اتهمت المفوضية الأوروبية الجمعة منصة "إكس" بـ"تضليل" المستخدمين وانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي من خلال العلامات الزرقاء المعتمدة أساساً لتوثيق الحسابات المفترض أن تكون عائدة لمصادر معلومات موثوقة.

واعتبرت المفوضية أيضاً أن الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك تنتهك التزاماتها بالشفافية في ما يتعلق ببث الإعلانات ووصول الباحثين إلى بيانات المنصة.

وقال مفوّض الشؤون الرقمية في المفوضية الأوروبية تييري بريتون "لدى إكس الآن الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن إذا ما تأكّدت وجهة نظرنا، فسنفرض غرامات ونطالب بتغييرات كبيرة".

هذا الاتهام يُعدّ الأول من نوعه في ظل قانون الخدمات الرقمية الجديد (DSA) الذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي لحماية مستخدمي الإنترنت من أي محتوى يُعتبر خطراً.

وقد يؤدي ذلك في الأشهر المقبلة إلى توجيه اتهام نهائي للمجموعة الأميركية بعدم الامتثال للقانون إذا لم تعمد "إكس" إلى تصحيح أوجه القصور المذكورة، ثم فرض عقوبات مالية تصل إلى 6 بالمئة من حجم المبيعات السنوية العالمية للشركة المعروفة سابقاً بـ"تويتر".

ولم يُحدَّد موعد نهائي لإنهاء هذه الإجراءات.

استغلال لغايات خبيثة

وجاء في بيان المفوضية الأوروبية "تقوم إكس بتصميم وتشغيل واجهتها لـ الحسابات التي تم التحقق منها باستخدام العلامة الزرقاء بطريقة لا تتوافق مع ممارسات القطاع وتضلّل المستخدمين".

وأضافت الذراع التنفيذية في الاتحاد الأوروبي "يمكن لأي شخص الاشتراك للحصول على علامة التوثيق هذه، ما يقوّض قدرة المستخدمين على اتخاذ قرارات حرة ومستنيرة بشأن صحة الحسابات التي يتفاعلون معها. وهناك أدلة على أن جهات خبيثة تسيء استخدام هذا النظام".

كما تواصل المفوضية الأوروبية، التي تضطلع بدور شرطي القطاع الرقمي في الاتحاد الأوروبي، تحقيقات قد تؤدي إلى اتهامين إضافيين: نشر محتوى غير قانوني، وعدم بذل جهود كافية لمكافحة التلاعب بالمعلومات.

وكانت المفوضية أبدت قلقها في سبتمبر الماضي بشأن الكمية الكبيرة من المعلومات الكاذبة المنشورة على منصة إكس، بعد اختبارات أجريت على الكثير من شبكات التواصل الاجتماعي.

وفُتح إجراء أولي في 12 أكتوبر، بعد خمسة أيام من الهجوم الذي شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية ضد إسرائيل. ثم بدأ تحقيق رسمي في ديسمبر.

قائمة المآخذ على الشبكة طويلة، وتشمل العدد المتدني من المشرفين على المحتوى، وعدم فعالية نظام الإبلاغ عن المحتوى غير القانوني، وعدم كفاية رسائل التحذير ضد الصور العنيفة.

حرية التعبير

بعد شراء تويتر في عام 2022، نفّذ إيلون ماسك موجة واسعة من عمليات صرف العمال أدّت إلى تراجع كبير في عدد المشرفين على المحتوى. ويدافع الملياردير عن رؤية راديكالية لحرية التعبير، ويرفض الرقابة بكل أشكالها، رغم تأكيده احترام قوانين كل دولة.

يفرض قانون الخدمات الرقمية على جميع المنصات عبر الإنترنت إنشاء نظام للإبلاغ عن المحتوى الإشكالي والتحرك "على الفور" لإزالة أي محتوى غير مشروع أو جعل الوصول إليه مستحيلاً بمجرد علمهم به.

وعلى صعيد الإعلان، يجب على المنصات السماح لكل مستخدم بمعرفة المعايير المستخدمة لاستهدافه إعلانياً، وكذلك الجهات الممولة للإعلانات.

كما يتعين على مجموعة مكونة من 25 لاعباً رقمياً مؤثراً، من بينها منصة إكس، أن توفر للباحثين المعتمدين إمكانية الوصول إلى البيانات التي تغذي خوارزمياتها لإتاحة مراقبة الامتثال للقواعد.

وبالإضافة إلى الشبكة الاجتماعية المملوكة لإيلون ماسك، تخضع ثلاث منصات كبيرة أخرى - تيك توك وعلي إكسبرس وميتا- لإجراءات رسمية من المفوضية الأوروبية، من دون أن تصل بعد إلى مستوى توجيه لائحة اتهام كما حصل الجمعة مع منصة إكس.

وبعد فتح تحقيق في أبريل، اضطرت تيك توك إلى تعليق ميزة كانت تكافئ المستخدمين على الوقت الذي يمضونه على شبكتها، بعد اتهامها بالتسبب في الإدمان.

وكانت الشبكة الاجتماعية المملوكة لشركة بايت دانس الصينية، موضع تحقيق آخر فُتح في فبراير بتهمة التقصير في اعتماد إجراءات لحماية القصّر.

كما تشمل الإجراءات موقع التجارة الإلكترونية علي إكسبرس AliExpress، التابع لشركة علي بابا الصينية العملاقة، إذ تحقق المفوضية الأوروبية منذ مارس في معلومات عن بيع المنصة العملاقة منتجات خطرة بينها أدوية مزيفة.

وأخيرا، في إبريل ومايو، أطلق الاتحاد الأوروبي إجراءات ضد شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لمجموعة ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام، بسبب عدم بذلها جهوداً كافية لمكافحة المعلومات المضللة، فضلاً عن اتهامات بالتسبب في إدمان الأطفال وعدم حمايتهم بشكل كافٍ من "المحتوى غير المناسب".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المفوضية إيلون ماسك المفوضية الأوروبية إكس تويتر المستخدمين الاتحاد الأوروبي التواصل الاجتماعي تويتر تيك توك أوروبا إكس المفوضية المفوضية الأوروبية المفوضية إيلون ماسك المفوضية الأوروبية إكس تويتر المستخدمين الاتحاد الأوروبي التواصل الاجتماعي تويتر تيك توك أخبار الشركات المفوضیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

التفاصيل الكاملة حول قيام أميركا باتهام "تيك توك" بخرق خصوصية الأطفال


في خطوة تعكس تصاعد الرقابة الحكومية على حماية بيانات المستخدمين، خاصة الأطفال، رفعت وزارة العدل الأميركية اليوم دعوى قضائية ضد منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة "تيك توك" والشركة المالكة لها "بايت دانس".

هذه الدعوى تمثل أحدث حلقة في سلسلة من الإجراءات القانونية التي تستهدف الشركات التقنية الكبرى والتي تثير قلقًا بشأن أمان البيانات وخصوصية المستخدمين.


تفاصيل الدعوى

تشير الدعوى المقدمة إلى أن "تيك توك" قد انتهك متطلبات قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، والذي يلزم الخدمات الرقمية التي تستهدف الأطفال بالحصول على موافقة الوالدين قبل جمع أي معلومات شخصية من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا.

حيث يتهم الادعاء تيك توك بتجاوز هذا المتطلب، مما يعرض بيانات الأطفال لخطر غير مبرر ويخالف القوانين السارية.


الأبعاد القانونية والإجراءات

تمثل هذه الدعوى أحدث تصعيد في الجهود الأميركية لمراقبة وتعزيز حماية البيانات الشخصية.

فقد قوبل تيك توك، الذي يُستخدم على نطاق واسع بين الشباب والمراهقين، بانتقادات متزايدة تتعلق بكيفية تعامله مع بيانات المستخدمين وخصوصًا القُصر.

وتتضمن المخاوف أيضًا جمع كميات هائلة من بيانات الأميركيين وتحليلها بطريقة قد تسهم في التأثير على المحتوى المقدم للمستخدمين بما يتعارض مع مصالحهم.


أهداف الدعوى

تسعى الدعوى، التي انضمت إليها لجنة التجارة الاتحادية، إلى وضع حد لما وصفه نص الدعوى بـ "الانتهاكات غير القانونية الواسعة لخصوصية الأطفال" التي ارتكبها تيك توك.

كما تهدف هذه الخطوة إلى ضمان التزام الشركات الرقمية بالقوانين التي تهدف إلى حماية بيانات القصر وتوفير بيئة آمنة للمستخدمين الصغار.

يذكر أنه في أبريل 2024، أقر الكونغرس الأميركي قانونًا يفرض على شركة "بايتدانس" بيع "تيك توك" لمستثمرين غير صينيين خلال تسعة أشهر، وإلا فإنها تواجه احتمال حظر التطبيق في الولايات المتحدة.

هذا القرار يستند إلى المخاوف من أن الشركة قد تكون ملزمة بالتعاون مع السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، بالإضافة إلى احتمال استخدامها خوارزميات للتحكم في المحتوى الذي يظهر للمستخدمين.

وقدمت وزارة العدل الأميركية حججها إلى المحكمة الفيدرالية، مؤكدة أن هذا القانون لا ينتهك حرية التعبير المضمونة في التعديل الأول من الدستور الأميركي، والوزارة تؤكد أن الهدف من القانون هو حماية الأمن القومي وليس تقييد حرية التعبير.

كما أشار المسؤولون إلى أن الصين قد تستخدم التطبيق كوسيلة لجمع بيانات حساسة ولتأثير على المحتوى الذي يشاهده المستخدمون.

من جهة أخرى، ردت شركة "بايتدانس" بأن القانون يتعارض مع الدستور الأميركي، ويعتبر حظر "تيك توك" انتهاكًا لحقوق 170 مليون مستخدم أميركي.

وأكدت الشركة أنها لم تتلقَ أدلة تدعم مزاعم الحكومة بشأن استخدام التطبيق في أنشطة تضر بالأمن القومي.

فيما تواجه شركة "بايتدانس" صعوبة في الامتثال للمهلة الزمنية المحددة لبيع التطبيق، حيث تعتبر أن عملية البيع في هذا الإطار الزمني غير ممكنة.

وقد يكون من الصعب أيضًا العثور على مشترين محتملين يمتلكون القدرات المالية اللازمة للاستحواذ على تطبيق يضم أكثر من مليار مستخدم عالميًا.

مقالات مشابهة

  • منصة "EFG Hermes ONE" تقوم بتغيير العلامة التجارية
  • المفوضية الأوروبية تعلن دخول قواعد أوروبية جديدة لخفض الانبعاثات حيز التنفيذ
  • المفوضية الأوروبية: دخول قواعد أوروبية جديدة لخفض الانبعاثات حيز التنفيذ
  • الدوري السعودي ينجح في تغيير الفكر المعتاد لدى أندية أوروبا
  • الموارد البشرية: 4 طرق للحسابات الوهمية والمشبوهة تستدعي الحذر منها
  • التفاصيل الكاملة حول قيام أميركا باتهام "تيك توك" بخرق خصوصية الأطفال
  • معركة بين آبل وTencent وByteDance بشأن المدفوعات في الصين
  • روسيا تتهم يوتيوب بفرض رقابة على المحتوى بطلب من واشنطن
  • نوير: لم أتخذ قراراً بشأن مستقبلي مع منتخب ألمانيا
  • المفوضية الأوروبية تعتمد 500 مليون يورو حزمة مساعدات للبنان