المتحف الوطني يعرض مقتنيات من البلاط العُماني في موسكو
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
موسكو "العُمانية": افتتح المتحف الوطني معرض وفعاليات "بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني" في متاحف كرملين موسكو بروسيا الاتحادية، تحت رعاية معالي أولغا ليوبيموفا، وزيرة الثقافة في روسيا الاتحادية، والذي يحتفي بتجليات الفضة العُمانية كصناعة رائدة تاريخيًّا مع إبراز مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تعود لسلاطين عُمان في مسقط وزنجبار، ويستمر المعرض حتى 29 من سبتمبر القادم.
وأشارت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، نائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني في كلمة لها إلى عمق الروابط بين المتاحف الروسية والمتحف الوطني، مؤكدة "أن هذه الروابط المتحفية تنبض بذاكرة الإنسان في رحلة الحياة ومسيرة التعمير والوجود البشري على هذه البسيطة".
من جانبه، عبّر سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، عن هذه المناسبة قائلا: "نحتفي بروائع من الفضة العُمانية ومقتنيات تعود للبلاط العُماني تجسد الثراء والأناقة في تاريخ عُمان، وتعبّر عن لغة الفن العالمية التي تتجاوز الحدود، حيث تروي كل قطعة قصة تعزز الفهم والتعاون بين البلدين، ويُعد هذا المعرض المتحفي الأول من نوعه لسلطنة عُمان بمدينة موسكو على الإطلاق، ويأتي تنظيمه في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني وامتدادا للتعاون الوثيق بين المتحف الوطني والمتاحف في روسيا الاتحادية".
وأشار سعادة الأمين العام للمتحف الوطني إلى أن المقتنيات تقدم استكشافًا للثقافة العُمانية، محورها الخنجر العُماني، من الأسلحة القديمة، إلى قناني العطور الحديثة المعروفة بـ "هدية الملوك"، المستوحاة من الخنجر، وتسلط المقتنيات الضوء على الأهمية المستمرة للحرفية والرمزية الثقافية في المجتمع العُماني، مما يعكس التقاء الملكية والفن، ويُرمز إلى التبادل الدبلوماسي والفخر الثقافي، وتعكس الحُلي الفضية المعروضة في جميع أنحاء المعرض جانبي التقليد والابتكار.
وقال سعادة حمود بن سالم آل تويه- سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية: "تشهد علاقات التعاون والصداقة بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تطورًا إيجابيًا في مختلف الأصعدة، وانطلاقا من أن الثقافة هي مفتاح التقارب بين الشعوب، يأتي معرض وفعاليات "يوم عُمان" في متاحف كرملين موسكو ليحاكي صور التاريخ العُماني العريق ويعزز المعرفة لدى المواطن الروسي عن الدور الحضاري المتميز لسلطنة عُمان، وهذا من شأنه أن ينعكس على العلاقات بين البلدين، لأن جسور الصداقة بين الشعوب تبدأ من معرفة تاريخ وحضارة الشعوب لبعضها البعض والشعب العُماني كما الشعب الروسي لهما حضارة عريقة ومتجذرة في التاريخ".
وأضاف سعادته:" إن هذه المناسبة التاريخية ليست مجرد فعالية ثقافية عابرة، بل هي جسر حضاري متين يربط بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية ويعكس تقدير الجانبين العُماني والروسي لتراث وثقافة البلدين".
يضم المعرض عددًا من القطع المتحفية التي تُبرز الفضة في السياق الثقافي لسلطنة عُمان، حيث تتجلى مظاهر الفخامة والأناقة. ويسلط الضوء على الأدوار المتنوعة للفضة، ويُبرز براعة الحرفيين العُمانيين في المشغولات الفضية.
ينقسم المعرض إلى خمسة أقسام رئيسة، وهي: الخنجر العُماني، وثقافة الطيب، وفن صناعة الفضة، والأزياء التقليدية، وأزياء النخبة لشخصيات عُمانية بارزة في شرق أفريقيا آنذاك.
ويبين قسم الخنجر العُماني تطوره عبر التاريخ حيث تم استخدامه منذ الألف الثالث قبل الميلاد، ويركز القسم على أبرز متعلقات الخنجر، بالإضافة إلى أنواع الخناجر العُمانية كالخنجر السعيدي، وهو عبارة عن مزيجِ من المقبض الرمَّاني المزيَّن وتخريمٍ زينيٍّ كثيف وتركيبة غمد تتألف من سبع حلقات، بالإضافة إلى الخنجر النزواني والصوري وغيرها.
أما قسم ثقافة الطيب فيركز على الروائح الزكية وقيمتها في تفاصيل الحياة اليومية للعُمانيين، والمناسبات واستقبال وتوديع الضيوف، ومن المقتنيات التي يضمها القسم: قنينات عطرية تعود لعام (١٩٨٣م) مصنوعة من البلور والذهب (عيار ٢٤ قيراطا).
ويضم قسم صناعة الفضة على المشغولات الفضية من الحلي، أما قسم الأزياء التقليدية فيبين وظائف الأزياء العُمانية، إذ لا يقتصر زي المرأة على اللبس بل يشمل طقم الرأس والجواهر والبراقع وأدوات التجميل، أما زي الرجل فهو عملي، ويتكون من إبزيم، وحزام، وعدة ملاقط، وأسلحة مزينة بالفضة ومنها الخنجر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المتحف الوطنی الع مانیة الع مانی ع مانیة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر العُماني للسكتة الدماغية يستعرض التجارب العالمية في التشخيص والعلاج
انطلقت أعمال النسخة الثامنة من المؤتمر العُماني السنوي للسكتة الدماغية، الذي تنظمه الرابطة العُمانية للسكتة الدماغية بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، مستضيفًا نخبة من المختصين عالميًا في هذا المجال من مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة هارفرد وجون هوبكنز وجامعة كالغاري الكندية، إلى جانب مشاركين من دول إقليمية وخبرات وطنية، بهدف رفع الوعي بالسكتة الدماغية وأعراضها وأسبابها وسبل الوقاية منها، واستعراض أحدث العلاجات وأساليب الحد من تبعاتها الصحية.
وتضمن برنامج المؤتمر جلسات نقاشية علمية ومحاضرات متخصصة وحلقات عمل تناولت أحدث التطورات المرتبطة بتشخيص السكتة الدماغية وأساليب رعاية المرضى، إضافة إلى استعراض البحوث المتعلقة باستخدام الروبوتات والتقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في تطوير العلاجات المبتكرة، بما يقدم رؤية شاملة للتقدم العلمي في هذا المجال.
وأشارت الدكتورة أمل بنت محمد الهاشمية استشارية أولى في طب المخ والأعصاب ورئيسة ومؤسسة الرابطة العُمانية للسكتة الدماغية ورئيسة المؤتمر، إلى أن الدورة الحالية تتميز بثلاث سمات بارزة تشكل إضافة نوعية لمسار العمل العلمي والطبي، وهي إدخال تقنية الروبوتيكس ضمن برامج العلاج التأهيلي لمرضى السكتة الدماغية، مؤكدة أن هذا التحديث يمثل نقلة مهمة في أساليب إعادة التأهيل، خصوصًا في المراحل التي تتطلب تدخلًا تقنيًا دقيقًا يسرّع استعادة الوظائف الحركية.
وأضافت أن النسخة الحالية استحدثت برنامجًا علميًا متكاملًا موجهًا للفئات الطبية المساعدة، ومصممًا ليتناسب مع احتياجاتهم وتدرجهم العلمي، لضمان وصول المعرفة المتخصصة إلى مختلف الكوادر العاملة مع المرضى، من مقدمي الرعاية إلى فرق التمريض والعلاج الوظيفي.
وبيّنت أن الميزة الثالثة تتعلق بتدشين النسخة الأولى من القمة الآسيوية الأفريقية للسكتة الدماغية، وهي مبادرة تُعدّ "براند عُماني" ينطلق لأول مرة من سلطنة عُمان، موضحة أن النسخة الأولى ستُعقد في عام 2026، على أن تنتقل النسخ اللاحقة إلى مصر ودول أخرى خلال السنوات القادمة.
وحول التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في التعامل مع السكتة الدماغية، أوضحت الهاشمية أن هذا التخصص من أكثر المجالات ديناميكية في الطب، إذ يشهد تحديثات مستمرة في التشخيص والعلاج، مما دفع اللجنة العلمية إلى تخصيص جزء من البرنامج لعرض الإشكالات العلمية المرتبطة بالمناطق الرمادية التي لا تزال تحتاج إلى بحوث إضافية وتطوير مستمر.
وأضافت أن المؤتمر المحلي الذي يُعقد اليوم يختلف بطبيعته عن القمة الجديدة، إذ يركز على استضافة متحدثين من دول متعددة لأغراض علمية وتعليمية، بينما تهدف القمة الآسيوية الأفريقية إلى توسيع التعاون الإقليمي وتعميق الشراكات وتبادل الخبرات والمعارف بين الدول المعنية بالسكتة الدماغية في آسيا وأفريقيا.
وأشار الدكتور وليد بن خالد الزدجالي رئيس الجمعية الطبية العُمانية ورئيس المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب إلى أن السكتة الدماغية تُصنف ضمن أكثر الأمراض المزمنة ارتباطًا بنمط الحياة والأمراض المصاحبة، موضحًا أن معدلاتها شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة نتيجة تغير أنماط المعيشة وتزايد الأمراض المزمنة.
وأوضح أن الجمعية الطبية العُمانية تعمل على تعزيز التخصصات الصحية عبر 49 رابطة علمية، من بينها رابطة السكتة الدماغية التي تضطلع بدور محوري في تعزيز التعاون مع الجمعيات والنقابات العربية والأجنبية، لا سيما في مجالات تبادل الخبرات وتطوير أساليب الوقاية وابتكار التقنيات الحديثة المستخدمة في العلاج.
وأكد أن التطور العالمي في علاج السكتة الدماغية أسهم في تقليل مضاعفات المرض عبر تدخلات علاجية أسرع وأكثر دقة، سواء باستخدام الروبوتات أو أجهزة التشخيص المتقدمة أو التقنيات الحديثة في القسطرة الدماغية، مشيرًا إلى أن هذه الأساليب باتت تسهم في تفادي الشلل وتقليل الأضرار المصاحبة للحالات المتقدمة.
وبيّن أن سلطنة عُمان خطت خطوات مهمة في هذا الملف عبر إنشاء محطات متخصصة في مختلف المحافظات، ووضع بروتوكولات موحدة تربط المستشفيات بالمركز الرئيسي في مسقط لضمان تقديم علاج حديث وسريع يقلل من مخاطر المرض.
وشهد حفل الافتتاح توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع منظمات عالمية وإقليمية، منها المنظمة الهندية للسكتة الدماغية، والمنظمة الإيرانية للسكتة الدماغية، والمنظمة المصرية للسكتة الدماغية، بهدف تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب ودعم البحث العلمي وتنظيم فعاليات علمية مشتركة تسهم في تطوير الكفاءات الطبية ورفع مستوى الخدمات العلاجية، كما تم توقيع اتفاقية مع جامعة طنطا المصرية ضمن الإطار ذاته، ووقّعت اتفاقية أخرى مع السجل الأسترالي للسكتة الدماغية، وهو برنامج مخصص لتدريب الطلبة وفرق الإسعاف على التعامل مع الحالات الطارئة المرتبطة بالسكتة الدماغية، بما يعزز سرعة التدخل ويرفع جودة الرعاية المقدمة في لحظات ما قبل الوصول إلى المستشفى.