قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إنّ يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، أول شهور السنّة الهجرية، الذي شق اللَّه فيه البحر لموسى عليه السلام، ونجاه وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى عليه السلام شكرًا للَّه عزَّ وجلَّ، وصامه إبراهيم عليه السلام، وكان صيام يوم عاشوراء معروفًا في أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، فقد ثبت عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه".

وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد السيدة عائشة مدينة كفر الشيخ، أنّ اللَّه عزّ وجلّ جعل لعباده مواسم للطاعات ليتقربوا فيها بالأعمال الصالحة، ضاعف فيها الأجر والسعيد من اغتنمها، ومنها يوم عاشوراء، فصيامه يُكفر السنة السابقة كما أخبرنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على اللَّه أن يكفّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفّر السنة التي قبله» [رواه مسلم]، وهذا من فضل اللَّه علينا أن أعطانا بصيام يومٍ واحد تكفير ذنوب سنةٍ كاملة.

وأكد عمارة، أنَّ صيام يوم عاشوراء سُنة مؤكدة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقد صامه وأمر بصيامه، فعن عبد اللَّه ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "قدِمَ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يومٌ صالح هذا يومٌ نجَّى اللَّه بني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى، قال: «فأَنا أَحقُّ بموسى منكم»، فصامه، وأمر بِصيامه" [رواه البخاري].

وتابع «عمارة»، أنَّه ورد في فضل صيام يوم عاشوراء عدّة أحاديث، منها ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "ما رأيتُ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتحرى صيام يومٍ فضله على غيره إلَّا هذا اليوم «يوم عاشوراء»، وهذا الشهر «شهر رمضان»"، وفي هذا الحديث يحكي عبد اللَّه بن عباسٍ رضي اللَّه عنهما، أنَّه ما رأى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتحرى أي: يقصد ويبالغ في طلب صيام يومٍ فضله على غيره إلَّا هذا اليوم يوم عاشوراء، فكان شديد الاهتمام بصيامه والحرص عليه لينال فضله وثوابه.

وأشار عمارة، إلى الحكمة من صيام يوم التاسع من المحرم مع يوم عاشوراء الحكمة من صيام تاسوعاء عدة حكم منها، أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على صيام يوم العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع خطأ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.

وأوضح عمارة، أنَّ لصوم يوم عاشوراء أربعة مراتب ذكرها العلماء وهي: المرتبة الأولى صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذه أفضل المراتب لحديث ابن عباس عند مسلم «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر»، والمرتبة الثانية صيام اليوم العاشر والحادي عشر، لحديث ابن عباس عند أحمد "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده"، والمرتبة الثالثة صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، والمرتبة الرابعة إفراد اليوم العاشر وحده بالصوم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الدكتور صفوت عمارة خطبة الجمعة اليوم صوم يوم عاشوراء علماء الأزهر الشريف صیام یوم عاشوراء الیوم العاشر یوم التاسع یوم العاشر ه علیه وسل النبی صل رضی الل

إقرأ أيضاً:

حريق ضخم يلتهم عمارة في خانقين.. فيديو

حريق ضخم يلتهم عمارة في خانقين.. فيديو

مقالات مشابهة

  • “البيئة” تطبق آليات بيع المواشي الحية بالأوزان بدءًا من غرة المحرم 1447هـ
  • إنجيل لينكولن.. لماذا أصر ترامب على القسم عليه؟
  • موعد ليلة الإسراء والمعراج 2025 وحكم صيام نهارها
  • الشرقية اليوم| كشف حقيقة تعدي طلاب على زميلهم خارج لجنة اعدادية.. ورئيس جهاز العاشر يتفقد عددا من المشروعات
  • 7 معلومات عن مدينة رفح الجديدة.. بدء تسليم عقود وحدات المرحلة الأولى اليوم
  • حريق ضخم يلتهم عمارة في خانقين.. فيديو
  • صيام: هيئة التأمين الصحي تعتمد على الحوافز للتأثير في سلوك مقدمي الخدمة
  • باحث أزهري يحصل على الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين
  • عالم أزهري: حقوق العباد أول ما يُسأل عنه المسلم يوم القيامة بعد الفرائض
  • حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج.. الإفتاء تُجيب