كيف أثرت حرب غزة على موقف الإسلاميين في الأردن؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
عززت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي اندلعت منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، من قوة الإسلاميين في الأردن، وأعادت حرب الإبادة الجماعية توحيد صفوف الإسلاميين.
ونشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا قالت فيه إن الحرب في غزة عززت من قوة الإسلاميين في الأردن. وقالت إن الملك عبد الله الثاني وجد نفسه بين معاهدة السلام التي عقدها بلده مع إسرائيل وشعبه الغاضب.
وجاء في التقرير إن كوكا كولا اختفت من محلات البقالة والأسواق الصغيرة بالعاصمة الأردنية، وهي الماركة التي طالما ارتبطت بالولايات المتحدة، أهم حلفاء الاحتلال الإسرائيلي، وقامت الماركات المحلية وغيرها من الشركات الأمريكية بتوزيع مصلقات وبيانات أكدت فيها على دعم القضية الفلسطينية وبخاصة غزة، لكن الإشارة للخير والفضيلة هذه لا تساعد الملك عبد الله الثاني الذي وجد نفسه في وضع غير مريح بين الدعم الشعبي لحماس ومعاهدة السلام التي وقعها والده الملك حسين في عام 1994.
وتقول المجلة إن الإسلاميين طالما رسخوا أنفسهم في ظل حركة الإخوان المسلمين، التي تعتبر حماس فرعا منها، حسبما تقول المجلة.
وأشارت استطلاعات الرأي التي نظمت بعد شهر من أحداث السابع من تشرين الأول /أكتوبر إلى أن نسبة 66% من الأردنيين دعموا المقاومة، وكان الملك حسين قد تبنى نهج الجزرة مع الإخوان المسلمين، واختارهم أحيانا كحلفاء ضد الشيوعية، وفي التسعينات من القرن الماضي طلب منهم المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
لكن الملك عبد الله لم يظهر ميلا كبيرا للتعاون مع الإخوان، مع أنه لم يحظر جماعتهم أبدا، ويشارك نوابها في البرلمان تحت مظلة جبهة العمل الإسلامي، لكنه أخرج حماس ومنذ وقت من الأردن بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية.
ومنذ الثورات التي بدأت في عام 2011 واجتاحت العالم العربي، عمل على إضعاف الإخوان من خلال تفريقهم ولعب بعضهم ضد بعض، ويعكس هذا الأسلوب خط صدع قديم بين التراث الأردني والفلسطيني، حيث يشكل الفلسطينيون على الأقل نصف السكان والبدو الشرق أردنيين الذين يعتبرون حجر الأساس للحكم الملكي الهاشمي.
وتقول المجلة إن الفلسطينيين الأردنيين عادة ما يميلون نحو التشدد، إلا أن حرب غزة أعادت توحيد صفوف الحركة، فقد تحولت الشوارع قرب السفارة الإسرائيلية في عمان إلى ساحة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي كل ليلة تقريبا يهتف المتظاهرون باسم يحيى السنوار ومحمد الضيف قائدي حماس. وحاولت حكومة الملك التغلب على الإسلاميين وتطويقهم، فلطالما شجب وزير الخارجية أيمن الصفدي الحملة الإسرائيلية في غزة ووصفها بالإبادة. وانتقدت الملكة رانيا، وهي فلسطينية، الأمر عبر التلفاز. وقاد الأردن الجهود من أجل إرسال المساعدات إلى غزة. وبالنسبة للكثير من الأردنيين فهذا ليس كافيا.
ونقلت المجلة عن سفير غربي في عمان "هناك شعور حقيقي من أن البلد يبيع الفلسطينيين".
وتقول المجلة إن الإسلاميين البارزين في التظاهرات يعملون على إثارة الغضب ضد المخابرات بل وحتى الملكية. ودعا بعض الإسلاميين في الأردن حركة حماس في الخارج لنقل مقراتها إلى الأردن لو طلبت منها قطر المغادرة. وعبر رجال الملك عن انزعاجهم تحديدا عندما طلب خالد مشعل، أحد رموز حماس السياسيين والمقيم في قطر، المتظاهرين في خطاب عبر الفيديو الأردنيين بضرورة الوحدة خلف حماس في غزة.
ومنذ آذار/مارس بدأ النظام الأردني بممارسة الشدة ضد المتظاهرين، وضرب الكثيرين منهم واعتقل العشرات واتهمهم بتلقي الدعم الخارجي، بما في ذلك إيران وبهدف الإطاحة بالملكية.
ولم يساعد الاحتلال الإسرائيلي، عندما كشفت علنا في نيسان/أبريل أن الأردن ساعدها في مواجهة هجمات الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران انتقاما لتفجير القنصلية الإيرانية في دمشق ذلك الشهر. وانتشرت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي زعمت أن الملك عبد الله وهو طيار حربي شارك في إسقاط الصواريخ الإيرانية. وبالنسبة للإسلاميين فهذا الأمر يعد خيانة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الإسلاميين الإخوان المتظاهرون يحيى السنوار الاردن غزة الإخوان الاحتلال الإسلاميين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک عبد الله
إقرأ أيضاً:
وثائق سرية في موقف سيارات| فضيحة تهز الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل ..تفاصيل
أثارت حادثة أمنية في إسرائيل موجة من الجدل داخل الأوساط العسكرية، بعد أن تم العثور على وثائق سرية وحساسة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في موقف سيارات داخل أحد الأبراج بمنطقة رامات جان في تل أبيب.
حادثة العثور على الوثائق السريةووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تم اكتشاف الوثائق السرية بالصدفة من قِبل أحد المارة، وتبين لاحقا أنها كانت بحوزة ضابط إسرائيلي برتبة عميد، وهو رئيس قسم التخطيط في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي.
ورغم ذلك، لم تتخذ السلطات الإسرائيلية أي إجراء ضد الضابط حتى الآن، ما أثار العديد من التساؤلات والانتقادات حول طريقة تعامل الجيش مع الحادثة.
وأعلن مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء تحقيق أمني في هذه الواقعة، إلا أن التحقيق لم يستكمل بعد، وهذا ما أثار تساؤلات عديدة حول المعايير والاعتبارات التي تلعب دورًا في اتخاذ قرارات الجيش الإسرائيلي تجاه مثل هذه الحوادث الحساسة.
سرية الوثائق ومحتواها الغامضحتى الآن، لم تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاصيل محتوى الوثائق التي تم العثور عليها في موقف السيارات، ورغم ذلك، فقد تناولت بعض التقارير الإعلامية جوانب متعلقة بهذه الوثائق وأثارت الشكوك حول مدى حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي الإسرائيلي.
ضابط إسرائيلي متورط في تسريبهاوالضابط الذي أثار الجدل حوله يدعى إيريز وينر، وهو ضابط برتبة عميد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتم تداول تقارير إعلامية تشير إلى علاقاته مع وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، مما أثار تساؤلات حول تأثير الضابط في الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
و أعرب مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خلال فترة رئاسة هارتسي هاليفي لهيئة الأركان، عن قلقهم من الاتصالات غير المصرح بها بين الضباط العسكريين والسياسيين، وهو ما يجعل تصرفات بعض الضباط موضع تدقيق ومراجعة.
ووفقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية، تتعلق بعض الوثائق المسربة بدعم إيران لحركة حماس في الفترة التي سبقت الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وقد كشفت الوثائق المزعومة أن زعيم حماس الراحل، يحيى السنوار، كان يعتقد أن القوة العسكرية لحركته يمكن أن تساهم في دفع إسرائيل نحو الانهيار.
وأشارت الوثائق المسربة إلى أن حماس كانت تعمل على تنفيذ هجوم واسع ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتضمنت الوثائق خطة مفصلة لشن هجوم متعدد الجبهات على إسرائيل، وكانت الخطة تم إرسالها من السنوار إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي تم اغتياله في طهران في يوليو الماضي، كما أظهرت الوثائق عدة سيناريوهات للخطة العسكرية.
ومن بين السيناريوهات التي تم تداولها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، كان "السيناريو الأفضل" لدى حماس، والذي يتضمن شن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل تشمل جميع أطراف "محور المقاومة"، باستثناء إيران.
كما تضمن أحد السيناريوهات الأخرى، الذي أطلق عليه "سيناريو الضرورة"، تحويل عبء الحرب إلى حماس، مع دعم غير مباشر من حزب الله في لبنان.
جدير بالذكر، أنه رغم أن العديد من تفاصيل هذه الوثائق لا تزال غامضة، إلا أن ما تم تسريبه حتى الآن يكشف عن أبعاد أمنية وسياسية حساسة للغاية.
والحادثة تطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع هذه الوثائق السرية وأسباب عدم اتخاذ أي إجراءات حازمة ضد الضابط المتورط في تسريبها.