اعتبر نويصر أن تعديلات قانون المخابرات العامة أعاد السودان إلى فترة “التسعينات” –في إشارة إلى حكم البشير- لأنها زادت تدهور الأوضاع العدلية، كما أبدى قلقه من تكرار مجازر غرب دارفور في مدينة الفاشر

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

قال الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان “رضوان نويصر، إن الحكومة السودانية رفعت تقارير عديدة حول انتهاكات قوات الدعم السريع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دون أن تضع كلمة واحدة حول الانتهاكات التي قام بها منسوبو القوات المسلحة السودانية وحلفائهم.

نويصر: عقار وعد بتقديم تقارير توثق انتهاكات منسوبي الجيش في الأسابيع القادمة، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة..

وأكد نويصر في تنوير صحفي محدود بالعاصمة الكينية نيروبي، الجمعة، أنه أجرى نقاشاً مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار بالخصوص.

ولفت إلى أن عقار وعد بتقديم تقارير توثق انتهاكات منسوبي الجيش في الأسابيع القادمة، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.

الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان:”قانون المخابرات العامة أعاد السودان إلى فترة “التسعينات”..

واعتبر نويصر أن تعديلات قانون المخابرات العامة أعاد السودان إلى فترة “التسعينات” –في إشارة إلى حكم البشير- لأنها زادت تدهور الأوضاع العدلية.

وأكد أنه خلال لقائه بمدير جهاز المخابرات العامة، طالب بمراجعة قوائم المعتقلين الذين سجنتهم السلطات الحكومية دون أسباب واضحة.

وشدد على أن الأفكار ومقالات الرأي وما يكتبه الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي، فيسبوك أو إكس، لا تستوجب السجن. وأضاف: “يجب أن يتم إثبات مشاركتهم في حمل السلاح والحرب ضد الدولة”.

وأكد الخبير، أن عبارة أنا لست مع الجيش، وأنا أساند الدعم السريع باتت كافية لوضع الشخص في السجن”.

ولفت نويصر، إن مدير جهاز المخابرات العامة طلب مده بأسماء “مسجوني الرأي” الذي أشرنا إليهم. وتابع: “امتنعنا من مدهم بأي أسماء، حتى لا نضع المحتجزين في خطر إضافي”.

وكشف نويصر أن المسؤولين الحكومين، طلبوا منهم وصف الدعم السريع بالقوات المتمردة رافضين لوصف “طرفي الصراع”.

واعتبر نويصر أن التوصيف الذي طالب به المسؤولون السودانيون سياسي، مشيرا إلى أنهم من منظور حقوق الإنسان، يعتبرون أن هناك طرفين سودانيين يتقاتلان.

نويصر:السلطة الحالية تمردت على الحكومة المدنية عبر تنفيذ انقلاب أكتوبر 2021

وأوضح أن السلطة الحالية _في إشارة إلى حكومة الأمر الواقع ببورتسودان- تمردت على الحكومة المدنية عبر تنفيذها للانقلاب العسكري في أكتوبر 2021.

وأردف”نحن لا نريد الدخول في هذا النوع من الجدال، ونريد حصر تدخلنا في المساعدات الإنسانية وقضايا حقوق الإنسان”.

وأكد نويصر أنه طالب الحكومة السودانية بوقف “الاستنفار” والامتناع عن تجنيد الشباب؛ محذراً من أن هذا الأمر ستكون له تأثيرات سلبية على مجتمع متعدد الثقافات والإثنيات مثل السودان.

وعبر الخبير المعني بحقوق الإنسان في السودان، عن قلقه من المخاطر التي يواجهها الشباب الذين باتوا في مواجهة العمليات العسكرية بين ليلة وضحاها وهم لا يعرفون شيئا عن قواعد الاشتباكات العسكرية والالتزام.

وأكد نويصر تلقيهم معلومات مؤكدة عن تجنيد قوات الدعم السريع للأطفال وتكليفهم بالأعمال العسكرية واصفا الأمر بـ”غير المسموح” عسكريا وقانونيا.

نويصر:تقارير من منظمات غير حكومية ومدافعين عن حقوق الإنسان تؤكد حدوث انتهاكات فظيعة قامت بها قوات الدعم السريع..

وكشف نويصر عن استماعه لتقارير من منظمات غير حكومية ومدافعين عن حقوق الإنسان تؤكد حدوث انتهاكات فظيعة قامت بها قوات الدعم السريع شملت جرائم العنف الجنسي والاعتداءات على أساس إثني خاصة الاعتداء على إثنية المساليت معربا عن قلقه من أن تتكرر مجازر غرب دارفور في الفاشر المحاصرة حاليا.

وأشار نويصر لمعاناة المنظمات الإنسانية في الحصول على تأشيرة الدخول للسودان.

وأكد في حديثه لـ«التغيير» عن حصوله على تأشيرة دخول للسودان بعد انتظار دام 6 أشهر.

كما أشار إلى صعوبة حصول المنظمات على إذن عبور من نقطة إلى أخرى داخل البلاد.

وأكد أنه شجع السلطات على تسريع عملية الحصول على التأشيرة والسماح بالعبور عبر أقصر الطرق وأكثرها مباشرة بغض النظر عن الطرف الذي يُسيطر عليها. وأضاف: “من المهم ذكر وجود تحسن في مسألة التأشيرات في الأسابيع الأخيرة”.

وأفاد الخبير إنه أبلغ المسؤولين بأن الوقت قد حان للانخراط في مفاوضات سياسية وهناك العديد منها على الطاولة مثل الاتحاد الأفريقي ومنبر جدة إلى جانب المبادرة التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة. وتابع:”شجعناهم على الانخراط فيها اليوم وليس غدا؛ لأنه الطريق الوحيد لتجنب انقسام السودان”.

وفي الوقت نفسه، حذر نويصر من أن انعكاس الصراع سيكون خطيرا في دولة متعددة الثقافات والأعراق مثل السودان.

وأعرب الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان، في السودان، عن قلقه من عدم اقتناع المسؤولين السودانيين بوجود مجاعة في البلاد.

وأوضح أن الجولة التي قام بها داخل مدينة بورتسودان كشفت عن ارتفاع أسعار المعيشة التي يستطيع المواطن البسيط تحمل كلفتها.

وقطع نويصر بتردي الأوضاع الإنسانية للنازحين معربا عن قلقه من عدم قدرة المجتمعات المضيفة على الصمود لوقت أطول.

نازحون في العراء

وأكد نويصر أن النازحين الذين تُركوا في العراء بعد أن تم إجلاؤهم من المدارس بسبب بداية الدراسة دون توفير بدائل سكنية، لافتاً إلى أن بعضهم نزح أكثر من مرة”.

وتابع:”المدنيون من الأطفال والنساء وذوي الإعاقة يدفعون الثمن الأعلى لهذا الصراع”.

وأعرب الخبير، عن حزنه لخروج قرابة 2 مليون شخص من مهندسين وتجار وغيرهم من سوق العمل مشيرا إلى الخسائر الكبيرة في مورد الثروات البشرية في البلاد.

وأكد الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان، إن لقاءاته مع المسؤولين في بورتسودان ركزت على 4 نقاط أساسية تتمثل في حماية المدنيين وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية وعدم ملاحقة أصحاب الرأي والمحاسبية وعدم الإفلات من العقاب.

وامتدت زيارة الخبير المستقل للسودان من 7 إلى 11 يوليو الجاري وهي زيارته الأولى منذ اندلاع الصراع والثانية منذ توليه منصب الخبير المستقل لحقوق الإنسان في ديسمبر 2021.

الوسومأوضاع النازحين الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان حرب الجيش و الدعم السريع حماية المدنيين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوضاع النازحين حرب الجيش و الدعم السريع حماية المدنيين قوات الدعم السریع المخابرات العامة عن قلقه من

إقرأ أيضاً:

تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»

القاهرة: الشرق الأوسط: تجاهلت مصر «مزاعم جديدة» ردّدها نائب قائد «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو (شقيق محمد حمدان دقلو «حميدتي»)، ادّعى فيها أن «طائرات مصرية شنت غارات جوية خلال حرب السودان»، وقال مصدر مصري مسؤول، السبت، إن «القاهرة لن تعلّق على حديث دقلو»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «(الخارجية المصرية) سبق أن نفت مزاعم مماثلة تحدّث بها قائد (الدعم السريع) العام الماضي».

ومع اقتراب عامَيْن على الحرب الداخلية في السودان، حقّق الجيش السوداني تقدماً ميدانياً أخيراً، بإعلانه تحرير العاصمة الخرطوم كاملة من قبضة «الدعم السريع» التي كانت تسيطر عليها منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وفي تصعيد جديد من «الدعم السريع» ضد مصر، زعم شقيق «حميدتي» تدخل القاهرة في الحرب السودانية، و«شن الطيران المصري غارات جوية على سودانيين ومدنيين».

وظهر عبد الرحيم، في مقطع مصوّر، السبت، وسط أنصاره في دارفور (غرب السودان)، يتحدّث عن «لقاء جمعه بمدير المخابرات المصرية السابق، عباس كامل، في وقت سابق في أثناء توليه المسؤولية، عرض فيه رؤية للحكومة المصرية لوقف الحرب»، وزعم عبد الرحيم أنه «رفض التوقيع على الشروط التي تضمنتها تلك الرؤية»، لافتاً إلى أن «القاهرة تريد اتفاق سلام بتصور جاهز للتوقيع».

وفي القاهرة، قال المصدر المصري المسؤول إن «بلاده لن تعلّق على هذه المزاعم»، مشيراً إلى أن «مصر تؤكد دائماً ضرورة وقف الحرب في السودان، وحماية المدنيين، وتدعم جهود الإغاثة الإنسانية للمتضررين منها».

وهذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها «الدعم السريع» شن القاهرة غارات جوية في السودان؛ إذ ادّعى «حميدتي» خلال مقطع فيديو مسجل، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «قصف طائرات مصرية قواته»، إلى جانب «دعم الحكومة المصرية للجيش السوداني بطائرات مسيّرة».

غير أن وزارة الخارجية المصرية نفت تلك المزاعم، داعيةً في إفادة وقتها «المجتمع الدولي، إلى الوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا (الدعم السريع)»، ومؤكدة أن «الاتهامات تأتي في وقت تبذل فيه القاهرة جهوداً مكثفة لوقف الحرب، وحماية المدنيين».

ودعا عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، إلى «تجاهل تصريحات نائب (الدعم السريع) وعدم منحها أهمية»، وقال إن «حديث عبد الرحيم يأتي في وقت تواجه فيه (الدعم السريع) حالة ضعف بسبب خسائرها الأخيرة»، مشيراً إلى أن ترديد هذه «الادعاءات تؤكد ضعف موقف قواته في الحرب الداخلية».

ويعتقد حليمة أن «قوات (الدعم السريع) تواجه حالة ارتباك كبيرة خلال الفترة الحالية، بسبب تراجعها ميدانياً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حديث عبد الرحيم دقلو عن رفض الرؤية المصرية للسلام، يؤكّد تناقض مواقفه، ويعكس رفض (الميليشيا) لأي حلول للسلام، وتحمّلها مسؤولية الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين في السودان».

بينما يرى سفير مصر السابق لدى السودان، حسام عيسى، أن تصريحات شقيق «حميدتي» عن مصر «تأتي لتبرير هزائمه المتتالية في السودان، كونها تخرج دون أي أدلة على تلك المزاعم»، لافتاً إلى أنه «سلوك معتاد من قيادة (الدعم السريع) مع كل هزيمة لهم، كما فعل من قِبل (حميدتي) بعد هزيمته في جبل (مويه) بولاية سنار (جنوب شرقي السودان)».

وحسب عيسى فإن «قيادة (الدعم السريع) فقدت مصداقيتها لدى عناصرها وداعميها في الخارج، خصوصاً بعد حديث (حميدتي) أنه لن يترك القصر الجمهوري في الخرطوم، وبعدها بأيام، استطاع الجيش السوداني استعادته، ضمن مرافق حيوية أخرى في العاصمة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيا تعرّضت لانتقادات دولية متعددة أخيراً، ومنها الأمم المتحدة، بشأن جرائمها بحق المدنيين، إذ إن معظم النازحين في الحرب من المناطق التي كانت تسيطر عليها».

ودفعت الحرب الداخلية في السودان نحو 13 مليون سوداني إلى الفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار، حسب تقديرات الأمم المتحدة، من بينهم مليون و200 ألف شخص اتجهوا إلى مصر، وفق تقديرات رسمية.

   

مقالات مشابهة

  • الامارات تريد امتلاك “السودان” مقابل التخلي عن “الدعم السريع” 
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»
  • اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص
  • السودان: انقطاع الكهرباء شمالا جراء استهداف الدعم السريع محطة مروي
  • الحكومة السودانية تكشف عن حصول الدعم السريع على صواريخ مضادة للطيران لمحاصرة الفاشر برا وجوا
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ«الدعم السريع» على مقرات عسكرية
  • كهرباء السودان تكشف تفاصيل ما حدث في سد مروي بعد هجوم الدعم السريع 
  • ما أظن تشوف تجسيد لمعنى الإرهاب بالوضوح والجلاء زي المارسه الدعم السريع في السودان
  • زعم أن الجيش السوداني نفذها.. مفوض حقوق الإنسان يدعو إلى وقف عمليات قتل المدنيين في الخرطوم