الأورومتوسطي: الاحتلال يرتكب مجازر مروّعة خلال اقتحامه غرب غزة
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
غزة - صفا
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب فظائع مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين خلال اقتحامه على مدار أربعة أيام لمناطق الأجزاء الغربية لمدينة غزة، اشتملت على جرائم قتل عمد، وأعمال تدمير وحرق واسعة للمنازل والمباني المدنية، فضلًا عن إجبار عائلات على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ عشرة أشهر.
وأفاد الأورومتوسطي في بيان وصل وكالة "صفا" بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تراجعت في وقت مبكر صباح الجمعة 12 يوليو/تموز الجاري، من منطقة الصناعة ومحيط الجامعات غرب مدينة غزة، بعد أن كانت قد توغلت فيها فجر الاثنين 8 يوليو/تموز الجاري، وشنت خلالها عشرات الأحزمة النارية والقصف الشديد والعشوائي إلى جانب اقتحام المنازل والتنكيل بالسكان.
وأشار المرصد إلى إفادات عن استشهاد أكثر من 60 شخصًا تم العثور عليهم في الطرقات وبين الأزقة منهم جثث متناثرة ومقطعة ومنها ما هو متفحم.
وأوضح الأورومتوسطي أن طواقمه الميدانية تعمل على التحقق من تنفيذ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات إعدام غير قانونية وجرائم قتل عمد من دون أي مبرر للعديد من السكان، معظمهم من النساء، منهم الشقيقتين "ميسون" و"أروى يعقوب الغلاييني"، وإصابة شقيقتهم "رفيدة" التي تركت ليومين تنزف حتى الموت دون أن تسمح قوات الاحتلال للطواقم الطبية بالوصول إليها وإنقاذها.
وتلقى الأورومتوسطي معلومات أولية عن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المدنيين، بعضهم عائلات بكامل أفرادها الذين كانوا متواجدين، بعد مداهمة منازلهم، في منطقة الصناعة غرب غزة، عرف منهم: "مصطفى أحمد زيدية"، والشقيقين "عماد" و"محمود خالد زيدية"، و"أبو يوسف ناصر زيدية"، و"فهمي لولو"، والسيدة "جملات الشوا"، وابنيها "أحمد" و"سها ماهر البدري"، إلى جانب 6 أفراد من عائلة "الخطيب" داخل منزلهم خلف الجامعة الإسلامية غرب غزة.
ووثقت طواقم الأورومتوسطي إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تعذيب المواطن "خالد درويش محمد زيدية" (58 عامًا)، وضربه ضربًا شديدًا أثناء حصاره قرابة 12 ساعة مع عدد من أقاربه في منزله القريب من منطقة الصناعة محور توغل الجيش فجر الاثنين الثامن من تموز/ يوليو.
وفي إفادته لطواقم الأورومتوسطي أفاد المواطن زيدية بما يلي: تبول (الجنود) ووضعوا القهوة على بولهم وأجبرونا على شربها، الأطفال والنساء كانوا يبكون وأجبروهم على الخروج، وبعدها بدؤوا بتعذيبنا وقيدونا ومازالت آثار القيود علينا.
وأضاف "ابن أخي مصطفى وقبل أن يقتل كان يطلب فك قيود يده أو تخفيف القيد وكان الجنود يرفضون ويضربونه في كل أنحاء جسده فمن كان يحاول الكلام يقومون بضربه بوحشية".
وتابع "وضع أحد الجنود ساقه فوق رأسي وأخذ يدوس عليها بكل قوة عدة مرات ثم ذهب ليعذب أحد آخر من بين 21 شخصًا موجودين وعاد مرة أخرى، ابن أخي تورم وجهه وهو مريض قلب وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة تركوه يذهب مع النساء. وقف أحد الجنود فوقي وأنا مستلقي على بطني وبدأ يؤذيني ببسطاره وأنا أحاول تمالك نفسي وأصبر فبدأ بالقفز عدة مرات فوقي بوزنه الثقيل ويضغط بساقيه يريد تكسير عظامي".
وأردف "بعد ذلك تلقى الجنود اتصالًا وانسحبوا بعد أن أخبرني أحدهم أنه سيعود لي. لم نسمع أي صوت نهائيًا إلا صوتنا والجنود كانوا يكسرون زجاج الشبابيك من أحد البيوت وأنا ظننت أنهم سيجبروننا على المشي على هذا الزجاج المكسر ولكن بعد انتهائهم من التكسير قاموا بإطلاق نار كثيف ثم انسحبوا وخرجوا وهم يهددونا بالقتل برصاص الكواد كابتر والقناصة".
في السياق أفادت سيدة طلبت عدم ذكر اسمها لطاقم الأورومتوسطي: "أطلق الجيش النار تجاه المنزل، فتحنا لهم ثم نزلنا بالراية، أجبروا الرجال على خلع ملابسهم واعتدوا عليهم أمامنا، ابني تعب، فضربوه، ونحن أجبرونا على النزوح دون أن ناخذ شيئا إلى جنوب قطاع غزة".
في هذه الأثناء وثق الأورومتوسطي إعادة جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير مستشفى أصدقاء المريض للمرة الثانية، بعد أن كان تم أعيد ترميمه قبل نحو شهر لتقديم خدمات صحية لسكان غزة.
كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي عيادة "السلام" وهي المركز الصحي الوحيد في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
وإلى جانب تدمير وإحراق العديد من المنازل، أحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دمارًا واسعًا أيضًا في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في محيط منطقة الصناعة، في الفصول الدراسية خصوصا الطوابق الأرضية، وتدمير كل ما يتعلق بالأثاث المدرسي فيها.
ووفق مشاهدات ومتابعة فريق الأورومتوسطي، تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في انتشال الضحايا من تحت أنقاض المنازل والمباني التي استهدفها القصف الإسرائيلي، نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة.
إلى ذلك تلقى الأورومتوسطي شهادات حول قيام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات سلب وسرقات واسعة من السكان ومنازلهم بما يشمل مقتنيات ثمينة وأموال عند اقتحامها لتهجير ساكنيها قسرًا عنها أو لدى حرقها وتدميرها.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنه وثق استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في سلب المصاغ الذهبية والأموال، سواء من المنازل التي داهمها، أو من المواطنين خلال إجبارهم على النزوح إلى جنوب وادي غزة، حيث كانوا يجبرون على ترك حقائبهم وكل أمتعتهم التي يستولي عليه الجنود، حيث باتت تلك العمليات تُمارس بشكل منهجي خلال اقتحام المناطق السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين.
وقال أفراد من عائلتي "خضير" و"جاد الله" لفريق الأورومتوسطي، إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على جمع ممتلكاتهم الشخصية في حقائب وسرقتها وتخلل ذلك الاعتداء عليهم بالضرب واعتقال الذكور منهم قبل طرد النساء والأطفال لإجبارهم على النزوح إلى وسط قطاع غزة.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن منذ ساعات فجر الاثنين 8 تموز/يوليو الجاري، حرب ترهيب وتهجير قسري بحق سكان مدينة غزة وشمالها، ودفع بموجة نزوح قسرية أخرى ضخمة على وقع الهجمات العسكرية والغارات الشديدة التي يشنها هناك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وذكر المرصد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق عملية توغل بري وسط قصف مكثف بالصواريخ والقذائف في منطقة (الصناعة)، استهدف فيها على نحو مباشر المقر الرئيسي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تعرضت لتدمير شبه كلي ومقرات عدة لجامعات مدمرة غرب غزة.
وفي وقت لاحق، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الطلب من سكان مناطق واسعة في مدينة غزة بالإخلاء إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بما في ذلك إجبار طاقم المستشفى "الأهلي المعمداني" على الإخلاء تماماً، ما أخرج المستشفى الرئيسي الوحيد العامل في غزة منذ أشهر على الخروج من الخدمة.
وعليه، جدّد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وحماية المدنيين في قطاع غزة، وفرض العقوبات الفعالة على "إسرائيل"، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، وإلا كانت هذه الدول متواطئة وشريكة في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مكتملة الأركان وقائمة بذاتها، وتلحق الدمار والأضرار الجسيمة بالمدنيين وسبل عيشهم بلا ضابط أو مبرر أو ضرورة عسكرية، واتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.
كما حث المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية على الإسراع في إصدار مذكرات إلقاء القبض ضد رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ووزير الجيش "يوآف غالانت"، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة لتشمل جميع المسؤولين عنها، وإصدار مذكرات قبض بحقهم، ومساءلتهم ومحاسبتهم، والاعتراف والتعامل مع الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" باعتبارها جريمة إبادة جماعية دون مواربة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان على غزة غرب غزة تعذيب قتل جيش الاحتلال قوات جیش الاحتلال الإسرائیلی جریمة الإبادة الجماعیة المرصد الأورومتوسطی منطقة الصناعة فی قطاع غزة على النزوح مدینة غزة غرب غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف النار ويطلق القذائف على شاطئ غزة
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، الرصاص والقذائف على شاطئ مدينة غزة، ومحور صلاح الدين جنوب القطاع.
إبراهيم عيسى: موقف مصر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو الأعظم منها اقتحام قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزةوأفادت مصادر فلسطينية بأن زوارق بحرية الاحتلال أطلقت ثلاث قذائف قبالة شاطئ مدينة غزة كما أطلقت آليات الاحتلال النار في محيط منطقة الفردوس على محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، جنوب محافظة رفح.
وأشارت إلى أن الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، من خلال الاستهداف المباشر للمواطنين، حيث استشهد عدد منهم خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأصيب آخرون.
فى سياق أخر،أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد مواطنة أعاق جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلها إلى المستشفى عند حاجز "بيت عينون" شمال شرق الخليل، مساء أمس الثلاثاء، بعد كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.
وأفاد الوزارة فى بيان اليوم بأن المواطنة إيمان محمد جرادات (45 عاما) من بلدة سعير استشهدت نتيجة إعاقة الاحتلال نقلها إلى المستشفى.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تشدد لليوم الثالث على التوالي، من إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات، ومخارجها في الضفة الغربية، إذ تصطف مئات المركبات في طوابير طويلة، بانتظار السماح لها بالمرور.
وفي إحصائية محدثة لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد الحواجز العسكرية والبوابات الإسرائيلية في الضفة الغربية ارتفع إلى 898، كما أن هناك أكثر من 173 بوابة حديدية وضعت منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023، منها 17 منذ بداية العام الجاري.
منها اقتحام قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
استمرارا لجرائم الكيان الصهيوني، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة يعبد، جنوب غرب جنين.
وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، أوضحت مصادر محلية أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة وتجولت في أحيائها وشوارعها.
يذكر أن قوات الاحتلال بدأت عدوانها على محافظة جنين ظهر اليوم الثلاثاء، حيث تركز على مخيم جنين الذي اقتحمته العديد من الآليات والجرافات العسكرية، وسط تحليق الطيران الحربي، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة 40 آخرين.
وقد أعلنت وزارة الصحة، مساء امس الثلاثاء، استشهاد الشاب محمود إبراهيم جرادات (29 عاما) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية تعنك غرب جنين.
وأفادت الصحة، في بيان مقتضب، بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشاب جرادات، وأن الاحتلال احتجز جثمانه.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت في وقت سابق من مساء اليوم قرية تعنك وحاصرت منزلا فيها، وأطلقت الرصاص صوبه، واعتقلت الشاب جرادات منه بعد إصابته، وهو من مخيم جنين، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بجروحه.
وباستشهاد الشاب جرادات، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين اليوم إلى 10، إذ استشهد تسعة مواطنين بينهم طفل، وأصيب 40، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها.