استقبال حاشد لشيخ الأزهر خلال زيارته لمعاهد دار النجاح الإسلامية بإندونيسيا
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
احتشد آلاف أساتذة وطلاب معاهد دار النجاح الإسلامية بإندونيسيا في استقبال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، مُعربين عن حبِّهم وتقديرهم لفضيلة الإمام الأكبر وسعادتهم الغامرة بزيارة فضيلته لهم، مؤكِّدين أن هذه الزيارة كانت حلمًا عظيمًا لهم وتمثل لحظة تاريخيَّة سيظلون يتذكرونها دائمًا.
وفي كلمته الترحيبية، خلال الاحتفال الذي جاء تحت عنوان "الأزهر ورسالته الحضاريَّة في الدعوة والتعليم"، قال صفوان مناف، مدير معاهد دار النجاح الإسلامية، إنَّ تشريف فضيلة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين لنا يمثل شرفًا كبيرًا ولحظة تاريخيَّة طالما حلم بها الوالد المؤسِّس الذي كان يتطلَّع دائمًا لهذه الزيارة واليوم يتحقق الحلم، مشيرًا إلى أنَّ الأزهر الشريف يحظى بحب جميع الإندونيسيين واحترامهم، وكان له عظيم الأثر في إعداد أجيال من العلماء والفقهاء يحملون لواء العلم والوسطيَّة والاعتدال في كافَّة ربوع العالم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان وسيظلُّ المرجع الأول للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأكَّد مدير معاهد دار النجاح الإسلامية أنَّ هذه الزيارة تعد دافعًا كبيرًا لطلَّاب المعهد وأساتذته لمواصلة العمل من إعداد جيلٍ جديدٍ من الدعاة، معربًا عن تطلعه إلى أن تفتح هذه الزيارة المزيد من مجالات التعاون بين معهد دار النجاح والأزهر الشريف، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر جاء حاملًا العلم والنور، لافتًا إلى إطلاق اسم الأزهر الشريف على مجمع المباني الجديد للمعهد المقرر افتتاحه قريبًا.
وفي كلمته، أعرب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين عن سعادته الغامرة برؤية هذه الوجوه المنيرة من الطلَّاب والطالبات، مشيرًا إلى أنه برؤيتهم اليوم تَولَّد لديه شعورٌ بأن الإسلام لديه رجال ونساء قادرون على حمل رسالته، مشيرًا إلى تميز طلاب إندونيسيا الوافدين للدراسة في الأزهر، وضربهم المُثُل في الالتزام بالأخلاق والجِدِّ في تحصيل العلوم، مؤكدًا أن أبواب الأزهر ستظلُّ مفتوحة لكل الطلاب الإندونيسيين الراغبين في تلقي الدِّراسة بالأزهر، كما قرَّر فضيلته تخصيص عددٍ من المنح الدراسية الأزهريَّة لطلاب معاهد وجامعة دار النجاح الإسلامية الإندونيسية تشجيعًا لهم على استمرار التفوق والتميز.
وأوصى فضيلته الطلاب والطالبات بالحرص على تحصيل العلوم والجِدِّ والاجتهاد فيها، مصرحًا "العلم ثم العلم ثم العلم" وأنهم نواة لعلماء الأمة وحملة رسالتها ومستقبلها، كما أكَّد فضيلته ضرورة "حب الوطن" وعدم الانصياع للتيارات المتطرفة التي تحاوِلُ الخلط بين الانتماء للوطن والانتماء للأمة، بغرض بث الفُرقة والشقاق بين أبناء المسلمين، مطالبًا الطلاب بالتعرض لكل المدارس الفقهيَّة والعلميَّة ودراستها، وعدم التعصب لمذهب واحد، مشيرًا إلى أنَّ دراسة المذاهب المختلفة تحيي في الشخص قبوله للآخر وانفتاحه على كل الثقافات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر إندونيسيا مجلس حكماء المسلمين فضیلة الإمام الأکبر الأزهر الشریف هذه الزیارة مشیر ا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
أبواليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية .. وتهديد اقتصادي وأخلاقي
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية"، حاضر فيها د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، د.أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.
قال د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.
ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.
من جانبه أوضح د. أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.
وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.