سودانايل:
2024-08-04@13:25:14 GMT

نحن والحمير في المنعطف الخطير

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

إنها قصة قصيرة من مجموعة قصصية للكاتب اليمني محمد مصطفي العمراني , يحكي أنهم يجلبون الماء من مكان جبلي وعر فيه منعطف عادة ما تسقط فيه الحمير ومن عليها من أطفال. الغريب في الأمر أن كل سكان القرية لم يلهم الله أحدا منهم أن يفكر في تغيير ذلك الطريق والبحث عن طرق أخرى تؤدي إلى ذات البئر. كما أن أي منهم لم يهتد إلى فكرة ترك الحمير تسير بمفردها دون أ تكون عليها أرواح الأطفال.

عندما سأل الكاتب أهل القرية عن ذلك كانت إ‘جابتهم مفزعة إذ قالوا نحن نتبع الحمير في مسيرها. هذا يعني أن قرية كاملة تاتمر بامر حمار إن سقط سقط معه طفل، وإن لم يسقط نجي كل من الطفل والحمار.
الناظر إلى واقعنا في هذه الحرب يدرك بكل سهولة ويسر أن هذا البلد المحزون يسير خلف مجموعة حمير ترتدي الزي العسكري وترصع صدورها وأكتافها نجوم وميداليات تحكي معدلات عالية من هرمون ( الحمرنة والغباء الطبيعي)، وهذا الإستحمار الطبيعي لهو اشد قسوة من ذلك المكتسب، إذ انه هبة الله لبعض من عباده، ليت الأمر توقف عند حفنة قليلة من بلهاء العسكر، لكنه إمتد ليشمل من يطبلون لهذا الغباءمن أشكال ديناصورية تساعدهم على سلوك ذات المنعطف الخطير الذي أودى بحياة شباب وكهول وأطفال ذلك البلد، إنهم قوم أصابهم الله يتحجر المشاعر والإحساس تجاه الخراب والدمار الهائل وكأنهم صم لا يسمعون وعمي لا يبصرون.
بأنك ترى النصر أمام ناظريك، فهذا هو المنعطف الخطير بذاته. رجل مفترض أنه درس الإستراتيجيات العسكرية ودرس الحرب وتقديراتها ، ويفشل في رؤية الهزيمة الماثلة امامه ماذا يمكن ان نطلق عليه؟ قلنا كان يمكن تدارك ذلك الدمار الهائل وتقليل الخسائر المادية والبشرية منذ الإسبوع الأول، لكنه تحت وطأة التهديد والتأثير القوي لمجموعة تدعي الإسلام والتي سلمها أمر إدارة المعركة وهم مجموعة مدنية، مصلحتها هي إستمرار الحرب، تجده يصر على المضي في نفس الطريق مع اليقين التام أنه خاسر لا محالة. إنه ذات الطريق الذي تسلكه حمير القرية مع الإدراك التام لسكان تلك القرية بأنها قد تكون الرحلة الأخيرة أو رحلة الوداع لهؤلاء الصغار. لقد سلم اهل القرية أمر قيادتهم لحمير وسلم الجيش أمر قيادته لحمير من النوع البشري. في البدء سيطر الدعم السريع على معظم مقار الجيش وكانت الحرب محصورة في العاصمة، ثم تمددت غربا ، وفي كل مرة يهرب الجيش دون ان يطلق رصاصة واحدة، ثم جاء الدور على الجزيرة وحاضرتها ومن ثم قراها، كل ذلك لم يعني أي شي لسيادة ( الحمار اول) ركن ، وبقية الجحوش الذين حوله. يتوالى سقوط الولايات ويظل ما كان بالأمس ممكنا أضحى اليوم مستحيلا. ونحن في قمةهذه المسرحية العبثية يقيض الله لنا فصيلة أخرى من الدواب، أثبت علماء علم الحيوان أنها أغبى من الحمير، إنه وحيد القرن، ولم يكن ذلك إلا مالك عقار، الرجل الذي أدمن خاصية كسب عداوات الاخرين، مصرحا في عداوة غير مبررة إطلاقا ( لا جدة ولا جدادة) ، كان يمكن أن تساق تلك العبارة الرافضة للحلول السلمية بمفردات ولغة غير هذه، لو كان قائلها شخص آخر غير وحيد القرن هذا، لم تكن المملكة يوما عدو يستوجب تلك اللغة السوقية المنحطة. في الحقيقة أن القواسم المتركة بينه وبين وحيد القرن عديدة، تضخم الحثة مع البلادة وضيق الأفق وضعف البصر، فهو يهاجم الهدف ثم يدرك لاحقا انه مخطي، وذلك بعد ان يكون قد أحدث ضررا كبيرا. فهو حيوان يري أن أي شي أمامه هو عدو. هذه خاصية توفرت في فصيل واحد من الحيوانات، وفي أنماط عديدة من البشر شاكلة عقار والكباشي وياسر العطا. بعد أن أتجه الدعم السريع نواحي سنار واسقط سنجة والدندر، وما صاحب تلك الحملات من إنتهاكات ، قلنا يمكن أن يرعوي عن السير في ذات المنعطف الخطير الذي لن يؤدي إلا إلى الهلاك المحتوم، و مؤخرا صرح البرهان نافيا أي مفاوضات في سويسرا، المرء يعجب لهذا الجنرال التائه، يتحدث رافضا ومغلقا كل نوافذ الحوار وكأنه منتصر على الأرض، يضع الرجل دون حياء شروطا في العادة يضعها المنتصر، في (مشاترة) غريبة يطلب من القوات التي فشل في إخراجها من مقاره ومواقعه العسكرية بالإنسحاب، وهو قد فشل في إخراجهم منازلة على الأرض. إن ( ماكبث ) السودان يريد أن يحقق نبؤة والده، بقتل وحرق السودان وأهله، غير أن ( ماكبث) شكسبير ٌقتل وقٌطع رأسه وهو يقاتل بشجاعه في الميدان، غير أن هذا الهارب شرقاً، لو انه إستمر في تعنته هذا، ربما نشاهد غدا حصار الشرق، فالبحر أمامه والعدو خلفه، ساعتها عليه أن يجيب على السؤال المعروف ( المعاملة كيف؟) ، لكن الذي نخشاه أن يقلد لهم ثغاء النعجة( بااااع) .
ربما يقيض الله لنا نفرا يسلك طريقا غير هذا المنعطف الخطير.
د. عادل العفيف مختار
adilalafif@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شوارع ومنازل ميت محسن بالدقهلية غارقة فى مياه الصرف الصحى

سادت حالة من الإحتقان بين الأهالى بقرية ميت محسن التابعة لمركز ميت عمر بمحافظة الدقهلية،  والبالغ عددهم 20 ألف نسمة بسبب إستمرار إنتشار أكوام القمامة بالشوارع وأمام المدارس.

تعوم منازلهم ومدارسهم فوق برك من مياه الصرف الصحي 

أجري محرر الوفد، جولة داخل قرية ميت محسن، فوجئ بتدنى الخدمات حيث لايوجد شبكة صرف صحى  ومياه الصرف الصحى ذات الرائحة الكريهة تحاصرهم من كل جانب مياه، لم ترحم كبيرًا ولا صغيرًا من الأمراض المزمنة، وتعوم منازلهم ومدارسهم فوق برك من مياه الصرف الصحي، حتى باتت مهددة بالانهيار في أي لحظة، أما الشوارع فتحولت لبرك من المياه الراكدة فحال ذلك دون السير بها.

استغاثات كثيرة على مدار أكثر من 10 أعوام، أطلقها أهالي قرية ميت محسن ، لكن لم تفلح مرة واحدة  تلك الاستغاثات في لفت الأنظار، فلم ينتقل مسؤوول الى هناك لبحث معاناة الأهالى.

وأكد الأهالى، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن مشكلة انفجارات خطوط الصرف الصحى أصبحت مشكلة مزمنة، ونعانى منها بصفة مستمرة، مطالبين اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية بسرعة التدخل وحل الأزمة.

من جانبه أكد طارق قدح من أهالى القرية الصرف الصحى بقرية ميت محسن، أن شبكة الصرف الحالية،  تم إنشاؤه بالجهود الذاتية من الأهالي، فقد قمنا بشراء المواسير والحفار من عام 2002، وقام بالإشراف عليها مهندس من الوحدة المحلية .

 وأكد قدح، أن حالة من الاهمال والتجاهل من قبل الوحدة المحلية،  فقد تركوا البناء  العشوائى يزحف على الخط الرئيسى،  لدرجة ان محدش عارف غرفة التفتيش فين، بالإضافة إلى وضع محول الكهرباء فوق الخط  وحصل انسداد فى المواسير، موضحًا بأنه تهالكها وأصبح مياه الصرف  تتسرب تحت المباني والبيوت، وطفح فى الشوارع  التى أصبحت  محاصرة بمياه المجارى والبيوت مهددة بالانهيارالمشكلة ايديه نحن فى الصيف.

وأوضح  محمد عبده أحد أهالى القرية، أن مياه الصرف الصحي أغرقت المنازل مما تعذر معه خروج المواطنين من منازلهم وسير السيارات في الشارع، وكذلك أغرقت المحال المواجهة للشارع وأتلفت السلع الموجودة بها.

وأضاف محمد عبده، أن مياه الصرف الصحي طفحت منذ 15 يوماً بنفس الطريقة فقام أهالى القرية، بإرسال طلبات إغاثة  للوحدة المحلية، حتى يتم إنقاذ الموقف ويرسلون عمالاً لشفط المياه في الشارع لكن المسؤولين بالهيئة،  أكدوا أن هذه المياه لن تتم إزالتها إلا عن طريق ماكينة شفط كبيرة (النافورى)، حتى تسليك المواسير الرئيسية.

وأضاف أنهم قاموا بإرسال سيارة لشفط هذه المياه مؤقتاً، إلا أن السكان فوجئو بطفح كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي مما تسبب في إغراق الشارع بأكمله. 

ويكمل مرتضى الحنفى  من أهالى القرية  أحد المتضررين، أن هناك تراكم فى  المنازل والتى تحولت إلى بركة مياه تنبعث منها روائح كريهة مما يعرض أسرته وأبنائه للأمراض  المعدية والأوبئة نتيجة انتشار الحشرات، فضلا عن الخوف من إصابة جدران المنازل الشروخ والتصدعات نتيجة الرشح والرطوبة.

وأضاف الحنفي، أن لأهالى  تقدموا بالعديد من الشكاوى والاستغاثات لرئيس مجلس مركزومدينة  ميت غمرورئيس قطاع مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، ولكن دون جدوى، و ناشدوا المسئولين بسرعة التدخل وحل المشكلة وإنقاذ حياتهم.

نقص المياه

بينما أكد عماد الغلبان أن أهالى القرية،  كما يعانون من إنعدام الصرف الصحى، فإنهم أيضا لايجدون المياه وإن وجدت تكون فى جزء من القرية وباقى القرية، لايوجد بها قطرة مياه واحدة، ونعانى جدا طوال فترات النهاروخاصة السيدات  اللاتى يعجزن عن تدبير إحتياجات المنزل،ويقمن بالسهر طيلة الليل لغسيل الأطباق والملايس، وتدبيرإحتياجات المنزل وهذا يعد مشقة بالغة.

 وناشد الغلبان ،اللواء الهمام طارق مرزوق محافظ الدقهلية،  بالتدخل لحل أزمة مياه الشرب بالقرية ، قائلًا:" أهالى القرية، يعيشون في  حالة إستياء شديد بسبب عدم وجود مياه شرب بالقرية منذ فترة طويلة"،  وقدمنا شكاوي عديدة  للمسئولين بمجلس مدينة ميت غمر، ولكن لم يتحرك أحد وهناك عدم مبالاة من الوحدة المحلية التابع لها القرية .

الوفد حاولت التواصل مع المهندس خالد نصر رئيش شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية ، للرد على شكاوى الأهالي لكنه لم يرد على هاتفه، فى الوقت الذى أكد فيه مصدر مسؤول، أنه جرى رفع مذكرة للمحافظ منذ توليه منصبه، إلا أنه لم يحرك ساكنًا، مشيراً إلى أن مواسير الصرف تنفجر بشكل دائم ما يُشكل عبئًا على الوحدة المحلية القروية، التى تدفع بمعداتها لمساعدة الأهالي فى كسح المياه لكن دون جدوى.

وأكد المصدر، أن المشكلة لن تنتهى إلا بوضع حلول جذرية بإنشاء شبكة صرف صحى جديدة.

 

مقالات مشابهة

  • أسطورة الجمباز بايلز "مستاءة" من زملائها الرياضيين في باريس
  • قلق من التصعيد الخطير في المنطقة
  • مياه أسيوط تحل مشكلة انقطاع المياه عن قرية الزاوية
  • تزايد حوادث السرقة في القرية الأولمبية بباريس 2024
  • «سلة» ألمانيا تعثر على «غرف»!
  • إصابات بالاختناق وإحراق منزلين في أم صفا
  • الرياضيون يبحثون عن «البيض واللحوم» في باريس.. دون جدوى
  • قائد الثورة: محور المقاومة سيرد حتماً على جرائم العدو وتصعيده الخطير
  • شوارع ومنازل ميت محسن بالدقهلية غارقة فى مياه الصرف الصحى
  • طعام «القرية الأولمبية» ليس «مطبخ فرنسا»!