موقع النيلين:
2025-03-10@16:45:58 GMT

هل هناك فرق بين الجيش والجنجويد؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

من أهم معالم الحرب السودانية تفشي حالة واسعة من التلاعب بالعقول حققته الدعاية الممولة جيدا وساعدها في ذلك الكثير من الطيبين.

خذ علي سبيل المثال مقولة ألا فرق بين الجيش والجنجويد وهو جيش كيزان علي كل حال. قبلت مجموعات واسعة من الطبقة المتعلمة وناشطة سياسيا هذه المقول ولكن فات عليها واجب قياس أي مقولة بمقاييس الواقع المتعين.

لندع جانبا قضية أنها ميليشيا تملكها أسرة وممولة من الخارج الذي تخدم مصالحه وقد تخصصت سابقا في إصطياد المهاجرين الأفارقة في الصحراء وقبل وصولهم إلي سواحل البحر الأبيض مقابل ثمن تدفعه أوروبا حماية لبياضها من التلوث بالمهاجرين السود.

لو كان الواقع هو مرجعيتنا الأخيرة فان مقولة لا فرق بين جيش وجنجويد لا تصمد لحظة أمام الفحص من قبل أي إنسان بلغ السابعة من العمر.

فمثلا عادة ما يكون الجيش موجودا في مدينة أو منطقة ومسيطر عليها والحياة تسير والمواطن آمن في داره علي نفسه واهله وماله (علي علات الجيش).

ولكن ما أن يدخل الجنجويد المدينة إلى ونكلوا باهلها واغتصبوا إناثها و أهانوا رجالها ونهبوا أموالهم ومركباتهم ومدخرا تهم.

فكيف يجروء أحد بعد ذلك علي القول الصريح أو الضمني بعدم وجود فرق بين الجيش والجنجويد؟
ولو دخت في حوار مع أحد من هذا النوع سيسرع بإستدعاء سوءات قديمة أو معاصرة للجيش للدفاع عن حماقة لا-منطقه لان هكذا إستدعاء تغيير كامل للموضوع واستبدال للسؤال المحرج قيد البحث باخر سهل. حيث أن السؤال الأصلي هو هل هناك فرق بين الجيش والجنجويد ولكن يتم تحويله صراحة ضمنا إلي سؤال هل الجيش منظومة مثالية، منزهة صافية النقاء؟ وهذا سؤال آخر تماما وهروب من السؤال الأول.

نعم، الجيش منظمة مليئة بالعيوب مثل جميع مؤسسات الدولة السودانية وأحزابها ومجموعاتها ومنظماتها المدنية بل وانسانها ولكن القول بان الجيش معيوب لا يعني ألا فرق بينه وبين الجنجويد لان من ينهب السودانيين ويغتصبهم ويشرد ملايينهم من ديارهم هو دخول الجنجويد لمنطقة وليس وجود الجيش فيها. فكيف يستوي الجنجا والجيش؟

للأسف هذه حقائق أولية لا يمكن أن تغيب عن ذهن صبي ما عندو شنب ولكنها غائبة عن كثير من قادة الراي العام والناشطين ولكن العوام بفطرتهم السليمة أحسن حالا.
السبب في هذا الإنهيار الفكري الكامل هو أصلا ضعف الطبقة السياسية المتعلمة وتروما العنف الذي تعرضت له تحت حكم البشير العسكري وهذه التروما شوهت سبل تفكيرها وأعمتها. ومن المعروف أن العنف يفسد الجلاد والضحية معا ولا أكثر وأشد من عنف البشير ثلاثين عاما.

تضافرت هذه العوامل لإضعاف الطبقة السياسة وساهمت في انكشافها أمام أسخف أنواع الدعاية ضحالة وجعلتها لقمة سائغة للدعاية المساعدة عمليا للغزو الميليشي رغم حسن نيتها.

وهذا التلاعب بالعقول معروف في علم النفس باسم ال (gaslighting) وهو
نوع من أشكال العنف النفسي الذي يحاول فيه المعتدي زرع الشك والارتباك في ذهن الضحية حتي تري الواضح علي عكس وضوحه بهدف إخضاعها لقوة وسيطرة مصدر التلاعب من خلال تشويه الواقع وإجبارهم على التشكيك في حكمهم وحدسهم.

وهذه الطبقة إستهدفتها الدعاية منذ 2020 بهجمة هجمة ممولة بسخاء للتلاعب بالعقول. البعض منا يتذكر الحملات الإعلامية بشق من أفلام الكرتون التي صورت الإنهيار الإقتصادي المريع في 2020 – 2022 علي أنه نجاح رائع رغم تضاعف تكلفة المعيشة عشرات المرات وإنهيار سعر العملة و إزدياد حدا الفقر والبطالة وتاكل الطبقة الوسطي – وهذا ما أقر به وزير المالية حينها في مقال باللغة الإنجليزية موجه إلي خارج لا يشتري الهراء بنفس السهولة . ومن صدق ذلك الهراء كفيل بان يصدق ألا فرق بين جيش وجنجويد.

الكثير من المراقبين والناشطين لا يجرؤون علي القول صراحة بعدم وجود فرق بين الجيش والجنجويد ولكنهم يتعاملون مع الحرب بعدم مبالاة وك أنها تدور في كوكب نيبتون بين فريقين ولا يهمهم من يفوز يخسر. وهذا الموقف هو ترجمة عملية لاستبطان فرية ألا فرق بين جيش وجنجويد. واستبطان الدعاية السامة هو أعلي مراحل نجاحها.

مرة أخري، القول بان الجنجويد حالة فريدة من العنف والفساد الأخلاقي لا يعني بان الجيش مثالي. والقول بان الجنجويد أسوأ ألف بليون مرة من الجيش لا يعني بحال من الأحوال أن الجيش منزه لذا فقد قالت حكمة الثوار “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” ولم تقل لا فرق بين الجيش والجنجويد.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لا فرق بین

إقرأ أيضاً:

عظم شهيدك| الفريق عبدالمنعم رياض.. “سلم على الشهدا اللي معاك.. سلم على كل اللي هناك”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلام على من أتى الدنيا في صمت وأدى واجبه في صمت ورحل في صمت، وسلام على من أمن الناس دون أن ينتظر مقابل.

التاسع من مارس هو يوم الشهيد، الذي تحتفل به مصر منذ عام 1969، تزامنا مع ذكرى استشهاد القائد العسكري الفريق أول عبد المنعم رياض، على الجبهة المصرية.

وحتى لا ننسى شهداءنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل صون تراب مصر، هنا نتذكرهم ونسلط الضوء على سيرتهم العطرة احتفالا بيوم الشهيد.

ولد عبد المنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919، في قرية "سبرياى"  إحدى ضواحى مدينة طنطا، ويعد الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض، واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين،حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

وقام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في ذلك الوقت  بتكريم عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول، ومنحه  وسام نجمة الشرف العسكرية وهى أعلي وسام عسكري في مصر، ليصبح يوم التاسع من مارس تخليدًا للشهداء ممن ضحوا بأرواحهم للحفاظ على تراب الوطن فى مصر.

وفي التاسع من مارس عام 1969 كانت العسكرية المصرية على موعد مع حادث سطر التاريخ تفاصيله كاملة، عندما لفظ الفريق أول عبدالمنعم رياض أنفاسه الأخيرة شهيدا متأثرا بجراحه على الجبهة مع العدو في حرب الاستنزاف، ضاربا أروع الأمثال في التضحية والفداء من أجل حماية الوطن.

وكان الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي لقبه قادة الاتحاد السوفيتي بالجنرال الذهبي يتقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في أثناء حرب الاستنزاف بين القوات المصرية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، ردا على عدوان عام 1967.

ورغم اشتعال المعارك على الجبهة حينها إلا أنه أراد الاطمئنان على القوات ومتابعة نتائج القتال بنفسه؛ فتوجه إلى الجبهة شمال الإسماعيلية إلا أن مدفعية العدو باغتته بضربة أصيب على إثرها إصابة بالغة، قبل أن يفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، ليسجل له التاريخ واحدة من أروع وأعظم قصص البسالة والشجاعة والفداء.

استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض خلف شعورا بالغضب سيطر على كل المصريين، وجعل الجميع يصر على أن هذا الحادث سيكون نهاية البداية التي ظن العدو الإسرائيلي أنهم سطروها فكان الحادث نهاية للنظر إلى الخلف وبداية التطلع إلى الأمام وتحرير الأرض.

وخرج الشعب في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، لتشييع جثمان البطل الذهبي بعدما منحة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رتبة فريق أول، ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، ليتحول يوم التاسع من مارس من كل عام إلى يوم الشهيد المصري، تخليدًا لذكرى واحد من أشهر العسكريين العرب.

 

مقالات مشابهة

  • 10 اعراض تنتج عن متلازمة جفاف العين.. ما هي؟
  • المطر يعيش ساعاته الأخيرة في العراق ولكن: موجة بـ3 دفعات قادمة والعيد قد يكون “طينيًا”
  • القوني يكشف أزمة الجنجويد
  • شاهد بالفيديو.. عبد الواحد محمد نور يسخر من دعوة “حميدتي”.. يصف قواته بالمليشيا والجنجويد ويتهمه بالتسبب في نزوح الأسر من منازلها
  • أبي أوصى بالحج عنه ولكن التكاليف مرتفعة فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم نقل الدم أثناء الصيام؟.. الإفتاء: يجوز ولكن بشرط
  • عظم شهيدك| الفريق عبدالمنعم رياض.. “سلم على الشهدا اللي معاك.. سلم على كل اللي هناك”
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • شقة تشتعل في مدينة صور.. هل من غارة إسرائيلية هناك؟ (صورة)
  • مناوي: برمة ناصر الأب الروحي ل”الجنجويد”