تعهّد قادة دول حلف شمال الأطلسي خلال قمتهم في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ 75 لإنشاء الحلف بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو خلال العام المقبل، لمساعدتها في الحرب مع روسيا. وأعربوا عن قلقهم من علاقات الأخيرة مع الصين، معلنين جاهزية قاعدة أميركية جديدة للدفاع الجوي شمال بولندا.

وفي البيان الختامي عقب اجتماع قادة الناتو، اتّهم الحلف الصين بأداء دور رئيسي في مساعدة موسكو في الحرب على أوكرانيا، من خلال دعمها للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسيّة.

وجاءت قمة الناتو هذه في ظلّ حروب مستعرة في كل من روسيا وأوكرانيا من جهة، وفي الشرق الأوسط والحرب على غزة من جهة أخرى، وإمكانية اتساعها لتشمل المنطقة بأكملها.

تأسّس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949 كتحالف عسكري من 12 دولة، بهدف مواجهة توسع الاتحاد السوفياتي في أوروبا والعالم بعد الحرب العالمية الثانية. يقع مقر الحلف في بروكسل، ويضم حاليًا 32 دولة، حيث كانت السويد آخر المنضمين في مارس/آذار 2024. وفي أبريل/نيسان 1949، وقّع وزراء خارجية 12 دولة على معاهدة شمال الأطلسي في واشنطن، نتج عنها تأسيس الناتو.

تنصّ المادة الخامسة من المعاهدة على أن أي هجوم مسلح على أحد الأعضاء يُعتبر هجومًا على الجميع، مما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة الحليف المتعرض للهجوم. هذه المساعدة ليست بالضرورة عسكرية، حيث يتم تحديد طبيعتها بناءً على قدرات كل دولة.

إسرائيل العضو المميز غير الرسمي

شارك يسرائيل كاتس وزير خارجية إسرائيل  في قمة الناتو في واشنطن، وأعلن قبل سفره أنه سيحضر القمة لتمثيل إسرائيل وتحذير القادة ووزراء الخارجية من الخطر الإيراني. كما وجّهت واشنطن دعوات لدول عربية، مثل: الإمارات، وتونس، والمغرب، ومصر، والبحرين، وقطر.

وتعليقًا على عملية طوفان الأقصى، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق، حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين. وعلى الرغم من عدم عضوية إسرائيل في الناتو، فهناك تعاون واسع النطاق بين إسرائيل ودول الناتو، بما في ذلك افتتاح مكتب اتصال في مقر الناتو ببروكسل عام 2016، ومشاركة القوات الإسرائيلية في تدريبات الناتو.

لم يتبنَّ الناتو سياسة موحدة بشأن الحرب على غزة، لكنه أكد على أهمية القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب. في المقابل، كان هناك دعم غير مسبوق لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وأشار مسؤول رفيع في الناتو إلى أن ملف غزة لم يكن محورًا رئيسيًا في القمة، لكنه رجح استغلال القادة الغربيين للقمة لبحث فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين حماس، وإسرائيل.

صحيح أنّ سياسة الناتو المعلنة تجاه الحرب على غزة تبدو وكأنها حيادية وتدعو إلى احترام قواعد القانون الدولي، إلا أن أعضاء في الناتو – مثل: الولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا – قدموا جسرًا من الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، ووفروا حماية دبلوماسية واسعة في الأمم المتحدة. استخدمت الولايات المتحدة 4 مرات حق النقض في مجلس الأمن ضد أي مشروع قد يشكل إعاقة لعملية إسرائيل العسكرية، مما يعني أن إسرائيل تحظى بصفة عضو مميز، حتى ولو لم تكن عضوًا بالمعنى الرسمي.

ولعلّ عدم ضم إسرائيل لحلف الناتو نابع من مصلحة مشتركة بين الطرفين، فانضمام إسرائيل بشكل رسمي قد يشكل خطرًا على حلف الناتو، الذي قد يجد نفسه في حرب في الشرق الأوسط ضد إيران، أو حزب الله، أو حركة حماس، خاصة في ظل حكم اليمين المتطرف الذي يقود إسرائيل الآن. ومن جانب آخر، فإن إسرائيل تعتبر أن مسألة انضمامها إلى الناتو غير واردة، لأن هذه العضوية قد تعمل على تقييد خططها العسكرية في المنطقة.

كما أن هذه العضوية لن تعود عليها بفائدة مضافة، مادام أن الولايات المتحدة، وهي الدولة الكبرى في الحلف، تقف إلى جانبها، ولذلك ليست إسرائيل مضطرة للانضمام بشكل رسمي للحلف.

الشراكات الدولية للناتو

يعقد الناتو شراكات مع العديد من الدول خارج أوروبا، ووقّع اتّفاقيات شراكة مع نحو 40 دولة ضمن أربع اتفاقيات رئيسية: دول شركاء سلام، دول الحوار المتوسطي، دول مبادرة إسطنبول للتعاون، واتفاقية الشركاء الدوليين. تسهم هذه الشراكات في العمليات والمهام التي يقودها الناتو في مناطق مختلفة.

ورغم المخاوف من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وإمكانية عرقلته للمساعدات، أكد ستولتنبرغ أن الولايات المتحدة ستظلّ حليفًا قويًا للناتو، مستشهدًا بالدعم الواسع من الحزبين: الجمهوري والديمقراطي. وتبقى هذه المخاوف قائمة بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية المقبلة، وحتى ما أسفرت عنه في فرنسا وبريطانيا.

وأعلن الناتو خلال القمة عن نيته افتتاح مكتب تنسيق جديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمّان، بهدف تعزيز شراكات الحلف في المنطقة الجنوبية، ومواجهة تصاعد النفوذ الروسي والصيني. سيُسهم هذا المكتب في تطوير برامج وأنشطة الشراكة في مجالات، مثل: الأمن السيبراني، وإدارة الأزمات.

لماذا تمت دعوة بعض الدول العربية لقمة الناتو؟

تمت دعوة وزراء خارجية دول عربية لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن في ظل حرب عدوانية تشنها إسرائيل على قطاع غزة. صحيح أن الدعوة قد تأتي في إطار المجاملات السياسية والدبلوماسية أو في إطار الشراكات المتعددة، إلا أن الحرب على غزة تجعل لهذه المشاركة مضامين أخرى. يُعتقد أن لهذه الدعوة هدفَين:

الأوّل هو البحث في إمكانية إنشاء "ناتو عربي" كقوة عربية لإدارة قطاع غزة في "اليوم التالي للحرب"، خاصة أن بعض الدول المشاركة قد أبدت رغبة في لعب دور ما بعد الحرب. الثاني هو تعزيز التعاون والاستقطاب، وإظهار الولايات المتحدة كقوة مركزية عالمية أمام روسيا والصين اللتين بدأتا تستقطبان دولًا عربية من خلال شراكات اقتصادية وسياسية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الحرب على غزة شمال الأطلسی قمة الناتو فی واشنطن

إقرأ أيضاً:

سخط ورفض عربي ودولي واسع لخطة ترامب بشأن غزة

أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده ستسيطر على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في عدّة دول "أو منطقة واحدة كبيرة" ردات فعل واسعة حول العالم.

 

أول الردود جاء من المملكة العربيّة السعودية، التي يجهز لها الرئيس الأميركي مخططاً لضمها إلى اتفاقيات التطبيع؛ حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت لا يتزعزع"، لافتة إلى أن وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، "أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".

 

مصر: موقف ثابت

 

من جانبه أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الأربعاء أن موقف مصر "ثابت حيال القضية الفلسطينية". وقال مدبولي في الاجتماع الأسبوعي للحكومة المصرية: "هناك موقف ثابت لمصر أيضاً بشأن أهمية إعادة إعمار قطاع غزة".

 

وأضاف: "تحرص الدولة المصرية على التنسيق المستمر مع الدول العربية وجميع الأصدقاء من مختلف دول العالم لمواجهة التحديات المختلفة"، مشيراً إلى اتصالات هاتفية جرت أخيراً بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة ورؤساء الدول والحكومات، منهم الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، والملك حمد بن عيسى ملك البحرين.

 

وشدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، على أهمية تولي سلطة فلسطينية الحكم في قطاع غزة، بعد ساعات من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيطرة" الولايات المتحدة على القطاع.

 

وأعرب عبد العاطي، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، عن "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية"، مشدداً "على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، وتولي مهامها في قطاع غزة، باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

 

ولفت عبد العاطي إلى أن بلاده تدعم بشكل كامل الحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشدداً على أهمية ضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ بنوده كافة بمراحله الزمنية الثلاث.

 

وعن الأوضاع الإنسانية في القطاع، قال عبد العاطي إنه يجب المضي قدماً في مشروعات وبرامج التعافي المبكر، وإزالة الركام، ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة من دون خروج الفلسطينيين من غزة، في ضوء تشبّثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها.

 

وأكد دعم مصر الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرّف للشعب الفلسطيني، والسعي نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بصورة تمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم.

 

كذلك، أعربت نقابة الصحافيين المصريين، اليوم الأربعاء، عن "رفضها الشديد وإدانتها التصريحات العنصرية والعدوانية التي أطلقها الرئيس ترامب". وقالت النقابة، في بيان، إن تصريحات ترامب "تعيد المنطقة إلى عصور الاستعمار البغيض".

 

وذكرت النقابة أن تصريحات ترامب "لا تقف عند كونها دعوة واضحة إلى تصفية القضية الفلسطينية، واعتداءً على حقوق الفلسطينيين المشروعة، بل هي امتداد لرؤية استعمارية للإدارة الأميركية الجديدة، وتمهد إلى حقبة من عدم الاستقرار العالمي، وترسم سيناريو استعمارياً جديداً تحدد من خلاله الولايات المتحدة، منفردة، شكل المنطقة".

 

وتابعت أن هذه التصريحات "لا تنفصل عن سلسلة من التصريحات السابقة التي عكست نزعة ترامب التوسعية والعنصرية، ونزوعه نحو السيطرة، مثل الحديث عن استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، والتهديدات بشأن قناة بنما، وإعلانه المتكرر أن كندا يجب أن تكون الولاية الأميركية الحادية والخمسين".

 

وأكملت أن "تمسك ترامب بتصريحات تهجير الفلسطينيين، وإمكانية تحقيقها، يؤكد أنها ليست مجرد تصريحات عبثية، بل هي خطة صهيوأميركية ممنهجة، ودعوة واضحة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة جرائم الحرب، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان التي تعتبر تهجير أي شعب قسراً جريمة حرب في حد ذاتها". وأردفت أن تصريحات ترامب لا يمكن مواجهتها ببيانات الشجب والإدانة، بل بتحرك عملي على مختلف المستويات.

 

ردات الفعل الأمريكية

 

وفي السياق، قالت عضو مجلس النواب الديمقراطية الأميركية من أصول فلسطينية رشيدة طليب إن "الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان". ورأت أن ترامب "لا يستطيع سوى أن يبث الهراء المتعصب بسبب الدعم الحزبي في الكونغرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، مطالبةً رفاقها الديمقراطيين بـ"دعم حل الدولتين وإعلاء الصوت".

 

وتقاطع موقف طليب مع موقف زميلها السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن؛ إذ عدّ اقتراح ترامب بطرد مليوني فلسطيني من غزة والاستيلاء على أرضهم بالقوة "إذا لزم الأمر"، بأنه "تطهير عرقي تحت مسمى آخر".

 

ولفت إلى أن ترامب "يتحدى الدعم الأميركي الحزبي على مدى عقود لحل الدولتين"، مطالباً الكونغرس بـ"الوقوف في وجه هذا المخطط الخطير والمتهور"، على حد وصفه.

 

وفي الإطار، كتب السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على منصّة "إكس" أن ترامب "فقد عقله تماماً"، معتبراً أن "غزو الولايات المتحدة لغزة سيفضي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود. إنها مثل مزحة رديئة".

 

وفي الأثناء، وصف عضو مجلس النواب الديمقراطي، جيك أوشينكلوس، في مقابلة مع قناة نيوز نيشن إعلان ترامب بـ"متهور وغير معقول"، وأضاف أنه "قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".

 

وأضاف: "يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب. وكما هو الحال دائماً، عندما يقترح ترامب بنداً سياسياً، هناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات". وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال: "يريدان تحويل القطاع إلى منتجعات".

 

كذلك قال رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، إنه "ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة. وأنا أشك في أن الكثيرين منهم قد يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة".

 

من جهته، اعتبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أن غزة "مِلك للشعب الفلسطيني، وليس للولايات المتحدة"، عادّاً دعوة الرئيس ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم "غير مقبولة على الإطلاق".

 

ورأى أنه "إذا ما طُرد الشعب الفلسطيني قسراً من غزة، فإن هذه الجريمة ضد الإنسانية من شأنها أن تشعل صراعاً واسع النطاق، وتدق المسمار الأخير في نعش القانون الدولي، وتدمر ما تبقى من صورة أمتنا ومكانتها الدولية".

 

أمّا المعهد العربي الأميركي، فرأى أنه "إذا كان الرئيس مهتماً حقاً بإحلال السلام في الشرق الأوسط، فعليه دعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية، ووفقاً للقانون الدولي، لا أن يتحدث عن النقل القسري غير القانوني".

 

تركيا

ندّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بمشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة، واصفاً إيّاه بـ"غير المقبول".

 

وقال فيدان في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول التركية إن "تصريحات ترامب بشأن غزة غير مقبولة"، مؤكّداً أن "طرد (الفلسطينيين) من غزة مسألة غير مقبولة، لا من جانبنا، ولا من جانب بلدان المنطقة. ولا حاجة حتّى لمناقشتها".

 

بريطانيا

قال رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، اليوم، في أعقاب تصريحات دونالد ترامب، إن شعب غزة "يجب أن يُسمح له بالعودة إلى دياره"، ويجب أن تكون المملكة المتحدة "معهم" في إعادة البناء على الطريق إلى حل الدولتين.

 

وأضاف، رداً على سؤال السير إيد ديفي في مجلس العموم بشأن تصريحات الرئيس ترامب: "القضية الأكثر أهمية بشأن وقف إطلاق النار، هي أنه مستدام، ونرى ذلك من خلال المراحل".

 

وقال إن هناك صورتين ثابتتين في ذهنه: "الصورة الأولى هي لإميلي داماري (المرأة البريطانية الإسرائيلية التي احتُجزت رهينة) وقد اجتمعت مع والدتها. والصورة الثانية هي لآلاف الفلسطينيين يسيرون بين الأنقاض في محاولة للعثور على منازلهم ومجتمعاتهم في غزة.

 

وتابع: "يجب السماح لهم بالعودة إلى ديارهم، ويجب السماح لهم بإعادة البناء، ويجب أن نكون معهم في عملية إعادة البناء هذه على الطريق إلى حل الدولتين".

 

من جانبه، علّق وزير الخارجية، ديفيد لامي، في رد مكتوب بعناية على سؤال في مؤتمر صحافي في كييف عما إذا كانت فكرة ترامب، التي جرت إدانتها على نطاق واسع، باعتبارها تطهيراً عرقياً، ستشكل خرقاً للقانون الدولي.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني: "دونالد ترامب على حق... بالنظر إلى تلك المشاهد للفلسطينيين الذين نزحوا بشكل مروّع على مدى أشهر عديدة من الحرب، من الواضح أن غزة ترقد تحت الأنقاض".

 

لكنه أضاف: "لقد كنا دائماً واضحين في وجهة نظرنا أنه يجب أن نرى دولتين، ويجب أن نرى الفلسطينيين قادرين على العيش والازدهار في وطنهم في غزة، في الضفة الغربية. هذا ما نريد الوصول إليه".

 

وأردف: "لهذا السبب، من المهم أن ننتقل من المرحلة الأولى من صفقة الرهائن هذه، إلى المرحلة الثانية، ثم إلى المرحلة الثالثة، وإعادة إعمار غزة. وسنلعب دورنا في دعم إعادة الإعمار، بالعمل جنباً إلى جنب مع السلطة الفلسطينية والشركاء الخليجيين والعرب. وهذا هو الضمان لضمان مستقبل للفلسطينيين في وطنهم".

 

فرنسا

رفضت فرنسا، اليوم الأربعاء، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة، بعد إعادة توطين سكان القطاع في أماكن أخرى، قائلة إن ذلك انتهاك للقانون الدولي، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان في بيان: "فرنسا تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، الذي من شأنه أن يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وهجوماً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضاً عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملاً رئيسياً لزعزعة استقرار شريكينا المقربين، مصر والأردن، والمنطقة بأسرها أيضاً".

 

وأضاف لوموان أن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية.

 

الصين

أعلنت الصين أنها تعارض "النقل القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، رداً على سؤال عن خطة ترامب في مؤتمر صحافي دوري: "لقد أكدت الصين دائماً أن الحكم الفلسطيني للفلسطينيين هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الحرب، ونحن نعارض النقل القسري لسكان غزة"، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل اليوم الأربعاء.

 

روسيا

من جانبه، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأربعاء، إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين. وشدد بيسكوف على موقف موسكو بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

 

 وقال للصحافيين: "هذه هي الفرضية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذي الصلة، وهذه هي الفرضية التي تتوافق عليها الغالبية العظمى من البلدان المعنية بهذه المشكلة. ننطلق منها ونؤيدها، ونعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن".

 

 وأضاف بيسكوف أن فكرة ترامب بشأن إعادة التوطين قوبلت بالرفض من قبل العواصم العربية الكبرى.

 

البرازيل

إلى ذلك، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء، أنّ اقتراح نظيره الأميركي "سيطرة" الولايات المتحدة على قطاع غزة "يصعب فهمه"، مؤكداً أن "الفلسطينيين هم الأجدر بالاهتمام بمصير أرضهم".

 

وقال الرئيس اليساري، في مقابلة مع الإذاعة البرازيلية، إنّ "الذين يجب أن يهتموا بمصير غزة هم الفلسطينيون الذين يحتاجون إلى تعويضهم عن كل ما دُمّر حتى يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم والعيش بكرامة واحترام... الاقتراح يصعب تقريباً فهمه".

 

أستراليا

برز الموقف الأسترالي، حيث أعلن رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيز، أن موقف بلاده "هو عينه مثلما كان العام الماضي"، مؤكداً دعم حكومته "حل الدولتين".

 

اسكتلندا

انتقد رئيس الوزراء الأسكتلندي، جون سويني، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول مجاورة، ولا سيما مصر والأردن.

 

وقال سويني، في منشور على منصة إكس الأربعاء: "بعد أشهر من العقاب الجماعي في غزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، فإن أي مقترح لتهجير الفلسطينيين من منازلهم أمر غير مقبول وخطير".

 

وذكر أنه يعارض التطهير العرقي، وأن حل الدولتين فقط هو الذي سيحقق السلام الدائم.

 

العفو الدولية

في غضون ذلك، اعتبر المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، بول أوبراين أن "إبعاد جميع الفلسطينيين عن غزة يعادل تدميرهم بصفتهم شعباً. غزة هي موطنهم". وأقر بأن "الموت والدمار الذي حل بغزة هو نتاج قتل حكومة إسرائيل المدنيين بالآلاف، وغالباً بالقنابل الأميركية".

 

هيومن رايتس ووتش

من جهتها، قالت حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحذر من تهجير الفلسطينيين وقال اإن "تهجير الفلسطينيين سيكون عملاً شنيعاً من الناحية الأخلاقية".

 

مضيفةً أن "الولايات المتحدة ستكون متواطئة في الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة طالما استمرت في توفير الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية.

 

وقالت: "ارتكبت السلطات الإسرائيلية خلال هجماتها على غزة جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وأفعال الإبادة الجماعية".

 


مقالات مشابهة

  • شولتس يدعو الناتو إلى حماية غرينلاند
  • مصر تتحرك لحشد رفض عربي ضد خطة ترامب
  • زيلينسكي يفتح باب الحوار مع بوتين.. هل يمهد الطريق لمفاوضات السلام؟
  • موسكو: الناتو يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق
  • ترامب: إسرائيل ستسلم غزة لأمريكا بعد الحرب
  • ترامب : إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء الحرب
  • اختتام أعمال الاجتماع الـ12 للجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجيومكانية
  • اختتام أعمال استضافة المملكة للاجتماع الـ 12 للجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجيومكانية
  • الجزيرة نت تعرض ما جرى داخل مؤتمر ترامب ونتنياهو الصحفي
  • سخط ورفض عربي ودولي واسع لخطة ترامب بشأن غزة