«الصحفيين» تكرم فوزية زينل سفيرة البحرين
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
أقامت لجنـة الشئون العـربية والخـارجية بنقابة الصحفيين المصرية، برئاسة الكاتب الصحفى حسين الزناتى، وكيل نقابة الصحفيين احتفالية لتكريم سعادة السفيرة فوزية بنت عبدالله زينل، سفيرة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية المندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، تحت شعار: «البحرين ومصر.. أخوة وشراكة ونماء»، تقديرًا لجهودها فى تعزيز العلاقات بين البلدين، واحتفاءً بها كنموذج مشرف للمرأة العربية فى العمل الدبلوماسى لدورها فى تعزيز مسيرة نجاحات المرأة العربية كونها أول امرأة منتخبة تتولى رئاسة البرلمان فى الشرق الأوسط خلال الفترة من 2018 – 2022 وأول سفيرة للمملكة لدى مصر.
ونظمت اللجنـة لقاءً مفتوحًا مع السفيرة فوزية بنت عبدالله زينل، بحضور الكاتب الصحفى خالد البلشى، نقيب الصحفيين وعدد من أعضاء مجلس النقابة والصحفيين والإعلاميين المصريين.
وسلم «البلشى» والزناتى، درع النقابة للسفيرة تقديرًا لجهودها فى العمل كسفيرة البحرين بالقاهرة ولعملها المثمر فى تقوية العلاقات المصرية البحرينية، وأكدت «زينل»، اعتزازها بهذا التكريم من نقابه الصحفيين، حيث إنها تفخر بأنها عملت فى المجال الإعلامى لأكثر من 25 عامًا، كما سلمت سفيرة البحرين درع السفارة للكاتب خالد البلشى نقيب الصحفيين.
ودار الحوار حول العلاقات المصرية البحرينية، والمرأة فى الدبلوماسية العربية، قالت سفيرة دولة البحرين بمصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية فوزية بنت عبدالله زينل، إن العلاقة بين مصر والبحرين متميزة فى شتى المجالات، موضحة أن هناك علاقات متميزة بين البلدين فى الملف الاقتصادى.
وأكدت عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تجمع بين مملكة البحرين ومصر الشقيقة وتجذرها، والتى تعززت بفضل الروابط الأخوية الوثيقة التى تجمع بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأشارت إلى أن العلاقات الثنائية قد وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى كافة المجالات، مؤكدة حرصها على تعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أشارت إلى أهمية دور الصحافة والإعلام فى البلدين فى تعزيز التفاهم المتبادل ودفع عجلة التعاون المشترك، وأضافت سفيرة البحرين، أن مواقف المملكة ومصر على مر العصور مساندين وداعمين لبعضهم البعض، وهناك تنسيق دائم ومستمر فى جميع المحافل الإقليمية والدولية بين البلدين.
وأكدت أنه بالنسبة للمرأة، فإن القوانين الموجودة فى البلدين داعمة ومؤيدة ومساندة وصديقة للمرأة، مشيرة إلى أن ملك البحرين يؤمن بأن المرأة والرجل هما جناحا الطير اللذان يعملان معاً، حتى يمكن الصعود بالبلاد إلى أرقى المستويات.
وأشارت إلى أن قوانين البحرين تمنح المرأة حقوقها السياسية، وتسمح لها بالترشح والانتخابات على المستوى البلدى ثم المستوى البرلمانى، موضحة أن البحرين أنشأت المجلس الأعلى للمرأة وكان هو الذى يحتضن كل قضايا المرأة وحقوقها وواجباتها أينما كانت.
وتابعت: انتقلنا من مرحلة التمكين إلى مرحلة التقدم، وحالياً لدينا نساء ناجحات فى كافة المجالات وفى السلطة التشريعية والتنفيذية، تعمل يداً بيد مع الرجل.
وقالت «زينل» إنها نجحت فى دخول البرلمان البحرينى بعد 3 محاولات وبعدها وصلت لرئاسة المجلس لتصبح أول أمرأة بحرينية ترأس المجلس، مشيرة إلى أنها تهدف فى عملها سفيرة البحرين فى مصر إلى إظهار وزيادة التعاون المثمر بين البحرين ومصر.
وأضافت أنها قبل دخول البرلمان البحرينى كانت عضواً بعدد من الجمعيات منها جمعية سيدات الأعمال، ومطلعة جيدة على الملف الاقتصادى وأنها الآن بصدد زيادة التعاون بين تلك الجمعيات فى مصر والبحرين، حيث يوجد أفكار كثيرة ومعارض كثيرة تقام بين البلدين، لأن الملف الاقتصادى الآن هو الأهم عالميا حيث يتيح بتطويره تطوير باقى الملفات.
من جهته، أكد حسين الزناتى أن السفيرة فوزية عبدالله زينل تمثل نموذجًا ملهمًا للمرأة العربية، وتقدم صورة مشرقة عنها، حيث ضربت المثل فى مجال تمكين المرأة، فاستطاعت أن تصل إلى رئاسة مجلس النواب البحرينى عام 2018، ثم سفيرة لبلادها فى مصر ومندوبًا لها بجامعة الدول العربية.
وأوضح «الزناتى» أن مسيرة السفيرة فوزية تستحق هذا التقدير وذلك الدور، حيث كانت قد بدأت حياتها المهنية فى تلفزيون البحرين لفترة طويلة امتدت لـ25 سنة تقلدت خلالها عدة مناصب، كانت أبرزها القائم بأعمال رئيس التليفزيون، ورئيس قسم البرامج، ومستشارة التخطيط الاستراتيجى، فأصبحت إعلامية مخضرمة، واشتهرت بعملها الدؤوب فى المجال الإعلامى والأنشطة الاجتماعية أيضًا، وبقيت تسعى دائمًا لدخول البرلمان البحرينى، حيث خاضت الانتخابات النيابية مرتين 2006، و2014، وفازت بها فى المرة الأخيرة فى عام 2018، وتمكنت من اقتناص منصب رئيس المجلس، لتصبح أول امرأة فى تاريخ المملكة ترأس هذا المنصب.
وأشار إلى أن النوع الاجتماعى فى العمل السياسى موضوع يجب تجاوزه، حيث يدور الحديث عن كفاءة وطموح وصدق وضمير وجرأة، وأن العمل الوطنى واحد وعلى الجميع أن يتشارك فيه، فالعمل الحقيقى لا يقوم على غلبة قوة الصوت، بل على الحَجَّة والإقناع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحفيين السفيرة فوزية زينل لجنة الشئون العربية والخارجية نقابة الصحفيين المصرية الكاتب الصحفى حسين الزناتي جمهورية مصر العربية السفیرة فوزیة سفیرة البحرین بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
شـواطئ.. سفيرة النجوم فيروز وسوسيولوجيا الإبداع (1)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تأثرت أعمال الرحبانية بمظاهر الطبيعة والبيئة تأثرا بالغا، مما جعل هذه الأعمال أكثر إقناعا ومصداقية، وبشكل أو بأخر عززت مدركاتهم الحسية ودعمت أفكارهم الفنية، فالبيئة وما فيها من كل خصائص ومميزات أعطتهم تسليما بأن الثقافة والفن وليد البيئة والإنسان معا، وهذا ما يجعلهم يتميزون بأعمالهم وفقا للظروف الاجتماعية في الحقب الزمنية التالية لهم.
إن هذه العوامل البيئية بتعدد مفهومها وتنوع اختصاصاتها، تعد مصدرًا من مصادر التذوق الإجمالي انطلاقا من القيمة الأخلاقية في بيئة الرحبانية، وبالتالي اكتسبت ثقافة الرحبانية ديمومتها من خلال الصلة الوثيقة التي ربطتهم بكل مظاهر وظواهر المجتمع، وهذه الظواهر أعطت انعكاسات وتطورات حدثت نتيجة تحول اجتماعي في بيئتهم ارتبطت بواقع بلادهم بكاملها في ماضيها وحاضرها، ولذلك فقد فهموا واقعهم ركزوا فيه وأبرزوا مظاهره الإيجابية وانطلقوا من مبادئ حيوية جعلوها ضمن حالة التوازن مع متطلبات بيئتهم الاجتماعية الجديدة ومفاهيمها الحديثة.
وكذلك كان للثقافة أثر كبير في طرائق التعبير والتفكير الأكاديمي عند الرحبانية، فقد ساهمت في تطورهم الاجتماعي وانعكاسه من خلال المتغيرات والنزعات والميول الخيالية التي صادفتهم، وكانت سببا في الاتجاهات المتطورة في أساليبهم الفنية. وتأتى سوسيولوجيا الرحبانية في الإمعان بما تولده البيئة في أشعارهم من الحديث عن المكان والزمان وآثر ذلك على الفصول في ظل الإحساسات المتباينة بين الوحدة والتوحش والضجر، والفرح والضحك والتأمل والحب ومناجاة لكل ما في الطبيعة من تأثير مباشر. من هنا تأتى أهمية كتاب "فيروز وسوسيولوجيا الإبداع عند الرحبانية 1960 – 1980" للدكتور محمد الشيخ والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ولد الأخوان رحبانى عاصي 1923 ومنصور 1925 في ظل المكان الذي استأجره والد الطفلين (حنا الياس الرحبانى) والذي يقع في منطقة "الفوار" على تخوم بلدة انطلياس شمال لبنان، حيث الطبيعة الجبلية والمناخ اللبناني المعروف، مما جعله مكانا شعبيا لأولئك الذين يبحثون عن جلسة هادئة وسعيدة فى بيئة ريفية محاطة بمكونات الطبيعة الجميلة، من خلال تربيتهم في البيئة الجبلية المحاطة بجبال عالية خضراء ومناخ شهير بالجمال وهارمونية الألوان ومياه الجداول ومناطق خلابة ومزارع وأنهار وسواحل أضافت إليها أيادي البشر ما يزيد من متعة الالتصاق بها ومبادلتها المشاعر والاهتمام بمصداقية العطاء.
أما فيروز فقد ولدت فيروز لأب كاثوليكي سرياني من مدينة ماردين في تركيا حاليا، وأم مارونية، فى منطقة جبال الأرز، التي تعتبر أعلى قمة في بلاد الشام وتقع في شمال لبنان على سلسلة الجبال الغربية وتمتد على طولها بشكل يوازى البحر الأبيض المتوسط وهى أحد أبرز المناطق السياحية هناك حيث تشتهر بوجود شجر الأرز المُعمر الذي هو رمز لبنان وتسمى منطقة الدبية، وقد ولدت فيروز باسم نهاد حداد وهى المولودة الأولى لرزق وديع حداد ووالدتها ليزا البستاني، فى 21 نوفمبر 1935، أي في السن الذي ولد فيه عاصي رحبانى، كانت البنت الكبرى لوالدها لثلاثة أخوه هما (هدى وآمال وجوزيف) انتقلت بعد عامين إلى بيروت وسكنوا في زقاق البلاط الحي القديم المجاور لبيروت، حيث كان يعيش الناس من جميع الطوائف من زمن بعيد ولأجيال في حياة مشتركة وآمنة، ويعتبر هذا الحي التي سكنته فيروز وعائلتها من الأحياء المهمة في تاريخ لبنان.
عاشت فيروز في منزل متواضع مكون من غرفة واحدة، وكانوا يتشاركون في المطبخ والأدوات الأخرى، وكان وديع حداد متواضع الحال، يعمل عاملا في مطبعة وكان هادئًا، حسن الأخلاق مُحب لجيرانه ومحبوب منهم.
نشأت في معاناة معيشية ربما لم تشعر بها لوجود الجيرة التي انتسبت بها وتبادلا معزة خاصة، كما أن التركيبة الإنسانية لديها مسقوفة بالرضا والبساطة وهى لم تتطلع إلى مستويات عالية لم ترها أو تشعر بها ربما لانشغالها بشئون المنزل وبتربية أخواتها وبهوايتها اليومية، فكانت تقضى حياتها راضية غير قنوطة، بل العكس كانت تصف هذه الأيام أنها أيام سعيدة، والواقع أن هذه المعاناة لها معادل داخل النفس، فقد تركت نوعًا من الآسي والخنوع لشدة الحال، وأشعلت الشعور بالوحدة الداخلية والاستسلام كنوع من الرضا، ولكن هذه المشاعر أضاءت لها طريق العصامية، فأصبحت تُقدر معنى المعاناة وأصبح عندها حٍس معنوي وحٍس صوتي للتعبير عن كافة أنواع المشاعر، كما خلق بداخلها دوافع الجلد والإيثار، وأصبحت قدراتها الصوتية مُسلحة بهذه المعاني، وهذا هو المعنى الحقيقي لمعاناة الفنان المبدع أن تكون ظروف الحياة وملابساتها في ظل حياة كادحة بسيطة دافعًا قويًا في تكوينه الداخلي، حيث أنه لمس بحسه كل المشاعر إن كانت مادية أو معنوية. إن العلامات السوسيولوجية في حياة فيروز شكلت بداخلها نوعًا من المعاناة الإيجابية أثقلت مفهومها الإبداعي الصوتي في طرح الغناء بتلوين بسيط وسلس دون تكلف حتى في الحالات التي كانت تستدعى غناء تطريبيًا.
وللحديث بقية