سودانايل:
2024-08-04@09:55:04 GMT

من أطلق سموم رحيمة الشريف في جسد السودان؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

بقلم: حسن أبو زينب عمر

انني مندوب جرح لا يساوم علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي ثم أمشي فأقاوم محمود درويش الجلادون هنا وفي هذه الحالة تحديدا ليس واحدا بل خلايا سرطانية تتمدد ببطيء في أجسادنا وكلها للأسف وكما جرت العادة تحمل عبارة صنع في السودان (فظلم ذوي القربى أشد مضاضة ..على النفس من وقع الحسام المهند) ولذلك لا أتوجه فقط باتهام الناشطة المصرية رحيمة الشريف التي لو أطلقت لسانها السليط الذي يقطر سما الى المواجهات الدموية التي وراء أمواج اللجوء والنزوح والتشرد الذي أضاف أعباءا على أعباء على اقتصاد مصر وهو مصدر شكواها المرة لهان الأمر وربما أشعلنا لها الأكف تصفيقا ورفعنا لها القبعات احتراما .

(2) لكن الذي فوق التصور أن يكون هدفها شعب مقهور مغلوب على أمره تعرض أفراده للذي لم يخطر على البال من السلب والنهب والموت المجاني وتعرضت نسائه الحرائر للاغتصابات أمام رجالهم وأبنائهم فهرب من نجا من العطش والجوع في الصحاري القاحلة الى الجيران في فجاج الأرض بحثا عن الأمن والأمان ومنها بالطبع مصر الشقيقة والتي يسيء المصريون تفسيرها ويذهبون ان كلمة شقيقة تعني أثيوبيا وهم لا يدرون أن قائلها هو شاعرنا العملاق تاج السر الحسن صاحب قصيدة آسيا وأفريقيا (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..يا رياضا عذبة النبع وريقة ..يا حقيقة) ويضيف (مصر يا أم جمال أم صابر. مليء روحي أنت يا أخت بلادي .. سوف نجتث من الوادي الأعادي .. وأنا في قلب أفريقيا فدائي والقنال الحر يجري في دمائي) . (3) ثم جاء أبو آمنة حامد يطلق شيطان الشعر تمجيدا لعبد الناصر ( قم صلاح الدين وأشهد بعثنا .. في لقاء القائد المنتصر ..شعبنا الأسمر من فرحته .. والتقت نهضتنا بالعرب ..حين صافحنا جمال العربي ..أنت يا ناصر في أرضي هنا لست بالضيف ولا المغترب) ..ويقال ان قصيدة (جمال العربي) قيلت أمام الرئيس عبد الناصر الذي تفاعل معها بعاصفة من التصفيق ثم قدم دعوة لأبو آمنة لزيارة القاهرة وهناك أسترعى انتباهه الاسم الطويل لاسم ابن أبو آمنة (جمال عبد الناصر حسين خليل أبو آمنة حامد فضحك عبد الناصر وقال (يا أستاذ أبو آمنة كان يكفي جمال فقط فأجاب أبو آمنة قائلا (والله يا ريس لو كنت اعرف اسم جدك الثالث لأكملت اسم ابني حتى النهاية ) . (4) كلمات رحيمة التي قطع شك ليست رحيمة بل قاسية موجعة بلسعة لهب النار ومريرة بطعم الحنظل لا يستاهلها ولا يحمل وزرها الشعب السوداني وهي قطع شك ليست لسانا لعامة الشعب المصري وليست موقفا من السلطة الحاكمة .. ولكن حتى اذا افترضنا جدلا ان رحيمة استهدفت الإنسان السوداني فهي نيران تنفخ فيها سيدة تعاني من تشوهات عقلية وأزمة نفسية لموقف شخصي يقطر اساءات غير مبررة لشعب ألقاه حظه العاثر في مأساة لم يكن له يد فها فالحرب كما يعلم الجميع ورائها أخطاء تراكمية غزل نسيجها بداية البشير (مفتي العلاقة بين الغرابية و الجعلي) والبرهان الذي جاء بعده لم يكتفى بالمضي في طريق هذه الاخطاء بل وفر لعصابات الاجرام كل عوامل المنعة والقوة حتى أستيقظ السودان الآمن على أفاعي آل دقلو وهي تنخر في جسده . (5) حتى الخارطة الجغرافية المعترف بها من كل المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والإقليمية والتي تضع المثلث ضمن حدود السودان احتجت عليها مصر بنجر خارطة جديدة ليس لها وجود الا في ملفات الخارجية المصرية والنتيجة أن كل من قام عفويا بتعليق الخارطة الحقيقية فوق المدارس والمحلات تجارية تعرض لعقوبات أضعفها اقفال المنشأة بالشمع الأحمر. (6) لا يفوت علينا هنا أيضا الثمن الغالي الذي دفعه الانسان السوداني والذي ورائه مغامرة عسكرية بتوريط بلد وشعب في جريمة نكراء لم تكن في البال وهي جريمة اغتيال الرئيس المصري في مطار اديس أبابا في 26 يونيو 1995 والنتيجة احتلال مصر لحلايب وشلاتين وفرض عقوبات صارمة على السودان حسب منطوق القرار 1044 الصادر من مجلس الأمن بتهمة عدم تسليم الجناة الذين تمت تصفية السودانيين منهم وتهريب المصريين الى أفغانستان حسب اعترافات الترابي لقناة الجزيرة في مشاهد من الرعب يغير منها حتى الفريد هيتشكوك نفسه . (7) كما يعلم الجميع أن هناك نزاع قانوني بين مصر والسودان على المنطقة وكان هادئا فحكومات السودان لا زالت منذ حكومة عبد الله خليل تجدد شكواها ضد مصر كل عام في مجلس الأمن وحكومات مصر لا زالت تسد أحد اذنيها بالطين والأخرى بالعجين تستجيب سلبا لشكوى السودان فهي رفضت الشكوى من المبدأ واختارت بدلا عنها طريق كسب المواطن المحلي بالإغداق عليه بخدمات شبه مجانية لا يجدها حتى انسان الجيزة تحسبا لاستفتاء قد تلجأ اليه الأمم المتحدة مستقبلا. لكن الذي يضع مزيدا من التعقيد ان محكمة العدل الدولية المخولة بالنظر في النزاع تشترط موافقة الطرفين المتنازعين للنظر في أي خلاف وهذا يعني أن استردادها سياسيا ( اخوي و أخوك) أصبح في باب المستحيل . (8) من المؤكد أن حالات النزوح الى الدول المجاورة قد أضاف أعباء إضافية على هذه الدول وكاهل انسانها انعكس ذلك بطبيعة الحال على السلع والمواصلات وخدمات المياه والكهرباء ولعل هذا سبب التذمر والشكوى من تواجدهم تحديدا في مصر. هناك نقاط تتعلق بممارسات بعض السودانيين في مصر جديرة بالتعليق وقد تطورت مؤخرا الى ظاهرة سلبية تقدح في سمعتنا أثارتها من قبل الكاتبة الدكتورة بخيتة أمين ..ربما تعتبر سلوكا عفويا لا غبار عليه داخل السودان ولكنها سلوكيات قبيحة مرفوضة بكل المقاييس خارج الوطن منها الحوامة والجلوس على مداخل العمارات السكنية بارتداء (العراريق) الداخلية الخفيفة والأحذية الشعبية ( السفنجة) التي مكانها البيت ولا تصلح في الشارع العام . النتيجة أن انساننا لم يعد مرحبا به persona non grata كما تقول الفرنجة وانفلاتاته تحتاج لتدخلات حاسمة من السفارة وأجسام المجتمعات المدنية . (9) كل الشتائم وكل الاساءات وكل سكاكين الكوارث التي تجاوزت تقطيع اللحم الحي الى طحن عظم الانسان السوداني يسأل عنه عسكر السودان وليس رحيمة الشريف وحدها . قضيتنا الآن ليست الثأر للشرف الرفيع من الأذى حتى لو جاء من (اللي يسوى واللي ما يسواش) من أمثال رحيمة الشريف .. رسالتنا الآن ليس تقمص دور الضرات يتبادلن الردح والملاسنات من على الشرفات كما كان الحال في الأفلام المصرية القديمة. رسالتنا المقدسة التي تعلو ولا يعلى عليها هي وحدة الموقف ووحدة الصف ووحدة الصوت الرافض للحرب التي يجمع الكل بتسميتها بالحرب العبثية .. رسالتنا الرفض المطلق بأن يكون الجنرالان جزءا من أية تسوية سياسية حتى لا يتكرر سيناريو الموت والدمار.

oabuzinap@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الناصر أبو آمنة

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: ما تمر به الأمة من استضعاف ينبغي أن يكون سبب يقظة وعمل

قال فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن تمكين الشباب ليس مصطلحا براقًا يوشك أن يذهب بريقه، ولكنه أصل من الأصول، وركن ركين، دعا إليه الإسلام، ومارسه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وعاشت عليه الأمة في أزمنة ريادتها، مؤكدا أننا قادرون بإذن الله- إن أدركنا مكانتنا، وفهمنا أسباب التمكين وأدواته- على أن نستعيد أمجادنا، ونقوم بواجبنا تجاه خالقنا وتجاه أمتنا وتجاه الناس.

 

وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم بمنتدى الطلاب الإندونيسيين بالشرق الأوسط وأفريقيا، والذي ينعقد تحت عنوان «تمكين الأفراد ومستقبل الأوطان»، أن التمكين يدور حول زيادة القدرة الروحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات، وإعطاء الأفراد والمجتمعات مزيدا من الفرص لاتخاذ خيارات يمكن تحويلها  إلى إجراءات ونتائج، لافتا إلى أن التمكين ليس كلمة طنانة تقال فتستولي على الأسماع فحسب، ولكنها منهج حياة عاقل عادل، لا يحابي ولا يجامل، فمن بذل أسباب التمكين وكان نظره إلى المستقبل استحق السناء والرفعة.

 

وأضاف وكيل الأزهر، أن هذا التمكين العادل ينادي على أبناء الأمة أن يملكوا أسباب الدنيا، وأن يجعلوها في أيديهم، يديرونها بما يستطيعون معه القيام بواجب الاستخلاف

 

القيم الدينية والأخلاق الحضارية


مشددا على أننا مأمورون أن نصطحب معنا في رحلتنا في الحياة، القيم الدينية والأخلاق الحضارية، التي تتأكد الحاجة إليها في ظل هذا الواقع المر الذي ينظر إلى الدين على أنه مشكلة أو أنه جزء من المشكلة، فاستبدل به حرية حمقاء أدت إلى انفلات وكفر وإلحاد ومثلية ومادية مفرطة، واستهلاك جشع.


وشدد الدكتور الضويني، على أن الواجب الضروري الآن هو أن تعي الأمة أن التمكين له أسبابه، ويجب عليها أن تكون واعية بقضيتها الأولى، وألا تشغل بما يريد أعداؤها أن يشغلوها به، فلا تؤخر ما حقه التقديم، أو تقدم ما حقه التأخير، فلقد أخرجنا رب العالمين للناس: نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر: عقيدة وعبادة وعملا، وسياسة واقتصاداً واجتماعاً وثقافة، وهذا كله مع الإيمان بالله، مؤكدا أن ما تمر به الأمة الآن من استضعاف ينبغي أن يكون سبب يقظة وهمة وعمل، لا قعود وكسل.


مبينا أن العناية بالشباب من مظاهر التحضر والرقي لدى الأمم التي تهيئ لهم ما يجعلهم رجالا أكفاء أقوياء تقوم الأوطان على سواعدهم.

 

وأكد الدكتور الضويني، أن الأزهر الشريف منحة ربانية مَنّ الله بها على الأمة، لتحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتتخذ الوسطية سبيلا ومنهجا، فلا إفراط ولا تفريط، ولا مغالاة ولا تهاون، شكل حصناً حصينا، وسدا منيعا أمام الدعوات المتطرفة، والمناهج الهدامة، مشددا على أن هذه المؤسسة ستظل مقاومة ومدافعة عن الإسلام الحنيف ما بقي الليل والنهار دون ضعف أو تخاذل، مضيفا أن الأزهر ظل على مدار تاريخه. ولا يزال . يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تمييز أو إقصاء؛ فهو القبلة العلمية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والنمط المتفرد عن غيره من الجامعات على مر العصور بعالمية رسالته التي تقوم على منهج شامل يضم إلى جنب العلوم الإسلامية والعربية العلوم العقلية والتطبيقية.

 

أوصى وكيل الأزهر الطلاب الإندونيسيين بأن يكونوا خير سفراء للأزهر الشريف، قائلاً لهم «أنتم أبناء الأزهر الشريف وفي قلبه، إن عدتم لأوطانكم تذكروا أن رسالة العلم لا تتوقف، وأن أبواب الأزهر مفتوحة لكم ولأبنائكم أبد الدهر، فانقلوا الرسالة التي حملتم أمانتها لبلادكم وأوطانكم»، مؤكداً أن الشباب هم ثروة الأمة التي تعتز بها، ورصيدها الذي تدخره لمستقبلها، وقوتها التي تبني مجدها عليها، وأملها المرتجى على الدوام.

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية في السودان (شاهد)
  • وكيل الأزهر: ما تمر به الأمة من استضعاف ينبغي أن يكون سبب يقظة وعمل
  • قوجيل: الجزائر النوفمبرية ستبقى بجيشها آمنة مهابة
  • الديمقراطية وحكومة 1956 المفترى عليها
  • السودان – سيناريو حل الدولتين.!!
  • العزة عزة الشعب!!
  • سموم جامعة بنها: استقبلنا 200 حالة خلال يوليو الماضي
  • MEE: هنية اغتيل بصاروخ أطلق على مقر إقامته وليس بقنبلة مزروعة
  • أمين عام الإفتاء بعمان: الأزهر الشريف يعد قلعة ومنارة للعلم والفكر الوسطي في العالم
  • تطورات حرب السودان – الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية