Historical Fiction – Seven tips to tackle research and writing
ليلي أبو العلا
ترجمة بدر الدين حامد الهاشمي
لطَالَمَا أحببت قراءة الرواية التاريخية. لا بد أن هناك شيئا سحرياً في الدَلْف إلى الماضي، والماضي هو مكان مثير يبعث على الحيرة، ونطَّلَع فيه على طرق حياة اندثرت الآن. ومع ذلك، لم استجمع أطراف شجاعتي لكتابة روايات تاريخية إلا بعد أن كتبت الروايات المعاصرة.

ولأكون صادقة، كان عملية البحث هي ما أَرْجَأت اقتحامي لهذا المجال. تستحضر كلمة "بحث" ساعات طوال يقضيها المرء في مكتبات شديدة الهدوء ولا تخلو من كآبة، ودراسة المجلدات التاريخية، والخوض في الكثير من الحقائق المملة وتواريخ المعارك. ولكن لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا. لقد اكتشفت أن عملية البحث نفسها تمكن أن تغدوا جزءًا من العملية الإبداعية، ويمكن أن تكون ملهمة وممتعة لأبعد الحدود. وفيما يلي أسدي بعض النصائح، مستندةً على تجربتي الشخصية في كيفية كتابة الرواية التاريخية.
1/ اِتَّبِعْ ما أنت به مفتون
اِقْرَأْ ما يعجبك من التاريخ بأكثر مما يجب عليك قراءته. فعلى سبيل المثال، في رواية "روح النهر العتيق River Spirit" كنت قد ذهبت لقسم أرشيف السودان بجامعة درم. ووجدت فيها صَكّ بَيْع فتاة مسترقة اسمها زمزم. منحني اسمها صورة لها في خيالي، وصرت كأني أعرفها. وأثار هذا اهتمامي بالرق في سودان القرن التاسع عشر، فشرعت في البحث في أمره. ولم أكن انْتَوَى قط أن أجعل بطلة قصتي فتاة مسترقة. غير أن الطريقة التي تمكنت بها تلك الفتاة من الحصول على حريتها هو ما شدني وجذبني إليها. لهذا عملت على تأسيس بحثي حول معرفة المزيد عن نوع الحياة اليومية التي كان من المحتمل أن تعيشها زمزم.
2/ اِسْتَشِرْ الخبراء
اتصلت ببعض البُحَّاث الذين كتبوا عن سودان القرن التاسع عشر، ورشحوا لي بعض الكتب والأوراق التاريخية – ووفروا على ساعات من وقتي.
3/ قراءة روايات تدور أحداثها في نفس المكان والفترة التاريخية
كان هذا أمراً ممتعاً للغاية لأنني تمكنت من الاستمتاع بأخْيِلَةٌ تلك الروايات، وفي ذات الوقت كنت أشعر أنني أعمل بالفعل! لقد التقطت من تلك الروايات تفاصيل مثيرة للاهتمام وذات صلة وثيقة بما أنوي عمله، بالإضافة إلى أسماء المصادر المفيدة المدرجة في صفحات الشكر والامتنان بها.
4/ اِبْحَثْ عن شخصياتك الخيالية في حواشي التاريخ
تعتمد الكثير من الروايات التاريخية على شخصيات ثانوية في التاريخ ... أشخاص حقيقيون يُذْكَرُونَ بإيجاز في الهوامش. ربما كانوا قد أدوا دوراً بسيطاً، أو كانوا حاضرين عند وقوع أشياء مهمة وخطيرة. ونظراً لأنه لا يُعرف عنهم إلا القليل، فإن وجود مثل تلك الشخصيات "الثانوية" في التاريخ يمنح الكاتب المبدع فرصة ثمينة لملء الأجزاء المفتقدة (في التاريخ).
5/ التبادل بين البحث والكتابة
على الرغم من أنني كنت أبدأ بعملية البحث، إلا أنني لم أخصص له كل وقتي. فعندما يراودني إحساس بالإبداع، أعمل على كتابة روايتي. وكنت في بعض الأحيان أواصل الكتابة حتى أصطدم بعقبة ما، فأجد نفسي في حاجة للبحث عن شيء محدد. أذكر جيداً أن والدتي كانت تزورني لبضعة أسابيع وكنت في غضون تلك الأيام أتجنب التجوال في أحلام اليقظة الضبابية (وهو ما أفعله عادةً عندما أكتب) وأركز على البحث فحسب. غير أني كنت، في أغلب الأحيان، أكتب وأبحث في ذات الوقت. فالكتابة والبحث يغذي كل منهما الآخر.
5/ تَوَقَّعْ عملية تحرير أطول
وعلى الرغم من أنني كنت حذرةً، إلا أن الأمر انتهى بي إلى إجراء البحث الواضح المتوقع الذي يميل الروائيون التاريخيون إلى الوقوع فيه عادةً. وكانت مسودتي الأولى تحتوي على الكثير من مواد البحث الذي جلبته من المعلومات، بكل ما فيها من تكرار، وفقرات كأنها تريد أن تقول: "اُنْظُرْ ما أعرفه". كان علي أن أحذف وأحذف وأحذف مرة أخرى. كان لزاماً علي أن أقرر ما هو المهم في القصة وما هو غير ذلك. وكانت مرحلة المراجعة والتحرير تستغرق وقتاً أطول مما تستغرقه في رواياتي المعاصرة. ففي الرواية التاريخية هناك الكثير مما ينبغي التحقق منه، وتعطي للكاتبة / الكاتب فرصة أخرى للتقليل من النصوص غير الضرورية.
6/ عليك القبول بأن البحث ربما لن ينتهي
هناك الكثير من كتب التاريخ التي كان علي الاستعانة بها، غير أنني لم أفعل ذلك. وهناك كتب أخرى كنت قد شرعت في قراءتها، ولكني هجرتها نسبة لانشغالي بالكتابة! لقد كان سرد الرواية يمضي بسلاسة، ولم تكن لي ساعتها حاجة للبحث. غير أني، للأمانة، ينبغي أن أذكر أنني لم أشعر قط بأنني قد انتهيت تماماً من البحث. ربما لأنه ليس بوسع المرء أن ينتهي من بحث فترة تاريخية. الأمر كله يعتمد على "متى ستتوفق عن البحث وتركز على الكتابة". قد يستمر البحث إلى الأبد. ففي النهاية، فإن القصة المركزية، وأشخاصها، هم من يصنعون الرواية، بينما يتوارى البحث التاريخي في خلفية المشهد.

alibadreldin@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الروایة التاریخیة الکثیر من غیر أن

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة: مصر تقف دائمًا مع سوريا في أزماتها التاريخية

قال الإعلامي عادل حمودة إنه لم تتنبأ أي وكالة استخبارات في الغرب بالتطورات في سوريا، أثبتت هذه التطورات أن نظام الأسد كان أضعف مما كان يُعتقد في البداية.

وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن بعض الاقتباسات مناسبة جدًا للوقت الحالي، نتذكر منها مقولة إرنست همنجواي في رواية «الشمس تشرق أيضًا»، كتب همنجواي: «الانهيار يحدث بطريقتين - بالتدريج، ثم فجأة».

ولفت أن المقولة نفسها يمكن أن تقال عن سقوط نظام عائلة الأسد، عائلة حكمت بقوة سوريا على مدار أكثر من نصف قرن، عائلة نجت على مدار أكثر من عقد من حرب أهلية، ثم سقطت فجأة خلال أيام.

وأوضح أن عائلة الأسد رحلت إلى روسيا كما أشارت التقارير الصحفية، رحلت العائلة الأقوى وبقيت سوريا، وسوف تبقى سوريا، لكن بالتأكيد تواجه مستقبل غامض، تواجه فوضى، وتواجه انعدام يقين.

وأشار إلى أنه المؤكد أن سوريا تواجه مرحلة جديدة في تاريخها، مصر دائمًا تقف مع سوريا، حدث ذلك في أزمة عام 1975 حينما حاولت تركيا ضم حلب والموصل، ومصر اليوم مع وحدة سوريا واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يفتتح مؤتمر الرواية والدراما الأربعاء المقبل
  • الأربعاء.. وزير الثقافة يفتتح الدورة الأولى من مؤتمر الرواية والدراما
  • الأربعاء.. افتتاح مؤتمر الرواية والدراما بنادي القصة
  • حاصباني عن تسلم الجيش مواقع الجبهة الشعبية: قادر على القيام بهذه المهمة
  • خبراء يشككون في الرواية الأمريكية حول إسقاط طائرة “إف18” في البحر الأحمر
  • عادل حمودة: مصر تقف دائمًا مع سوريا في أزماتها التاريخية
  • النائب العام: كفاءة الجيل الشاب تواجه التحديات بالبحث والابتكار
  • معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
  • الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في الجديد وهناك من يعيش انسلاخا حضاريا
  • السياحة الثقافية و جهود السعوديين في خدمة العربية والكتابة الإبداعية