بقلم: حسن أبو زينب عمر
انني مندوب جرح لا يساوم علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي ثم أمشي فأقاوم محمود درويش الجلادون هنا وفي هذه الحالة تحديدا ليس واحدا بل خلايا سرطانية تتمدد ببطيء في أجسادنا وكلها للأسف وكما جرت العادة تحمل عبارة صنع في السودان (فظلم ذوي القربى أشد مضاضة ..على النفس من وقع الحسام المهند) ولذلك لا أتوجه فقط باتهام الناشطة المصرية رحيمة الشريف التي لو أطلقت لسانها السليط الذي يقطر سما الى المواجهات الدموية التي وراء أمواج اللجوء والنزوح والتشرد الذي أضاف أعباءا على أعباء على اقتصاد مصر وهو مصدر شكواها المرة لهان الأمر وربما أشعلنا لها الأكف تصفيقا ورفعنا لها القبعات احتراما .
(2) لكن الذي فوق التصور أن يكون هدفها شعب مقهور مغلوب على أمره تعرض أفراده للذي لم يخطر على البال من السلب والنهب والموت المجاني وتعرضت نسائه الحرائر للاغتصابات أمام رجالهم وأبنائهم فهرب من نجا من العطش والجوع في الصحاري القاحلة الى الجيران في فجاج الأرض بحثا عن الأمن والأمان ومنها بالطبع مصر الشقيقة والتي يسيء المصريون تفسيرها ويذهبون ان كلمة شقيقة تعني أثيوبيا وهم لا يدرون أن قائلها هو شاعرنا العملاق تاج السر الحسن صاحب قصيدة آسيا وأفريقيا (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..يا رياضا عذبة النبع وريقة ..يا حقيقة) ويضيف (مصر يا أم جمال أم صابر. مليء روحي أنت يا أخت بلادي .. سوف نجتث من الوادي الأعادي .. وأنا في قلب أفريقيا فدائي والقنال الحر يجري في دمائي) . (3) ثم جاء أبو آمنة حامد يطلق شيطان الشعر تمجيدا لعبد الناصر ( قم صلاح الدين وأشهد بعثنا .. في لقاء القائد المنتصر ..شعبنا الأسمر من فرحته .. والتقت نهضتنا بالعرب ..حين صافحنا جمال العربي ..أنت يا ناصر في أرضي هنا لست بالضيف ولا المغترب) ..ويقال ان قصيدة (جمال العربي) قيلت أمام الرئيس عبد الناصر الذي تفاعل معها بعاصفة من التصفيق ثم قدم دعوة لأبو آمنة لزيارة القاهرة وهناك أسترعى انتباهه الاسم الطويل لاسم ابن أبو آمنة (جمال عبد الناصر حسين خليل أبو آمنة حامد فضحك عبد الناصر وقال (يا أستاذ أبو آمنة كان يكفي جمال فقط فأجاب أبو آمنة قائلا (والله يا ريس لو كنت اعرف اسم جدك الثالث لأكملت اسم ابني حتى النهاية ) . (4) كلمات رحيمة التي قطع شك ليست رحيمة بل قاسية موجعة بلسعة لهب النار ومريرة بطعم الحنظل لا يستاهلها ولا يحمل وزرها الشعب السوداني وهي قطع شك ليست لسانا لعامة الشعب المصري وليست موقفا من السلطة الحاكمة .. ولكن حتى اذا افترضنا جدلا ان رحيمة استهدفت الإنسان السوداني فهي نيران تنفخ فيها سيدة تعاني من تشوهات عقلية وأزمة نفسية لموقف شخصي يقطر اساءات غير مبررة لشعب ألقاه حظه العاثر في مأساة لم يكن له يد فها فالحرب كما يعلم الجميع ورائها أخطاء تراكمية غزل نسيجها بداية البشير (مفتي العلاقة بين الغرابية و الجعلي) والبرهان الذي جاء بعده لم يكتفى بالمضي في طريق هذه الاخطاء بل وفر لعصابات الاجرام كل عوامل المنعة والقوة حتى أستيقظ السودان الآمن على أفاعي آل دقلو وهي تنخر في جسده . (5) حتى الخارطة الجغرافية المعترف بها من كل المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والإقليمية والتي تضع المثلث ضمن حدود السودان احتجت عليها مصر بنجر خارطة جديدة ليس لها وجود الا في ملفات الخارجية المصرية والنتيجة أن كل من قام عفويا بتعليق الخارطة الحقيقية فوق المدارس والمحلات تجارية تعرض لعقوبات أضعفها اقفال المنشأة بالشمع الأحمر. (6) لا يفوت علينا هنا أيضا الثمن الغالي الذي دفعه الانسان السوداني والذي ورائه مغامرة عسكرية بتوريط بلد وشعب في جريمة نكراء لم تكن في البال وهي جريمة اغتيال الرئيس المصري في مطار اديس أبابا في 26 يونيو 1995 والنتيجة احتلال مصر لحلايب وشلاتين وفرض عقوبات صارمة على السودان حسب منطوق القرار 1044 الصادر من مجلس الأمن بتهمة عدم تسليم الجناة الذين تمت تصفية السودانيين منهم وتهريب المصريين الى أفغانستان حسب اعترافات الترابي لقناة الجزيرة في مشاهد من الرعب يغير منها حتى الفريد هيتشكوك نفسه . (7) كما يعلم الجميع أن هناك نزاع قانوني بين مصر والسودان على المنطقة وكان هادئا فحكومات السودان لا زالت منذ حكومة عبد الله خليل تجدد شكواها ضد مصر كل عام في مجلس الأمن وحكومات مصر لا زالت تسد أحد اذنيها بالطين والأخرى بالعجين تستجيب سلبا لشكوى السودان فهي رفضت الشكوى من المبدأ واختارت بدلا عنها طريق كسب المواطن المحلي بالإغداق عليه بخدمات شبه مجانية لا يجدها حتى انسان الجيزة تحسبا لاستفتاء قد تلجأ اليه الأمم المتحدة مستقبلا. لكن الذي يضع مزيدا من التعقيد ان محكمة العدل الدولية المخولة بالنظر في النزاع تشترط موافقة الطرفين المتنازعين للنظر في أي خلاف وهذا يعني أن استردادها سياسيا ( اخوي و أخوك) أصبح في باب المستحيل . (8) من المؤكد أن حالات النزوح الى الدول المجاورة قد أضاف أعباء إضافية على هذه الدول وكاهل انسانها انعكس ذلك بطبيعة الحال على السلع والمواصلات وخدمات المياه والكهرباء ولعل هذا سبب التذمر والشكوى من تواجدهم تحديدا في مصر. هناك نقاط تتعلق بممارسات بعض السودانيين في مصر جديرة بالتعليق وقد تطورت مؤخرا الى ظاهرة سلبية تقدح في سمعتنا أثارتها من قبل الكاتبة الدكتورة بخيتة أمين ..ربما تعتبر سلوكا عفويا لا غبار عليه داخل السودان ولكنها سلوكيات قبيحة مرفوضة بكل المقاييس خارج الوطن منها الحوامة والجلوس على مداخل العمارات السكنية بارتداء (العراريق) الداخلية الخفيفة والأحذية الشعبية ( السفنجة) التي مكانها البيت ولا تصلح في الشارع العام . النتيجة أن انساننا لم يعد مرحبا به persona non grata كما تقول الفرنجة وانفلاتاته تحتاج لتدخلات حاسمة من السفارة وأجسام المجتمعات المدنية . (9) كل الشتائم وكل الاساءات وكل سكاكين الكوارث التي تجاوزت تقطيع اللحم الحي الى طحن عظم الانسان السوداني يسأل عنه عسكر السودان وليس رحيمة الشريف وحدها . قضيتنا الآن ليست الثأر للشرف الرفيع من الأذى حتى لو جاء من (اللي يسوى واللي ما يسواش) من أمثال رحيمة الشريف .. رسالتنا الآن ليس تقمص دور الضرات يتبادلن الردح والملاسنات من على الشرفات كما كان الحال في الأفلام المصرية القديمة. رسالتنا المقدسة التي تعلو ولا يعلى عليها هي وحدة الموقف ووحدة الصف ووحدة الصوت الرافض للحرب التي يجمع الكل بتسميتها بالحرب العبثية .. رسالتنا الرفض المطلق بأن يكون الجنرالان جزءا من أية تسوية سياسية حتى لا يتكرر سيناريو الموت والدمار.
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية:
عبد الناصر
أبو آمنة
إقرأ أيضاً:
لبيئة آمنة للأطفال.. محافظ قنا يشدّد على توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة
بحث الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، آليات توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة، لا سيما تلك المقامة بالأدوار العليا، وذلك في إطار تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية والحماية المدنية، فى خطوة تعكس حرص الدولة على حماية الأطفال وضمان نشأتهم فى بيئة تعليمية آمنة وصحية.
جاء ذلك خلال اجتماع بديوان عام المحافظة، بحضور اللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، ومجدى حسن حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد يوسف، وكيل وزارة الصحة، وعنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد عبد الرحيم عرفة، وكيل وزارة الشباب والرياضة، و يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، والنقيب محمود جلال، رئيس قسم الوقاية بالحماية المدنية، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية المعنية.

محافظ قنا يناقش آليات تطوير خدمات نادي الفتيات الجديد

محافظ قنا يشهد بدء التشغيل التجريبي لمجمع مواقف نقادة

محافظ قنا يُقدِّم واجب العزاء فى شهيد الواجب محمود عبد الصبور بقرية دنفيق

رئيس مدينة قنا يقود حملة موسعة للإنارة والنظافة والتفتيش على المحال التجارية
واستعرض محافظ قنا والحضور، الوضع الراهن للحضانات التي تعمل بدون ترخيص، والبالغ عددها 68 حضانة على مستوى المحافظة، فضلا عن مناقشة أبرز التحديات التي تواجهها هذه الحضانات، والسبل الممكنة لتذليل العقبات أمام حصولها على التراخيص القانونية، مع التأكيد على ضرورة استيفاء كافة اشتراطات الحماية المدنية والسلامة العامة، حفاظًا على أرواح الأطفال وسلامتهم.
وشدّد محافظ قنا ، على أهمية قيام لجنة شئون دور الحضانات بتكثيف جهودها لزيادة أعداد الأطفال الملتحقين بتلك الحضانات، مع الالتزام الكامل بالاشتراطات والمعايير الأساسية، موجهاً بضرورة تشجيع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة على التوسع في إنشاء حضانات نموذجية تقدم خدمات تعليمية متميزة، وتتبنى وسائل تعليمية مبتكرة تسهم في تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم الذهنية.
وتناول الاجتماع أيضًا عددًا من المقترحات والأفكار التي من شأنها تحفيز أصحاب الحضانات على تقنين أوضاعهم، مع التشديد على تكثيف عمل اللجان الرقابية لمتابعة الأداء وضمان الالتزام بمعايير السلامة، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بما يحفظ سلامة الأطفال ويصون حقوقهم.
واختتم محافظ قنا، الاجتماع بالتأكيد على أن الدولة تولي مرحلة الطفولة المبكرة اهتمامًا خاصًا، لما لها من دور محوري في تشكيل وعي الطفل وتأسيس شخصيته، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تدّخر جهدًا في دعم الحضانات وتوفير كافة السبل التي تضمن بيئة تعليمية آمنة وصحية لجميع الأطفال.

