انطلاق أعمال مؤتمر إعلان التعهدات للأونروا
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
انطلقت في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية، مساء اليوم الجمعة 12 تموز 2024، أعمال مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين الأونروا .
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال المؤتمر، التأكيد على أن وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها، وأن عملها يشكل "أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة".
وفي كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهدات للأونروا نبه غوتيريش إلى أنه "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين للأونروا، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".
وقال أمام الاجتماع الذي يعقد كل عام للمساعدة في سد الفجوة المالية بين ما تم التعهد به للأونروا وما تحتاج إليه، إن "هذا العام يختلف عن غيره. فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل. لكن الفلسطينيين أيضا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات".
وقال الأمين العام إن "الزملاء العاملين في الأونروا لم يسلموا من هذا الرعب فقد قُتل 195 موظفا من موظفي الأونروا، وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة". وأشار إلى أن الوكالة تتعرض أيضا للاستهداف بطرق أخرى.
وأكد أن "الزملاء في الوكالة ماضون في تنفيذ مهام ولايتها في ظل الظروف البائسة السائدة في غزة، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأونروا جاهدة إلى تنفيذ مهامها في وضع يزداد صعوبة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي الأردن ولبنان وسوريا، من أجل تحقيق التنمية البشرية وإعمال حقوق الإنسان".
وقال إن "مناشدتي للجميع هي احموا الأونروا، واحموا موظفي الأونروا، واحموا ولاية الأونروا - بما في ذلك من خلال التمويل".
وحث على مباشرة العمل دون انتظار، وذلك بالعمل على "غرس الأمل في مكان ينقصه الأمل. والعمل على إعلاء ولاية هذه الجمعية العامة بالحفاظ على الأونروا".
بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس "يجب أن يكون مقلقا لنا للغاية أن الأونروا تقف حاليا على شفا الانهيار المالي، بالنظر إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة وموظفوها".
وأكد أنه منذ تأسيسها عام 1949، جسدت الأونروا "أفضل ما في عملنا الميداني لعقود من الزمن، واكتسبت سمعة كمنارة أمل في منطقة تعاني من الاضطرابات بشكل روتيني".
وذكر بأن الوكالة توفر الحماية لـ5.9 مليون لاجئ مسجل، بما في ذلك الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، وتدير 58 مخيما معترفا به للاجئين الفلسطينيين، وتلبي الاحتياجات الإنسانية الماسة لأكثر من 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأوضح أن الأزمة التي تواجه الأونروا تفاقمت بسبب الهجمات المستمرة على سمعتها ونزاهتها.
وقال فرانسيس إنه في هذه الأوقات الاستثنائية، حيث أصبح وجود الأونروا ذاته في خطر، "يتعين علينا أن نعترف بأن مؤتمر التعهدات هذا لا يمكن أن يستمر على أساس العمل كالمعتاد. لذلك أتوجه للجمهور العالمي مباشرة: الآن، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأونروا إلى دعمكم".
ودعا رئيس الجمعية العامة إلى الوقوف دقيقة صمت لتكريم ذكرى العاملين في الأونروا الذين فقدوا أرواحهم.
وقال "إن الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب، ولا يتعلق ببقاء الوكالة، إن الأمر يتعلق بالناس وبقاء اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، في جميع أنحاء قطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية والقدس الشرقية".
من جهته، حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من "جهود جارية" ترمي إلى تفكيك الوكالة وتغيير المعايير السياسية الراسخة للسلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن هذا يشمل هجمات شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقترحات تشريعية لطرد الوكالة من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقال لازاريني إن "الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنها تجسد التزاما دوليا بالحل السياسي"، مشددا على أن الفشل في الرد من شأنه أن يترك كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عُرضة لهجمات مماثلة.
وأضاف "غزة مدمرة. أكثر من مليوني شخص محاصرون في جحيم حي. لقد نزحوا مرارا عبر منطقة مدمرة وخارجة عن القانون بشكل متزايد. إن الأطفال والنساء يتحملون وطأة هذه الحرب الوحشية".
وأشار كذلك إلى مأساة أخرى تتكشف في الضفة الغربية، مضيفا أن "الفلسطينيين يشهدون اليوم أكبر مأساة لهم منذ عام 1948".
ولفت المفوض العام للأونروا إلى أنه حذر مرارا وتكرارا من أن نموذج تمويل الأونروا غير متوافق مع تفويضها بتقديم خدمات عامة. وأوضح أن أكثر من عقد من نقص التمويل المزمن وتدابير التقشف الشديدة أدت إلى تآكل جودة خدمات الوكالة.
وأشار المفوض العام للوكالة إلى أن جميع الدول تقريبا استأنفت تمويلها للوكالة فإن "التحدي المالي الأساسي لا يزال قائما، فالأونروا تفتقر إلى الموارد اللازمة لتنفيذ تفويضها".
وأضاف أنه بالنسبة للنداء الإنساني العاجل لصالح الأرض الفلسطينية المحتلة الذي يدعو لتوفير 1.2 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية الحرجة حتى نهاية العام، بالإضافة إلى النداء العاجل لكل من سوريا ولبنان والأردن، لم يتم تمويلهما إلا بنسبة لا تتجاوز 20 في المئة.
وتطرق إلى أهمية التعليم بالنسبة للفلسطينيين، منبها إلى أن أكثر من 625 ألف طفل مصاب بصدمات نفسية عميقة خارج المدرسة، وكان نصفهم يذهبون إلى مدارس الأونروا قبل الحرب.
وأضاف "اليوم، يقضون أيامهم في البحث بين الأنقاض وانتظار جمع المياه في حرارة شديدة".
وشدد المفوض العام للأونروا على أن "الوكالة موجودة اليوم لأن الحل السياسي غير موجود، وإذا التزم المجتمع الدولي بحل سياسي، يمكن للأونروا استئناف دورها في دعم الانتقال المحدد زمنيا، وتقديم التعليم والرعاية الصحية الأولية والدعم الاجتماعي".
ودعا لازاريني إلى حماية الأونروا، وتوسيع وتعزيز تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، والدعم لتنفيذ توصيات المراجعة المستقلة بشأن الحياد.
بدوره، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه بعد مرور 75 عاما على إنشاء الأونروا من قبل الجمعية العامة عام 1949، لا تزال محنة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة.
وأضاف "مرت تسعة أشهر طويلة ومؤلمة ومروعة. ولم يعد هناك مكان آمن للاجئين في غزة، حتى تحت راية الأمم المتحدة، حيث لا تزال مدارس الأونروا مستهدفة وتقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في هجوم تلو الآخر، مما يزيد من الخسائر والدمار والصدمات التي فُرِضت على شعبنا".
وشدد على أنه "يجب وضع حد لهذا الظلم. يجب أن نستعيد الإنسانية"، داعيا إلى الحفاظ على القواعد التي تحميها ومحاسبة أولئك الذين ينتهكونها. وقال منصور "وحتى ذلك الحين، تظل الأونروا مسؤولية دائمة تقع على عاتق المجتمع الدولي، وتظل شريان حياة للاجئين الفلسطينيين".
وعبر عن عميق الامتنان للدول المضيفة لاستضافتها اللاجئين الفلسطينيين طيلة هذه العقود ولتعاونها ودعمها للأونروا، ولجميع الجهات المانحة للوكالة.
وأشاد بصمود اللاجئين الفلسطينيين على الرغم من كل المصاعب والمآسي والخسائر التي تحملوها، مضيفا "يجب علينا أن نواصل كل الجهود لضمان حصولهم على المساعدة الإنسانية اللازمة، ولكن أيضا الأمل في أن ينتهي الكابوس الذي يعيشونه قريبا، وأن يصبح المستقبل الأفضل قريبا، وأن تتحقق العدالة".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: اللاجئین الفلسطینیین للاجئین الفلسطینیین الجمعیة العامة الأمم المتحدة المفوض العام فی الأونروا بما فی ذلک أکثر من على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
قافلة الأمل تعبر 4 دول لإنقاذ اليمن .!
شمسان بوست / خليج تايمز
في يوم رأس السنة الجديدة، سيشرع المتطوعون في رحلة إنسانية عبر أربع دول خليجية هي الإمارات العربية المتحدة، وعمان، والمملكة العربية السعودية، واليمن.
وتهدف قافلة الإبل إلى جمع 200 ألف دولار لصالح مشاريع التنمية التي تعزز الاكتفاء الذاتي للشعب اليمني المتضرر من الصراع المستمر منذ عشر سنوات.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة التي تمتد لمسافة 2200 كيلومتر ما يصل إلى 70 يومًا، وفقًا لما قاله “مايك ميتزجر”، منسق الاستدامة والتراث العالمي الذي ينسق المشروع المسمى “حملة رحلة الأمل”، لصحيفة خليج تايمز.
وقال ميتزجر إن القافلة ستنطلق في الصحراء من قرية الختم بين مدينة أبوظبي والعين صباح يوم الأول من يناير 2025، بمشاركة نحو 50 متطوعاً.
وسيبلغ عدد المشاركين في الإمارات العربية المتحدة نحو 20 إلى 30 شخصًا، وفي عُمان من 5 إلى 10 أشخاص وفي اليمن ما يصل إلى 10 أشخاص. وقد يزداد العدد مع تقدم القافلة في رحلتها.
وستدخل السعودية من منفذ أم الزمول الحدودي مع سلطنة عمان، وستعبر كامل منطقة الربع الخالي الجنوبية على ظهور الجمال.
وقال ميتزجر المقيم في أبوظبي والذي سيشارك في الرحلة أيضًا: “نقطة وصولنا إلى اليمن هي مدينة قرية تُعرف باسم تريم في وادي حضرموت”. ومن المتوقع أن يكون يوم الوصول هو 8 فبراير 2025.
وأضاف أن “العديد من المسافرين الآخرين سوف ينضمون إلينا عبر أجزاء من البلاد تستغرق ما بين أسبوع إلى أربعة أسابيع من المشي”.
“نحن فريق، على الرغم من أن كل فرد سيساهم بفترات زمنية مختلفة للمشي. يمكن لبعض أعضاء فريقنا المشي لمدة أسبوع، وبعضهم (سيمشي لمدة) أسبوعين، والبعض الآخر لعدة أشهر”، قال ميتزجر.
وقال ميتزجر إنهم “مستعدون كما سنكون دائمًا” لدخول الربع الخالي.
وأضاف “لدينا فريق دعم في السعودية للتعامل مع حالات الطوارئ، كما نقوم بتخزين الطعام وطعام الإبل والمياه في جميع الدول التي سنسافر عبرها مسبقًا في الأيام المقبلة”.
ويعد الربع الخالي من قافلة الإبل الأطول في الرحلة، إذ تتراوح مدته من 20 يوماً إلى شهر، بحسب موقع البعثة.
وقال ميتزجر إنه تم ترتيب توزيع ما يكفي من الغذاء والماء والأدوية لمدة 70 يوما مسبقا.
وقال إن “طعام الرحلة بسيط للغاية، فهو يتكون من التمر والشاي والدقيق لصنع الخبز والسمن واللحوم المجففة والأسماك والخضروات، إلى جانب طعام الإبل”.
دعم الحكومة
وفي حين أن الدعم اللوجستي كان يأتي من الأصدقاء المقربين في المنطقة وفرق الدعم والمتطوعين، قال ميتزجر إنهم “يأملون في الحصول على دعم حكومي بمجرد إطلاق المشروع بالفعل”.
وأضاف “سيكون من المدهش أن نحصل على مساعدتهم، خاصة في رحلة ثقافية بهذا الحجم”.
وقال ميتزجر إن فريقهم يعمل على تأمين جميع التصاريح اللازمة، وأضاف أن الصراع الدائر في اليمن “لن يؤثر على رحلتنا كثيرًا.
“نحن ندخل إلى جزء هادئ للغاية من اليمن وله علاقات جيدة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
وأعرب ميتزجر عن أمله في أن تحقق المبادرة الشعبية هدفها بجمع 200 ألف دولار. وقال: “لقد تلقينا تبرعات من العائلات والأصدقاء حتى الآن. ونتمنى المزيد من الدعم من المغتربين في الإمارات والمجتمع المحلي لعملنا الإنساني”.
ومن بين الداعمين للقافلة الإنسانية، الذين يقدمون الدعم اللوجستي، والذين سينضمون أيضًا إلى الرحلة، منظمة UAE Wildschoolers، ومنظمة ECC Adventures، وجمعية أبوظبي للمعلمين المنزليين، ومنظمة Distant Imagery، ومنظمة Kenaz.
مشروع تطويري
سيتم استخدام الأموال التي يتم جمعها في الصيانة المالية لمنشأة قائمة بالفعل في سيئون باليمن والتي تقدم الأدوية والخدمات الطبية المجانية يوميًا لليمنيين منذ عام 2023.
وقال ميتزجر إن المنشأة، التي أطلق عليها اسم عيادة نسمة وسندباد، نسبة إلى جماليه أحاديي السنام اللذين نفقا، عالجت حتى الآن أكثر من 15 ألف يمني.
كما سيتم استخدام الأموال التي تم جمعها في مشروعين لحفر آبار المياه العذبة لصالح قبيلتين بدويتين في وادي حضرموت. وقال ميتزجر: “إن أحد البئرين قيد الإنشاء الآن. وقد اكتمل بنسبة 70 في المائة. ونحن ننتظر المزيد من الأموال لإكماله”.
وقال إن مشاريع آبار المياه كانت في مرحلة التخطيط خلال العامين الماضيين.
وأخيرا، سيتم استخدام الأموال أيضا لتمويل برنامج توزيع الماشية مجانا والذي سيعمل على تعليم الأسر كيفية تربية الماشية للحصول على دخل بديل في جميع أنحاء البلاد.
وتهدف حملة رحلة الأمل، التي يجري الإعداد لها منذ نحو ثماني سنوات، إلى توفير البنية التحتية والمهارات اللازمة لليمنيين المتضررين من الصراع المستمر حتى يتمكنوا من إعالة أنفسهم وعدم الاعتماد على المساعدات الخارجية.
وقال ميتزجر إن اختيار اليمن كمشروع تجريبي جاء بسبب كونها واحدة من أكثر الدول تضررا من الصراع، وقربها من الإمارات العربية المتحدة، كما وصفتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها تعاني من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 4.5 مليون يمني، أي ما يعادل 14 في المائة من السكان، نازحون حاليا، ومعظمهم نزحوا عدة مرات على مدى عدد من السنوات.
علاوة على ذلك، فإن 21.6 مليون شخص، أو ثلثي السكان، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن “خطر المجاعة على نطاق واسع في البلاد لم يكن أكثر حدة من أي وقت مضى. يعيش عشرات الآلاف بالفعل في ظروف أشبه بالمجاعة، وهناك ستة ملايين شخص آخرين على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة”.
وقال ميتزجر إن نجاح حملة رحلة الأمل الإنسانية في اليمن سيشكل إنجازًا قياسيًا. وأضاف: “إذا تمكنا من تغيير حياة الناس للأفضل، وتوفير فرص العمل، والحصول على المياه النظيفة، وتحقيق النجاح في اليمن، فهذا يعني أننا سننشر رحلة الأمل إلى دول أخرى بكل تأكيد، مع العلم أننا سننجح، بعد أن بدأنا في بلد في حاجة ماسة”.
وقال إن هناك “مزيجًا كبيرًا من المتطوعين (للرحلة) من جميع أنحاء العالم”.
وقال ميتزجر إن الدول الأخرى المدرجة على قائمة الدول التي ستستفيد من حملة القافلة الإنسانية هي السودان والصومال وباكستان وشرق أفريقيا.