اكتشاف نقوش عربية قديمة على صخرة في السعودية مرتبطة بأحد الصحابة (صورة)
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أن نقشا باللغة العربية القديمة على صخرة بالقرب من مسجد مهجور في المملكة العربية السعودية ربما يكون قد نحته الصحابي حنظلة بن أبي عامر. وعلى الرغم من أن العديد من النقوش التي تعود إلى الأيام الأولى للإسلام معروفة، إلا أن مؤلفيها ما زالوا غير مؤكدين، باستثناء واحدة في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية والتي يمكن أن تنسب بشكل آمن إلى أحد صحابة الرسول محمد، حنظلة بن أبي عامر الذي قتل خلال مشاركته في معركة أُحد.
والنقش، الذي حلله الباحثون في دراسة جديدة نشرت في عدد أبريل من مجلة Near Eastern Studies، هو النقش الثاني المؤكد الذي يرتبط بالرسول محمد.
وقد نحت هذا النقش الثاني في أوائل القرن السابع قبل أن يهيمن الإسلام على شبه الجزيرة العربية، ما يجعله شاهدا مهما على الحجاز ما قبل الإسلام والخلفية الدينية للمسلمين.
ومع ذلك، ليس الجميع مقتنعين تماما بهوية المؤلف.
Paleo-Arabic inscriptions on rock were made by Prophet Muhammad's unconverted companion, study finds https://t.co/lzgg2UwW4b
— Live Science (@LiveScience) July 11, 2024وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الأيام الأولى للإسلام. ويوضح أحمد الجلاد، أستاذ الدراسات العربية بجامعة ولاية أوهايو: "تلك الفترة الزمنية يكتنفها الغموض. وتوفر هذه النقوش أساسا يمكن التحقق منه لكتابة تاريخ قائم على الأدلة لهذه الفترة".
ولاحظ الخطاك التركي يوسف بلين، عندما كان يزور مسجدا قديما في مدينة الطائف يُعتقد أن علي بن عبد العزيز بناه، نقشين على صخرة بارزة على بعد نحو 100 متر (330 قدما). وفي عام 2021، لفت انتباه مؤلفي الدراسة إلى الأمر.
وكُتبت النقوش بالخط العربي القديم، الذي يصف مرحلة ما قبل الإسلام للأبجدية العربية. وقد عرّف مؤلفو النقوش أنفسهم على أنهم حنظلة بن عبد عمرو وعبد العزى بن سفيان.
ويقول النص المنقوش: "باسمك ربنا أنا حنظلة ابن عبد عمرو، أدعو إلى تقوى الله"، و"باسمك ربنا أنا عبد العز بن سفيان، أوصي بتقوى الله".
ودرس المؤلفون سيرة النبي محمد وسجلات الأنساب للعرب، ووجدوا أن استخدام اللغة العربية القديمة يضع هذه النقوش بسهولة في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع ويتطابق بشكل وثيق مع الجدول الزمني لحنظلة، الصحابي الذي توفي في معركة أُحد عام 625 م.
ويشير اسم العزى إلى آلهة العرب "العزى" التي عبدها أهل مكة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، ما يدعم فكرة أن النقوش كتبها أفراد ليسوا من أتباع النبي محمد، أو على الأقل ليس بعد، خلال تلك الفترة.
وقادت هذه الملاحظات الباحثين إلى استنتاج أن حنظلة هو على الأرجح نفس الشخص المرتبط بالنبي محمد وأنه حفر هذه الكلمات أثناء سفره عبر الطائف، ربما مع شخص يُدعى عبد العزى، قبل دخول الإسلام.
وأكد الجلاد أن النقش وأنماط التجوية تشير إلى أن النص كتب منذ فترة طويلة، ما يستبعد إمكانية التزوير الحديث.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
ما فلسفة المواريث في الإسلام؟ وما معايير تقسيمها لدى الشارع؟
واستضافت الحلقة الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد أيمن الجمال، أستاذ الفقه بجامعة السلطان محمد الفاتح، لمناقشة فلسفة التشريع ومعايير التوزيع.
وأكد الدكتور محمد نجيب عوضين أن التفصيل الدقيق في آيات الميراث يرتبط بكون المال "أعظم شهوة" لدى الإنسان، ما يستدعي ضوابط تحول دون النزاعات.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المرأة والرجل.. فروق بين الإنكار الأيديولوجي والتقرير الواقعيlist 2 of 4طاولات المواريث العالمية (2)list 3 of 4حكم وحكمة: ضرورة تحكيم الشرع قبل العقل في قضايا الميراثlist 4 of 4ما الذي منحه الإسلام للمرأة وكيف حالها في ظلِّه؟end of listولفت إلى أن الله فصل الأحكام بنصوص قطعية لتحقيق العدالة وقطع الطريق على الاجتهادات البشرية التي قد تُحدث خللا.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد أيمن الجمال أن هذا التفصيل ساهم في استقرار الحياة الاجتماعية والمالية، عبر تنظيم الحقوق وفق معايير تُراعي طبيعة الأسر ووظائف أفرادها.
3 معاييرواستعرض الضيفان المعايير التي تحكم توزيع الميراث في الإسلام، وهي:
درجة القرابة: كلما اقتربت صلة الوارث من المتوفى زاد نصيبه، دون تمييز بين الذكر والأنثى. موقع الجيل الوارث: الأجيال المقبلة على الحياة (كالأبناء) تُمنح أنصبة أكبر من الأجيال المدبرة (كالأجداد). العبء المالي: يُراعى التكليف الشرعي للذكر بالإنفاق على الأسرة، ما يبرر تفاوت الأنصبة في حالات محددة.وشدد عوضين على أن التفاوت لا يعني ظلم المرأة، بل يرتبط بالعدالة في توزيع الواجبات، موضحا أن "الابن قد ينفق ميراثه سريعا لالتزاماته، بينما تحتفظ البنت بنصيبها لوجود من ينفق عليها".
إعلانوأضاف الجمال أن النظام الإسلامي ينظر للمال كـ"أداة وظيفية" لتحقيق مقاصد الشريعة، وليس غاية بذاته، معتبرا أن "العدالة المطلقة ليست من طبيعة الدنيا".
دعوات المساواةكما ناقشت الحلقة الدعوات الحديثة للمساواة في الميراث، والتي تبنتها دول مثل تونس عام 2017 بمشروع قانون أعلنه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
ورغم تأييد بعض المؤسسات الدينية التونسية للخطوة، عارضتها جهات أخرى كالأزهر الشريف، معتبرة آيات المواريث "نصوصا قطعية لا تحتمل الاجتهاد".
وحذر الجمال من الخلط بين "العدالة التشريعية" و"المساواة الرياضية"، مؤكدا أن تغير الأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة اليوم لا يبرر تعديل النصوص، ودعا إلى معالجة الإشكالات عبر آليات شرعية كالهبة أو الوصية، دون المساس بالأنصبة المحددة.
فيما أوضح عوضين أن مجال الاجتهاد في الميراث "محدود جدا"، ويقتصر على حالات نادرة كتلك التي اجتهد فيها الصحابة، مثل "المسألة العمرية" الخاصة بميراث الجد مع الإخوة.
الاتفاقات الدوليةوذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع مستجدات كإرث الجدة بالسدس عبر اجتهاد مدعوم بالوحي، فيما حذر الجمال من خطورة الدعوات التي تستند لاتفاقيات دولية لتعديل التشريع، معتبرا أنها "تُفرغ النظام الإسلامي من فلسفته".
وتطرق الضيفان إلى "الوصية الواجبة" كأحد أشكال الاجتهاد المقبول، والتي أقرتها دول عديدة لضمان حقوق المحرومين من الميراث دون ذنب، وأشار عوضين إلى أن مصر طبقتها لمعالجة مشكلات كـ"الثأر" في الصعيد، حيث كان يُحرم أبناء الضحية من الميراث.
اختتمت الحلقة بالتأكيد على أن استقرار المجتمعات المسلمة عبر القرون يعود لالتزامها بأحكام الميراث، بينما تحمل الدعوات التعديلية مخاطر تفكك الأسرة واختلال التوازن الاقتصادي.
وخلص الجمال إلى أن الرضا بتشريع الله هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الإنصاف، مؤكدا أن فلسفة الميراث في الإسلام تجمع بين الحكمة الربانية والواقع الإنساني، في نظام حمى المجتمع من فتنة المال منذ أكثر من 14 قرنًا.
إعلان 12/3/2025