مصارف للمعارف بلاد خيرها لغيرها
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
تقودني الحوادث التي مر ويمر بها العراق عبر الأربعين عاما المنصرمة الى إستذكار أحاديث ومرويات بعضها معبر عن حالة عراقية مشرقة، وبعضها يثير المخاوف لجهة السلوك الذي يفضل الغريب على القريب. فالمشرق ماإتصل بحال الكرم، وحسن المعاشرة، وإحترام الوافد وتكريمه، وحسن وفادته، والمثير للأسى والحزن إن حالة سيئة تطبع سلوك البعض، وتتمثل بوجود من يقدم مصالح الأغراب على مصالح شعبه لمنفعة مؤقتة، أو لشعور زائف سببه عدم الثقة بالداخل، والأوضاع السائدة بسبب الفساد، وسوء الإدارة، وغياب الحكم الرشيد الذي تحول الى منية يصعب الوصول إليها برغم كل مابذل من جهد، وماقيل من كلام وتنظير في هذا الإتجاه حيث الغلبة للخارج في التجارة والإقتصاد، والميزان التجاري الذي يميل في كل الأحوال لصالح الخارج، وليس للداخل إلا أن يكون مستهلكا مهمته الدفع، وإقتناء مايورد من الخارج من الملبوس والمأكول والمشروب.
دليل قولنا ( بلاد خيرها لغيرها ) من المرويات، ومن الوقائع الحالية التي تؤكد صحة تلك المرويات: إن أبا جعفر المنصور، وهو من بنى بغداد، أو ماسمي (الزوراء ودار السلام والمدينة المدورة) عندما شرع في وضع حجر الأساس رأى أن تؤسس المدينة على جثة ميت من أهل المكان الذي أختير ليكون ماعرف بعد ذلك ببغداد، وإنتظروا حتى مات أحدهم، ولكنه لم يكن من أهل المكان، بل وافد من الحبشة، فإنتظروا مدة حتى مات آخر، وظهر إنه من الترك، ثم ثالث، وكان من العجم، فيئس المنصور، وقال: إنظروا من يموت، وإدفنوه، وضعوا أساس المدينة عليه فهذه أرض خيرها لغيرها. ومن الوقائع المشهور مايجري من فساد وغسيل أموال وتهريب وعمران في الخارج بمال عراقي، وتدمير للداخل عبر صفقات فساد، وتسليم مهمات إدارة بعض الملفات، ومنها الإقتصادية بيد مؤسسات خارجية على صلة ربما بمراكز نفوذ في الداخل تمكنت من السيطرة على سوق المال العراقي، بينما حيدت المصارف العراقية، وتركت فريسة لوحش العقوبات الأمريكية الذي لايرحم ولايرأف ومنذ أشهر عدة حيث يتحكم واحد من تلك المصارف بالتحويلات المالية وإجراء المعاملات المصرفية، والمنصة الألكترونية، ويستحوذ على نسبة تصل الى 70 % من مزاد بيع العملة والمنصة الألكترونية المعتمدة في ذلك المزاد، وهذه الحصة ليست للعراق، بل من حصة دولة جوار، ولانعلم ماهي الأسرار التي تقف خلف ذلك الإستحواذ، وتلك الهيمنة، بينما يشهد العراق أكبر عملية هجوم أمريكي إقتصادي على المصارف الوطنية التي تعطل عملها، وربما إفتقر العاملون فيها وأعدادهم كبيرة ! فهل يعقل أن يفتقر مواطنونا، ونحن نحول الأموال الى الخارج، ونبعث بالبترول شبه المحاني، ونؤسس لمشاريع ينتفع منها الخارج، ولانعلم مامدى الفائدة التي تعود على العراق منها ؟ وهل علينا أن ننتظر المزيد من الوقت ليتخذ القائمون على شؤون الدولة إجراءات حقيقية لحماية الإقتصاد الوطني، ووقف هذا العبث، وتلك الهيمنة على الإقتصاد الوطني؟ هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
«أفيدونا» يخصص حلقتين للمصريين الدارسين في الخارج
يقدم الإذاعي حازم البهواشي في برنامجه أفيدونا يوم الجمعة القادم حلقة خاصة موجهة للمصريين الدارسين في الدول الأجنبية، يستضيف فيها ويستضيف فيها الداعية الشيخ محمد الدومي إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بأكتوبر.
وتدور الحلقة حول أهم الأسئلة والمعلومات التي ينبغي أن يكون أبناؤنا في الخارج على علم ودراية بها حول الإسلام كعقيدة وشريعة ومعاملات، حتى لا يقعوا فريسة للإلحاد أو الأفكار الهدامة.
ويتناول البرنامج عبر حلقتين متتاليتين يومي الجمعة 22 / 11 / 2024م و29/ 11 / 2024م. عن أسئلة من نوعية: كيف يتعامل أبناؤنا في الخارج مع مسائل مثل الصلاة والحجاب والخمر ولحم الخنزير؟ وكيف يتعاملون مع المجتمع الذي يعيشون فيه بحيث لا يفقدون هويتهم وثقافتهم العربية الإسلامية؟
جديرٌ بالذكر أن برنامج أفيدونا، الذي يدخل عامه الخامس، يذاع كل جمعة من الثانية إلى الرابعة مساء على هواء (راديو مصر 88.7 FM)، بإشراف الإعلامية أميمة شكري رئيس الإدارة المركزية لأخبار الإذاعة، المشرف العام على راديو مصر.
ويستقبل البرنامج أسئلة المستمعين واستفساراتهم عبر الرقمين: (٠٢٢٥٧٩٣١٩٥) و (٠٢٢٥٧٧٨٥٥٣).
اقرأ أيضاًاليوم بث مشترك بين "إذاعة راديو مصر " و"إذاعة زايد 1" الإماراتية
برنامج «أفيدونا» على راديو مصر يحتفل بالحلقة رقم 100
انطلاقة جديدة لـ«راديو مصر» بمجموعة من البرامج