البوابة نيوز:
2024-12-18@16:06:47 GMT

الحكومة الجديدة وتطلعات الشعب المصري

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما أخذنا على عاتقنا مهمة حقوق الوطن علينا وواجباتنا تجاهه، قادنا ذلك إلى اتخاذ النقد البناء طريقا لنا لا نحيد ولا نميد عنه ما حيينا محيدين النزعة الذاتية ورسمنا لأنفسنا منهجا علميا اتخذناه سبيلنا للنقد، ألا وهو المنهج التحليلي النقدي، بمعنى نحلل ما يتوافر لنا من معطيات الواقع المرئي المشاهد رابطين بين متشابهاته عسانا نصل إلى خيط دقيق يربط بين هذه المعطيات وبين ما نصبو إليه من نتائج.


ثم نقوم بالنقد متى اقتضت الضرورة المنطقية إلى ذلك، نقدا بناء يؤدي إلى الفهم والإدراك وبناء وعي المواطن وهذه بغيتنا إذا ما أردنا حقا تحقيق تنمية مستدامة والوصول ببلدنا إلى العالمية لنضعها في مكانتها اللائقة التي تستحقها بين الدول فنحن لسنا أقل من أي دولة بل نحن أصحاب سبعة آلاف سنة حضارة، ومن ثم كان لابد لنا أن نحافظ على ما توارثناه من أجدادنا وطورناه وانطلقنا منه إلى العالمية، فنحن لسنا أقل من الصين بل حضارتنا تسبقها وتسبق كل حضارات العالم، شهد بذلك المنصفين من المستشرقين، ومن هنا ضرورة ملحة أن نشمر سواعد الجد لنلحق بالركب الحضاري ونواكب ونساير ونعاصر كل ما يعج به واقعنا من تقنيات حديثة، لكن متى يتحقق ذلك، إذا ما اخلصنا النوايا الحقيقية وتخلصنا من الأثرة وغلبنا الايثار وطرحنا المحسوبية والوساطة وضربنا بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمقدراتنا، وطرحنا فكرة النوم فى العسل أرضا وان يترك كل مسؤول مكتبه وينزل إلى الشارع ويعايش كل صغيره وكبيرة تمس حياة المواطنين وقتها سيشعر المواطن أن ثم يد حقيقة تحنو عليه،  فإذا ما شاهد الكبار يفعلون ذلك حتما سيطرح اللامبالاة جانبا وسيقف جنبا إلى جنب مع كل مسؤول.


إنه فرصة عظيمة أعطتها الدولة، هذه الفرصة فى التعديل الوزاري الشامل الذي حدث وكذلك حركة المحافظين الواسعة وتعيين نواب لهم جميعهم من الشباب، بمعنى لديهم روح وحماس فهل سيترك هؤلاء مكاتبهم المكيفة وينزلون إلى الشارع ويباشرون ما يحدث على أرض الواقع فلا تمر شاردة ولا واردة إلا وكانت تحت أبصارهم، هل سيتصدى هؤلاء للفساد الذي استشرى في معظم المحليات وسيتحملون أذى هؤلاء، هل سيتابعون القرى والنجوع فى الأماكن النائية، هذا ما نصبو إليه، لا نريد مسميات وظيفية صورية شكلية تكلف الدولة ملايين الجنيهات والتي تستقطعه من قوت الشعب، وإنما يكون نائبا على قدر المسؤولية، ومحافظا ووزيرا على قدر القسم الذي أقسمه أمام الله قبل الرئيس، فتلك شهادة أمام الله، وتلك أمانة سيسألون عنها أمام الله تعالى وليكن رائدهم وقائدهم محمد صل الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب رضى الله عنه القائل، لو أن بغلة تعثرت فى العراق لسئل عنها عمر يوم القيامة لما لم تمهد لها الطريق يا عمر.
وليكن قدوتهم عمربن عبد العزيز رحمه الله تعالى، الذي جلس مع عامل من عماله يتباحثون شئون الخلافة ولما فرغا، وكان المصباح مضيئ، وبدأ الرجل يحدثه عن أهل بيته ويسأله عن أولاده، قام عمر فأطفأ المصباح لماذا فعلت ذلك يا أمير المؤمنين، لأنه من بيت مال المسلمين، ولا يحق لنا أن نستعمله في أمورنا الشخصية.
ليس المحافظين ونوابهم وحسب، بل كل وزير تولى مسؤولية وزارته فعليه أن يبدأ بالاصلاحات الداخلية في وزارته والكشف عن مواطن الخلل التي قد تكون قد تسببت فيها ظروف ما سابقة على ولايته، فإن ترتيب البيت من الداخل سينعكس ذلك على الخارج في كل ما يتبع هذه الوزارة من مسؤوليات واشغال، وإدارات، لا أقصد وزارة بعينها حتى لا يؤول كلامي تأويلا خاطئا، بل كل الوزارات وكل المصالح والهيئات التابعة لهذه الوزارات، فالسابقون اجتهدوا قدر استطاعاتهم قد يكونوا وفقوا وهذا واجبهم، وقد يكون أصابهم بعض الإخفاق ومن ثم بات تغييرهم من فقه الأولويات وفقه الضروريات، لكي نصلح اخطأهم حتى لا يقع الشعب والمواطن البسيط في براثن وشراك هذه الأخطاء مرة أخرى.
نعم ما أقصده كل الوزارات، وخصوصا الوزارات الخدمية التي تتعامل مباشرة مع المواطن، فالوزير والمحافظ والمعلم والطبيب وأستاذ الجامعية موظف عند الشعب يأخذون رواتبهم من الشعب، نحن بحاجة إلى علاج ناجع وفوري، فليس المهم تغير وزير بآخر، لكن المهم متابعة هذا الوزير وتقييم أدائه ومتابعة كآفة نشاطاته، التعليم الإلزامي وما أدراكم ما التعليم الإلزامي، يحتاج إلى إعادة هيكلة وإعادة بناء، والتعليم الجامعي وما بعده كثيرة هي مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جذرية لا مسكنات تعالج العرض والداء كامن هو كما هو، التموين وإذا ما ذكرت وزارة التموين فنحن نتحدث عن هموم ومشكلات المواطن البسيط الذي يقف بالساعات من أجل الفوز بعشرين رغيف خبز، وسلعه الغذائية الشهرية، وضبط الأسعار فى الأسواق ومنع الاحتكار، وزارة خدمية حساسة كان الله في عون من تولاها إذا كان من المصلحين وكان الله في عون المواطن واعانه والدولة عليه ان كان خلاف ذلك ومن ثم باتت متابعته ضرورية.
أيضا وزارة الثقافة عليها معول كبير ودور فعال فى إعادة البناء الثقافي للوطن والنهوض بالمثقف المصري الحقيقي والقضاء على الفساد والواسطة والشللية وعدد اللجان الكثيرة التي لا يستفيد منها إلا ما رحم ربي، اللهم إلا أموال تنفق أولى بها خزانة الدولة، كذلك عليها دور كبير فى إحياء مشروع الثقافة الجماهيرية ومكتبة الأسرة وإعادة هيكلة قصور الثقافة التابعة لها على مستوى الجمهورية وغيرها من المهام، قس على ذلك وزارة الزراعة، والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، والنقل الذي شهد طفرة لا بأس بهاء لكن نقول مع الشعب هل من مزيد، أضف إلى ذلك الصناعة، نحن نريد والشعب يريد أن نكون دولة مصنعة، نصنع سلاحنا، نصنع دواءنا، نصنع سياراتنا بل ونكون طموحين إلى أبعد مدى ونقوم بتصدير منتجاتنا إلى الخارج من أجل زيادة الاحتياطي النقدي، فنتحول من دولة مستهلكة إلى دول مصنعة ومصدرة.
وكل ذلك سيعود بالفائدة على المواطن وستتحقق له رفاهيته وحقه فى العيش الكريم وسيتحقق حلمنا جميعا وحلم قيادتنا السياسية ألا وهو تحقيق تنمية مستدامة فى كل المجالات.

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحكومة الجديدة حقوق الوطن التشكيل الوزاري

إقرأ أيضاً:

التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان.. نمو وتطلعات

ليس من المستغرب أن تشهد مؤشرات سلطنة عُمان في التجارة الإلكترونية نموًّا يحقق التطلعات ويبشّر بمستقبل واعد لهذا النوع من التجارة خلال السنوات القليلة المقبلة؛ فمبادرات الخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية التي تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أنجزت بنسبة 70% حتى نوفمبر الماضي بإكمال 21 مبادرة مقارنة بـ14 مبادرة عام 2023م، حيث اقتربت تراخيص التجارة الإلكترونية من 6 آلاف ترخيص وتوثيق 100 متجر إلكتروني عبر منصة «معروف عُمان»، غالبية البنى الأساسية لممارسة التجارة الإلكترونية اكتملت ومرتكزات وممكنات هذا النوع من التجارة متوفّرة وتشهد تحديثا باستمرار من حيث التشريعات الداعمة واللوائح المنظمة، مما يجعل سلطنة عُمان إحدى الدول الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية.

تابعت لقاءً قبل أيام في إذاعة سلطنة عُمان بشأن الخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية، حقيقة استمتعت بالإنصات للقاء؛ لما تضمّن من مؤشرات وأرقام مطمئنة عن الخطة والجهود التي تبذل لتنفيذها وتطبيق مبادراتها على أرض الواقع، مما تساعد على تعزيز الاقتصاد الرقمي وبالتالي ينمو الاقتصاد الوطني. التجارة الإلكترونية رغم عدم انتشارها كثيرا في المجتمع، إلا أنها ساهمت في تحفيز السوق وتعزيز القوة الشرائية خاصة بعد الصدمة الاقتصادية التي أوجدتها جائحة كوفيد19، وسرَعت من نمو التجارة الإلكترونية؛ بهدف التغلب على الصعاب التي واجهتها التجارة بصورتها التقليدية خلال فترة الجائحة، وخلال فترة التغيرات المناخية التي يترتب عليها إغلاق المحال وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

إن تعزيز التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان أصبح مطلبا لابتكار نماذج جديدة من المنتجات والسلع وهي فرصة لتقليل تكاليف إطلاق المشاريع والتكاليف التشغيلية؛ خاصة وأن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقومان بعمل كبير لتسهيل وتحفيز التجارة الإلكترونية عبر دعم روّاد ورائدات الأعمال من حيث الورش والبرامج الداعمة لتنمية الموارد البشرية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإقرار الدفع الإلكتروني للمتاجر بمختلف أنواعها، إضافة إلى التمكين التقني والرقمي الذي تحظى به هذه المؤسسات في مجالات التسويق والإدارة؛ للنهوض بها واستدامتها، وبذلك تحقق تنمية اقتصادية مستدامة تعزز من فرص تحقيق أولويات ومستهدفات «رؤية عُمان 2040».

في رأيي إن استمرار نمو التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان يعكس مدى قابلية المجتمع وروّاد الأعمال لممارسة هذا النوع من التجارة وتفهمهم لضرورة التحول الإلكتروني في ممارسة الأعمال، ولا يعني ذلك أننا لا نشجع على ممارسة التجارة التقليدية بقدر ما نأمل أن يتم دمج الأفكار لنوعي التجارة ودراسة مدى الحاجة لاستدامة الاقتصاد الوطني بالاستفادة من نجاح التجارة الإلكترونية في استمرارية الأعمال واستدامتها. أيضا من الجيد أن نبحث عن آليات ومنهجيات لتعزيز ثقة المستهلك في التجارة الإلكترونية عبر زيادة الوعي بهذه التجارة بتكثيف المعرفة وتبيان إيجابياتها، وتغليظ العقوبات في حق مسيئي ممارستها مثل الانتحال والغش التجاري. خلال الأيام الماضية اطلعت على عديد الدراسات والمقالات عن التجارة الإلكترونية عموما، وتساءلت هل هناك علاقة بين انتشار التجارة الإلكترونية وثقة روّاد الأعمال والمستثمرين بها؟ توصلت إلى إجابة «نعم» فكلما نمت التجارة الإلكترونية في البلد زادت ثقة ممارسي الأعمال بالسوق وبالاقتصاد، ويعطي مؤشرات حيوية وقوية على قوة الاقتصاد ومواكبته للتطور التقني والتكنولوجي؛ فالتجارة الإلكترونية هي المحرك الرئيس والجديد للاقتصاد الوطني، وهي العامل المحفّز للوصول سريعا للأسواق العالمية عبر الترويج للمنتجات المحلية باستخدام التسويق الرقمي وأدواته، وفي السياق ذاته ينبغي أن نفعّل أدوات الرصد وآليات التحري إضافة إلى تعزيز التواصل مع الجمهور للقضاء على طرق النصب والاحتيال في التجارة الإلكترونية مع تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية؛ لتجنب التسوق من متاجر وحسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي.

مع انتشار التجارة الإلكترونية على نطاق عالمي واسع وتنوّع طرق ممارستها وآليات التعامل معها، من المهم أن تتوفّر لدينا مؤشرات واضحة عن الاقتصاد الرقمي وأثره على تحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأعمال الأخرى عموما؛ وذلك للنهوض بهذا القطاع والوقوف على التحديات التي تواجهه ودراسة إمكانية تطويره وتنميته؛ ليكون رافدا وداعما للاقتصاد العُماني في هذه المرحلة التي تشهد نموّا مطردا في جميع مكوّناته. لقد استفاد الاقتصاد العالمي في مرحلة من تعرضه لصدمات قاسية أربكت مؤشراته وأرقامه، مما تسارعت الخطى ليكون الاقتصاد الرقمي أحد المدخلات العلاجية الفعّالة عبر تعزيز التجارة الإلكترونية وتهيئة المناخ المناسب والداعم لتقدمها وتحسّن مؤشراتها، وبفضل الله وحمده تكللت الجهود بإنجاز (21) مبادرة من الخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية حتى نوفمبر 2024م، وهي دعوة جادة لضرورة التحول نحو التجارة الإلكترونية وابتكار نماذج جديدة في العمل داخل المؤسسة الخاصة لمواكبة التطور التقني والتكنولوجي، ولإيجاد طرق جديدة في التسويق والترويج عن المنتجات والخدمات باستخدام التسويق الرقمي، وإيجاد حلول للتكاليف التشغيلية، إضافة إلى التوسع في الأسواق الخارجية بالاستفادة من منصّات التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • الكونغو.. حل لغز المرض الغامض الذي قتل 143 شخصا
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي المتنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى
  • ناطق الحكومة: سيكون ردنا قوياً
  • التحديات التي تواجه لقاحات كورونا الجديدة
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
  • القصة الكاملة .. مجدي الهواري يكشف أخطر الجرائم التي هزت المجتمع المصري
  • الحقد.. وزير الرياضة المصري الوحيد الذي لم يشكر ويهنئ المغرب في حفل الكاف
  • التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان.. نمو وتطلعات
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته