بوابة الوفد:
2024-08-04@19:50:19 GMT

الشك واليقين فى عالمنا المعاصر. 1-2

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

الشك قضية وجودية تمس الإنسان بما هو كذلك، وبما هو كائن اجتماعى بطبعه ينفر من حياة العزلة ويسعى دوماً إلى العيش فى جماعة.
لكن السؤال المهم الذى يطرح نفسه كيف يتواءم ويتوافق مع هذه الجماعة بتوجهاتها الفكرية المختلفة، وبتنوع ثقافاتها، ودياناتها ومعتقداتها؟!
تلك هى المشكلة الوجودية الحقيقية، هل سيستطيع الإنسان تحقيق هذه المعادلة التوافق داخلياً مع ذاته وخارجياً مع الآخر، أم سيصاب باليأس والإحباط بمجرد أن يوضع فى تجربة واختبار حقيقى؟!
هل سيحقق ذلك عن طريق الشكوك، هل الشك طريق لليقين المعرفى والإدراكى، أم سيأخذ مساراً عكسياً بالإنسان، وتحدث القطيعة المعرفية؟!!
وهذا ما لا نصبو إليه أبداً أن تحدث قطيعة معرفية وانغلاق على الذات، فما الإنسان إلا محاورة مع ذاته، هل مطلوب من الإنسان أن يمارس الشك ولو حتى مرة واحدة فى حياته.


لكن أى نوع من الشك، وهل هذا الشك سيتحول به إلى شك مرضى وداء عضال يصيبه نفسياً وعضوياً.
بداية ونحن بصدد الحديث عن الشك، لا بد أن نقدم تعريفاً للشك: Scepticism، كان لهذا المصطلح مفهوم فى أصله اليونانى يختلف اختلافاً تاماً عن مفهوم اليوم.
فمفهوم الشك معناه الفحص بعناية والبحث والتنقيب، وهذا هو روح التفلسف، البحث الجاد والدؤوب عن الحقيقة بما يمثل تواصلاً معرفياً.
إلا أن هذا المعنى اختلف على مر العصور، أصبحت كلمة الشك، تعنى ذلك الإنسان الذى يتخذ موقفاً معرفياً معيناً، وهو يتمثل على وجه التحديد فى موقفه من المعرفة، هل هناك معارف يقينية، أم لا توجد معرفة.
أما صور الشك فهى كثيرة ومتعددة، منها، الشك الكلى، وينقسم إلى قسمين: الشك الكلى فى المعرفة وإنكار أى صورة من صور قيامها.
الشك الكلى فى الحقيقة. وهذا هو شك السفسطائية الذين أنكروا قيام أى نوع من المعارف وأنه لا يوجد شىء على الإطلاق يمكن أن يعلمه الإنسان وحتى إن وجد لا يستطيع أن يتعلمه وحتى إن تعلمه لا يستطيع أن يوصله للآخرين.
ثم الشك التجريبى، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، شك فى أسس العلم التجريبى، وشك فى إمكانية التوصل إلى أقوال عامة فى العلم التجريبى وشك فى التنبؤات. وشك فى الاستنتاجات، فيكون شكا فى الاستقراء.
وهذا يعنى هدم تام للعلوم التجريبة التى تستخدم الملاحظة والتجربة وتخضع لخطوات البحث العلمى المنظم، وهذا ما يرفضه العلم الحديث وما ترفضه فلسفات العلوم التى أثبتت صحتها وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أهمية العلوم التجريبية التى وفرت لنا الكثير والكثير من تقنيات العصر وشاهدى على ذلك العلوم الفيزيائية والجيوفيزيقية، والعلوم الكيميائية، واستخدام الليزر فى شتى مجالات الحياة، والاكتشافات العظيمة التى توصل إليها علماؤنا، فالفكرة بدأت شكاً ثم تحول هذا الشك إلى يقين بالدرس والتعلم والبحث والتنقيب.
أما الصورة الثالثة من صور الشك، فهى الشك الجزئى، وينقسم إلى ثلاثة أيضاً، الشك الأخلاقى وهل القيم الخلقية نسبية أم مطلقة، والشك الدينى، شك فى الدين، ولماذا جعل الله الدين، وشك حتى فى وجود الإله وعبر عن ذلك ربنا فى قوله (قالت لهم رسلهم أفى الله شك، فاطر السموات والأرض).
وشك فى المعنى، هل لحياتنا معنى، هل لنا هدف نسعى إلى تحقيقه والوصول إليه.
ثم هناك نوعان من الشك، أولهما الشك المذهبى وهو شك من أجل الشك لا يقود إلى يقين معرفى وهذا هو شك السفسطائية، وقد تصدى لهم سقراط وأفلاطون وأرسطو، وشك البيرونيين، وشكاك الأكاديمية وصغار الشكاك، أنصار الشك المطلق، أصحاب مذهب اللاأدرى والإمساك عن قول أى شىء أحق هو أم باطل، صواب هو أم خطأ، صدق هذا أم كذب.
وللحديث بقية.
أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

توقف العمل بمركز «الجميح» لغسيل الكلى بالأبيض

تم إيقاف الغسلات المبرمجة للمرضى واستمرار الغسيل الدموي سيكون لمرضى الطوارئ إلى حين وصول المحلول الحمضي..

التغيير: الأبيض

أعلن مركز الجميح لغسيل الكلى بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غرب السودان عن توقف المركز عن الخدمة ابتداء من اليوم الأحد.

وقالت إدارة المركز في تصريح صحفي، إنه تم إيقاف الغسلات المبرمجة للمرضى واستمرار الغسيل الدموي سيكون لمرضى الطوارئ إلى حين وصول المحلول الحمضي.

ويعتبر مركز الجميح المركز الوحيد بمدينة الأبيض حيث يصارع من أجل الاستمرار في العمل، على الرغم من انهيار النظام الصحي؛ بسبب عواقب الحرب الحالية.

وكان المركز قد توقف عن العمل لأكثر من مرة؛ بسبب نقص الإمدادات الطبية والنفقات التشغيلية؛ بسبب اندلاع الحرب في «15» أبريل الماضي.

ومن جهته طالب تجمع شباب سنار عبر بيان  على (فيسبوك) بإنقاذ حياة ملايين المواطنين في الولاية.

وأكد التجمع  أن النساء الحوامل في دور الإيواء والقرى المحيطة بسنجة والدندر وشرق سنار يعشن ظروفاً سيئة، مع غياب تام لمراكز الرعاية الصحية والأدوية.

وكشف التجمع عن معاناة مماثلة لمرضى (الكلى والسكر والضغط)، مشيراً لسير المواطنين مسافات طويلة بحثاً عن الاتصالات بعد انقطاع الشبكات.

وطالب التجمع بفك الحصار عن سنار وسنجة والدندر وفتح ممرات آمنة وتخليص المواطنين جحيم المعاناة، والمجاعة التي تلوح في الأفق بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية.

وأدت الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل العام الماضي في عدد من الولايات السودانية، إلى توقف معظم المستشفيات والمراكز الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى.

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع مركز الجميح لغسيل الكلى

مقالات مشابهة

  • توقف العمل بمركز «الجميح» لغسيل الكلى بالأبيض
  • قائمة أسعار الكتب الخارجية 2025.. المعاصر والأضواء والامتحان
  • أسعار كتاب المعاصر 2025 الترم الأول لجميع الصفوف
  • علمي وأدبي.. أسعار الكتب الخارجية 2025 للصف الثالث الثانوي الترم الأول
  • أبودبوس: 6 آلاف مواطن يعانون من أمراض الكلى وأوضاعهم سيئة جدًا وسط مؤشر بارتفاع وفياتهم
  • أسعار الكتب الخارجية 2025 للصف الثالث الثانوي.. لجميع الشعب والمواد
  • طرق طبيعية لخفض مستويات الكرياتينين في الدم
  • خطورة إدمان الكحول على الصحة
  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: المسيرة المصرية في التاريخ المعاصر بدأت مع ثورة 1952
  • أستاذ أمراض باطنة يكشف سبب تلقى مرضى الكلى لعلاج السكرى