تدلي محكمة العدل الدولية الأسبوع المقبل بوجهة نظرها بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وهي قضية قدمت فيها حوالى 52 دولة مذكراتها.

وأي رأي تصدره أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة لن يكون ملزما، ولكنه يأتي وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بشأن الحرب في قطاع غزة التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل.

وقالت المحكمة الجمعة "ستعقد جلسة عامة في قصر السلام في لاهاي (في 19 يوليو)... وسيتلو خلالها القاضي نواف سلام... الرأي الاستشاري".

وعقدت المحكمة جلسات استماع استمرت أسبوعا في فبراير الماضي، قدمت خلالها 52 دولة آراءها بشأن الاحتلال الإسرائيلي بعد طلب من الأمم المتحدة.

في 31 ديسمبر 2022، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار "رأي استشاري" غير ملزم بشأن "التبعات القانونية الناشئة من سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وكانت الولايات المتحدة شددت على وجوب عدم إلزام إسرائيل قانونا بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بدون أن تحصل على ضمانات أمنية.

وحذر المتحدثون من أن استمرار الاحتلال لفترة طويلة يشكل "خطرا شديدا" على الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه.

ولم تشارك إسرائيل في جلسات الاستماع، لكنها قدمت نصا بتاريخ 24 يوليو 2023 حضت فيه المحكمة على رفض إصدار رأي بشأن القضية.

وفي يونيو 1967، خاضت إسرائيل حربا مع جيرانها العرب استمرت ستة أيام، واحتلت خلالها الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.

واستعادت القاهرة في ما بعد سيناء بموجب اتفاق سلام أبرمته مع إسرائيل في العام 1979.

وهذه القضية منفصلة عن قضية أخرى رفعتها بريتوريا إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب أفعال إبادة جماعية في هجومها على غزة.

وقضت محكمة العدل الدولية في القضية المذكورة في 26 يناير بأن على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بدون أن تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار.

كذلك، دعت إلى الإفراج "غير المشروط" عن الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة

إقرأ أيضاً:

طموحات اليمين الإسرائيلي تُخيّم على سياسات ترامب بشأن غزة

الثورة / متابعات

تلقي طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف طويلة المدى في غزة بظلالها على التدخلات الأمريكية الفورية في الشرق الأوسط وتخيم على سياسات الرئيس دونالد ترامب.

وأبرزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ما نشره ترامب في نهاية الشهر الماضي، من مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن غزة، أثار صدمة العالم.

وقد كان المقطع القصير الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر إنشاء ما وصفه الرئيس نفسه بـ “ريفييرا الشرق الأوسط” — واقع بديل حيث تم إخلاء قطاع غزة ليس فقط من أنقاضه وركامه، ولكن أيضًا من سكانه الفلسطينيين.

وعرض الفيديو استبدال سكان غزة بناطحات سحاب متألقة، ومراكز تسوق فاخرة، وشواطئ مليئة بالسياح تحت ظلال اليخوت الضخمة، وترامب نفسه مستمتعًا بصدر عارٍ إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدا سعيدًا بنفس القدر وبالهيئة ذاتها.

وبحسب الصحفية، كان الفيديو “ساخرًا” وفقًا لما قيل، لكنه سلط الضوء على طموح ترامب المعلن، فهو يريد السيطرة على الأراضي التي دمرتها الحرب وإخلاء سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص إلى أماكن أخرى.

وتماشيًا مع رغبات السياسيين في اليمين الإسرائيلي، لمح ترامب إلى أن الفلسطينيين النازحين قد لا يُسمح لهم بالعودة إلى وطنهم.

وقالت الصحيفة إن هذه الرؤية الراديكالية تلقي بظلالها على التدخلات الأكثر إلحاحًا لإدارة ترامب في الشرق الأوسط.

وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد استضاف الأسبوع الماضي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز دعاة التوسع الاستيطاني وضم الأراضي الفلسطينية، والذي كانت الإدارة السابقة قد نبذته.

ولم تكن مناقشاتهما حول التعاون الاقتصادي هي الأهم، بل كان رمز اللقاء أكثر دلالة على شخصية دعت مرارًا إلى تدمير غزة وطرد سكانها، والذي كانت إدارة بايدن تفكر في فرض عقوبات عليه لدوره في تأجيج العنف في الضفة الغربية، بات مرحبًا به في واشنطن.

وأشاد سموتريتش بقرار ترامب إلغاء العقوبات التي فرضها بايدن على الجماعات الاستيطانية اليمينية المتطرفة، وأعرب عن دعمه لدعوات ترامب لإخلاء الفلسطينيين من غزة.

وقال لصحيفة جيروزاليم بوست: “خطة الرئيس ترامب تدخل مراحلها العملية. إنهم يبحثون عن دول مضيفة، والعملية قيد التنفيذ. لن يحدث هذا بين عشية وضحاها، لكنه يمثل تفكيرًا خارج الصندوق.”

لكن هذا التفكير “خارج الصندوق” يظل غير مقبول تمامًا من قبل الفلسطينيين والدول العربية، الذين يخشون أن يمثل التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة نكبة جديدة لمجتمع لا يزال يعاني من فقدان وطنه الأصلي وقراه في ما يُعرف الآن بإسرائيل.

رفض الخطة العربية

طرحت الدول العربية في قمة القاهرة التي انعقدت قبل أيام خطة رئيسية لإعادة إعمار غزة، تتضمن توفير ملاجئ مؤقتة آمنة لسكان القطاع كمرحلة أولى من عملية إعادة بناء تستمر لسنوات.

وتدعو الخطة إلى تشكيل هيئة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط لإدارة غزة، كجزء من تسوية سياسية أوسع تسمح بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

لكن إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية رفضتا الخطة، نتنياهو وحلفاؤه غير مهتمين بأي حديث عن تقرير المصير الفلسطيني، ويفكرون في إنهاء الهدنة الهشة لاستئناف حرب الإبادة على غزة.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فرضت دولة الاحتلال قيودًا على المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، حيث دُمرت معظم البنية التحتية المدنية، وتم القضاء على الخدمات الأساسية، وقُتل عشرات الآلاف من المدنيين بسبب القصف الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم نتنياهو عومر دوستري، هذا الأسبوع إن الحكومة الإسرائيلية “لا تستبعد إمكانية قطع المياه والكهرباء عن غزة.”

من جانبها، أعربت إدارة ترامب عن عدم رضاها عن عدم وضوح الخطة العربية بشأن ترتيبات الوضع التالي في غزة، لكنها أيضًا مقتنعة بأن سكان غزة يجب أن يغادروا.

وزعم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز للصحفيين: “المقترح الحالي لا يعالج الواقع بأن غزة لم تعد صالحة للسكن، ولا يمكن لسكانها العيش بكرامة في أرض مغطاة بالركام والذخائر غير المنفجرة.”

وأضاف: “الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من فصائل المقاومة، نحن نتطلع إلى مزيد من المحادثات لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة.”

وبينما كانت التقارير تشير إلى انخراط الولايات المتحدة في محادثات مباشرة مع ممثلي حركة حماس في الدوحة – قطر، ضمن جهود لإدارة المرحلة التالية من الهدنة، لجأ ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق تهديدات جديدة بالعنف.

وكتب مخاطبًا قادة حماس: “هذه تحذيركم الأخير! لمن هم في القيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم فرصة.”

كما وجه تهديدًا مباشرًا إلى سكان غزة:“إلى شعب غزة: مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إن فعلتم، فأنتم أموات!”

وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، لم يستبعد ترامب إمكانية تنفيذ ضربات جوية أمريكية-إسرائيلية مشتركة على غزة.

ويحذر المسؤولون الإنسانيون من أن استئناف العمليات العسكرية لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة الفلسطينية الكارثية.

تصعيد في الضفة

يرى سياسيون إسرائيليون مثل سموتريتش أن جميع سكان غزة يمثلون تهديدًا، ورؤيتهم لا تختلف كثيرا بالنسبة للضفة الغربية المحتلة.

إذ بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية غير المستقرة لتحقيق الاستقرار في غزة، شنت القوات الإسرائيلية، وبتشجيع من اليمين المتطرف، حملة قمع شاملة في الضفة الغربية، تحت ذريعة التصدي لتزايد النشاط الفلسطيني المسلح في بعض المناطق.

وذكرت تقارير أن 40,000 فلسطيني قد نزحوا من مناطق سكنهم في الضفة الغربية خلال الشهرين الماضيين بسبب هذه الحملة، والتي اعتبرها كثيرون غير متناسبة مع التهديد الفعلي.

وفي الشهر الماضي، أطلق سموتريتش تحذيرًا قاسيًا للفلسطينيين في الضفة الغربية، قائلاً إن مدنهم وبلداتهم قد تواجه مصير غزة إذا استمرت المقاومة المسلحة.

وقال الوزير الإسرائيلي المتطرف بوضوح مستفيدا من دعم واشنطن: “إن الضفة الغربية أيضًا ستصبح أنقاضًا غير صالحة للسكن، وسيُجبر سكانها على الهجرة والبحث عن حياة جديدة في بلدان أخرى.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي يكشف خطة جديدة للاحتلال بشأن الحرب على غزة
  • «ناقد فني»: المتحدة قدمت أفكارًا جديدة ومتنوعة في دراما رمضان 2025 «فيديو»
  • “العدل الدولية” تعقد جلسات استماع الشهر المقبل بشأن التزامات الاحتلال تجاه الفلسطينيين
  • أكثر من 1300 خرق للاحتلال الإسرائيلي منذ وقف اطلاق النار في غزة
  • الاتفاقيات الدولية.. ورقة العراق القانونية لمواجهة نقص الغاز
  • حماس تدعو محكمتي العدل والجنايات الدوليتين للتفاعل مع تحقيق الأمم المتحدة
  • تقرير عبري: تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • طموحات اليمين الإسرائيلي تُخيّم على سياسات ترامب بشأن غزة
  • في أبريل..العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل المساعدات عن غزة
  • ترقبوا تعليقا مهما لقائد الثورة بشأن قرار حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي