بوابة الوفد:
2025-01-18@09:03:15 GMT

وأنت أقرب إليك من حبل الوريد

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

فى لحظات الاحتياج تنسحب قوة النفس ليبرز على السطح الضعف البشرى، ذلك الضعف الذى إما أن ينجح صاحبه فى التغلب عليه وتوجيه ذاته للانشغال بما يفيدها ومن ثم التجاوز، أو الانسحاق تحت قسوة الأمل فى الآخرين، والذى فى تلك الحالة قد يخيب. 
كثيرون لا يعون معنى الاحتواء، كيف تكون لديه القدرة على احتواء الآخر، والتربيت على ضعفه، لا يعون كيف يصبحون فى الجوار أقرب وليس أكثر غربة وابتعاداً.


والاحتواء فى معناه الأعم لا يعنى البقاء والالتصاق بالآخر، بل معناه أن تجيد الحضور، وتتقن الاقتراب، وهو ما لا يتأتى بالكلمات ولا الاهتمام وحدهما، فالاحتواء هو الشعور بالأمان والتواصل ولو كان صامتاً وتوارد الخواطر وابتسامة الرضا التى تغنى عن كثير الكلام. هو الإحساس بالآخر ولو لم يعبر عن مكنون نفسه، فقط أنت تشعر بما لم يبح به لأنه أقرب إليك من حبل الوريد، هو ذاتك الأخرى. 
ولأن كل شعور هو فى حقيقته رزق الله لعباده، فإن قدرة شريكك أو صديقك على فهمك واحتواء ذاتك هو رزق الله الجميل لك، ولأن الأرزاق متفاوتة بين الناس، فما أوتى أحدهم قد لا يتأتى للآخرين، لذا فإن القليل من بيننا من منحه الله «نفحة» احتواء الآخر، وملكة ضم مشاعره، أما الأغلب الأعم فإنهم غير ملومين، فلم يصبهم رزق الله الواسع فى قلوبهم المنزوية على أنفسهم. 
وعليه يكون عبء الاحتواء منسحبا عليك، فإما أن تكون أنت الطرف المحتوِى، ربما باحتوائك لغيرك تخلق قوة دفع جديدة لذاتك المشتاقة للاحتواء، ليصبح بذلك فاقد الشىء يعطيه وبشدة.
أما إذا اخترت الانعزال عن الآخرين، فإن الحل هنا يكمن فى محاولتك احتواء ذاتك بذاتك، نعم، فلا أقدر على فهمك سواك، ربما استطعت أن تصل لذروة الصحوة، وتتكشف عن نفسك ما لم تكن تدركه، وربما تجلت لك نقاط قوة ولحظات حماس تدفعك للأمام أكثر مما مضى.
فها هو هال ستون يقول فى كتابه «فن احتواء الذات»:
(ما زئيرُ الصحوة؟ هو كلحظة التنوير التى نكتشف فيها أكثر مما نعتقد عن أنفُسنا). 
وذلك الكشف الأعظم إنما يؤهلنا لخطوة أهم، وهى التوفيق بين العقل والقلب، ليصبح منهج كليهما واحدا، وليس ثمة تعارض بينهما، هنا وهنا فقط يمكنك أن تنطلق. 
فمثلما أوضح يونج أن (لكل وجه من أوجه حياة الإنسان العقلية وجها مقابلا له...، فإن الجوهر الحقيقى للعقلية الإنسانية هو الصدام بين هذه القوى المتعارضة؛ لذا علينا السعى للتوفيق بينها. إذا ما تعرفنا بهذه القوى وسعينا للتنسيق بينها وأوجدنا تآزراً بينها فإننا سنكون راضين مشبعين). 
وتلك نقطة محورية فى رحلة التعرف على الذات واكتشافها، الوصول للحظة الرضا والتشبع بأنفسنا، بأنفسنا فقط، لأنها هنا تقودنا للهدف الأسمى، وهو مبدأ التخلى، التخلى عن الاحتياج للآخرين، التخلى عن انتظار محاولاتهم معك، عن الأمل فى التفاتهم لما تحتاج، والاكتفاء بذاتك خير رفيق وصديق وشريك، هو أفضل اكتفاء وأقوى داعم على الإطلاق..
وإذا ما استطعت الوصول باحتواء ذاتك واكتشافها للحظة التخلى، وقتها فقط ستحقق السعادة الداخلية لذاتٍ تستحق أن تفرح بعيدا عن الآخر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم حماس

إقرأ أيضاً:

روسكونغرس: الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية ضد أقرب حلفائها عام 2025

أكدت مؤسسة “روسكونغرس” الروسية أن الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية جديدة واسعة النطاق في العام الحالي، بما في ذلك ضد أقرب شركائها: كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

وجاء في تقرير المؤسسة الذي يحمل عنوان “الأحداث الرئيسية لعام 2025. الاقتصاد الجغرافي، التوقعات، المخاطر الرئيسية”: “عودة ترامب إلى البيت الأبيض سوف تؤدي إلى إشعال حرب تجارية جديدة، والتي سوف تكون مختلفة جذريا عن الحرب السابقة. حيث أنه إذا كانت قد شنت أول مرة ضد الصين بشكل أساسي، فإن الأهداف الآن ستكون المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي أيضا”.

ويتوقع الخبراء أن يتم فسخ اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، أو على الأرجح إعادة صياغتها مع إدخال تفضيلات كبيرة للولايات المتحدة.

وأضافوا: “إذا كانت الرسوم الجمركية أقل بالنسبة لأوروبا، في حدود 10-15%، فيمكن تحديدها بالنسبة للمكسيك وكندا عند 25-30%، وبالنسبة للصين ومنشآت إنتاجها في البلدان المذكورة أعلاه 60% وأعلى. وقد تفرض واشنطن رسوم جمركية بنسبة 40-50% على الواردات من دول آسيوية أخرى لدفعها إلى تخفيف العلاقات مع بكين”.

وأشارت الوثيقة إلى أنه، اعتمادا على تصرفات الشركاء التجاريين، يمكن للبيت الأبيض تنفيذ سيناريوهات مختلفة للحرب التجارية: من سيناريو أكثر ليونة إذا كانت البلدان الأخرى مستعدة للتنازل، إلى سيناريو صارم إذا تم فرض تعريفات جمركية جوابية.

وبحسب توقعات المؤلفين، فإن تصريحات ترامب بشأن بنما وغرينلاند وتدخلاته اللفظية ضد كندا باعتبارها “الولاية رقم 51” في الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى تسريع تفتت الاقتصاد العالمي، وسيكون لهذا عواقب سلبية على الاقتصاد العالمي.

وأكد الخبراء أن “حروب الرسوم الجمركية في عام 2025 وجزء من عام 2026 قد تؤدي إلى انخفاض كبير في التجارة العالمية”.

يذكر أن مؤسسة “روسكونغرس” تأسست عام 2007، لتعزيز تنمية الإمكانات الاقتصادية والمصالح الوطنية وصورة روسيا في الخارج. وتقوم المؤسسة بدراسة وتحليل وتشكيل وتغطية القضايا المتعلقة بجداول الأعمال الاقتصادية الروسية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟
  • عاجل - اكتشف ذاتك في "كارير ويك": رحلة اليوم الأول نحو المستقبل تحت شعار "كن كما تريد، لا كما يريدون"
  • انفراجة في ملف تجديد "زيزو" مع الزمالك
  • آداب المصلي يوم الجمعة
  • رولان مهنا يُصدر “من الآخر”.. هذه قصّة الأغنية
  • مصطفى محمد أقرب المرشحين لخلافة مرموش في فرانكفورت
  • روسكونغرس: الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية ضد أقرب حلفائها عام 2025
  • الوجه الآخر للذكاء الاصطناعى
  • الإيمان طريق الخلاص
  • "أبواب الخير والرزق مفتوحه" إليك أفضل أدعية ليلة النصف من رجب