السترة الخضراء.. رمز لأحدث نجمة في سماء السياسة الفرنسية
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
بعد سنوات قليلة من ظهور حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، أصبحت السترة الخضراء رمزا لأحدث نجم سياسي في البلاد، زعيمة حزب الخضر مارين تونديلييه.
تمتعت تونديلييه، خلال الحملة الانتخابية لاختيار نواب البرلمان، بحضور طاغ في التغطية الإعلامية وأقر كثيرون على نطاق واسع بأنها أدارت حملة قوية.
وحزب الخضر مكون رئيسي في التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي.
وتصدر عنوان رئيسي صحيفة "لوموند" الفرنسية الشهيرة، هذا الأسبوع، يقول "سترة مارين تونديلييه الخضراء، موضوع سياسي".
وقالت الصحيفة "مثل المرأة التي ترتديها، أصبحت السترة الخضراء لزعيمة حزب الخضر الفرنسي نجمة (موضوعا بارزا في التغطية) الإعلامية منذ الانتخابات البرلمانية".
لم تكن تونديلييه معروفة على نطاق واسع قبل دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، تعاطف كثير من الناخبين مع دعواتها الحماسية التي اختلطت بالدموع أحيانا لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، من الوصول إلى سدة الحكم.
برزت تونديلييه كمرشحة محتملة لرئاسة الوزراء، بعد الهزيمة غير المتوقعة لحزب التجمع الوطني واحتلاله المركز الثالث وفي ظل الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليسار والوسط في تشكيل حكومة.
نشأت تونديلييه (37 عاما) في بلدة "هينان بومونت" الواقعة في شمال فرنسا وهي ضمن دائرة انتخابية تسيطر عليها لوبان. كانت تونديلييه مستشارة بلدية هناك مما منحها موقعا مميزا تراقب منه اليمين المتطرف في السلطة.
وقالت تونديلييه لصحيفة "لوموند" إن السترة، التي أوضحت الصحيفة أن سعرها 395 يورو (430 دولارا أميركيا)، هي "أغلى قطعة في خزانة ملابسي".
الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي
في إشارة تدل على قيمة السترة بالنسبة لروح العصر، حصد حساب رمزي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بعنوان "سترات مارين تونديلييه الخضراء"، نحو 16000 متابع بسرعة، مع حصول بعض منشوراتها القوية والمفعمة بالمشاعر على مئات الآلاف من المشاهدات.
وقال مارك بوج، الصحفي الفرنسي الذي يكتب في السياسة والأزياء، إن السترة نجحت لأسباب كثيرة. وأول هذه الأسباب هو الوضوح الذي تجسده فكرة امرأة ذات توجهات سياسية خضراء ترتدي سترة خضراء. وقال إن تونديلييه التزمت بارتدائها في كل مناسبة عامة تحضرها.
وأضاف بوج أن السترة تتناقض أيضا مع البزات وأربطة العنق التي طلبت لوبان من مشرعي التجمع الوطني ارتداءها كجزء من جهودها لإضفاء الاحترافية على حزبها.
ومضى يقول إن سترة تونديلييه المصممة لها توفر الاحترام وتتناقض مع الصورة التقليدية للزعماء اليساريين كأشخاص لا يهتمون بقص لحاهم وغير مهندمين.
وأضاف "الفرنسيون يريدون أشخاصا يبدون كسياسيين... فهمت مارين تونديلييه أنه: يتعين علي أن أبدو أنيقة. ويتعين علي أن أبدو جديرة بالاحترام".
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدفع مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
زنقة 20. الرباط
أطلق وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد حملته الإنتخابية مبكراً على بعد قرابة عام ونصف من إنتخابات 2026، وإتخذ العاصمة الرباط منبراً وقلعةً دائمة ووحيدة يخاطب منها المغاربة أو بالأحرى ناخبي الرباط.
بنسعيد الذي يحلم أن يصبح رئيساً للحكومة وهو طموح مشروع، يعتقد أن المغرب هو الرباط فقط، والرباط فقط هو المغرب.
حصر لقاءاته بصفته وزيراً لثلاث قطاعات حكومية، بمقاطعات الرباط أكدال وحي الرياض والسويسي، يثير عديد التساؤلات من المتابعين للشأن السياسي والحكومي، حيث يلاحظ بشكل واضح للعيان أن بنسعيد وكأنه أصبح وزيراً للرباط فقط وشيئاً من سلا (حدو مؤسسة الفقيه التطواني)، حيث يغدق الدعم من قطاعات وزارته الموجه لجمعيات الأحياء بالعاصمة دون كلل، ومروراً بتخصيص عشرات المليارات لإنجاز مشاريع لا تتجاوز حدودها العاصمة الرباط (مدينة الألعاب الإلكترونية)، وبالتحديد بالحي الذي يعتبره خزاناً إنتخابياً، يعقوب المنصور.
وبالعودة إلى أرشيف آخر نشاط تواصلي لوزير الشباب والثقافة والتواصل بمدينة هامشية، نجد أنه يعود إلى ثلاث سنوات مضت، وبالضبط يناير 2022 بإقليم شيشاوة، ومنذ ذلك الحين صام بنسعيد عن التواصل مع مغاربة الهامش، ليتفرغ لمشروعه المستقبلي وحلمه برئاسة الحكومة متسلقاً بسلالم القطاعات الحكومية الثلاثة.
خاال فترة وجيزة ظهر وزير الشباب والتواصل والثقافة في لقاءات تواصلية مكثفة (حزبية وحكومية) بالعاصمة الرباط، وهو ما يراه متتبعون للشأن السياسي ترسيخ للمركزية التي إعتقد الجميع أنها من الماضي. والأخطر أنه يوحي على إستمرار تهميش شباب المغرب العميق من كل شيء، سواءاً اللقاءات التواصلية أو المشاريع التنموية.
ما يريد الوزير بنسعيد ترسيخه خطير جداً، يدفع بالشباب المغرب بالمدن الهامشية والجهات النائية إلى الإبتعاد بل وكره السياسة والسياسيين، حينما يرى وزير القطاع المفترض أنه يهتم به، لا يتواصل سوى مع “كيليميني” العاصمة ولا يأبه لشباب طاطا ولا الطاقات الشابة بالحسيمة وبني ملال والرشيدية وفكيك والحوز.
المهدي بنسعيد