“عدوان اقتصادي على صنعاء”.. كيف عمّق قرار بنك عدن معاناة اليمنيين؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
يدرك المواطنون اليمنيون وأصحاب القرار في صنعاء بأن قرارات بنك عدن ليست سوى جزء من الحرب الاقتصادية بقيادة أميركا وبريطانيا و”إسرائيل” لإخضاع اليمن.
اضطر الأربعيني نشوان الموسمي لقطع مسافة ما يقارب 25 كم من مقر سكنه في وادي أحمد شمال العاصمة صنعاء إلى منطقة بيت بوس جنوب المدينة ليستلم حوالة مالية آتية من مدينة تعز وسط اليمن.
وعلى مدى ثماني سنوات كان الموسمي يستقبل شهرياً حوالة مالية (إيجار عقار يملكه أخوه) عبر شبكات التحويلات المالية، ويحصل عليها من أقرب محل صرافة جوار منزله، لكن الأمر اختلف هذه المرة، بعد أن فرضت الحكومة المعينة من السعودية مجموعة عقوبات على معظم شبكات الحوالات المالية والبنوك التي رفضت نقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى عدن.
يقول الموسمي للميادين نت: “قيمة الحوالة 33 ألف ريال يمني بالطبعة الجديدة، ما يساوي 10 آلاف بالعملة القديمة، صرفت منها 3000 آلاف بدل مواصلات، وتبقت لي 7000 ريال”، ما يساوي 12 دولاراً أميركياً.
ويضيف: “لم تكتف الحكومة المعينة من السعودية بتدمير العملة اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بل تسعى الآن إلى تعميم فشلها على باقي المحافظات الأخرى، إنها مصممة أن يصل أذاها إلى كل مواطن”.
وكان البنك المركزي في عدن قد أصدر تعميماً يبلغ جميع البنوك وشركات الصرافة والحوالات المالية بنقل مقراتها الرئيسية إلى مدينة عدن، خلال ستين يوماً انتهت أواخر شهر أيار/مايو الماضي، والذي واجهته معظم المؤسسات المالية بالرفض، لما لهذا الإجراء من أضرار ستلحق بالاقتصاد الوطني، وتنعكس سلباً على الحياة المعيشية للمواطن.
رفض البنوك وشركات الصرافة والحوالات المالية الامتثال لقرارات بنك عدن دفع البنك للبدء في 30 أيار/مايو الماضي باتخاذ إجراءات عقابية، تمثلت في إيقاف التعامل مع 6 بنوك، بالإضافة إلى الإعلان عن إيقاف التعامل بالعملة اليمنية القديمة.
ثم توالت القرارات لتطال العشرات من البنوك وشركات التحويلات المالية، حتى أصدر بنك عدن في 26 حزيران/يونيو الماضي قراراً قضت المادة الأولى منه بوقف العمل بشكل كلي ونهائي بشبكات الحوالات المالية المحلية المملوكة للبنوك والمصارف أو لشركات ومنشآت الصرافة العاملة في الجمهورية، وفي التطورات المتسارعة أصدر بنك عدن يوم 10 تموز/يوليو قراراً بإلغاء تصاريح 6 من أكبر البنوك في اليمن والتي تتخذ من صنعاء مقراً لها.
عقاب جماعيتطبيق قرارات بنك عدن ضاعف من معاناة المواطن اليمني بعد أن أربك القرار القطاع التجاري، وعرقل حركة تدفق الأموال بين المحافظات اليمنية، ليجد التجار أنفسهم أمام مصاعب جديدة يتطلب تجاوزها تكاليف مالية ستضاف إلى قيمة السلع.
وفي هذا السياق، يفيد التاجر عبد الرحيم القباطي الذي يمتلك ثلاث وكالات تجارية في اليمن، بأنه يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع فروع الوكالة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعينة من السعودية نتيجة القرارات الصادرة عن بنك عدن.
وقال في حديثه للميادين نت: “أصبحنا ننقل الإيرادات من بعض الفروع إلى المركز في وسائل النقل والسفر من محافظة إلى أخرى، وهذه طريقة غير آمنة، وقد نتعرض لفقدانها، خاصة في المناطق الجنوبية التي تعاني من الانفلات الأمني”، موضحاً أن تطبيق قرارات بنك عدن سينعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن.
ويصف القباطي تطبيق قرارات إيقاف البنوك وشركات الصرافة والحوالات المالية بأنه “عقوبة جماعية تطبقها حكومة عدن على الشعب اليمني، بعد أن عجزت عن التلاعب بسعر الصرف في المحافظات غير الخاضعة لسيطرتها”، مؤكداً ثقته أن الحكومة اليمنية في صنعاء لن تسمح بتفاقم الوضع، و”ستتخذ إجراءات لإيقاف هذا العبث”.
تفاقم الوضع الإنسانيفي هذا السياق، وصف الصحافي والخبير الاقتصادي رشيد الحداد الإجراءات التي يقوم بها بنك عدن بأنها بمثابة حرب شاملة تشنها ضد الشعب اليمني، وعمل ممنهج لتكريس سياسة التجويع والتركيع، خاصة في ظل تراجع الدعم الدولي للوضع الإنساني في اليمن.
وقال في تصريح للميادين نت: “تشير الدراسات إلى أنّ 51% من الأسر اليمنية تعتمد على حوالات المغتربين كمصدر دخل شهري لتوفير لقمة عيش كريمة”، مؤكداً أنّ فرض قيود أو الاستحواذ على هذه الحوالات سيضاعف من معاناة شريحة واسعة من المواطنين وانتشار المجاعة.
وبحسب الحداد، فإن هذه الإجراءات تتناقض كلياً مع توجه المجتمع الدولي نحو السلام، منبهاً إلى أن الإصرار على المضي في هذه الإجراءات سيدفع الحكومة اليمنية في صنعاء إجراءات قد تفجير الوضع بشكل كبير.
وتعد تحويلات المغتربين حقوقاً خاصة بأصحابها لا يحق لأي طرف سياسي أياً كان أن يقوم بالاستحواذ عليها أو حتى فرض قيود عليها، وفقاً للحداد، مضيفاً: “يجب على الجميع احترامها وعدم إقحامها في الصراع”.
ويرى خبراء الاقتصاد في اليمن بأن المبررات التي يسوقها بنك عدن لاتخاذ تلك القرارات مجرد محاولة لتبرير الفشل في إدارة الوضع الاقتصادي، وضبط السوق المالي والتجاري في مناطق سيطرة الحكومة المعينة من السعودية.
وتشهد أسعار الصرف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعينة من السعودية زيادة بشكل مستمر، لتسجل في لحظة كتابة هذا التقرير 1888 ريالات مقابل الدولار الواحد، بينما ما يزال سعر الدولار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية في صنعاء ثابتاً عند 540 ريالاً للدولار منذ أكثر من خمس سنوات، برغم الحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول العدوان على اليمن، وهذا ما جعل الكثيرين يصنفون قرارات بنك عدن بأنها مجرد عقوبات سياسية لتعميم الفشل، والضغط على الحكومة في صنعاء لتغيير بعض مواقفها سواء المتعلقة بالداخل اليمني أو موقفها المساند للفلسطينيين ضد الحرب والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
مواقف رادعة من صنعاءيدرك المواطنون اليمنيون وأصحاب القرار في صنعاء بأن قرارات بنك عدن ليست سوى جزء من الحرب الاقتصادية بقيادة أميركا وبريطانيا و”إسرائيل” لإخضاع اليمن، بعد أن فشلت في إخضاعه عن طريق الحرب، مستغلة السيطرة التامة للسعودية على الحكومة المعينة من قبلها والتي تدير البنك المركزي في عدن.
وفي هذا السياق، أوضح قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه يوم الخميس 30 أيار/مايو الحوثي أن الضغط على البنوك في صنعاء يأتي ضمن الخطوات الأميركية دعماً للكيان الإسرائيلي، وإن “استهداف البنوك في صنعاء عدوان في المجال الاقتصادي”.
وواجه هذا الإجراء موقفاً حازماً وواضحاً من قبل اليمن، تمثل في كلمة السيد الحوثي بمناسبة بداية العام الهجري الجديد عندما أكد ذلك بقوله “لن نقف مكبّلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية ونتفرّج على شعبنا يتضوّر جوعاً وينهار وضعه الاقتصادي”.
وحذر السيد الحوثي المملكة العربية السعودية بأن كل شيء سيكون له ردة فعل مماثلة، موضحاً أن استهداف البنوك اليمنية سيقابله استهداف البنوك السعودية، وفق قاعدة “البنوك بالبنوك”، في إشارة للإجراءات العدائية التي أعلنها بنك عدن.
نقلاً عن الميادين نت ً#اليمن#صنعاءالبنك المركزي اليمنيالنظام السعوديعدنمرتزقة العدوانالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المناطق الخاضعة الخاضعة لسیطرة قرارات بنک عدن البنوک وشرکات الیمنیة فی فی صنعاء فی الیمن بعد أن
إقرأ أيضاً:
الحكومة اليمنية تجري اتصالات لإعادة فتح سفارتها في دمشق
يمن مونيتور/ عدن/ خاص:
قال مصدر في الخارجية اليمنية، يوم السبت، إن الحكومة تجري اتصالات مكثفة لاستعادة السفارة في دمشق وافتتاحها من جديد.
وسبق أن طرد النظام السوري المخلوع فريق الحوثيين الدبلوماسي بعد أن كان النظام الوحيد الذي اعترف بالحوثيين سلطة ممثلة لليمن مع محاولة عربية لإعادة ادماجه عام 2023 في الجامعة العربية.
وأضاف المصدر أن الحكومة تواصلت مع الإدارة السورية الجديدة التي يقودها أحمد الشرع. واعتبرت اليمن أولى الدول التي رحبت بإنهاء نظام بشار الأسد في سوريا.
وفي وقت سابق نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر في الخارجية قوله “إن سفارة الجمهورية اليمنية في دمشق ستستأنف عملها، بمجرد استعادة مقرها الذي امتنع النظام السابق عن تسليمه”.
ومن المتوقع أن تزيد الحكومة اليمنية -حسب المصدر- من اتصالاتها وتعيين سفير في دمشق مع الإعلان عن وزير الخارجية الجديد في الحكومة المؤقتة أسعد حسن الشيباني، في إطار سعيها لبناء علاقات دولية بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
يمن مونيتور21 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي مقالات ذات صلة غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت 21 ديسمبر، 2024 التعادل يحسم مواجهة الكويت وعمان في افتتاح “خليجي 26” 21 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية إعلام عبري: إسرائيل تستعد لمهاجمة اليمن بمشاركة دول أخرى 21 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 الحكومة اليمنية تجري اتصالات لإعادة فتح سفارتها في دمشق 21 ديسمبر، 2024 تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت 21 ديسمبر، 2024 التعادل يحسم مواجهة الكويت وعمان في افتتاح “خليجي 26” 21 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت 21 ديسمبر، 2024 إعلام عبري: إسرائيل تستعد لمهاجمة اليمن بمشاركة دول أخرى 21 ديسمبر، 2024 16 مصاباً إسرائيلياً بهجوم شنه الحوثيون 21 ديسمبر، 2024 مقتل شيخين قبليين إثر خلاف على قطعة أرض وسط اليمن 21 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 13 ℃ 13º - 13º 37% 1.01 كيلومتر/ساعة 13℃ السبت 21℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء تصفح إيضاً غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬771 غير مصنف 24٬199 الأخبار الرئيسية 15٬288 عربي ودولي 7٬162 غزة 6 اخترنا لكم 7٬132 رياضة 2٬402 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬278 كتابات خاصة 2٬106 منوعات 2٬036 مجتمع 1٬858 تراجم وتحليلات 1٬836 ترجمة خاصة 106 تحليل 14 تقارير 1٬633 آراء ومواقف 1٬561 صحافة 1٬486 ميديا 1٬446 حقوق وحريات 1٬344 فكر وثقافة 918 تفاعل 821 فنون 487 الأرصاد 361 بورتريه 66 صورة وخبر 37 كاريكاتير 32 حصري 24 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
خالد غالب الشجاعالله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...