تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور سعد الدين الهلالي، استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر اشريف، إن السبب الرئيسي في تدني مستوى الفتوى في مجتمعنا، هم المفتيين وأوصياء الدين، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن نلوم المُستفتِي، فهو مثل الابن الذي لا يُعقل أن يلومه والده، بل يجب أن يقف بجواره ويعمل جاهدًا على إنارة الطريق التي يسير بها إلى يوم القيامة، وكذلك العلاقة بين الأستاذ والطالب، لا يجب أن يُلام الطالب حيث إن أستاذه هو الذي يبنيه ويؤسسه بطريقة صحية.

وأكد استاذ الفقه المقارن لـ«البوابة نيوز»، أن المستفتي لابد أن يُبنى ويتم تبصيره بكل ما يُمكن أن يُبَصَر به في مسألة ما دون توجيهه إلى رأي بعينه، وعليه فهو يختار ما يتناسب معه، على سبيل المثال: عندما نُسأل عن الجمع بين الصلاة في السفر، يكون الرد من المُفتي أن هذا رُخصة من الله، ولكن هناك جهالة بالمسألة نفسها، لكن لو تم تبصيره بأن السفر كلمة مطاطة وتحمل أكثر من مسافة، ومختلف فيها فهناك من يقول إنها واجبة ومن لا يؤدها قصرًا خلال سفره تكون باطلة، وهناك من يقول رُخصة، ومدة السفر 3 أيام والرابع فيه خلاف، وهناك من يقول 18 يومًا، وهناك من يقول العام كله.

وأوضح «الهلالي»، أنه بناءً على ذلك كله، فالمستفتي سيد قراره بما يناسبه في هذا الأمر، نتيجة تنويره بكل الآراء ومن ثم يستوعب الآخر ولا يكون متشددًا، حيث إن التعددية الفقهية دليل على قبول الآخر، وهنا اللوم يكون على المُفتي لأنه يُخفي بعض الآراء ويلزم المُستفتي برأي معين ويقيده به، ومن هنا يتدنى مستوى الفتوى.

وتابع: "وأقول إن المفتيين يخافون من الاختيار خشية تجردهم من سلطتهم، وكلمة «يجوز ولا يجوز خاطئة»، ولكن لابد من التبصير والمستفتي عليه الاختيار، وأقول للمفتيين: «سيبوا الناس تجرب وتفتي لنفسها».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور سعد الدين الهلالي سعد الدين الهلالي سعد الهلالي الفتوى الافتاء من یقول

إقرأ أيضاً:

متى يكون للحياة طعم؟

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟

لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.

 

إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.

 

وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.

 

ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.

الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.

الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.

هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.

ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.

فمتى يكون للحياة طعم؟

يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.

الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.

حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟
  • في قمة آسيا السعودية.. القرش الهلالي يغرق في جدة.. والأهلي يبحر إلى النهائي القاري
  • حكم سفر المرأة للحج بدون محرم؟..أمينة الفتوى تجيب
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • الإسلام.. يجرّد الدين من الكهنوت
  • رد أحمد كريمة على سعد الدين الهلالي بشأن الميراث
  • سعاد صالح تهاجم الهلالي: تصريحاته حول الميراث تخريف وعبث يهدد ثوابت الدين
  • عفاف شعيب لـ صدى البلد: ليس لدي حسابات على تيك توك وهناك صفحات تنتحل صفتي
  • الدين ليس وجهة نظر.. سعاد صالح تهاجم سعد الدين الهلالي بسبب المواريث
  • متى يكون للحياة طعم؟