أجابت دار الإفتاء المصرية عن أحد الأسئلة الواردة لها بشأن "دفع الزكاة إلى الأخ المدين" حيث استشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ﴾

حكم صيام عاشوراء منفردًا دون تاسوعاء.

. دار الإفتاء توضح الإفتاء توضح مفهوم الحسد وبيان خطورته

وتابعت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال: فقد بينت هذه الآية المصارف التي تصرف إليها الزكاة، وذكرت من بينها الغارمين، وهم الذين عليهم ديون حلَّ أجلُها وتعذَّر عليهم أداؤها.
 

وتابعت دار الإفتاء أنه يجوز شرعًا أن يعطي المزكِّي أخاه المدين زكاته لسداد ما عليه من ديون، والثواب في هذه الحالة مضاعف؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ» رواه الإمام أحمد في "مسنده".

ما هو ضابط الحاجة الأصلية في الزكاة

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن ضابط الحاجة الأصلية والتي تحول دون وجوب الزكاة عند الفقهاء هو ما لا يكون في وسع صاحب المال أن يوقفه للتجارة والنماء مُحافِظًا على أصله، فيدخل في مشمولات ذلك: النفقة -ومنها حاجة مَن تجب نفقته عليه شرعًا، كزوجته وأولاده-، والسكنى، والثياب بالمعروف، وكذا آلات الحِرَف والصناعة وأدوات الكسب، ونفقة عمَّاله مما لا يستغني عن خدمتهم، وما أبيح لكمال الانتفاع، كالتحلي بالذهب والتداوي بالحرير، واستعمال العطور، ونحو ذلك، وكتب العلم لأهلها، وألَّا يكون المالك مدينًا بما يستغرق المال المدَّخر أو ينقصه عن نصاب الزكاة.

الزكاة أحد أركان الإسلام، وهي الركن التَّعبدي المالي الذي يهدفُ إلى سدِّ حاجة المحتاجين، وتحقيق معنى التعاون الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء، والزكاة إنما تكون فيما فَضَلَ عن حاجة الإنسان ومَن يعوله؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ [البقرة: 219]، أي: ما يفضل عن أهلك؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وهو مرويٌّ أيضًا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وعكرمة، ومحمد بن كعب، وقتادة، والقاسم، وسالم، وسعيد بن جبير، وعطاء الخراساني، والربيع بن أنس. أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في "التفسير".

وعن حكيم ابن حزام رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» متفقٌ عليه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الزكاة دفع الزكاة الأخ المدين الإفتاء دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء توضح مظاهر تكريم الشريعة للإنسان في ضبط سلوكه وأخلاقه

في عصر زادت فيه الانحرافات، والخروج عن الفطرة، نجد الشريعة الإسلامية تضبط سلوك الإنسان وأخلاقه فترتقي به وتكرمه، وفي هذا السياق ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: ما مظاهر تكريم الشريعة الإسلامية للإنسان في ضبط سلوكه وأخلاقه؟.

دار الإفتاء توضح مفهوم القرض الحسن أمين عام الإفتاء بعمان: الأزهر الشريف يعد قلعة ومنارة للعلم والفكر الوسطي في العالم


وأجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي في فتواها رقم 6024 لفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي إبراهيم علام، أن أخلاق الإنسان من أهم الأشياء التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية، وهذا وجه من أوجه تكريم الشريعة بني آدم على غيرهم؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70].

تكريم الإنسان بالعقل

وتابعت دار الإفتاء المصرية أن هذا التكريم جاء بما أعطى الله الإنسان من عقل يدعوه إلى اكتساب المحاسن والفضائل، واجتناب القبائح والرذائل؛ فإذا استرسل خلف شهواته وملذاته ونَهَمِهِ وجشعه دون رادع من عقل أو دين أو خلق كان متشبهًا بالحيوان، قال حجة الإسلام الغزالي في "إحياء علوم الدين": [اعلم أن الإنسان قد اصطحب في خلقته وتركيبه أربع شوائب فلذلك اجتمع عليه أربعة أنواع من الأوصاف؛ وهي: الصفات السبعية والبهيمية والشيطانية والربانية. فهو من حيث سُلِّط عليه الغضبُ: يتعاطى أفعال السباع؛ من العداوة والبغضاء والتهجم على الناس بالضرب والشتم. ومن حيث سُلِّطَتْ عليه الشهوةُ: يتعاطى أفعال البهائم؛ من الشره والحرص والشبَق وغيره] .

 

نهى التشبيه بالحيوانات 


وأضافت دار الإفتاء المصرية أن قد وردت النصوص المتكاثرة من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة بالنهي عن التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة؛ كالشرَه والجشع والتكبر والبطش والظلم والجهل واللؤم والطمع، وغيرها من قبائح الأخلاق؛ حتى عقد الإمام نجم الدين الغَزِّيُّ الشافعي، في كتابه "حسن التنبه لِمَا ورد في التشبُّه" بابًا في النهي عن التشبه بالبهائم والسِّباع والطير والهوام، ساق فيه ما ورد في نصوص الشريعة من ذم التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة وأفعالها المكروهة.

وانتهت دار الإفتاء المصرية موضحة شكل من أشكال هذا التكريم أن الشريعة أمرت الإنسان بالتخلّي عن الصفات السيئة المذمومة، والتحلي بالصفات الحسنة الممدوحة قولًا وفعلًا؛ قال الشيخ ابن تيمية الحنبلي في "مجموع الفتاوى": ["التشبه بالبهائم" في الأمور المذمومة في الشرع مذمومٌ منهي عنه؛ في أصواتها وأفعالها.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح مظاهر تكريم الشريعة للإنسان في ضبط سلوكه وأخلاقه
  • معنى حديث: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا"
  • كثرة القسم في البيع والشراء بين التحريم والكراهة
  • ريم أحمد عن فيديو فادي خفاجة: زعلانة عليه.. بس مش قادرة اساعده
  • رشوان توفيق يوجه رسالة مؤثرة لزوجته: أنا من غيرك ولا حاجة
  • "كذب المنجمون ولو صدقوا".. هل من الأحاديث الواردة عن "النبي ﷺ"؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم العمل في البنوك.. الإفتاء تجيب
  • فنانون ينعون منتجي سينرجي: رجال محترمون وأخوة
  • حكم الترجي بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت والكعبة؟
  • هل يشترط تقديم قوائم مالية مدققة من محاسبين قانونيين؟.. هيئة الزكاة تجيب