بوابة الوفد:
2025-04-26@07:56:12 GMT

طرق كتابة اللغة العربية وأقلامها

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

لم تمضِ عملية التأليف والكتابة اعتباطاً، أو حسبما يتراءى للكاتب أو المؤلف أو المصنف. بل سن الأوائل من المفكرين والمنظرين الأسس الفنية المستقاة من خبرة الحضارات القديمة فى التأليف والكتابة، من خلال ما خلفوه من تراث إنسانى حافل تذخر به المكتبات القديمة.
ضاعف من أهمية الاهتمام بطريقة التأليف، وطريقة صناعة الكتاب، الذى سيخلد باقياً للبشرية مدى الدهرـ ضاعف من ذلك تعدد أنواع الكتابة وموضوعاتها وأجناسها، وكان من أنواع الكتابة ما أسموه:
كتابة القصص
أما ما يقصد بها، فقد شرحه القلقشندى فى كتابه الشهير، وهو:
ما يُرفع إلى ولاة الأمور بحكاية صورة الحال، وسُمِّيت قصصاً على سبيل المجاز، من حيث إن القصة اسم للمحكىِّ فى الورقة.

لا لنفس الورقة بما نيط من إيجاز واختصار. وإِن كان ينقد بعض نماذجها قائلاً: 
«على أنه قد تصدى لكتابة القصص مَنْ لا يفرِّق بين حَسَنها وقببيحها، ولا ينظر فى دلالتها ولا يُراعى مدلولها، وذلك كنه الزمان فى أكثر أحواله» - ص 203.
كتابة الملخّصات.
يعرض القلقشندى للملخصات الناتجة عن ضيق زمن صاحب الإنشاء عن استيعاب حال الكتب الواردة لوفورها، لذا حدَّدواً كاتباً يتصفح ويلخص، ويستشهد بما ذكره أبو الفضل الصورى فى «تذكرته». والأهم من ذلك وصْفه كيفية صنع الكتابة قائلاً: «إن يترك من رأس الوصل قدر ثلاثة أصابع بياضاً، ثم قدر إصبعين بياضاً عن يمينه، وقدر إصبعين بياضاً عن يساره.. إلخ»- ص 215، بما فى ذلك من ترجمة إذا اقتضى الأمر ذلك.
الفواتح والخواتيم واللواحق البسملة والخطوط
يشرح سبب البدء بالبسملة فيحكى قصة عن المسعودى فى (مروج الذهب)، عن أمية بن أبى الصلت ولقاء بحيّة، وبامرأة عجوز يهودية، وأحداث خيالية مفزعة، خفف من وطأتها جملة «باسمك اللهم»، فصارت قريش تكتبها فى أول كتبها حتى نزل قوله تعالى:{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}، فاستفتح بها الرسول فصارت سُنَّة، وبعد أن نزل قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها}.
وعن سفيان الثورى أنه يُكره للرجل أن يكتب شيئاً حتى يكتب «باسم الله الرحمن الرحيم»، وكذلك عن هشام بن عروة، وعن سعيد بن جبير، وعلى ذلك مصطلح كتّاب الإنشاء قديماً وحديثاً، وذكر محمد بن عمر المدائنى فى كتاب «القلم والدواة» أن أهل العلم كرهوا حذف البسملة، وحثّوا على تحسينها فى الكتابة ما استطاع الكاتب، كما يصف كتابة حروفها دون حذف، فقد ضرب عمر كاتباً لأنه حذف منها السين، ويوازن بين كتّاب المغرب ومصر والمشرق فى كتابة البسملة، يبيّن وضع البسملة فى أول الكلام المقصود، وإفرادها فى سطر، وكذلك ما يتصل «بالحمد لله»، والتشهد، والصلاة والسلام على النبى، والسلام فى ابتداء الكلام، وجملة «أما بعد»، وجملة «إن شاء الله» ومحل كتابتها وصورة وضعها فى الدَّرج، والتاريخ وهى: ما قبل الهجرة، وما بعدها.
وقصة عمر لمـا أراد التأريخ، كما يحكى صاحب «ذخيرة الكُتّاب»، وكيف انتهى إلى التاريخ بهجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبشهر المحرم، أما مدار التاريخ فبالليالى لأن سنة العرب قمرية والهلال يظهر ليلاً، لأن أول الشهر ليلُهُ، كما يذكر أبو إسحق الزجاجى فى «الجُمَل»، وأثير الدين أبوحيان فى «شرح التسهيل»، وابن شيث فى «معالم الكتابة»، وتقييد التاريخ بالسَّنة، وذكْر جملة الحمد لله فى آخر الكتاب، والصلاة على النبى، والحسْبلة. والأعجب الإشارة إلى أن يُتَّرب الكتاب بالتراب، وبعضه التراب يكون باللون الأحمر.
المراجعة والتنقيح
ومن المعروف أن أى نوع من التأليف والكتابة يحتاج إلى الدقة التى لا تتحقق إلى بمعاودة النظر، والتمحيص، وهو ما اهتم بشرحه القلقشندى، إذْ يتناول الكاتب عمله بالمراجعة والتنقيح بعد الفراع من الكتابة بتأمله من أوله إلى آخره وتتبّع ألفاظه ومعانيه. ومن القضايا: مراعاة رتب المكتوب عنه، وإليه، ومقادير كل، وفيها نصائح وتوجيهات، كما يذكر أبو هلال العسكرى فى الصناعتين، ومراعاة مواقع الآيات، والسجع، والشعر، وفيها ما يتصل بحسن الافتتاح وحسن الاختتام وهنا شىء لصيق بصناعة الكتاب من معرفة مقادير قطع الورق، وسعة الطُرَّة والهامش، ومقدار ما بين السطور وما يترك فى آخر الكتاب. ولا يغفل القلقشندى الحديث عن الخطوة الأخيرة، وهى الطباعة، وهى مرحلة تدخل فى إطار النشر اليوم وفى زماننا. لكنها فى ذلك العهد البعيد تندرج فى نطاق التأليف، وجزء لا يتجزأ منه؛ ذلك أن الكتاب كما قدمنا مخطوط باليد، وقد يكون بخط مؤلفه، أو بخط من يكلفه مؤلفه، أو على أقل تقدير، بعلمه وإشرافه، ولهذا يمضى القلقشندى فى توجيهاته العلمية الفنية قائلاً:
أما الخط فكلَّما غلظ القلم واتسعت سطوره كان أنقص فى رتبة المكتوب إليه، كذلك الإيجاز والاختصار، والبسط والإطناب، واللواحق واللوازم، والدعاء، والسلام، والترجمة عن المكتوب عنه، حتى يصل إلى العنوان.

عضو المجْمع العلمى المصرى، وأستاذ النقد الأدبى الحديث.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل

إقرأ أيضاً:

بيراميدز يبحث عن كتابة التاريخ بدوري الأبطال من بوابة أورلاندو

سار الفريق الأول لكرة القدم بنادي بيراميدز على خطى الأهلي، وعاد بتعادل سلبي من معقل أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي أقيم مساء السبت الماضي، ليتأجل الحسم إلى مباراتي العودة في القاهرة.

مباراة أورلاندو وبيراميدز التي أقيمت بعد ساعة واحدة من انتهاء مباراة نصف النهائي الأولى بالتعادل السلبي بين صنداونز والأهلي في بريتوريا، عرفت تفوقاً ملحوظاً من جانب النادي المصري سواء في الاستحواذ أو تهديد المرمى.

وكاد بيراميدز يعود بفوز تاريخي من معقل فريق القراصنة عندما سجل هدفاً خلال الشوط الأول رفض الحكم احتسابه بداعي تسلل غير موجود، حيث لم تصل الكرة لمهاجم بيراميدز من زميله بل من المدافع.

وعاد بيراميدز ليسجل هدفاً قاتلاً في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني برأسية جميلة للاعب المغربي وليد الكرتي غيرت اتجاهها في النيجيري صديق أوجولا لتغالط حارس المرمى.

لكن الحكم ألغى الهدف هذه المرة بشكل صحيح بعد مراجعته لتقنية الفيديو المساعد "الفار" التي أثبتت وجود لمس واضح للكرة باليد من أوغولا قبل دخول الكرة للمرمى.

وبهذا التعادل الثمين، بات فريق بيراميدز على بعد خطوة واحدة فقط من حلم التأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا في ثاني مشاركة للسماوي بدوري الأبطال، ليواصل رفقاء إبراهيم عادل هذا الموسم التاريخي، سواء على المستوى المحلي أو القاري.

وكان قد نجح فريق بيراميدز في التأهل إلى نهائي بطولة كأس مصر للمرة الثانية على التوالي بعد أن حقق اللقب في الموسم الماضي على حساب فريق زد بهدف نظيف، ليحصد أول بطولة في تاريخه.

ونجح بيراميدز فى تحقيق فوزا كبيرا على حساب البنك الأهلي برباعية مقابل هدف، ليضرب موعدا ناريا مع الزمالك في نهائي البطولة للموسم الحالي، حيث يبحث السماوي عن الفوز والحفاظ على اللقب.

كما يتربع بيراميدز على عرش ترتيب مسابقة الدوري المحلي هذا الموسم قبل ستة جولات فقط من نهاية الدوري حيث يتصدر بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه النادي الأهلي، ويسعى السماوي لتحقيق الفوز في الجولة المقبلة على المارد الأحمر من أجل الاقتراب رويدا رويدا من اللقب الأول له في تاريخه بالمسابقة المحلية.

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض تونس الدولي للكتاب
  • برنامج ثقافيّ متكامل لـ«أبوظبي للغة العربية» في «أفينيون» المسرحي الدولي»
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • ما صحة تمرير مرشحين رسبوا في امتحانات الكتابة في البقاع؟
  • مجمع الملك سلمان العالمي يبدأ برنامجه العلمي (شهر اللغة العربية) في إسبانيا
  • جامعة جنوب الوادي تحتفي بتخريج دفعة جديدة من قسم اللغة العربية في أجواء بهيجة
  • بيراميدز يبحث عن كتابة التاريخ بدوري الأبطال من بوابة أورلاندو
  • السيسي وجيله يرحبان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي
  • أحمد عبد الوهاب يكتب: اللغة العربية بين العولمة والهوية "تحديات وحلول"
  • خبيرة أسرية: اللغة العربية تتعرض للإهمال وأولياء الأمور يعتبرونه موضع تفاخر