عين ليبيا:
2025-03-26@14:12:10 GMT

من عدالتنا الاجتماعية (3 – 4)

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ثالثا: متى تتدخل الدولة؟

في الجزء الأول من هذا المقال حاولت تسليط بعض الضوء على معنى العدالة الاجتماعية من منظور إسلامي، والإجابة على السؤال: ماهي أهم مبادى العدالة الاجتماعية؟.

وفي الجزء الثاني حاولت التركيز على أهم واجبات الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية، أما في هذا الجزء فساحاول الإجابة على السؤال:

متى يمكن للدولة أن تتدخل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع؟

لعل من أهم الحالات والظروف التي يمكن للدولة أن تتدخل فيها لتحقيق العدالة الاجتماعية فيى المجتمع هي الآتي:

(1) حالة نزع الملكية الخاصه للمصلحة العامة

بمعنى يمكن للدولة أن تتدخل في نزع الملكية الخاصة للمصلحة العامة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع، فبالرغم من أن الإسلام يعترف بالملكية الفردية ويضع لها ضوابط وحدود، إلا أنه يجيز نزعها للضرورة والمصلحة العامة وفقا لإجراءات قانونية واضحة وبعد دفع تعويض عادل وفوري.

(2) حالة تحقيق “التكامل” الطبقي

بمعنى طالما أن المجتمع الإسلامي يقوم على أساس “التكامل” وليس “الصراع” الطبقي، عليه من واجب الدولة أن تتدخل من أجل القضاء  على شرور ومخاطر الغنى في المجتمع، ولكي يتحقق ذلك يجب ألا يكون بإفقار الغني وتجريده من أمواله وثروته، وإنما بمراقبة ما يملك من ثروة حتى لا يستطيع إلحاق الضرر والأذى بغيره، بمعنى آخر، لكي يتحقق التكامل لا بد على الدولة أن تكون عادلة وداعمة لكل المواطنيين بما فيهم الأغنياء، فقد قال رسولنا (ص) لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن، “إن هم أطاعوا لك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة (أي الزكاة) تؤخد من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم”.22

(3) حالة تأميم المصالح العامة فى المجتمع

بمعنى يمكن للدولة أن تتدخل من أجل تحقيق تأميم المصالح الضرورية والعامة في المجتمع وجعلها ملكا عام للشعب، والمقصود بالتأميم هنا باختصار شديد هو استرداد الملكية للمصلحة العامة وجعلها في متناول الجميع، فقد حرص الإسلام على أن يكون كل ما هو ضروري لحياة الناس ملكية عامة، وفي هذا الصدد يقول رسولنا (ص):

“المسلمون شركاء في ثلاث: الماء، والكلاء، والنار”.23

وعليه يجب الاتفاق بأن سياسات التأميم في الإسلام جائزة ولكن ليست مطلقة، بمعنى آخر، يمكن للدولة ممارسة سياسات التأميم عندما تقتضي الضرورة العامة ذلك فقط.

فقد ورد أن رسول الله (ص) أقطع بلال بن الحارث أرضا فاحتجرها، فلما كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له:

“إن رسول الله (ص) لم يقطعك لتحتجره عن الناس،

إنما أقطعك لتعمل،

فخذ منها ما قدرت على عمارته ورد الباقي”.

وفي رواية يحيى بن آّدم:

أن عمر قال لبلال: يا بلال،

إنك أستقطعت رسول الله (ص) أرضا فقطعها لك.

وأنت لا تطيق ما في يديك،

فقال بلال: … أجل،

قال عمر فأنظر ما قويت عليه منها فأمسكه،

وما لم تطق فأدفعه إلينا نقسمه بين المسلمين،

فقال بلال: لا أفعل، هذا شيء أقطعنيه رسول الله،

قال عمر: والله لتفعلن،

وأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين…”24

(4) حالة منع “الاحتكار” و”الربا” و”الاستغلال” و”الرشوى” و”الإسراف” و”الغش” في المجتمع

بمعنى يمكن للدولة أن تتدخل من أجل القضاء على “الاحتكار” و”الربا” و”الاستغلال” و”الرشوى” و”الإسراف” و”الغش” في المجتمع، وعليه يجب على الدولة أن تمنع احتكار الثروة وتكديس الأموال في أيدي طبقة صغيرة في المجتمع.

ففي الربا يقول تعالى: “أحل الله البيع وحرم الربا”،25

وفي الاستغلال يقول تعالى: “ولاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل…”26

وفي الإسراف يقول تعالى: “وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”،27 والإسراف يعني الاستهلاك الزائد عن الإشباع.

وفي الرشوة يقول (ص): “الراشي والمرتشي في النار”،

وفي الغش يقول (ص): “من غشنا ليس منا”،

وفي الاحتكار يقول رسولنا (ص) “لا يحتكر إلا خاطىء”،

ويقول: “من احتكر طعاما أربعين يوما فقد برئ الله منه”.

من كل هذا وغيره الكثير، يمكن استخلاص “حق الدولة” في التدخل في الشؤون الاقتصادية لمنع الضرر والفساد وتحقيق المصلحة العامة.

(5) حالة توفير “حدّ الغناء” في المجتمع

بمعنى يمكن للدولة أن تتدخل من أجل تأمين السلع الضرورية والحيوية وتولي بيعها للشعب حتى لا تترك الفقير تحت رحمة الغني، فقد اتفق جُل علماء المسلمين على أن الإسلام يكفل للمواطن الفقير في الدولة حدا أدنى من الدخل يسميه فقهاء الإسلام بـ: “حدّ الغناء”  تمييزا له عن  “حد الكفاف“.

وفي هذا الصدد وتعليقا على حديث رسولنا (ص) “المسلم أخو المسلم  لا يظلمه ولا يسلمه”، يقول ابن حزم في كتابه المحلى، في باب الزكاة: “… إن للجائع عند الضرورة أن يقاتل في سبيل حقه في الطعام الزائد عند غيره… فإن قُتل الجائع، فعلى قاتله القصاص، وإن قُتل المانع فعليه لعنة الله!!…

ويستطرد ابن حزم قائلا:… وفُرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم، ويجبرهم السلطان على ذلك، إن لم تقم الزكوات بهم، ولا في سائر أموال المسلمين ما يكفي ذلك، للقيام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه ومن اللباس في الشتاء والصيف بمثل ذلك، وبمسكن يحميهم من المطر والصيف والشمس وعيون المارة”،28

والحقيقة أن هناك أحداث وآراء كثيرة تؤكد حق الدولة في التدخل وأخذ أموال الأغنياء من أجل خدمة مصالح عامة وضرورية، فقد اتفق علماء الأمة أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد فريضة الزكاة يحق للدولة فرض ضرائب من أجل تحقيق الأهداف العامة، فقد أفتى الإمام مالك، على سبيل المثال، بأنه يجب على الناس فداء أسراهم وأن استغرق ذلك أموالهم.

في الجزء الرابع (والأخير) من هذا المقال سوف احاول الإجابة على السؤال التالي:

ما هي أهم الفروق بين عدالتنا الاجتماعية والمدارس الاقتصادية الأخرى؟

يتبع ..

والله المستعان.

هوامش

رواه الخمسة22

الشيخ مححمود الصواف (1979)  “لا أشتراكية فى الاسلام.” القاهره, مصر.  دار الانصار. ص9 23

 الخراج ليحى بن اّذم, نقلا عن كتاب . دز محسن عبد المجيد, ص96 24

 سورة البقرة: اّية 27525

سورة البقرة: اّية  188 26

سورة الاعراف: اّية 31 27

عماد الدين خليل (1979) “مقال فى العدل الاجتماعى” دار الرسالة. بيروت.  الطبعة الاولى. ص 78 28

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: تحقیق العدالة الاجتماعیة من أجل تحقیق فی المجتمع رسول الله

إقرأ أيضاً:

مجلس الخليج الرمضاني: العمل الخيري وتمكين المجتمع لبناء المستقبل

الشارقة: محمود محسن

أكد المشاركون في مجلس «الخليج الرمضاني»، بمجلس المستضيف الشيخ خالد بن حميد القاسمي، تحت عنوان «العمل الخيري وتمكين المجتمع.. تكاتف يبني المستقبل»، الدور المحوري للعمل الخيري في بناء الحضارة الإنسانية، كونه قيمة أصيلة تعكس جوهر الإنسان الحقيقي، وتعزز روح التضامن والتكافل بين المجتمعات، وأن ثقافة العطاء ليست مجرد مبادرة وقتية، بل نهج مستدام يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار.
أضاء المشاركون على جهود دولة الإمارات في تقديم المساعدات الخارجية، والتي لم تقتصر على الدعم المالي فحسب، بل شملت بناء القدرات وتمكين الأفراد، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ما جعلها نموذجاً عالمياً رائداً في العمل الخيري والتطوعي، مرسخةً نهج العطاء بمبادراتها الإنسانية التي تمتد إلى مختلف أنحاء العالم، مؤكدين أن ثقافة العطاء التي غرسها الآباء المؤسسون أصبحت جزءاً من الهوية الوطنية، حيث تتجلى في المبادرات الحكومية والخاصة التي تعزز روح التطوع والخدمة المجتمعية. ولفتوا إلى أهمية نشر هذه الثقافة بين الأجيال القادمة لضمان استمرار مسيرة الخير وبناء مستقبل أكثر استدامة وإنسانية.
ورحب الشيخ خالد بن حميد القاسمي، بالمشاركين والحضور في المجلس، مؤكداً أهمية العمل الخيري ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز التلاحم الإنساني. والعطاء ليس مجرد مبادرة وقتية، بل نهج مستدام يعكس القيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع. مؤكداً ضرورة مواصلة غرس ثقافة العطاء في الأجيال القادمة، لتعزيز روح التضامن والمسؤولية المجتمعية، مشيداً بجهود دولة الإمارات في العمل الخيري محلياً وعالمياً، في ظل القيادة الرشيدة التي قدمت نموذجاً ملهماً في الإغاثة والتنمية المستدامة، ما جعلها في صدارة الدول المانحة عالمياً. ودعا إلى تعزيز التعاون بين الأفراد والمؤسسات، لضمان استمرار هذه المسيرة الإنسانية العريقة.
وأدار المجلس المستشار خليفة المحرزي، الذي أكد أن الكائن البشري حباه الله عز وجل فعل الخير، في جميع الديانات وفي جميع المذاهب وفي أدبيات الخلق الإنساني، ليبقى العمل الإنساني أو العمل التطوعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان بذاته، مبيناً أن احتفاء الأمم المتحدة رسمياً بكل مؤسساتها وقطاعاتها باليوم العالمي للعمل الخيري، بما يشمله من العمل التطوعي، يعكس مبدأ الإنسانية في الكرة الأرضية.
وبين أن نحو 960 مليون متطوع مسجل رسمياً في خطط المنظمات العالمية، ومرشح أن يصل إلى المليار، مؤكداً أن ما يحدث صورة حضارية جميلة في العالم، لأن الكائن البشري لا يزال يسعى ليترك العمل الخيري خلفه، وهذا هو خير الإنسان. وقيمة الإنسان في حقيقته لا تتلخص بما يملك، بل بما يفعل من أجل الإنسان، وهنا يكمن العمل الخيري ويتجسد لدى الإنسان سلوكاً حضارياً متواصلاً، ليس في المنطقة العربية فقط، وإنما في العالم أجمع. وبالحديث عن المنطقة العربية، نجد أن دولة الإمارات قد حازت السبق التطوعي، وأكبر دولة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم. والمعدل العالمي للعمل الخير يبلغ 0.07 بحسب الأمم المتحدة، وآخر مؤشر في 2024 يوضح أن الإمارات تسجل 1.7% بقيمة 360 مليار دولار، تقدمها إلى نحو 90 دولة مساعدات إنسانية خيرية، ما منحها السمعة العالية بكون منهجها أساسياً في تقديم المساعدات، عبر 45 جمعية متخصصة، من إجمالي 1000 جمعية مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، ما يعكس مدى اهتمام الدولة وحرصها على القريب قبل البعيد في تقديم المساعدات والدعم الإنساني في هذا الزمن.
وبين أن منظمة الأمم المتحدة تضع قيمة للعمل التطوعي خلال ساعة واحدة يقدر ب 25 دولاراً أي بإجمالي تقريبي يصل إلى 297 مليار دولار، يوفرها المتطوع عندما يقدم عملاً لا يتقاضى عليه مقابلاً، وعليه، فإن المتطوع يسهم في إيجاد نوع من الوفرة على الدول سنوياً، ما يعكس مدى أهمية العمل الإنساني والعمل الخيري، ومدى حرص المنظمات على تشجيع المتطوع على الاستفادة من خبراته ومن مهاراته. و97% من أصحاب الوظائف المهنية أبدوا استعدادهم للتقدم للأعمال التطوعية.
الاستقرار والتلاحم
وأكد المستشار عبدالله بن خادم، مدير جمعية الشارقة الخيرية، أن العمل الخيري لم يعد يقتصر على تقديم المساعدات، بل شريك أساسي في تكوين الدولة. ونحن في الجمعية شركاء اتحادياً ومحلياً ومع القطاع الخاص، في أعمال كثيرة في غير المتعارف عليه من مهام، وعليه، فإننا نقدم شراكات استراتيجية، بلغت 35 شراكة. العمل الخيري في الدولة يسير اليوم وفق عمل منظم، مانحاً الجمعيات الخيرية التحرك لإغاثة الدول المنكوبة بفضل الاستراتيجية الموحدة والسياسة الموضوعة، خاصة في ظل وجود وزارة مختصة بالعمل الخيري، ما جعل المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة قادرة على تحقيق الاستقرار والتلاحم في نجدة دول الجوار في الأزمات تحت مظلة الدولة. مؤكداً أن الهلال الأحمر يمثل الشريحة الكاملة في الدولة، ونحن جزء من هذه المنظومة على المستوى الخارجي والداخلي.
الأثر الداخلي
وفي الأثر الداخلي، أكد أن دور الجمعية شمل جميع القطاعات، كدعم التعليم ومع الجامعات وله مردود إيجابي، وكذلك على مستوى الصحة والأسرة، عقدت الكثير من الاتفاقيات مع وزارة تمكين المجتمع والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ودائرة الخدمات الاجتماعية، وعدد من المؤسسات في الدولة، وتبذل جهوداً واسعة داخل نطاقها المحدد في الدولة وخارجها.
معايير
وعن المعايير التي تستند إليها الجمعيات في تقديم خدماتها ودعمها، أكد بن خادم، أن تقديم المساعدات يأتي ضمن الأعمال المنظمة للجمعية وتقديم الأعمال الخارجية، يأتي بحسب احتياجات الدول. مبيناً وجود أولويات ترتكز عليها الجمعية في المساعدات الداخلية والخارجية، تتمثل في التركيز على كيان الأسرة ودورها وحاجتها من التعليم والصحة، استناداً إلى مقولة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «العمل الخيري في الامارة يمكّن الإنسان من الاعتماد على نفسه»، التي باتت شعاراً لدى الجمعية.
وأوضح أن الجمعية، استطاعت أن تحقق في التعليم خلال عام 2024 نحو 45 مليون درهم وجميعها من عطايا المحسنين، وتشمل جميع المرحل التعليمية من الدنيا وحتى الجامعية، ضمن معايير منظمة ولجان من أهالي المدن والمناطق تشكّل لدراسة الاحتياجات، ووضع محددات العمل الخيري، وعيله يأتي التعليم والصحة وتمكين المرأة ضمن أولويات العمل. مبيناً أن مشروع دعم الأسرة المنتجة يحقق الاستقرار لها، وتمكينها من الاعتماد على نفسها. موضحاً أن الجمعية تأخذ على عاتقها دوراً مجتمعياً لدعم المواطنين والمقيمين في الدولة، بالتنسيق مع جميع الوزارات والمؤسسات في الدولة.
خدمات تخصصية
وأوضح أن الجمعية تفخر بأن لديها 150 متطوعاً تخصصياً، وفي ظل التركيز على التعليم والصحة بشكل كبير، فإن الحاجة في أغلب الأمور الفنية تكون من جانب متطوعين، وفي بعض الأحيان حتى من الناحية القانونية. والعمل التطوعي في الشارقة أصبح منظماً في مركز الشارقة التطوعي، ويشمل جميع المؤسسات، وللمتطوع حرية التسجيل في المؤسسة التي يود التطوع معها، بحسب التخصصات المطلوبة. مبيناً أن جميع الأفكار والمنشورات لحملة رمضان من تنفيذ المتطوعين في الدوائر والجامعات، وهناك تحديثات على الخطط بهدف الاستفادة من الأخطاء، وفخورون بعطاء الشباب التطوعي، ونعمل على كيفية تطويرها واستغلال الطاقات بالصورة المثلى.
العمل التطوعي
وتحدث د. محمد سالم الجنيبي، مدير مركز الهلال الأحمر في الشارقة، عن أهمية العمل التطوعي التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فكانت استراتيجية للدولة في المساعدات الدولية، بالتناغم مع الخطط التشريعية للدولة، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، وبهذه القيم الإنسانية كونها أهدافاً رئيسة واستراتيجية للهلال الأحمر تعمل في مشاركة دولية تحتضن جميع الاتفاقيات الدولية، وكذلك البروتوكولات الملحقة لحماية العاملين في المجال الإنساني، ونركز في استراتيجيتنا على آليات استقطاب المتطوعين والأفراد عبر فرق متنوعة، تدرّبت لعمليات الاستجابة المرتبطة مع وزارة الخارجية. مبيناً وجود خطط تشغيلية لتنظيم العمل، للتركيز على المبادرات الإنسانية التي تشمل القيم الإنسانية والاجتماعية، ولدى الهيئة البرامج الإنسانية في المدارس. مثمناً دور المتطوعين، لأن هذه الشراكات تعزز التماسك المجتمعي.
الاستدامة في الأزمة
وأكد أن تحقيق موضوع الاستدامة في الأزمة يأتي في أول الأهداف، بالعمل مع السوق المحلي وشراء المواد والتحرك اللوجستي، مع توفير فرص عمل للأشخاص، مبيناً أن خطط الاستدامة تتوازن مع الخطط الوطنية للدولة 2030، الرامية إلى مكافحة الفقر، وتنمية التعليم والرعاية الصحية، والبيئة والتغير المناخي، وعند إنشاء المخيمات نراعي التوازن بين الجنسين، ومراعاة الجانب الأمني، فالتحديات تصنع فرص بالنسبة لنا، وجميع هذه النقاط تشكل القوة الناعمة لدولة الإمارات.
استقطاب المجتمع
وأوضح، أن استقطاب أفراد المجتمع للالتحاق بالعمل التطوعي يجري عبر خطة تشغيلية على 9 مراكز فعّلتها مع المجتمع المدني ومع الشركاء، ولدينا برنامج تدريب يتم الالتحاق به عن طريق تطبيق ذكي يعمل بسلاسة، وعبره نستقطب الأفراد للمركز، للاطلاع على الخطة، بحيث أن كل شخص يستفيد من هذه الخطة، يأخذ دورات معينة، ويؤهّل ويدرّب.
وأكد أنه لم يعد العمل على الاستقطاب فحسب، بل وصلنا لتفعيل البحوث العلمية في هذا الجانب بالمشاركة مع جامعة الشارقة، بحيث أن يكون الشخص متمرساً نظرياً وعملياً، ويشارك بحيث يفعّل الجانب النظري الذي تلقاه في السابق، بحيث يستفيد منها واقعياً، وتكون النتائج إيجابية.
150 متطوعاً تخصصياً.. وخطط تشغيلية لتنظيم العمل والمبادرات
تجربة رائدة
أكد عبد اللطيف القاضي، ناشط تطوعي أنه التحق في العمل التطوعي منذ أن كان في الثامنة، وكانت بدايته في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وكان يعمل مع جميع الشرائح الموجودة في العمل، مبيناً أن العمل التطوعي والعمل الإنساني نبيل، خاصة شريحة ذوي الإعاقة.
وقال: كان لي دور تطوعي في فريق الأشبال في المرحلة الابتدائية في المدرسة، وقضيت 34 عاماً وأعمل في المدينة، وبعد انتهاء المراحل الدراسية عملت في القيادة العامة لشرطة الشارقة وما أزال، وسهلت لي أموراً كثيرة في مسيرتي في الإنسانية والتطوعي، واستطاع استكمال دراسته الجامعية، ليلتحق في العمل في إدارة العمليات، وما زال يتطوع في كل الأوقات التي تتح له الفرصة، وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من مركز الشارقة، حافزاً إيجابياً لتجديد أعمالي التطوعية، وتمكنت خلال مسيرة العمل التطوعي من حصد أوسمة وجوائز وتسلمتها من صاحب السموّ حاكم الشارقة، وكذلك جائزة الشارقة للعمل التطوعي في خمس نسخ مختلفة، فكانت فخراً لي ولأبنائي الذين التحقوا فيما بعد في هذا العمل. مؤكداً أنه مستمر في العمل التطوعي ومنتسب وعضو في 18 جمعية في الدولة.

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تعتمد «وقف الإمارات» شعاراً دائماً لمشاريعها ومبادراتها الوقفية
  • «الشؤون الإسلامية» تعتمد «وقف الإمارات» شعاراً لمشاريعها ومبادراتها الوقفية
  • الصحة تختتم حملة المسح الوطني للصحة والتغذية نهاية مارس
  • «حوار المجتمع» يضيء على جهود الخدمات الاجتماعية في تعزيز الرفاهية
  • لجنة الحفاظ على املاك الدولة النيابية: عدم وجود أية بيانات خاصة لدى دائرة عقارات الدولة للعقارات العراقية في الخارج
  • رئيس الوزراء يستعرض جهود صندوق مصر السيادي في تعظيم العائد من أصول الدولة
  • صحة الشيوخ: توجيهات الرئيس السيسي للحماية الاجتماعية طوق نجاة للأسر المصرية
  • فرص استثمارية واعدة.. مدبولي يستعرض جهود صندوق مصر السيادي في تعظيم العائد من أصول الدولة
  • مجلس الخليج الرمضاني: العمل الخيري وتمكين المجتمع لبناء المستقبل
  • حكومة نتنياهو تصوت على حجب الثقة عن المدعية العامة للدولة