هل تُمهّد قمة الناتو الطريق لـناتو عربي لإدارة غزة؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
تعهّد قادة دول حلف شمال الأطلسي خلال قمتهم في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ 75 لإنشاء الحلف بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو خلال العام المقبل، لمساعدتها في الحرب مع روسيا. وأعربوا عن قلقهم من علاقات الأخيرة مع الصين، معلنين جاهزية قاعدة أميركية جديدة للدفاع الجوي شمال بولندا.
وفي البيان الختامي عقب اجتماع قادة الناتو، اتّهم الحلف الصين بأداء دور رئيسي في مساعدة موسكو في الحرب على أوكرانيا، من خلال دعمها للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسيّة.
وجاءت قمة الناتو هذه في ظلّ حروب مستعرة في كل من روسيا وأوكرانيا من جهة، وفي الشرق الأوسط والحرب على غزة من جهة أخرى، وإمكانية اتساعها لتشمل المنطقة بأكملها.
تأسّس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949 كتحالف عسكري من 12 دولة، بهدف مواجهة توسع الاتحاد السوفياتي في أوروبا والعالم بعد الحرب العالمية الثانية. يقع مقر الحلف في بروكسل، ويضم حاليًا 32 دولة، حيث كانت السويد آخر المنضمين في مارس/آذار 2024. وفي أبريل/نيسان 1949، وقّع وزراء خارجية 12 دولة على معاهدة شمال الأطلسي في واشنطن، نتج عنها تأسيس الناتو.
تنصّ المادة الخامسة من المعاهدة على أن أي هجوم مسلح على أحد الأعضاء يُعتبر هجومًا على الجميع، مما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة الحليف المتعرض للهجوم. هذه المساعدة ليست بالضرورة عسكرية، حيث يتم تحديد طبيعتها بناءً على قدرات كل دولة.
إسرائيل العضو المميز غير الرسميشارك يسرائيل كاتس وزير خارجية إسرائيل في قمة الناتو في واشنطن، وأعلن قبل سفره أنه سيحضر القمة لتمثيل إسرائيل وتحذير القادة ووزراء الخارجية من الخطر الإيراني. كما وجّهت واشنطن دعوات لدول عربية، مثل: الإمارات، وتونس، والمغرب، ومصر، والبحرين، وقطر.
وتعليقًا على عملية طوفان الأقصى، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق، حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين. وعلى الرغم من عدم عضوية إسرائيل في الناتو، فهناك تعاون واسع النطاق بين إسرائيل ودول الناتو، بما في ذلك افتتاح مكتب اتصال في مقر الناتو ببروكسل عام 2016، ومشاركة القوات الإسرائيلية في تدريبات الناتو.
لم يتبنَّ الناتو سياسة موحدة بشأن الحرب على غزة، لكنه أكد على أهمية القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب. في المقابل، كان هناك دعم غير مسبوق لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وأشار مسؤول رفيع في الناتو إلى أن ملف غزة لم يكن محورًا رئيسيًا في القمة، لكنه رجح استغلال القادة الغربيين للقمة لبحث فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين حماس، وإسرائيل.
صحيح أنّ سياسة الناتو المعلنة تجاه الحرب على غزة تبدو وكأنها حيادية وتدعو إلى احترام قواعد القانون الدولي، إلا أن أعضاء في الناتو – مثل: الولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا – قدموا جسرًا من الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، ووفروا حماية دبلوماسية واسعة في الأمم المتحدة. استخدمت الولايات المتحدة 4 مرات حق النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قد يشكل إعاقة لعملية إسرائيل العسكرية، مما يعني أن إسرائيل تحظى بصفة عضو مميز، حتى ولو لم تكن عضوًا بالمعنى الرسمي.
ولعلّ عدم ضم إسرائيل لحلف الناتو نابع من مصلحة مشتركة بين الطرفين، فانضمام إسرائيل بشكل رسمي قد يشكل خطرًا على حلف الناتو، الذي قد يجد نفسه في حرب في الشرق الأوسط ضد إيران، أو حزب الله، أو حركة حماس، خاصة في ظل حكم اليمين المتطرف الذي يقود إسرائيل الآن. ومن جانب آخر، فإن إسرائيل تعتبر أن مسألة انضمامها إلى الناتو غير واردة، لأن هذه العضوية قد تعمل على تقييد خططها العسكرية في المنطقة.
كما أن هذه العضوية لن تعود عليها بفائدة مضافة، مادام أن الولايات المتحدة، وهي الدولة الكبرى في الحلف، تقف إلى جانبها، ولذلك ليست إسرائيل مضطرة للانضمام بشكل رسمي للحلف.
الشراكات الدولية للناتويعقد الناتو شراكات مع العديد من الدول خارج أوروبا، ووقّع اتّفاقيات شراكة مع نحو 40 دولة ضمن أربع اتفاقيات رئيسية: دول شركاء سلام، دول الحوار المتوسطي، دول مبادرة إسطنبول للتعاون، واتفاقية الشركاء الدوليين. تسهم هذه الشراكات في العمليات والمهام التي يقودها الناتو في مناطق مختلفة.
ورغم المخاوف من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وإمكانية عرقلته للمساعدات، أكد ستولتنبرغ أن الولايات المتحدة ستظلّ حليفًا قويًا للناتو، مستشهدًا بالدعم الواسع من الحزبين: الجمهوري والديمقراطي. وتبقى هذه المخاوف قائمة بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية المقبلة، وحتى ما أسفرت عنه في فرنسا وبريطانيا.
وأعلن الناتو خلال القمة عن نيته افتتاح مكتب تنسيق جديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمّان، بهدف تعزيز شراكات الحلف في المنطقة الجنوبية، ومواجهة تصاعد النفوذ الروسي والصيني. سيُسهم هذا المكتب في تطوير برامج وأنشطة الشراكة في مجالات، مثل: الأمن السيبراني، وإدارة الأزمات.
لماذا تمت دعوة بعض الدول العربية لقمة الناتو؟تمت دعوة وزراء خارجية دول عربية لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن في ظل حرب عدوانية تشنها إسرائيل على قطاع غزة. صحيح أن الدعوة قد تأتي في إطار المجاملات السياسية والدبلوماسية أو في إطار الشراكات المتعددة، إلا أن الحرب على غزة تجعل لهذه المشاركة مضامين أخرى. يُعتقد أن لهذه الدعوة هدفَين:
الأوّل هو البحث في إمكانية إنشاء "ناتو عربي" كقوة عربية لإدارة قطاع غزة في "اليوم التالي للحرب"، خاصة أن بعض الدول المشاركة قد أبدت رغبة في لعب دور ما بعد الحرب. الثاني هو تعزيز التعاون والاستقطاب، وإظهار الولايات المتحدة كقوة مركزية عالمية أمام روسيا والصين اللتين بدأتا تستقطبان دولًا عربية من خلال شراكات اقتصادية وسياسية.الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الحرب على غزة شمال الأطلسی قمة الناتو فی واشنطن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعود لـ"الألاعيب القذرة" لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار
◄ المئات يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل
◄ المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بعرقلة المفاوضات للحفاظ على منصبه
◄ المقاومة: نبدي مسؤولية ومرونة في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق
◄ "حماس": الاحتلال وضع شروطا جديدة أجّلت التوصل إلى اتفاق كان متاحا
◄ عودة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى تل أبيب لإجراء مشاورات داخلية
الرؤية- غرفة الأخبار
في الوقت الذي كانت تتحدث فيه وسائل إعلام دولية وإسرائيلية إلى جانب تصريحات مسؤولين إسرائيليين ومطلعين على جهود المفاوضات، عن اقتراب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب على غزة، عادت إسرائيل من جديد لتمارس "الألاعيب القذرة" في محاولة لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتظاهر المئات من الإسرائيليين وأغلقوا الشوارع المؤدية إلى وزارة الدفاع بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون -بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير– بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إن قَبِل إنهاء الحرب على غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن إسرائيل وضعت شروطا جديدة، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
وأوضحت في بيان، الأربعاء، أن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
وفي المقابل، اتهم بنيامين نتنياهو حركة حماس بأنها "تستمر في إيجاد الصعوبات في المفاوضات"، مضيفا أن "إسرائيل ستواصل جهودها رغم ذلك بلا كلل لإعادة الرهائن".
وقال مكتب نتنياهو أمس الثلاثاء إن فريق تفاوض إسرائيليا عاد من قطر لإجراء "مشاورات داخلية" بشأن اتفاق يتعلق بإطلاق سراح الرهائن بعد محادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة استمرت أسبوعا.
وفي الفترة الأخيرة، كثفت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق، وكان من أهم التحديات عدم الاتفاق على أماكن انتشار القوات الاسرائيلية في مناطق من قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في كلمة أمام قادة عسكريين بجنوب غزة، الأربعاء، إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، عبر تدابير منها مناطق عازلة ونقاط تحكم.
وتطالب حماس بإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها تريد إنهاء سيطرة الحركة على القطاع أولا لضمان انتهاء التهديد الذي تشكله على الإسرائيليين.
وفي الوقت نفسه واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها في قطاع غزة في واحدة من أقسى العمليات على مدار الحرب المستمرة منذ 14 شهرا، بما في ذلك عمليات في محيط ثلاث مستشفيات في الطرف الشمالي من القطاع في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
وترتكب إسرائيل مذابح بحق الفلسطينيين، في محاولة لإخلاء شمال غزة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة.