بوابة الوفد:
2024-08-04@21:11:01 GMT

الضفدع الديمقراطى مات بسبب «ماكرون»

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

على رقعة الشطرنج الفرنسية، يمكننا أن نرى مقامرة إيمانويل ماكرون الصادمة بحل البرلمان فى أعقاب فوز اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية، والتى فشلت بشكل مأساوى. وشبه كثيرون دعوته لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بقرار ديفيد كاميرون فى عام 2016 بالدعوة المتهورة إلى إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى، على افتراض أن البقاء سيفوز، فقط لتدشين خروج بريطانيا.

وأدى التهديد بتشكيل حكومة يمينية متطرفة إلى تحريك «جبهة جمهورية» لمنع التجمع الوطنى من الحصول على الأغلبية.
ولكن بالنسبة للمتشائمين، حتى لو نجح هذا فى إبقاء حزب التجمع الوطنى خارج السلطة، فإن حقيقة أن أحزاباً أخرى «تجمعت» لمنع ذلك والفوضى التى ستنجم عن البرلمان المنقسم لن تؤدى إلا إلى تعزيز محاولة مارين لوبان للوصول إلى الإليزيه فى عام 2027.
هناك قراءتان محتملتان للانتخابات الفرنسية وتداعياتها على بقية أوروبا. القراءة المتشائمة تشبه حكاية الضفدع المسلوق الذى يموت دون أن يدرى بينما يسخن الماء تدريجياً. هى أن اليمين المتطرف يتعزز بعد كل انتخابات، حيث يتم تطبيعه فى النظام السياسى (وخاصة من خلال استعداد يمين الوسط للعمل معه) مع الاحتفاظ بطابعه «المناهض للنظام». إن نجاح التيار السائد فى منعه من الوصول إلى السلطة هو على وجه التحديد ما يمكن اليمين المتطرف من البقاء.
وعلى المستوى الأوروبى، نجح اليمين المتطرف فى تحقيق اختراقات فى التاسع من يونيو ومن المتوقع أن يزداد وزنه مع تشكيل فيكتور أوروبان لحزب «وطنيون من أجل أوروبا»، وهو التجمع اليمينى المتطرف الثالث فى برلمان بروكسل. وهناك عدد متزايد، وإن كان لا يزال أقلية، من الحكومات المتشككة فى أوروبا فى مجلس وزراء الاتحاد الأوروبى الذى يتولى التشريع، بما فى ذلك إيطاليا والمجر وهولندا وسلوفاكيا، ومن المحتمل أن تتبعها النمسا فى وقت لاحق من العام. وعلى هذا فإن درجة الحرارة ترتفع تدريجياً، وفى نهاية المطاف سوف يموت الضفدع الديمقراطى الليبرالى المؤيد لأوروبا.
إن قراءة أكثر تفاؤلاً يمكن تلخيصها على النحو التالى: «احتفظ بالهدوء واستمر فى العمل». لقد تبين أن ماكرون أقرب إلى بيدرو سانشيز منه إلى ديفيد كاميرون. فقد نجح رئيس الوزراء الإسبانى فى تشكيل ائتلاف متنوع بهدف مشترك يتمثل فى إبعاد أقصى اليمين عن السلطة على النقيض من يمين الوسط فى إيطاليا وهولندا، الذى أبدى استعداده للعمل مع أقصى اليمين.
ومن المدهش أن مئات المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث انسحبوا من السباق الثلاثى لتجنب تقسيم الأصوات المناهضة للوبان. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الناخبين حذوا حذوهم. فقد استجاب الناخبون الفرنسيون للدعوة إلى التصويت للجبهة الجمهورية حتى لو كان هذا يعنى مخالفة معتقداتهم السياسية.
لقد صوت الملايين من الليبراليين لصالح اليساريين، والعكس صحيح، وقد توحدت هذه المجموعة من الناس على أساس قناعة راسخة بأن الجمهورية الفرنسية وقيمها التى ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فى خطر مميت. ولا يزال التمسك بهذه القيم يتردد صداه بين أغلب المواطنين.
لا يزال التهديد الذى يشكله اليمين المتطرف للديمقراطية الليبرالية والتكامل الأوروبى حقيقياً، ومعه دعم الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا، والعمل المناخى، والنظام العالمى الليبرالى. ومع ذلك، إن الضرر محصور، وقد يتم تقليصه فى نهاية المطاف إن لم تتم هزيمته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود الانتخابات الأوروبية الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

ماكرون يشيد بجرأة حفل افتتاح الأولمبياد

عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة عن دعمه للفنانين المنظمين لحفل افتتاح أولمبياد 2024 والذين تلقوا تهديدات بالقتل، وأشاد “بجرأتهم” مضيفاًً أن العرض الذي قدموه جعل فرنسا تشعر بالفخر.

وتجري السلطات الفرنسية تحقيقاً في تهديدات بالقتل تستهدف المخرج الفني للحفل توماس جولي، وذلك بعد تعرضه لمضايقات عبر الإنترنت بسبب عرض بدا أنه محاكاة هزلية للوحة “العشاء الأخير” للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي.

وقال ماكرون للصحافيين في باريس بعد عودته من تجمع صيفي بالريفييرا الفرنسية لتشجيع أبطال فرنسا الأولمبيين “أشعر بالخزي والحزن لما مر به (توماس جولي)”.
وأضاف ماكرون “الفرنسيون والعالم بأسره كانوا فخورين للغاية بحفل الافتتاح الأولمبياد، جعلنا فخورين للغاية… جرأته أفادت الكثيرين”.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء بريطانيا يندد ببلطجة اليمين المتطرف مع تجدد الاضطرابات
  • ستارمر يتوعد: مثيرو الشغب من اليمين المتطرف سيندمون
  • فوضى وأعمال عنف واضطرابات في بريطانيا.. ورئيس الوزراء يندد بـبلطجة اليمين المتطرف
  • اشتباكات بين اليمين المتطرف والشرطة في ليفربول
  • إصابة العديد من رجال الشرطة البريطانية في اشتباكات بين اليمين المتطرف ومناهضين للعنصرية
  • مادورو يجدد دعمه للفلسطينيين ويهاجم اليمين المتطرف في فنزويلا
  • متظاهرون يشتبكون مع الشرطة في بريطانيا
  • كيف عزّز الذكاء الاصطناعي عودة عنف اليمين المتطرف في المملكة المتحدة؟
  • مادورو: اليمين المتطرف في فنزويلا “مدعوم وممول من الصهيونية العالمية”
  • ماكرون يشيد بجرأة حفل افتتاح الأولمبياد