متلازمة سندريلا.. عندما تكرسين حياتكِ في البحث عن فارس الأحلام
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
"أكره أن أكون وحيدة، تتوقف حياتي دائما على انتظار من يلهمني ويحميني، أريد أن أشعر بالأمان وأن أحظى بالرعاية والاهتمام أكثر من أي شيء آخر في العالم".. هكذا لخصت الكاتبة والمعالجة النفسية كوليت داولينغ متلازمة سندريلا في كتابها الذي نشر عام 1981 ويحمل نفس الاسم "عقدة سندريلا".
استندت المعالجة النفسية إلى فكرة مفادها أن النساء يتم برمجتهن منذ الولادة على الاعتماد على الآخرين "وخاصة الرجال" من أجل سلامتهن وأمنهن العاطفي والجسدي، مما يؤدي إلى اكتساب سلوكيات تعمل على تخريب الذات وخاصة فيما يتعلق بالسعادة والنجاح.
استوحت داولينغ هذه التسمية من شخصية "سندريلا" في الحكاية الخيالية المعروفة للكاتب شارل بيرولت، فسندريلا فتاة مسالمة تطبخ وتنظف لزوجة أبيها المسيئة، وبدلا من استخدام ذكائها في تغيير واقعها، اعتمدت على أصدقائها من الطيور والفئران وكذلك الساحرة الطيبة، وفي النهاية يتزوجها الأمير -فارس أحلامها- ليخلصها من كل المشاكل والحرمان.
هذا تماما ما تواجهه النساء المصابات بمتلازمة سندريلا واللاتي يتجاهلن تطوير ذواتهن ويكرسن كل طاقتهن في البحث عن فارس أحلام بعصا سحرية، ويفضلن العيش في الملاذ الآمن، بينما يتولى الآخرون رعايتهن وحل جميع مشاكلهن.
النساء المصابات بمتلازمة سندريلا يتجاهلن تطوير ذواتهن ويكرسن طاقتهن في البحث عن فارس أحلام بعصا سحرية (غيتي) ما متلازمة سندريلا؟هي اضطراب نفسي يشير إلى مستوى غير صحي من اعتماد بعض النساء على الآخرين، وتعبر كذلك عن المخاوف المكبوتة في اللاوعي إلى حد يمنعهن من استخدام عقولهن وما يملكن من مقومات وإمكانيات بالشكل الذي يجعل منهن عاجزات ومعتمدات يتهربن من المسؤولية ولا يطورن من قدراتهن، وينتظرن قوة خارجية تنقذهن أو شخصا آخر يعتني بهن، وغالبا ما يكون المنقذ "رجلا" في سبيل الاستقرار والرفاهية.
ما أسباب متلازمة سندريلا؟توضح المعالجة النفسية تارا برونتي لموقع "ستيلار" أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا محوريا في الإصابة بعقدة سندريلا ولا سيما أنه تتم تنشئة الولد على مواجهة المشكلات بينما غالبا ما يبدي الوالدان خوفهما بشأن سلامة الفتاة، فيترسخ بداخلها أنها كائن ضعيف، كذلك فإن أساليب التربية القائمة على الحماية الزائدة تعزز ميل الفتاة إلى الاعتماد على الآخرين.
وتضيف تارا أن هذه العقدة تتجلى عادة في العلاقات الرومانسية، إذ تتسرع الفتاة في اختيار شريك حياتها وتتشبث بالشخص الذي يُظهر لها الحب والعاطفة ويغدق عليها الهدايا وتتغافل عن علامات التحذير أو "الأعلام الحمراء" المحتملة، لأنها تفتقد المهارات اللازمة لأن تكون شخصا مستقلا في المجتمع.
هذه العقدة تتجلى عادة في العلاقات الرومانسية لدى الفتيات (غيتي) الأعراض المرتبطة بعقدة سندريلاينقل موقع "يور تينجو" بعض السلوكيات التي تكشف عن إصابة المرأة بـ"عقدة سندريلا" ومنها:
عدم قدرتها على اتخاذ القرارات: تجد المرأة المصابة بعقدة سندريلا صعوبة في اتخاذ القرارات، وتقتنع بأن قرارات الرجال أكثر أهمية ودلالة من قراراتها. بحاجة دائما إلى رجل تعتمد عليه اعتمادا كليا: تنشأ أغلب الفتيات على الحكايات الخيالية ورؤية الحب من خلال عيون سندريلا والشاطر حسن والأميرة النائمة التي تنتظر أميرها حتى تفيق، بما يؤثر على تشكيل صورتهن لقيمة ذواتهن، وتعيش الفتاة على أنها أميرة مدللة تحلم باليوم الذي تلتقي فيه بأميرها المغوار وتتزوجه. لا تستطيع إعالة نفسها: تخطط أغلب النساء للاستقلال المادي في مرحلة ما من حياتهن، ولكن تجاهل ذلك واكتفاء المرأة بانتظار رجل لا ليشاركها الحياة بقدر ما تعتمد عليه اعتمادا كاملا، يؤكد أنها مثل سندريلا. تفضل الأدوار التقليدية للأم وربة المنزل: قد تمتلك المرأة التي تعاني من عقدة سندريلا الكثير من المهارات والمؤهلات، وقد تكون حققت الكثير من النجاحات في حياتها، ولكنها عندما تتزوج وتجد رجلا يحقق لها الأمان المادي، تخفي ذاتها الحقيقية وتتخلى عن أحلامها. ليس لديها أي هوايات أو اهتمامات خارجية: تضع سندريلا كل آمالها ورغباتها جانبا، وتبني حياتها حول احتياجات ورغبات شريكها وإرضائه، خوفا من فقدان الأمان والثقة، كذلك تحاول فعل أي شيء لإبقائه سعيدا، لدرجة أنها تفقد الاتصال بشخصيتها الحقيقية واهتماماتها. تستسلم للعلاقات المسيئة: تستطيع المرأة المصابة بعقدة سندريلا البقاء في علاقة سامة على أمل أن تنجح في يوم من الأيام مع القصة الرومانسية التي نسجتها في مخيلتها، لأنها لا تثق بذاتها ولا تعتقد أنها تستطيع النجاح بمفردها. المرأة المصابة بعقدة سندريلا تستطيع البقاء في علاقة سامة على أمل أن تنجح في يوم من الأيام (غيتي) كيف تتغلبين على عقدة سندريلا؟التعافي من عقدة سندريلا لا يعني الابتعاد عن الفطرة الأنثوية بقدر ما يهدف إلى إعادة التوازن الطبيعي للحياة، وهذه بعض الخطوات اللازمة للعلاج:
ابدئي بتقييم حياتك ومدى شعورك بالرضا عنها، وكوني صادقة بشأن احتياجاتك، وابحثي عن طرق صحية لتلبية هذه الاحتياجات مثل ممارسة هواية جديدة أو البدء في مهنة تساعدك على الاستقرار المادي. أولِي أن تكوني بطلة قصتك ولا تنبي أحلامك على شخص آخر، فإذا كان الاعتماد على الآخرين جزءا أساسيا من كوننا بشرا، فإن الاعتماد على الآخر بشكل كامل يجعلك عرضة للإحباط. لا تتوقعين من شريكك أن يصلح كل شيء وأن يلبي جميع احتياجاتك، إذ إن ذلك يخلق علاقات غير متوازنة ويمنع الشراكة الحقيقية القائمة على الدعم المتبادل والاحترام. ابحثي عن شخص يشاركك أفكارك واهتماماتك ويشجعك على تطوير شخصيتك ويساعدك على أن تكوني نفسك الحقيقية. لا تترددي في تحمل مسؤولية أفعالك والوقوف في وجه العقبات التي تعترض طريقك، لأن ذلك يحولك من لوم الآخرين إلى اتخاذ خطوات استباقية لتحسين وضعك. ممارسة الرعاية الذاتية والتعاطف مع الذات مع الاعتراف بنقاط قوتك وإنجازاتك الفريدة وصفاتك المميزة لبناء شعور قوي بقيمة الذات. العلاج النفسي، يعتقد علماء النفس أن النساء اللواتي يعانين من عقدة سندريلا يرغبن حقا في أن يكن مستقلات ولكن يعانين من الخوف والقلق وانعدام الثقة، لذلك إذا تطورت عقدة سندريلا معكِ ينبغي استشارة اختصاصي نفسي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاعتماد على على الآخرین
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف الحقيقة وراء صورة المرأة الثرثارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الثرثرة هي ظاهرة اجتماعية ترتبط بحديث الشخص بشكل مستمر عن موضوعات متنوعة، وقد ارتبطت في الكثير من الأحيان بالنساء في المخيلة العامة، حيث يعتقد البعض أنهن أكثر حديثًا من الرجال، وعلى الرغم من أن هذه الفكرة قد تكون منتشرة في الثقافة الشعبية، فإن الدراسات الحديثة تكشف عن أن الفروق في عدد الكلمات بين الرجال والنساء ليست بالكبر الذي يتخيله الكثيرون، وفي هذا السياق، يتساءل الباحثون عن الأسباب الحقيقية لهذا التصور، وما إذا كانت هذه الفروق تنبع من عادات اجتماعية أو طبيعة شخصية.
وقد أجرى باحثون من جامعة أريزونا، دراسة موسعة لفحص الاختلافات في عدد الكلمات المنطوقة بين الرجال والنساء، بهدف فهم الفروق اللغوية بين الجنسين بناءً على سلوكيات التواصل اليومية، وقد شملت الدراسة أكثر من 2000 شخص، حيث تم قياس عدد الكلمات التي ينطقها كل من الجنسين على مدار يوم كامل، مما ساعد في جمع بيانات دقيقة حول عادات الحديث لدى كل منهم.
ومن جانبهم، استخدم الباحثون أجهزة لتسجيل مقاطع صوتية قصيرة خلال ساعات يقظة المشاركين، حيث تم جمع وتحليل أكثر من 600 ألف تسجيل صوتي، وقد أظهرت النتائج أن الرجال يتحدثون بمعدل 11,950 كلمة يوميًا، بينما تتحدث النساء بمعدل 13,349 كلمة يوميًا، بفارق قدره 1073 كلمة لصالح النساء، ورغم هذا الفارق البسيط، أكد الباحثون أن الفكرة الشائعة بأن النساء أكثر ثرثرة من الرجال هي مجرد صورة نمطية لا تستند إلى حقائق علمية، وغالبًا ما تحمل دلالات سلبية.
وعلى الرغم أن النساء يتحدثن عددًا أكبر من الكلمات بشكل عام، فإن الباحثين لاحظوا تباينًا كبيرًا في هذه الأرقام بين المشاركين، حيث تحدث بعضهم أقل من 100 كلمة يوميًا، بينما تحدث آخرون أكثر من 120 ألف كلمة، مما يشير إلى أن النتائج لا يمكن أن تكون قاعدة ثابتة للتعميم على جميع الأفراد.
كما أشار الباحثون إلى أن دراسة قديمة أجريت عام 2007 أفادت بأن كل من الرجال والنساء يتحدثون حوالي 16 ألف كلمة يوميًا، لكن حجم العينة في تلك الدراسة كان محدودًا مما يثير تساؤلات حول دقتها، وأكدوا أن الادعاء الذي ورد في كتاب "دماغ الأنثى" للدكتورة لوان بريزيندين، والذي يفيد بأن النساء يتحدثن 20 ألف كلمة يوميًا مقارنة بـ 7000 كلمة للرجال، ليس مدعومًا بأدلة علمية موثوقة.
واختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الاختلافات اللغوية بين الجنسين بشكل أعمق، مشيرين إلى أن النتائج الحالية لا تدعم وجود فارق كبير في عدد الكلمات بين الرجال والنساء.