بوابة الوفد:
2025-03-15@10:05:35 GMT

الضفدع الديمقراطى مات بسبب «ماكرون»

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

على رقعة الشطرنج الفرنسية، يمكننا أن نرى مقامرة إيمانويل ماكرون الصادمة بحل البرلمان فى أعقاب فوز اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية، والتى فشلت بشكل مأساوى. وشبه كثيرون دعوته لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بقرار ديفيد كاميرون فى عام 2016 بالدعوة المتهورة إلى إجراء استفتاء على عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى، على افتراض أن البقاء سيفوز، فقط لتدشين خروج بريطانيا.

وأدى التهديد بتشكيل حكومة يمينية متطرفة إلى تحريك «جبهة جمهورية» لمنع التجمع الوطنى من الحصول على الأغلبية.
ولكن بالنسبة للمتشائمين، حتى لو نجح هذا فى إبقاء حزب التجمع الوطنى خارج السلطة، فإن حقيقة أن أحزاباً أخرى «تجمعت» لمنع ذلك والفوضى التى ستنجم عن البرلمان المنقسم لن تؤدى إلا إلى تعزيز محاولة مارين لوبان للوصول إلى الإليزيه فى عام 2027.
هناك قراءتان محتملتان للانتخابات الفرنسية وتداعياتها على بقية أوروبا. القراءة المتشائمة تشبه حكاية الضفدع المسلوق الذى يموت دون أن يدرى بينما يسخن الماء تدريجياً. هى أن اليمين المتطرف يتعزز بعد كل انتخابات، حيث يتم تطبيعه فى النظام السياسى (وخاصة من خلال استعداد يمين الوسط للعمل معه) مع الاحتفاظ بطابعه «المناهض للنظام». إن نجاح التيار السائد فى منعه من الوصول إلى السلطة هو على وجه التحديد ما يمكن اليمين المتطرف من البقاء.
وعلى المستوى الأوروبى، نجح اليمين المتطرف فى تحقيق اختراقات فى التاسع من يونيو ومن المتوقع أن يزداد وزنه مع تشكيل فيكتور أوروبان لحزب «وطنيون من أجل أوروبا»، وهو التجمع اليمينى المتطرف الثالث فى برلمان بروكسل. وهناك عدد متزايد، وإن كان لا يزال أقلية، من الحكومات المتشككة فى أوروبا فى مجلس وزراء الاتحاد الأوروبى الذى يتولى التشريع، بما فى ذلك إيطاليا والمجر وهولندا وسلوفاكيا، ومن المحتمل أن تتبعها النمسا فى وقت لاحق من العام. وعلى هذا فإن درجة الحرارة ترتفع تدريجياً، وفى نهاية المطاف سوف يموت الضفدع الديمقراطى الليبرالى المؤيد لأوروبا.
إن قراءة أكثر تفاؤلاً يمكن تلخيصها على النحو التالى: «احتفظ بالهدوء واستمر فى العمل». لقد تبين أن ماكرون أقرب إلى بيدرو سانشيز منه إلى ديفيد كاميرون. فقد نجح رئيس الوزراء الإسبانى فى تشكيل ائتلاف متنوع بهدف مشترك يتمثل فى إبعاد أقصى اليمين عن السلطة على النقيض من يمين الوسط فى إيطاليا وهولندا، الذى أبدى استعداده للعمل مع أقصى اليمين.
ومن المدهش أن مئات المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث انسحبوا من السباق الثلاثى لتجنب تقسيم الأصوات المناهضة للوبان. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الناخبين حذوا حذوهم. فقد استجاب الناخبون الفرنسيون للدعوة إلى التصويت للجبهة الجمهورية حتى لو كان هذا يعنى مخالفة معتقداتهم السياسية.
لقد صوت الملايين من الليبراليين لصالح اليساريين، والعكس صحيح، وقد توحدت هذه المجموعة من الناس على أساس قناعة راسخة بأن الجمهورية الفرنسية وقيمها التى ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فى خطر مميت. ولا يزال التمسك بهذه القيم يتردد صداه بين أغلب المواطنين.
لا يزال التهديد الذى يشكله اليمين المتطرف للديمقراطية الليبرالية والتكامل الأوروبى حقيقياً، ومعه دعم الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا، والعمل المناخى، والنظام العالمى الليبرالى. ومع ذلك، إن الضرر محصور، وقد يتم تقليصه فى نهاية المطاف إن لم تتم هزيمته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود الانتخابات الأوروبية الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

دراسة: العالم لا يزال معتمدا على الصين في المعادن النادرة

يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التنقيب في أوكرانيا أو غرينلاند عن المعادن النادرة اللازمة لبطاريات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة الحديثة، وبالتالي كسر هيمنة الصين على هذا النوع من التعدين، إلا أن خبراء يتوقعون أن يستمر الاعتماد على الصين في هذا المجال لفترة طويلة.

وبحسب دراسة أجرتها وكالة المواد الخام الألمانية (ديرا) وأعلنت نتائجها الخميس في برلين، فإن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى انخفاض أسعار المعادن النادرة في السوق العالمية حاليا.

قال معد الدراسة، هارالد إلسنر: "جميع الشركات التي تقوم حاليا بتعدين أو معالجة المعادن النادرة تعاني من مشكلات اقتصادية، بما في ذلك شركات في الصين"، موضحا أن هذا يجعل من الصعب التنقيب عن مخزونات جديدة في بلدان أخرى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه غالبا ما تكون البنية التحتية اللازمة لاستخراج ومعالجة المواد غير متوفرة خارج الصين.

ويتوقع إلسنر أن الطلب على المعادن النادرة، التي تستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية وطواحين الهواء، سيزداد بشكل كبير في المستقبل، مشيرا في المقابل إلى أنه "لا يزال هناك القليل من الأدلة على ذلك في السوق"، موضحا أن مشاريع التنقيب الجديدة خارج الصين سوف تواجه لذلك صعوبات من حيث الجدوى الاقتصادية، وبحسب وكالة أسوشيتد برس.

وينتقد الخبراء هذا الأمر بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بما يسمى بالمعادن النادرة الثقيلة، والتي تستخدم ليس فقط في تصنيع السيارات، بل أيضا في صناعة الأسلحة الأميركية. ولا تزال هذه المعادن تأتي بنسبة 100 بالمئة من الصين، حيث يُجرى استخراجها أو على الأقل تكريرها.

ووفقا للخبراء، قد يكون هذا أحد أسباب اهتمام ترامب بجرينلاند، التي تمتلك أكبر مخزونات من المعادن النادرة الثقيلة في العالم، لكن لم يتم التنقيب عنها حتى الآن. وتوقف مشروع المعادن النادرة المدعوم من الصين في غرينلاند بعد أن حظرت حكومة الأخيرة تعدين اليورانيوم في عام 2021.

ويضع إلسنر آمالا أكبر على تعدين المعادن النادرة في أستراليا، حيث أعلنت عدة شركات عن نيتها استخراج معادن نادرة ثقيلة من الخامات الأسترالية، إما مباشرة في أستراليا وإما في ماليزيا أو الولايات المتحدة. ورغم أن كميات صغيرة فقط هي المسموح لها بدخول السوق العالمية، يرى إلسنر أن "هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من اعتماد العالم الغربي على الصين في الحصول على هذه المواد الخام الخاصة للغاية".

وبحسب الدراسة، استحوذت الصين على حوالي 60 بالمئة من تعدين المعادن الأرضية النادرة في العالم في عام 2023، ووصلت حصتها من المعالجة الإضافية إلى 93 بالمئة.

واستوردت ألمانيا ما مجموعه 5200 طن من المعادن الأرضية النادرة في عام 2023، وجاء 71 بالمئة منها مباشرة من الصين. وفي ألمانيا يتم استخدام 90 بالمئة من المعادن النادرة في المحفزات المستخدمة في تنقية غازات العوادم في السيارات والمصانع الكيميائية ومصافي التكرير.

مقالات مشابهة

  • ماكرون دون مظلة؟!
  • الحلقة 15 من مسلسل إش إش .. ماجد المصري لا يزال يشك فى مي عمر
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [157]
  • أزمة غيابات تضرب آرسنال قبل مواجهة ريال مدريد
  • دراسة: العالم لا يزال معتمدا على الصين في المعادن النادرة
  • قائمة المتأهلين إلى دور الثمانية الكبار لدوري أبطال أوروبا
  • بعد 5 سنوات.. خطر «كورونا» لا يزال يلاحقنا
  • بسبب الشغب.. "يويفا" يغرم بايرن ميونخ وبنفيكا
  • تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف: تهديد لليهود
  • تغيرات المناخ.. 6 ملايين شخص في أوروبا مهددون بحرارة قاتلة