوات الدعم السريع و يعتبره جريمة ضد القانون الدولي الإنساني، وأشار إلى أن الطرفين استقطبا المزيد من القوات ما يزيد من تعقيد الوضع و تشكيل مليشيات جديدة.

و يعتقد عمار بحسب حديثه «التغيير» أن الحرب عبثية و تضر بالشعب السوداني مع نزوح الملايين و معاناة نصف السكان من المجاعة لهذا السبب قرر مغادرة البلاد مع عائلته رافضاً المشاركة في القتال و يعتبره بلا هدف .

و يفسر معظم الشباب اللاجيئن الذين خرجوا من البلاد للحفاظ على حياتهم و مستقبلهم أن رفضهم للحرب المستمرة حاليا يأتي في سياق أنها حرب عبثية و غير مجدية و أن عمليات الإستنفار و تسليح المدنيين من قبل الاطراف المتقاتلة لا يعبر عن حلول حقيقة للأزمة و انما يزيد من تعقيد الوضع مما يطيل أمد الحرب .

و منذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش و الدعم السريع بحربا خلفت أكثر من “15” ألف قتيل و حوالي ” 10″ ملايين نازح و لاجئ وفقاً الأمم المتحدة .

و تزايدت دعوات أممية و دولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة و الموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى “12” ولاية من أصل “18” في البلاد .

الوسومالاستنفار الجيش الحرب الدعم السريع الشباب العبثية كمبالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستنفار الجيش الحرب الدعم السريع الشباب العبثية كمبالا

إقرأ أيضاً:

بونافينتورا يوافق على الانتقال للشباب

ماجد محمد

كشفت تقارير صحفية عن استعداد نادي الشباب للتعاقد رسميا مع لاعب الوسط الإيطالي جاكومو بونافينتورا.

وقال الإعلامي الرياضي، أحمد العجلان، عبر تغريدة له على موقع التواصل “اكس”: “الشباب يستعد لإعلان تعاقده رسمياً مع لاعب الوسط الإيطالي بونافينتورا خلال الـ 48 ساعة المقبلة”.

وانتهى عقد اللاعب مع نادي فيورنتينا الموسم الماضي، إذ كانت آخر مباراة للاعب مع النادي الإيطالي في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي التي خسرها الفريق 0-1 أمام الفريق اليوناني أولمبياكوس.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن تأهبه للحرب براً وبحراً و جواً
  • الحرب السودانية|تنسيقية تقدم توجه رسالة نارية للفريق ياسر العطا
  • أي تأثير للحرب المحتملة بين لبنان وإسرائيل على الاقتصاد الإقليمي والعالمي؟
  • زعيم معارصة ميانمار يطالب روسيا الانضمام اليها للحرب على الارهاب
  • وزير الشباب الليبي يتفقد المدينة الشبابية بالغردقة
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم): بيان حول إعلان المجاعة بمعسكر زمزم في الفاشر
  • شاهد.. مخيم زمزم في شمال دارفور يستقبل نازحين سودانيين فارين من المعارك والاقتتال في البلاد
  • بونافينتورا يوافق على الانتقال للشباب
  • أطفال غزة.. احتياج تام للدعم المنقذ للحياة .. إنقاذ الطفولة: نحو 10 أطفال يفقدون سيقانهم يوميا بغزة
  • الأوكرانيون «بين نارين».. ماذا قالت استطلاعات الرأي عن الحرب مع روسيا؟