الجزيرة:
2024-08-04@16:32:25 GMT

التهريب الحلال.. غزيون يبتكرون فرصا للحياة والعمل

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

التهريب الحلال.. غزيون يبتكرون فرصا للحياة والعمل

غزة– بفرح شديد تلقى "أبو هاني" خبرا بأن البضائع في محله التجاري بمدينة غزة سليمة ولم ينل منها تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي أو أيدي اللصوص والعابثين، وقد قرر نقلها على دفعات إلى جنوب القطاع حيث ينزح مع أسرته منذ بضعة شهور.

كيف ستنقلها؟ سألت الجزيرة نت أبو هاني، وهو اسم مستعار لدواعٍ أمنية. قال "بالتهريب طبعا" واستدرك سريعاً "إنه تهريب حلال، هذه بضاعتي، ونحن نعيش أوضاعاً معيشية مريرة هنا في خان يونس، وقد افتتحتُ وأسرتي بسطة صغيرة لنعتاش منها".

ينحدر أبو هاني من بلدة بيت حانون شمال القطاع المحاصر، ونزح مع أسرته (7 أفراد) مراراً منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ويقيم حالياً في مدرسة حكومية بمدينة خان يونس لجأ إليها وأسرته إثر نزوحهم الأخير من مدينة رفح المجاورة على وقع عملية عسكرية إسرائيلية برية بدأت في 6 مايو/أيار الماضي.

نزوح متكرر في قطاع غزة (الفرنسية) جهود مضنية

على مقربة من المدرسة في شارع البحر الرئيسي والمدمر وسط مدينة خان يونس، أقام أبو هاني بسطة صغيرة لبيع أدوات النظافة الشخصية ومستحضرات التجميل ومستلزمات نسائية أخرى، ويتعاون مع زوجته وبناته في إدارتها منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ما بعد مغيب الشمس.

وكانت هذه الأسرة تمتلك محلاً تجارياً في حي الرمال الراقي الشهير غربي مدينة غزة، والذي تعرض لتدمير هائل منذ الأيام الأولى للحرب، لكن أبو هاني كان محظوظاً لأن الأضرار التي لحقت بالمبنى الذي يقع به محله التجاري لم تنل من بضائعه ومحتوياته.

خلال الشهور الستة التي قضاها أبو هاني وأسرته نازحين في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي تل السلطان غربي مدينة رفح، اعتمدوا على ما لديهم من مال وما يتلقونه من مساعدات إغاثية لتأمين احتياجاتهم الحياتية اليومية.

ويقول هذا الرجل الأربعيني "لقد طالت الحرب وأوشك مالنا على النفاد، وفكرنا في استثمار ما تبقى لدينا بعمل نعرفه ونجيده، وقد بذلت جهوداً مضنية من أجل جمع هذه الكمية القليلة من مواد النظافة والتجميل من مخيم النصيرات ومدينة دير البلح (وسط القطاع) قبل أن يرشدني صديق إلى آلية لتهريب كمية من بضاعتنا في مدينة غزة".

مصلحة وطنية

رفض أبو هاني بشدة الحديث عن تفاصيل طريقة التهريب ووسائله للتعمية على قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على "محور نتساريم" جنوب مدينة غزة ويفصل القطاع إلى نصفين، أو حسب التسمية الإسرائيلية لمنطقتين جنوب وادي غزة وشماله.

وليس بمقدور أحد الاقتراب من هذا المحور من دون تنسيق مسبق مع قوات الاحتلال التي ارتكبت غير مرة جرائم إعدام ميداني بحق فلسطينيين نازحين، أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع.

ويبرر أبو هاني رفضه الكشف عن طريقة التهريب بالخشية على سلامته وأسرته من الاستهداف الإسرائيلي، إضافة إلى أن كشفها يساعد الاحتلال على منعها ويضر بالمصلحة العامة.

وتقتصر حركة التنقل المحدودة جداً بين شمال القطاع وجنوبه على سيارات تابعة لمنظمات دولية، أو شاحنات تحمل مساعدات إنسانية، وذلك بعد التنسيق المسبق والحصول على أذونات إسرائيلية بالتحرك سواء عبر شارع صلاح الدين، أو شارع الرشيد الساحلي، ويربط بينهما محور نتساريم العسكري.

ويقول أبو هاني إن "الأصدقاء يخدمون بعضهم البعض مجاناً في نقل البضائع بكميات قليلة بين شمال القطاع وجنوبه" غير أن العملية تكلف غالباً مبالغ باهظة نظير نقلها، ويشترط ناقلها أن تصله حيث يوجد في مدينة غزة لتهريبها جنوباً، وهو ما يفسّر ارتفاع الأسعار الجنوني للمنتجات التي تصل جنوب القطاع أحيانا.

وبينما لا تزال تتوفر أصناف من السلع والبضائع في مناطق شمال القطاع، ومعظمها موجودة في مخازن ومحال تجارية منذ ما قبل اندلاع الحرب وسلِمت من التدمير، فإن مئات آلاف الغزيين هناك يعانون من مجاعة حقيقية، بحسب تأكيد "المكتب الإعلامي الحكومي" جراء شُح الأسواق من الخضراوات والمواد الغذائية، ومنع الاحتلال دخول المساعدات منذ 66 يوماً عقب احتلال معبر رفح البري مع مصر، وفرض قيود مشددة على معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد.

دمار المنازل والأسواق جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع (الجزيرة) اختراق العزلة والحصار

وبعدما أضناه البحث عن لوحة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء لمنزله المدمر جزئياً في خان يونس، تلقى "أبو سائد" وعداً من قريب له (تحفظ على جهة عمله) بأن يجلب له واحدة من مدينة غزة، عندما يتلقى الإذن الإسرائيلي بالمرور.

وللشهر العاشر على التوالي، لا توجد كهرباء في القطاع، بموجب قرار اتخذته إسرائيل مع بداية الحرب "بقطع الكهرباء والماء والغذاء والدواء". وتعتمد فئة من الغزيين على الطاقة الشمسية لتوليد كهرباء محدودة تساعد في الإنارة وشحن الهواتف والأجهزة المنزلية البسيطة.

ورغم ما تعرض له أبو سائد من تدمير لمنزله، واستشهاد عدد كبير من أقاربه وأصدقائه، إلا أنه لا يزال يتمتع بمعنويات عالية ويقول للجزيرة نت "مهما فعلوا سنبقى متمسكين بالحياة على هذه الأرض، ونضرب الصخر للبحث عن سبل الحياة واختراق حصارهم وعزلتهم".

ويعمل أبو سائد البالغ (36 عاماً) في مصنع للخياطة بمدينة غزة وانقطع عن عمله منذ اندلاع الحرب. وله صديق يقول إن الله رزقه بمولود قبل 3 شهور ولا يجد له حليب أطفال شمال القطاع، وقد وفر له عبوتين وسيرسلهما له مع قريبه.

"الاحتلال ينتهج أساليب لخنقنا وقتلنا، ونحن شعب حي لا يعدم الخيارات ونستحق حياة أفضل" -يقول أبو سائد- الذي عاد وأسرته (6 أفراد) لمنزله في مدينة خان يونس المدمرة، بعد رحلة نزوح وتنقل بين الخيام استمرت 5 شهور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال القطاع مدینة غزة فی مدینة أبو هانی خان یونس

إقرأ أيضاً:

النائب هاني العسال: مدينة العلمين الجديدة نموذج محترف للاستثمار المتعدد

أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن مدينة العلمين الجديدة باتت من أهم مدن الجيل الرابع وتحتل مكانة سياحية استثنائية في الشرق الأوسط، وباتت منافسا قويا لأكثر الواجهات السياحية شهرة في العالم، خاصة إنها تمتلك مقومات سياحية تتنوع بين الطبيعة الساحرة للشواطئ، بخلاف إنها مدينة متكاملة الخدمات، يتوافر بها كافة متطلبات الترفيه والمتعة لزوارها، حيث تقدم تجربة صيفية ممتعة وفريدة.

صراع أوروبي سعودي لضم وسام أبو علي من الأهلي

وأضاف "العسال"، أن مدينة العلمين تعد أحد أهم المشروعات الناجحة ضمن مخطط الدولة للتنمية، حيث إنها واحدة من المشروعات العملاقة التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية بمصر وجذب الاستثمارات الأجنبية، وأتى مشروع العلمين الجديدة كنتاج لسياسة الدولة في التنويع وتشييد مدن حديثة بالشراكة مع القطاع الخاص وهو ما سيتم في مدينة رأس الحكمة، وخطة التطوير والتنمية التي تهدف لها الدولة في منطقة الساحل الشمالي، الذي سيحدث تغيرا ملحوظا في الخريطة السياحية بالمنطقة، وسيكون خطوة هامة لدعم القطاع السياحي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مدينة العلمين تتشابه مع العاصمة الإدارية الجديدة في ضخامة المشروعات العالمية التي ستقام عليها بأفضل المدن السياحية في مصر، حيث تضم مراكز تجارية عالمية وأبراج سكنية وسياحية، فضلا إنها تعد أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي، وإحدى مدن الجيل الرابع، كما أنها تضاهى مثيلاتها في كبري العواصم العالمية، لذا؛ فهي تأتي ضمن قائمة وجهات السياحة العالمية في خلال 6 سنوات فقط من بدء إنشائها، الأمر الذي يجعلها نقطة التقاء لمختلف الثقافات والاستثمارات والأنشطة السياحية والصناعية والتعليمية والسكنية.

وأوضح النائب هاني العسال، أن حجم استثمارات مشروعات مدينة العلمين الجديدة يزيد عن 185 مليار جنيه وتوفر أكثر من 70 إلى 80 ألف فرصة عمل، خاصة إنها ليست مدينة ذات طابع سياحي فقط بل إنها تملك منطقة صناعية متكاملة جنوب شرق المدينة، والتي تقع على مساحة إجمالية تقدر بنحو 5512 فدانا، وفقا للمعايير الدولية للمناطق الصناعية المستدامة، مما يعمل على توفير آلاف من فرص العمل، بجانب تدشين عدة مشروعات زراعية ضمن المشروع القومي "المليون ونصف مليون فدان"، حيث يأتي هذا المشروع في إطار إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة كواجهة للسياحة الريفية محليا وعالميا.
 

مقالات مشابهة

  • مجزرة جديدة للاحتلال في مدرستين والمقاومة تقصف غلاف غزة
  • جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة جنوب مدينة خانيونس
  • مخيم المواصي في غزة: ملاذ النازحين الوحيد في القطاع فهل يصلح أصلا للحياة؟
  • العدو الصهيوني يرتكب أربع مجازر في غزة .. والمقاومة تخوض معارك ضارية شرق مدينة رفح
  • «الأونروا» لـ«الاتحاد»: غزة غير صالحة للحياة والوضع الإنساني «كارثي»
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة شمال القطاع واستشهاد 10 فلسطينيين
  • النائب هاني العسال: مدينة العلمين الجديدة نموذج محترف للاستثمار المتعدد
  • 5 شهداء بقصف الاحتلال مركبتهم شمال طولكرم
  • أطفال غزة.. احتياج تام للدعم المنقذ للحياة .. إنقاذ الطفولة: نحو 10 أطفال يفقدون سيقانهم يوميا بغزة
  • شهداء وجرحى في غارات استهدفت مختلف مناطق القطاع.. والمقاومة تعمق خسائر الاحتلال