أوروبا تعطى الضوء الأخضر لضرب العمق الروسى.. و«ميديفديف» يهدد بمحو كييف والناتو من الوجود
تسريب وثيقة مخابراتية أمريكية بتحدى بوتين منذ 2008 وتوسيع الناتو لضرب الأمن القومى الروسى
«ترامب» يبتز أوروبا بسحب الدعم المخابراتى فى الأمن السيبرانى

 

اختتمت أعمال قمة الناتو 75 فى العاصمة الأمريكية واشنطن بالأمس وسط حالة من حدة المواقف فى العلاقات الدولية بين دول الحلف العسكرى ومثيلاتها فى الشرق وعلى رأسهم روسيا والصين، جيث أعلن الرئيس دو بايدن معاداته هو وحلف الناتو الصريحة لروسيا وقال فى تصريحاته «إن أوكرانيا سوف تسود ولن تفعلها روسيا»، كما أعلن عن حزمة من المساعدات العسكرية واللوجيستية والمالية والبالغة 43 مليار دولار من أجل منح أوكرانيا قبلة الحياة خلال العام المقبل لاستكمال مواجهتها للآلة العسكرية الروسية العنيفة التى قربت على هزيمتها فى نهاية 2023.


وجاءت أهم قرارات القمة فيما يتعلق بتفعيل المادة 5 من اتفاقية حلف دول شمال الأطلنطى متمثلة فى التأكيد على قرار قبول عضوية أوكرانيا فى الحلف « لا رجعة فيه» حسب صحيفة فورين بوليسى أسوة بفنلندا والسويد، وكشفت الصحيفة الأمريكية على سر لم يكن مفهوما من قبل وهو امتناع دول الحلف عن قبول عضويتها فى الناتو رغم تعدد طلباتها، كان نابعا من التسويف الأمريكى والألمانى اللذين أرجآ هذه الخطوة لحين دراسة الأوضاع الدولية والاستعاضة عنها أو تعويض أوكرانيا بالأسلحة التى لطالما طلبتها لسد الفجوة الدفاعية بينها وبين الأسلحة الروسية، وقد انتهت القرارات أمس بالموافقة على تزويد أوكرانيا بنظام دفاعي من طائرات الباتريوت، بالإضافة إلى تزويد الدنمارك وهولندا لها ب 80 طائرة إف 16، و29 مقاتلة من طراز الطائرة ميج 29 من بولندا. وتأتى هذه القرارات الخاصة بالدفاع الجوى ناتجة عن ضربة روسيا لمستشفى الأطفال منذ أيام قليلة فى العاصمة كييف.
كما منحت إدارة بايدن الرئيس فلودومير زيلينسكى ما يسمى بعضوية «الجسر» الذى تمر عليه اوكرانيا أو تعبره إلى الناتو، متضمنا مجموعة من عقد التدريبات العسكرية وإقامة وحدة وكيان فى الحلف مهمته التنسيق فى ضخ المزيد من المساعدات والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا بشكل دائم ومستمر إلى كييف، ومن المقرر أن يتم ضخ الدفعة الولى من طائرات إف 16 بنهاية الصيف الحالى حسب تصريحات أنطونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال تصريحات بلينكن الواضحة بأن الهدف من تزويد أوكرانيا بهذا الطراز من الطائرات هو تمكينها من ضرب وإصابة أهجاف فى العمق الروسى، وهو ما سبق وحذر منه الرئيس فلاديمير بوتين من قبل وفى حالة تحقيقه سيعتبره عدوانا صريحا من كل دول الحلف عليه ويستوجب الرد الفورى المماثل.
ودخل رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر على الخط مع حلفاءه وأعلن تزويد أوكرانيا بصواريخ التمويه طويلة المدى بقيمة 3، 9 مليار دولار من أجل إلقاءها على الأراضى الروسية، بالإضافة إلى إعلان الناتو عن خطته بإقامة قاعدة عسكرية فى مدينة فيسبادن الألمانية خصيصا من أجل تقديم الخدمات العسكرية والتدريبية وتوصيل التبرعات والمنح وكذلك إجراء الإصلاحات اللازمة للأسلحة والمعدات من خلال مجموعة أمريكية أو شركة تحمل اسم رامستاين فورمات، وسف تدير الشركة الأمريكية القاعدة من خلال تعيين قائد برتبة عقيد و700 عسكرى، مع السماح بوجود مبعوث دائم للناتو فى كييف دون نزول العسكريين على أرض المعركة تجنبا للصراع متعدد الأطراف حتى الأن.
وتتضمن المنح الغربية لكييف عشرات البطاريات الدفاعية من أسبانيا والسويد والولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا، مع إرسال ما يسمى ببطاريات الدفاع أيريس تى الجوية بتكلفة 93 مليون دولار من ألمانيا والنرويج، كما تمنحها إيطاليا نظاما جزيا /فاعيا يسمى بسامب تى وآخرين.
وقد أصدر الناتو فى جلسته العامة النهائية وثيقة بمثابة إعلان صريح من الدول الأعضاء عن موافقتهم بغير رجعة على توجيه دعوة رسمية بدعوة أوكرانيا إلى الانضمام إلى الحلف، حيث مضت أوكرانيا فى تحقيق شروط العضوية فى ملفى الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية والأمنية، مما إنعكس إيجابيا على رد فعل رئيس الوزراء الأوكرانى أندريا يرماك وقال أنه سعيد بصدور هذا الإعلان الذى وصفه « بالقوى» معتقدا أن المحطة القادمة هو تلقى أوكرانيا للدعوة بشكل رسمى، مبديا تخوفاته من أية تأجيلات عبرة بالحرب الدائرة على أراضيها. 
قابلت روسيا هذه الإجراءات وإعلانات حلف الناتو ضدها بكل عنف فقد صرح وزير دفاعها ميديفديف مهددا بمحو أوكرانيا من الوجود وحلفاءها فى الناتو إن إستلزم الأمر، واصفا تصريحات الأمين العام السابق للناتو جينز ستولتنبرج بأنها « غير مسئولة ومنافقة « لكلماته فى الماضى أمام البرلمان الأوروبى التى أكد فيها أن إتساع الناتو كان سببا أساسيا فى إندلاع حرب روسيا وأوكرانيا. وسربت وسائل الإعلام الروسية عبر صفحاتها على مواقع ىالسوشيال ميديا وثيقة للمخابرات الأمريكية بعنوان « إن يت تعنى إن يت « قد حررها وليام بيرنز من قبل فى 2008 عندما كان سفيرا أمريكيا فى العاصمة الروسية موسكو، موجها خطابه إلى كوندوليزا رايس وزير الخارجية السابقة ينصح فيها بضرورة إتخاذ الخطوات اللازمة لتوسيع حلف الناتو وضم أوكرانيا وجورجيا اليه، وأشار بيرنز أن هذه هى اللحظة المواتية لإتخاذ الخطوة فى توريط روسيا الضعيفة الأن والتى تتجنب التدخل فى فض الصراع الأهلى المحتمل داخل أوكرانيا، والذى سوف ينشب بين الأوكرانيين الذين يريدون التحرر من السيطرة الأمنية الروسية عليهم وبين التجمعات من ذوات الأصول الروسية، ويرى بيرنز أن هذه هى اللحظة المناسبة لتنفيذ التهديد للأمن القومى الروسى الذى يعتبر أوكرانيا وجورجيا عصبا أساسيا له. 
ومن جانبه هدد الرئيس السابق دونالد ترامب دول حلف الناتو بسحب الدعم المخابراتى الأمريكى فى الأمن السيبرانى الذى بات يهدد مؤسساتهم فور عودته إلى البيت الأبيض إن لم يدفعوا مقرراتهم المالية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حلف الناتو أوكرانيا البرلمان الأوروبي وسائل الإعلام الروسية حلف الناتو

إقرأ أيضاً:

مفاوضات بالوكالة.. كييف تتحضر لـ"سلام مهين" مع روسيا

يقول المحلل الأمريكي براندون جيه ويتشرت، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضحت أنها تتفاوض بشأن نهاية لحرب أوكرانيا التي يبدو أنه لا نهاية لها دون تنازلات أوكرانية.

وبحسب ويتشرت، سوف يتعين على كييف، التي اعتادت على أن تحوز على اهتمام البيت الأبيض إبان حكم الرئيس السابق جو بايدن، أن تقبل ببساطة ما يقرر الزعماء الأمريكيون والروس عمله بشأن الحرب، بحسب تحليل لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

Zelensky says he’s unhappy Trump spoke to Putin without his permission and demands the U.S. talk to him before making any deals with Russia. pic.twitter.com/M2Ith7kK5u

— Unlimited L's (@unlimited_ls) February 15, 2025 تنازلات تتعلق بالأرض

وقال ويتشرت ، باحث شؤون الأمن القومي في مركز ناشيونال إنترست، إن مسؤولي إدارة ترامب أعلنوا بالفعل أنه يتعين على كييف أن تعد نفسها لتقديم تنازلات تتعلق بالأرض، وللحقيقة التي مفادها أنه لن يتم مطلقاً السماح لها بالعضوية في الناتو.

وأضاف ويتشرت، في تقرير نشرته المجلةـ أنه نظراً لأن أوكرانيا ما كانت ستستطيع على الإطلاق قتال روسيا بدون المساعدات العسكرية التي تم تقديمها لها من جانب الدول الأعضاء في الناتو، وبصفة خاصة الولايات المتحدة، فإنه يبدو من غير المعقول إلى حد ما الاعتقاد بأن أوكرانيا سوف تحصل حتى على مقعد على طاولة المفاوضات.

وعموماً، فإن أوكرانيا أساساً وكيل لأمريكا في القتال ضد روسيا، وقد انصاعت مراراً وتكراراً لتوجيهات الولايات المتحدة والناتو الخاصة بالتعامل في ميدان القتال.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالفعل أن الحرب لن تنتهي ألا إذا تم علاج الأسباب وراء قيامه بإطلاق الغزو أساساً. وفي المقام الأول، كان السبب وراء غزو روسيا لأوكرانيا هو مخاوف من أن أوكرانيا سوف تصبح عضواً في حلف الناتو العسكري الذي سيستخدمها كقاعدة أمامية للصواريخ التي يمكن أن تهدد الاتحاد الفيدرالي الروسي.

واتخذت إدارة ترامب الخطوات الأولى لنبديد تلك المخاوف. وهذا هو السبب وراء إعلان البيت الأبيض بعبارات لا يكتنفها أي غموض، أنه لن يتم على الإطلاق الترحيب بأوكرانيا في الناتو. ومن الإنصاف القول إنه لا يمكن من الناحية الفنية قبول أوكرانيا في الحلف في ظل الظروف الحالية لأن هناك نزاعات مفتوحة تتعلق بالأراضي.

أوكرانيا والناتو

وبسبب المادة الخامسة من ميثاق الناتو، تجعل اللوائح الفرعية التنظيمية للناتو من المستحيل أن تصبح دولة جديدة عضواً إذا كانت في صراع مع دول أخرى. وفي حال تم السماح لدول في صراع مفتوح بالعضوية في الناتو، فإن هذا الوضع سوف يلزم على نحو غير عادل الحلف على الدخول في القتال نيابة عن العضو الجديد.

ولم يمنع ذلك الناتو من دعم أوكرانيا إلى أقصى حد خلال الصراع على مدار السنوات الثلاث. ولكن من المرجح أن تكون جهوده قد ذهبت هباء، حيث من المرجح أن يتم إرغام أوكرانيا على التخلى عن ما يقدر 20% من أراضيها للجيش الروسي.

وصرح ترامب بعد التحدث هاتفياً إلى بوتين لقرابة 90 دقيقة، أن من المقرر بصفة مبدئية الاجتماع في الرياض بالسعودية ولم يتم تحديد موعد معين، ولكن ترامب أكد لوسائل الإعلام أن الاجتماع سوف يعقد في القريب العاجل.

A thoughtful, well-grounded piece on "how we got here" re #Ukraine: https://t.co/xcvZZaZSnw

— Stephen Walt (@stephenWalt) March 4, 2022

وخلال اتصالهما الهاتفي، ناقش الرئيسان احتمال عقد قمتين آخريين عقب الاجتماع الحتمي في الرياض، وسوف تستضيف روسيا واحدة، على أن تعقد القمة الأخرى في الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع المذيع بريت باير بشبكة "فوكس نيوز" قبل السوبر بول، اعترف ترامب حتى بأن أوكرانيا تصبح يوماً ما قريباً جزءاً من روسيا (وهذا بالطبع حلم القوميين الأمبرياليين الروس).

والحقيقة هي أن حرب أوكرانيا انتهت ولم يخرج ترامب ويقول هذا بشكل صريح. ولكن من الناحية النظرية والعملية، أكد الأمريكيون تحت حكم ترامب أن الحرب لايمكن أن تستمر.

ويقول ويتشرت أن ما هو أكثر من هذا، هو أن الروس هزموا أوكرانيا، وبالتبعية، هزمت موسكو الناتو أيضاً. وهذا على الأقل ما سوف تقوله حكومة بوتين لشعبها، بدون مفاوضات، سوف يهزم الروس الأوكرانيين في ميدان القتال. وهذا هو السبب الذي سوف يجعل أوكرانيا تسعى إلى تسوية عن طريق المفاوضات وحتى تسوية سوف تتنازل فيها عن معظم، إن لم يكن كل الأراضي التي استولت عليها روسيا، وسوف يكون سلام مهيناً مفضلاً على هزيمة ساحقة لأوكرانيا في ميدان القتال على أيدى القوات المسلحة الروسية.

❓ | #TTP: Would Freezing Ukraine's NATO Membership Process Advance Peace?

Support for ceasefire negotiations between Russia & Ukraine has been growing in the West.

Should Kyiv accept a freezing of the frontline & its #NATO membership?

Experts respond: https://t.co/7w2h4irJQU pic.twitter.com/IQNyhfm5Ly

— Carnegie Europe (@Carnegie_Europe) November 21, 2024 طلاق الدفاع الجماعي

وفي اجتماع مع قادة الناتو، ناشد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الأوروبيين بعمل المزيد لإنهاء اعتمادهم على الدفاع الجماعي، والشئ الذي لا يمكن أن تفعله أوروبا هو اللجوء للولايات المتحدة لمواصلة الالتزام بالدفاع عنهم.

وهذا تصريح منطقي إلى حد كبير، إذا أخذنا في الاعتبار أن اجمالي الناتج المحلي المشترك لأوروبا يقترب من 19 تريليون دولار وليس هناك في الحقيقة عذر، لأن يبدو الأوروبيون غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم العسكرية التي يصرون على أنها مهمة لبقاء دولهم وللأمن الإقليمي.

وبدلاً من ذلك، تواصل الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو النظر عبر الأطلسي إلى العم سام (أمريكا) المشغول حالياً بمشاكله في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

Poutine va encore plus loin et confirme qu'il n'y aura pas de paix tant que l'Ukraine possédera une armée : https://t.co/5VJckDocrw

— Xavier Tytelman (@PeurAvion) March 17, 2024

وأبلغ هيغسيث، الذي كان يتحدث باسم ترامب، الأوروبيين أن العم سام لن يكون العم المغفل.وكانت هذه الكلمات تحديداً في سياق حرب أوكرانيا، ولكن كل حاضر في الاجتماع كان يمكنه قراءة ما بين السطور.

وإذا كان الروس عازمون على التوغل فيما وراء أوكرانيا في العقد المقبل، كما يقول الأوروبيون، فإن الاحتمال ضعيف بأن الولايات المتحدة سوف تفعل الكثير لإيقاف موسكو، بصرف النظر عن أياً كانت ضمانات الناتو التي وافقت عليها الولايات المتحدة على مدار سنوات.

ومن خلال جعل الجميع في الناتو يشككون في التزام أمريكا بالمادة الخامسة، فإن ترامب يخبرهم أنه يتم على الأقل تجميد حلف الناتو، حتى إشعار آخر. ومن المرجح أن ينتهي أيضاً توسيع الناتو، وهو سبب روسيا المعلن لشن الحرب.

واختتم ويتشرت تقريره بالقول إنه من حيث المبدأ، هذا يعني أن عدوان بوتين يجب أن ينتهي وأن الزمن سوف يقول ما إذا كان سيقرر بوتين أن يتوغل في عمق أوروبا، وما إذا كانت أوروبا تستطيع بالفعل استخدام ثروتها الضخمة والتكنولوجيا الهائلة التي لديها لتصبح قوة عسكرية موثوقة يمكن أن تردع الروس.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات بالوكالة.. كييف تتحضر لـ"سلام مهين" مع روسيا
  • الناتو: الدول أعضاء الحلف ستحتاج لرفع الإنفاق الدفاعي
  • القوات الروسية تسيطر على بيريزيفكا في شرق أوكرانيا
  • بحثا آخر التطورات الإقليمية والدولية.. “البديوي” يلتقي رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو
  • القوات الروسية تسيطر على منطقتين في شرق أوكرانيا
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • روته: لا مكان للانقسام داخل الناتو في مواجهة التحديات الأمنية العالمية
  • الناتو: لم نعد أوكرانيا بعضوية الحلف بعد انتهاء النزاع
  • أمين الناتو: مباحثات لضمان سلام دائم في أوكرانيا ومنع تكرار الاعتداءات
  • واشنطن لا تستبعد انضمام أوكرانيا للناتو