البوابة نيوز:
2025-02-19@20:54:57 GMT

الأب لحظي: الجحود: أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يقول الأب يوأنس لحظي جيد الكاهن بالفاتيكان من منّا لا يشعر بالألم عندما يُلطَم من أناس لم يقدم لهم سوى الحب والكرم والاحترام والكرامة؟  من منّا لم يبكي بصمت أمام جحود الآخرين ونكران الجميل؟ من منّا لم يشعر بالإحباط عند خيانة صديق او حبيب أو رفيق درب؟ من منّا لم يشعر بالخيانة أمام صمت من كان يجب أن يتكلم وأمام الانسحاب الجبان لمن كان يجب أن يتدخل؟ من منّا لم يشعر بالغضب أمام التصرفات غير الأخلاقية وغير المبررة وغير المفهومة لأناس كان ينبغي أن يكونوا نموذجا للأبوة ورِفعة النفس والشيمة والقامة؟ من منّا لم يمضي الليل حائرًا ومتسائلا حول أسباب كل هذا الجحود والنكران؟

وأضاف عبر صفحته الرسميه بالفيس بوك قبل الإجابة أود أن اذكر قصة غيرتني كثيرًا لأحد الأشخاص المُسنين والذي جاء إليّ باكيًا، فظننت أنه سيحكي لي عن أبنائه الذين تركوه وحيدا دون رعاية، أو أن رفيقة حياته التي أهملته؟ أو عن ظروف الحياة القاسية

 

 

و غير أن هذا الرجل قالي لي: "نشأت في أسرة رائعة ولم ينقصني يومًا أي شيء، فقد كانا والديَّ يعملان ليلا نهارًا لتوفير كافة طلباتي واحتياجاتي المهم منها والتافه، وبدون سبب كنت أعاملهم دائمًا بطريقة سيئة للغاية.

كنت دائمًا متذمرًا ورافضًا لكل شيء يقولونه أو يفعلونه. 

 

 

كنت أرد على محبتهم دائمًا بعبارات جارحة ووصل بي الأمر إلى التعنيف والإهانة. كنت جاحدًا ومتعجرفًا ومتغطرسًا ومتذمرًا وساخطًا معهم، وحنونا ومبتسمًا وعطوفًا ومهذبًا مع الآخرين. كنت أسوأ ابن لأفضل أسرة. اليوم وأنا شيخ ولدي أبناء وأحفاد أنظر إلى الماضي وتعود إلى ذهني تلك الصور واللحظات والأوقات التي تسببت فيها ببكاء أمي وانكسار أبي. أتذكر هذه الأوقات وأعيشها كفيلم يتكرر ويتكرر ولا أستطيع توقيفه. أتذكر كل شيء ولم يعد بمقدوري التوقف عن عيش تلك الأوقات والندم عما فعلت. لقد ماتا والدي وذهبا من هذه الحياة ولم يسمعا مني كلمة شكر واحدة. اليوم أبكي بحسرة وحرقة دون جدوى. اليوم أتمنى أن أركع أمام أقدامهما وأقبلهما وأطلب منهما الغفران دون جدوى. اليوم أفهم كم كنت ابنا عاقا لوالدي. اليوم وقد شارفت حياتي على الانتهاء أشعر بالندم لأني قابلت الكرم بجحود، والمحبة بسخط، والحضن بلطمة، والعناية بتذمر".

 

واضاف ان أمام كلمات هذا المسن، والنادم بعد فوات الأوان، شعرتُ بالخزي وتأنيب الضمير. فكثيرًا ما اشتكيت من الجحود الذي لاقيته من أشخاص كنت أتوقع منهم خلاف ذلك، وكثيرًا ما تذمرت من تصرفات الأشخاص الجاحدين والناكرين للجميل ولكني لم أطلب الغفران ابداً من الأشخاص الذي تسببت في آلامهم، سواء بقصد أو بدون قصد. ونظرت حولي لاكتشف أننا نميل دائمًا للشعور بأننا ضحايا الجحود وقليلًا ما نعترف بأننا جاحدون.

جاحدون مع الأشخاص الكرماء الذين ساعدونا في حياتنا فاعتقدنا أن مساعدتهم لنا واجب عليهم وحق لنا.

جاحدون أمام المعلمين والمربيين الذين علمونا المشي والكتابة والقراءة والتفكير والتحليل.

جاحدون أمام أفراد أسرتنا وكأن حياتنا بهم أو بدونهم لن تتغير.

جاحدون أمام أصدقائنا وكأن إخلاصهم وصدقهم وتحملهم لنا هو واجب وتحصيل حاصل.

جاحدون أمام رؤسائنا الذين منحونا الفرصة بعد الأخرى.

جاحدون أمام من شجعونا وتحملونا وأوصلونا لما نحن عليه.

جاحدون أمام شركائنا في الطريق والذين بدونهم لما تحملنا مشقة الطريق.

جاحدون أمام أبنائنا الذين أعطوا معنى لمجهودنا وعملنا وتعبنا وحيتنا.

جاحدون أمام مَن يتفوق وينجح وكأنه النجاح يزعجنا ويثير فينا مشاعر المقارنة الحسد والمقارنة.

جاحدون أمام الله وكأن حياتنا ملكنا، وصحتنا بفضلنا، وأنفاسنا من صنعنا.

كلنا جاحدون ولكن أغلبنا لا ينظر في المرآة ويميل إلى ادعاء أنه ضحية جحود الآخرين.

جاحدون ونسقط دائماً في اختبار معرفة قيمة الأشياء والأشخاص الذين ينورون وجودنا بعد أن يغيبوا عنا ويغيب معهم النور.

كلنا رائعون في رؤية الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِينا، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْوننا فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا (لو 6: 41).

كلنا تنطبق علينا كلمات الله في العهد القديم: "ماذا يصنع أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له، لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبا صنع عنبا رديئًا" (إش 5: 4).

كلنا نميل إلى اضطهاد الأنبياء والفتك بسمعة الأقوياء وتقزم انتصارات الأبطال، والتقليل من شأن نجاح المجتهدين (يو 4: 44).

كلنا نميل للعب دور الضحية والتظاهر بالتقوى والانحناء أو أقله الصمت والابتسام أمام أصحاب النفوذ حتى وإن كانوا على باطل وسحق الأضعف منا، حتى وإن كانوا على حق.

كلنا جاحدون لأننا نجد صعوبة في قول كلمة "شكرا" للمحسنين إلينا، والاعتذار لمن أخطأنا في حقهم، والتشجيع لمن منحنا الله أمانة رعايتهم.

كلنا نتصرف مثل الكرامين القتلة والذين بعد سماع مثل السيد المسيح حكموا بأريحية على الآخرين: قَالُوا لَهُ: "أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا" (مت 21: 41). فحكموا على أنفسهم بأنفسهم.

كلنا نحتاج لسماع كلمات النبي نَاثَانُ الذي َقَالَ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلًا، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. " (2 صم 12: 7 - 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس من من ا لم دائم ا

إقرأ أيضاً:

«بتيجي على نفسها بزيادة».. أبراج فلكية تكره خسارة الآخرين

في بعض الأحيان، يلاحظ البعض أن أصحاب بعض الأبراج يبذلون قصارى جهدهم حتى لا يخسروا الآخرين، وهو ما يراه البعض ضعفًا، إذ يعرفون نقاط ضعفهم ويتمادون في التعامل معهم بطريقة أقل ما يستحقون، وفقًا لموقع «yourtango».

برج الأسد

أصحاب برج الأسد يتمتعون بعاطفة جياشة، ما يجعلهم لا يميلون إلى المنطقية في تعاملاتهم. تجدهم دائمًا متسرعين خوفًا من خسارة الآخرين، لذلك يكون التعامل معهم مرهقًا في بعض الأحيان لأن مشاعرهم قد تُفهم بشكل خاطئ، يحاولون إصلاح ذلك عن طريق التنازل عن حقوقهم أو إقناع أنفسهم بأنهم على خطأ بشأن ما فعلوه.

برج الميزان 

يتمتع مواليد برج الميزان بحكمة كبيرة، لكن في بعض المواقف، تكون العاطفة هي المسيطرة عليهم، ما يجعلهم غير قادرين على التعامل بواقعية، يميلون إلى إرضاء الطرف الآخر ومواساته رغم أنهم ليسوا مخطئين، يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير لأنهم لم يجدوا المقابل المناسب لتعاملهم الطيب، فيحاولون التغاضي عن ذلك بكسب الآخرين وعدم خسارتهم.

برج الحوت 

يعتبر مواليد برج الحوت أن العاطفة هي المحرك الأساسي لهم، لذلك تجد أصحاب هذا البرج يظهرون ضعفاء أمام دائرتهم المقربة، يحاولون في بعض الأحيان التعامل بحزم، لكنهم لا ينجحون في ذلك، يميلون إلى التعامل بشكل مثالي خشية من خسارة أقرب الناس إليهم، لذلك يجب على مواليد هذا البرج العمل على التخلص من السلبية في التعامل، لأنها قد تؤدي إلى تمادي الآخرين في التعامل معهم بأسلوب غير لائق، مما يسبب لهم العديد من المشكلات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • الحلو يضحك على نفسه أم الآخرين
  • تخفيضات تصل لـ 50%.. استمرار فعاليات مبادرة «كلنا واحد»
  • بعد سحل أسماء يحيى أمام محكمة الأسرة.. اعرف النفقات الواجبة على الأب
  • «بتيجي على نفسها بزيادة».. أبراج فلكية تكره خسارة الآخرين
  • غزة بدون حماس.. الذين ينصرون نتنياهو!
  • الكشف عن رقم كبير للضباط والجنود الصهاينة الذين استقبلتهم الامارات
  • صاحبة واقعة السحل على يد طليقها أمام محكمة الأسرة تكشف تفاصيل الحادث والسبب
  • سعر الذهب تحديث لحظي.. عيار 21 عامل كام؟
  • المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكلت غزّة
  • حظك اليوم برج العذراء الاثنين 17 فبراير 2025.. تجنب انتقاد الآخرين