الرواية التاريخية – سبع نصائح قبل القيام بالبحث والكتابة
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
Historical Fiction – Seven tips to tackle research and writing
ليلي أبو العلا
ترجمة بدر الدين حامد الهاشمي
لطَالَمَا أحببت قراءة الرواية التاريخية. لا بد أن هناك شيئا سحرياً في الدَلْف إلى الماضي، والماضي هو مكان مثير يبعث على الحيرة، ونطَّلَع فيه على طرق حياة اندثرت الآن. ومع ذلك، لم استجمع أطراف شجاعتي لكتابة روايات تاريخية إلا بعد أن كتبت الروايات المعاصرة.
1/ اِتَّبِعْ ما أنت به مفتون
اِقْرَأْ ما يعجبك من التاريخ بأكثر مما يجب عليك قراءته. فعلى سبيل المثال، في رواية "روح النهر العتيق River Spirit" كنت قد ذهبت لقسم أرشيف السودان بجامعة درم. ووجدت فيها صَكّ بَيْع فتاة مسترقة اسمها زمزم. منحني اسمها صورة لها في خيالي، وصرت كأني أعرفها. وأثار هذا اهتمامي بالرق في سودان القرن التاسع عشر، فشرعت في البحث في أمره. ولم أكن انْتَوَى قط أن أجعل بطلة قصتي فتاة مسترقة. غير أن الطريقة التي تمكنت بها تلك الفتاة من الحصول على حريتها هو ما شدني وجذبني إليها. لهذا عملت على تأسيس بحثي حول معرفة المزيد عن نوع الحياة اليومية التي كان من المحتمل أن تعيشها زمزم.
2/ اِسْتَشِرْ الخبراء
اتصلت ببعض البُحَّاث الذين كتبوا عن سودان القرن التاسع عشر، ورشحوا لي بعض الكتب والأوراق التاريخية – ووفروا على ساعات من وقتي.
3/ قراءة روايات تدور أحداثها في نفس المكان والفترة التاريخية
كان هذا أمراً ممتعاً للغاية لأنني تمكنت من الاستمتاع بأخْيِلَةٌ تلك الروايات، وفي ذات الوقت كنت أشعر أنني أعمل بالفعل! لقد التقطت من تلك الروايات تفاصيل مثيرة للاهتمام وذات صلة وثيقة بما أنوي عمله، بالإضافة إلى أسماء المصادر المفيدة المدرجة في صفحات الشكر والامتنان بها.
4/ اِبْحَثْ عن شخصياتك الخيالية في حواشي التاريخ
تعتمد الكثير من الروايات التاريخية على شخصيات ثانوية في التاريخ ... أشخاص حقيقيون يُذْكَرُونَ بإيجاز في الهوامش. ربما كانوا قد أدوا دوراً بسيطاً، أو كانوا حاضرين عند وقوع أشياء مهمة وخطيرة. ونظراً لأنه لا يُعرف عنهم إلا القليل، فإن وجود مثل تلك الشخصيات "الثانوية" في التاريخ يمنح الكاتب المبدع فرصة ثمينة لملء الأجزاء المفتقدة (في التاريخ).
5/ التبادل بين البحث والكتابة
على الرغم من أنني كنت أبدأ بعملية البحث، إلا أنني لم أخصص له كل وقتي. فعندما يراودني إحساس بالإبداع، أعمل على كتابة روايتي. وكنت في بعض الأحيان أواصل الكتابة حتى أصطدم بعقبة ما، فأجد نفسي في حاجة للبحث عن شيء محدد. أذكر جيداً أن والدتي كانت تزورني لبضعة أسابيع وكنت في غضون تلك الأيام أتجنب التجوال في أحلام اليقظة الضبابية (وهو ما أفعله عادةً عندما أكتب) وأركز على البحث فحسب. غير أني كنت، في أغلب الأحيان، أكتب وأبحث في ذات الوقت. فالكتابة والبحث يغذي كل منهما الآخر.
5/ تَوَقَّعْ عملية تحرير أطول
وعلى الرغم من أنني كنت حذرةً، إلا أن الأمر انتهى بي إلى إجراء البحث الواضح المتوقع الذي يميل الروائيون التاريخيون إلى الوقوع فيه عادةً. وكانت مسودتي الأولى تحتوي على الكثير من مواد البحث الذي جلبته من المعلومات، بكل ما فيها من تكرار، وفقرات كأنها تريد أن تقول: "اُنْظُرْ ما أعرفه". كان علي أن أحذف وأحذف وأحذف مرة أخرى. كان لزاماً علي أن أقرر ما هو المهم في القصة وما هو غير ذلك. وكانت مرحلة المراجعة والتحرير تستغرق وقتاً أطول مما تستغرقه في رواياتي المعاصرة. ففي الرواية التاريخية هناك الكثير مما ينبغي التحقق منه، وتعطي للكاتبة / الكاتب فرصة أخرى للتقليل من النصوص غير الضرورية.
6/ عليك القبول بأن البحث ربما لن ينتهي
هناك الكثير من كتب التاريخ التي كان علي الاستعانة بها، غير أنني لم أفعل ذلك. وهناك كتب أخرى كنت قد شرعت في قراءتها، ولكني هجرتها نسبة لانشغالي بالكتابة! لقد كان سرد الرواية يمضي بسلاسة، ولم تكن لي ساعتها حاجة للبحث. غير أني، للأمانة، ينبغي أن أذكر أنني لم أشعر قط بأنني قد انتهيت تماماً من البحث. ربما لأنه ليس بوسع المرء أن ينتهي من بحث فترة تاريخية. الأمر كله يعتمد على "متى ستتوفق عن البحث وتركز على الكتابة". قد يستمر البحث إلى الأبد. ففي النهاية، فإن القصة المركزية، وأشخاصها، هم من يصنعون الرواية، بينما يتوارى البحث التاريخي في خلفية المشهد.
alibadreldin@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الروایة التاریخیة الکثیر من غیر أن
إقرأ أيضاً:
نصائح للأمهات.. كيف تحمي طفلك من التحرش؟
أوضحت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أن جريمة التحرش بالأطفال ليست مسئولية الأسرة وحدها، بل مسئولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع.
نصائح للأمهات لحماية الأبناء من التحرشوأكدت داليا «الحزاوي» في تصريحات لها، أن توعية الأمهات يلعب دور أساسي في وقاية الأبناء من هذا الخطر، لذا قدمت عدة نصائح لحماية الأبناء من التحرش:
- يجب تعليم الأبناء رفض التصرفات غير المريحة والمألوفة بالنسبة له، حتى وإن كانت من شخص مقرب.
- يجب تعليم الأبناء في سن الصغر الخصوصية والأماكن الخاصة في جسدهم، والممنوع الاقتراب منها.
- تعويد الأبناء على عدم الذهاب لأي مكان غير بمعرفتك أولًا.
- ضرورة تعليم الأبناء الدفاع عن النفس، حتى إذا تعرض للمضايقة يدافع عن نفسه.
- الحرص على مراقبة سلوك الأبناء من وقت للأخر.
- الحرص على حسن اختيار الأماكن المناسبة والأمنة لتواجد الأبناء بها، ويفضل الأماكن التي بها كاميرات مراقبة.
التقرب من الأبناءوأكدت الحزاوي، أنه بجانب ما سبق، يجب على الأمهات التقرب للأبناء بطريقة جيدة، حتى يتمكن الأبناء بالتحدث معهم دون خوف عن كافة الأشياء التي تحدث لهم على مدار اليوم، بالإضافة إلى معرفة دالائرة المحيطة بأبنائهم خارج المنزل، ومحاولة متابعة سلوكهم، للاطمئنان عليهم.
وأوضحت داليا الحزاوي، أنه إذا تعرض أحد الأبناء للإيذاء البدني وبالأخص لواقعة التحرش به، على الأمهات ألا يخجلن من هذا الموقف، وسرعة الإبلاغ واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحفظ حقوق الأبناء.
وتابعت الحزاوي، وفي حالة حدوث مثل هذه الواقعة مع الأبناء، يجب على الأمهات دعمهم نفسيًا، وضرورة استشارة طبيب نفسي مختص، لمساعدتهم على تجاوز هذه التجربة السيئة، والخروج منهم دون خسائر.
دور المجتمع في قضايا التحرش بالأطفالونوهت الحزاوي، أن المجتمع يلزم أن يؤدي دوره في مواجهة جريمة التحرش بالأطفال، كما أن للمؤسسات الدينية دور هام في مثل هذه القضايا، وأهمها:
- التوعية من خلال الخطب التي تجرم هذا الفعل المشين.
- لابد أن يكون هناك حملات توعية من خلال المؤسسات المجتمع المدني.
- إقامة ندوات لأولياء الأمور والطلاب بالمدارس والنوادي.
- مساعدة الأطفال بالدعم النفسي المجاني لتخطي تجربة التحرش.
- دور الإعلام في إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات للتوعية الإطفال وتوعية الأسر وتحفيزهم على محاربة ثقافة الصمت.
- دور وزارة التربية والتعليم في احتواء المناهج على جزء من التوعية وتعليم الطلاب خصوصا في السن الصغير.
معاقبة المتحرشين بالأطفالواختتمت الحزاوي: «نتمني بتغليظ العقوبات ضد المتحرشين بالأطفال حتى يكونوا عبرة للغير و لكي نحمي الأجيال القادمة من الآثار النفسية التي تدوم طيلة حياتهم».