شهد القرن الماضى ظهور عشرات المواهب الفذة فى عالم الغناء جميعهم ما زال معشوق الملايين عبر الأجيال فى مصر والعالم العربى.
ولكننا نتوقف اليوم عند الذكرى الـ80 لرحيل أميرة الغناء الراحلة أسمهان أو آمال الأطرش. أليس من الغريب والعجيب أن يمر 80 عاماً على رحيلها تلك المطربة الفذة الموهوبة بالفطرة وما زال فنها قائماً حتى الأن وبقوة رغم أن عمرها الفنى الحقيقى 5 سنوات فقط 1939 - 1944.

قامت خلالها ببطولة فيلمى انتصار الشباب وغرام وانتقام.
أسمهان بكل تأكيد كانت تمتلك صوت معجزة وموهبة فذة وصوت ذهبى قلما يجود به الزمان، أغانيها مازالت مسموعة حتى يومنا هذا لأنها كانت تتمتع بموهبة نادرة جداً نذكر منها. «أمتى هتعرف». «ليالى الآنس فى فينيا». «قهوة» «عليك صلاة الله وسلامه». وأوبريت مجنون ليلى مع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب «أنا اللى استاهل»، «كل اللى يجرالى» وغيرها.
لمن لا يعلم أسمهان جاءت مع شقيقها الراحل الموسيقار فريد الأطرش إلى مصر من جبل الدروز وعاشت حياة قاسية عقب رحيل والدها واضطرار والدتها للعمل بحثا عن الرزق الحلال واستطاعت فى نهاية الثلاثينيات أن ثبت موهبتها الفذة وعاشت حياة مثيرة. فى فترة النجومية ووصلت لقمة المجد الغنائى مع كوكب الشرق أم كلثوم فى ذلك الوقت واقترن اسمها ببعض الأمور السياسية لا داعى لذكرها. ولكنها كمطربة كانت حالة نادرة للغاية. صوت يسكن القلوب ولا يغادرها أبدًا صوت من جبال الشام مهما اختلفت الأجيال. معجزة أسمهان الحقيقية أنه فنها ما زال موجوداً رغم مرور 80 سنة على رحيلها.
بشكل غامض يوم 14 يوليو 1944 قبل أن تنتهى من تصوير فيلم غرام وانتقام.
معجزة أن تبقى مطربة على الساحة بعد 80 عاماً من رحيلها.. ولكن الفن الحقيقى الذى لا يموت مهما مرت السنوات.
عاشت حياة بين المجد والشهرة والألم والحرمان فى بداية حياتها.
حياتها الفنية والخاصة ستظل لغزاً مهما تعددت الأعمال الدرامية التى تناولت حياتها الفنية والخاصة.
شقيقها الموسيقار الراحل فريد الأطرش عاش فى حالة حزن شديد عقب وفاتها واستمر حزنه حتى لحق بها بعد 30 عاماً من وفاتها. رحل والألم يعتصر قلبه.
حياة المجد والحزن جمعت بين فريد وأسمهان حتى رحل يوم 26 ديسمبر 1974 قبل أن ينتهى من تصوير فيلم نغم فى حياتى مثلما رحلت شقيقته أسمهان قبل أن تنتهى من تصوير فيلم «غرام وانتقام» كان المشهد المؤلم فى نهاية هذا الفيلم وكان مشهداً حقيقياً حينما تم تصوير جثمانها وهو ملفوف فى رداء أبيض بعد مصرعها غرقاً فى طريق رأس البر كان مشهداً مؤثراً للغاية وتم تعديل نهاية الفيلم بعد مصرعها المؤلم الذى كان صدمة هائلة للوسط الفنى وقتها.
ماتت أسمهان وعاشت أغانيها وعاش صوتها الرخيم.
80 سنة مرت وما زال صوتها حاضراً وبقوة وتوارت أسماء مطربات ومطربين وبقى فقط الفن الأصيل والأصوات الفذة.
أسمهان حدوتة فنية لا تنتهى وصوت لا يغادر القلوب أبداً مع قلة أعمالها الفنية القدر لم يمهلها لتقديم المزيد ولكنه القدر.
الشائعات أحاطت بها كثيراً انتهى كل شىء وبقى الفن الحقيقى. حياة أسمهان درس لكل فنان أخلصت لفنها وموهبتها لذلك عاش فنها حتى يومنا هذا. وهذا أمر لا يحدث كثيراً من المؤكد أن المناخ الفنى الذى عاشت فيه أسمهان كان أرض خصبة للابداع والتميز ومن المؤكد لهذا السبب مطربى ومطربات الأربعينيات ما زالوا موجودين على ساحة الغناء والموسيقى رغم مرور عشرات السنوات. ولكنه كما قلنا الفن والطرب الحقيقى الذى لا يموت حتى قيام الساعة.

 

أغانيها

«ليالى الأنس»، و«فرق ما بينّا» و«يا ليالى البشر» و«رجعتلك يا حبيبى»، و«أهوى»، و«ليت للبرّاق عينا» و«أنا اللى أستاهل» وgا تزال دموع حجاج بيت الله، تنهمر فى كل عام مع أغنيتها الأقرب إلى الدعاء «عليك صلاة الله وسلامة» بنبرة الخنوع والتوبة، باعثة الرهبة، والحنين إلى مرقد النبى.


«أسمهان أسمهان» مسرحية تناولت حياتها 


العرض المسرحى اللبنانى المصرى التونسى «أسمهان أسمهان» تناول شخصية أسمهان (آمال الأطرش) فنيًا وإنسانيًا وتطرق إلى بعض ظروف حياتها وملابسات وفاتها المأساوية، المسرحية متخيّلة لكنها تنطلق من أحداث ووقائع حقيقية: أسمهان الأولى تحاول الانتحار بعد أن تمكن منها اليأس، فتأتى لإنقاذها وإقناعها بمواصلة الحياة والغناء أسمهان أخرى كانت قد ماتت ثم عاشت من جديد.
الفكرة مستوحاة من إيمان الدروز (الطائفة التى تنحدر منها آمال الأطرش) بتناسخ الأرواح، فى إشارة إلى إمكانية المعاودة من الصفر وتلافى أخطاء الماضى.
حول فكرة وتنفيذ وبعض تفاصيل عرض «أسمهان أسمهان» كتابة واخراج العمل، الفرنسية صوفى جابى،- الفنانة المصرية شيرين الأنصارى، الموسيقية وعازفة القانون التونسية هند زوارى.


سليم سحاب يصفها: التعبير الانسانى سر بقاؤها


فى تحليل بعض أداءات «أسمهان»، يقول الموسيقى سليم سحاب فى «كتاب السبعة الكبار لمؤلفه فيكتور سحاب»:
التعبير الإنسانى يبقى أعظم ما فى غناء أسمهان، وهو تعبير يكاد لا يستثنى حالة من حالات المشاعر والأحاسيس الإنسانية. ففى أغنية «ليالى الأنس» مثلاً، تنتقل أسمهان بسرعة من مزاج إلى مزاج آخر وفقاً للحن والمعانى. فمن: «خيال سارى مع الأحلام» حيث تغنى بشفافية وإشراق بالصوت، إلى عبارة: «تفوت من غير ما تتهنّى» حيث تضفى حساً درامياً على النهاوند، وذلك لا استعراضاً أو رضوخاً لإغراءات الاستعراض، بل تعبيراً فنياً عن مزاج يظل شديد الوضوح فى كل الحالات.
ويتابع «سحاب»: فى أغنية «يا حبيبى تعال الحقنى»، أربعة مقاطع على لحن يتكرر. والعبارات «من بعدك»، «أتألّم»، «فى يدّك»، «يلين قلبك»، تقولها أسمهان بأحاسيس مختلفة تؤدى تعبيراً مختلفاً فى كل مرة، وفقاً للمعنى المطلوب، على الرغم من أن اللحن هو نفسه فى العبارات الأربع. وعلى الرغم من أن العبارات المذكورة قصيرة للغاية، ولا مجال فسيحاً فيها للتعبير الإنسانى الزخم، إذ أنها تتشكل من علامتين موسيقيتين فقط. وتلاحظ فى هذه الأغنية الشحنات العظيمة والحرارة الإنسانية المتدفقة فى عبارة «وغرامى هالكنى».
ويتناول «سحاب» قدرة أسمهان فى الوصول إلى مستوى عبدالوهاب فى التعبير المسرحى فى المغناة المسرحية «قيس وليلى». فيما بلغت فى تعبيرها الغنائى أعماقاً مأسوية مؤثرة للغاية فى أغنية «أيها النائم» من لحن السنباطى.


تعاونها مع فريد الأطرش


غنت أسمهان للعديد من الملحنين إلا إن أكثر الألحان التى غنتها كانت من نصيب شقيقها فريد الأطرش: «نويت أدارى آلامى» 1937، «عليك صلاة الله وسلامه» كلمات بديع خيرى، وفى فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، لحن لها: «يللى هواك شاغل بالى، يا ليالى البشر»، كلمات يوسف بدروس، و«كان لى أمل» لأحمد رامى، «يابدع الورد» لحلمى الحكيم، «إيدى ف إيدك»، «الشمس غابت أنوارها» لأحمد رامى، كذلك «أوبريت انتصار الشباب» لأحمد رامى. وفى فيلم «غرام وانتقام» غنت لفريد «ليالى الأنس» كلمات أحمد رامى، «أنا أهوى» لمأمون الشناوى، وموال «يا ديرتى» لبيرم التونسى.
وفى العام نفسه غنت لفريد «رجعت لك يا حبيبى». وغنت له «أنا بنت النيل»، وكذلك «نويت أدارى آلامى» و«الليل».


وتعاونها مع محمد القصبجى


تعاونت مع محمد القصبجى وغنت: «يا طيور» يوسف بدروس، «أمتى حتعرف» لمأمون الشناوى و«أنا اللى أستاهل» من فيلم «غرام وانتقام» عام 1944. «أسقنيها»1940 للأخطل الصغير، «أين الليالى»، 1944، «فرق ما بينّا» مطلعها ليوسف بدروس وبقيتها لعلى شكرى، «فى يوم ما أشوفك»، «كنت الأمانى»، «كلمة يا نور العيون»، «ليت للبراق عيناً» 1938، «هل تيم البان» لأحمد شوقى.


مسلسل «أسمهان»


قدم مسلسل «أسمهان» قصة حياة المطربة الراحلة «أسمهان»، منذ ميلادها حتى انتقالها من بيروت إلى القاهرة للعمل كمطربة وممثلة، ليلمع أسمها بجوار شقيقها فريد الأطرش، ويتطرق المسلسل إلى علاقتها ببعض الفنانين الذين عاصروها وحتى حادث وفاتها الغامض.
المسلسل، قصة ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش، وسيناريو وحوار السورى نبيل المالح والمصرى بسيونى عثمان، ومن اخراج التونسى شوقى الماجرى، والبطولة لكوكبة كبيرة من النجوم العرب من «مصر- سورية - لبنان - تونس»، فمن سورية سولاف فواخرجى التى تؤدى دور «أسمهان» الشخصية المحورية، عابد فهد «حسن الأطرش»، فراس ابراهيم «فؤاد الأطرش»، ومن مصر أمل رزق «أمينة البارودى»، يوسف شعبان «أحمد حسنين» وأحمد شاكر عبداللطيف «فريد الأطرش»، بهاء ثروت «محمد التابعى» عبدالرحيم حسن «زكريا أحمد»، أحمد صيام «القصبجى»، كما يشارك فى البطولة ميمى جمال، أحمد سلامة، ومحمد عبدالحافظ.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصباح فرید الأطرش أحمد رامى ما زال

إقرأ أيضاً:

قصة الطفل السعودي فريد فلمبان الذى القى خطابًا مؤثرًا في مؤتمر المناخ بباكو

الرياض

ألقى الطفل السعودي فريد فلمبان، البالغ من العمر عشرة أعوام، خطابًا أمام العالم، في مؤتمر COP29 للمناخ الذي عُقد في باكو، أذربيجان، مستعرضًا رؤيته حول قضايا البيئة والتغير المناخي.

وجاء اختيار الطفل فريد لهذه المهمة بعد فوزه في مسابقة محلية على مستوى المملكة، ما مكنه من تمثيل بلاده في هذا الحدث العالمي المرموق.

ويعتبر المؤتمر هو الاجتماع السنوي الـ 29 للأمم المتحدة بشأن المناخ، إذ ستناقش الحكومات كيفية الحد من تغير المناخ والاستعداد له في المستقبل.

وعبر والد الطفل محمد فلمبان في تصريحات صحفية، عن سعادته الغامرة وفخره بمشاركة ابنه في مؤتمر COP29 العالمي، مؤكدًا أن هذه المشاركة تمثل بصمة خاصة تبرز اهتمام الشباب السعودي بقضايا البيئة والتغير المناخي، وتعكس جهود المملكة الكبيرة في هذا المجال.

وقال والد فريد: “منذ الصغر، كان فريد مهتمًا بالبيئة والطبيعة، وبدأ هذا الاهتمام من المدرسة التي زرعت فيه حب المشاركة في الأنشطة البيئية، مثل زراعة الأشجار والمساهمة في تحسين البيئة المحيطة”، مضيفا: “كنا دائمًا نراه سعيدًا عندما يزور مزرعة جده، حيث يزرع الأشجار ويتابع نموها وكان هذا المكان بالنسبة له مصدر إلهام وتجربة رائعة تعزز ارتباطه بالطبيعة”.

وتابع: “مع مرور الوقت، تطور هذا الشغف ليصبح أكثر عمقًا ووعيًا، حيث بدأ فريد يدرك تأثير التغير المناخي على البيئة، مثل الفيضانات، وبدأ يفكر في كيفية إيجاد حلول بسيطة تُسهم في تخفيف هذه الآثار، ونحن كعائلة كنا دائمًا بجانبه، نشجعه وندعمه ليواصل التعلم والمشاركة”.

وتحدث عن تجربة فريد في المؤتمر قائلاً: “رغم أنه شعر ببعض التوتر في البداية، خاصة مع وجود الجمهور والكاميرات، إلا أنه تمكن من التغلب على هذه المشاعر بفضل التحفيز المستمر، وقد قدم كلمة مؤثرة كانت ثمرة جهوده وتدريباته”.

وأضاف: “ما زلنا نرى أن هذه المشاركة هي البداية فقط، ونتمنى أن يواصل فريد هذا الطريق ليكون له دور فاعل في دعم رؤية المملكة، وإسهام حقيقي في القضايا البيئية والمناخية على مستوى العالم”.

ويعد فريد فلمبان هو ثاني طفل سعودي يشارك في مؤتمر الأطراف لتغير المناخ بعد مشاركة نواف العتيبي في النسخة السابقة من المؤتمر بدبي، جاءت هذه المشاركات في إطار برنامج تطويري يهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب اللغوية وإبراز مواهبهم على المستوى العالمي.

مقالات مشابهة

  • "iPhone 16 Pro الهاتف الذي يغير قواعد اللعبة مع تصميم فريد وأداء استثنائي" في السعودية
  • كيف تحدثت مي عزالدين عن والدتها قبل رحيلها؟
  • الجرأة تصيب ذوق ليلى علوي في حفل جولدن جلوب (صور)
  • في عيدها التسعين.. فيروز صوت الأمل في زمن الحرب
  • أسباب تؤدي إلى استنزاف بطارية سيارتك .. كيف تطيل عمرها الافتراضي؟
  • قصة حب وحيدة في حياة فيروز.. تعيش على ذكراها منذ 46 عاما
  • مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة
  • هناء تطلب الخلع من حب عمرها: شوفته خارج من بيت جارتي المطلقة
  • ابنة رانيا فريد شوقى تثير الجدل بجمالها
  • قصة الطفل السعودي فريد فلمبان الذى القى خطابًا مؤثرًا في مؤتمر المناخ بباكو