دمشق تستعد لانتخابات برلمانية "محسومة" النتائج
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
دمشق- تغزو صور عشرات المرشحين الطامحين بالوصول الى مجلس الشعب الساحات والشوارع الرئيسية في دمشق، قبل انتخابات تشريعية مقررة الإثنين، لا يُنتظر أن تحمل نتائجها مفاجآت أو تغييراً في المشهد السياسي الذي يتصدّره حزب البعث الحاكم.
ويقول فواز حنّا (56 سنة) لوكالة فرانس برس بينما يقف أمام استديو تصوير يملكه في دمشق "ثمة أسماء وصور جديدة، لكن هناك أخرى قديمة اعتدنا على رؤيتها" عند كل استحقاق.
ويُضيف "مطالبنا معيشية بحتة (..) نطلب من المرشحين أن يكونوا على قدر مسؤولية الشعارات التي يرفعوها، وأن يلتزموا بالوعود التي يطلقونها".
في ساحة رئيسية وسط دمشق، رفع أحد المرشحين لافتة موقعة باسمه جاء فيها "معاً لدعم المشاريع الصغيرة". وعلى بعد أمتار منها، اتخذ مرشح آخر شعار "صناعة منافسة.. اقتصاد مُزهر"، على غرار العديد من الشعارات التي تركّز على تحسين الأوضاع المعيشية، بعد أكثر من 13 عاماً من نزاع مدمر مزّق البلاد، وتخللته أزمات اقتصادية متلاحقة دفعت غالبية السوريين تحت خط الفقر.
والانتخابات التي حدّد الرئيس بشار الأسد موعدها منتصف الشهر الحالي هي رابع انتخابات تُجرى بعد اندلاع النزاع في العام 2011، في غياب أيّ معارضة فعليّة مؤثرة داخل سوريا وبينما لا تزال مناطق واسعة خارج سيطرته.
وتُجرى الانتخابات التشريعية مرة كل أربع سنوات. ويفوز بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبيّة المقاعد البالغة 250.
وتتوزّع المقاعد مناصفة تقريباً بين قطاع العمّال والفلاحين (127 مقعدا) وبقيّة فئات الشعب (123 مقعداً). وبلغ عدد المتقدمين لهذه الدورة البرلمانية 8,953 مرشحاً، بينهم 1317 امرأة، وفق السلطات.
- لا نساء -
طفل يلهو في 10 تموز/يوليو 2024 خلف لوحة إعلانية لأحد المرشحين للانتخابات التشريعية في سوريا وهي الرابعة منذ اندلاع النزاع الذي يعصف بالبلاد منذ أكثر من 13 عاماً
تقول آية جديد (22 سنة) وهي طالبة في كلية الإعلام في جامعة دمشق "ليس لديّ وعي سياسي كافٍ لأعرف ماذا يحدث في انتخابات مجلس الشعب، لكنني أشاهد على غرار جميع الناس الصور والشعارات في كل مكان".
لكن عدم اهتمامها السياسي لا يمنعها من تسجيل ملاحظات عدة بينها "أن معظم المرشحين من الرجال". وتضيف "لم أشاهد إلا صورتين لمرشحتين" إضافة الى "ندرة الشباب المرشحين".
ويشترط في المرشح لمجلس الشعب أن يحمل الجنسية السورية منذ عشر سنوات على الأقل، وأن يكون قد أتمّ الخامسة والعشرين من عمره وألا يكون محكوماً بجناية أو جنحة بحكم مبرم.
ويُمكن لأي سوري بلغ الثامنة عشر من عمره أن يُدلي بصوته، بعد حضوره بشكل شخصي الى مركز اقتراع.
ولا يمكن للمقيمين في مناطق عدة خارج سيطرة الحكومة أو ملايين اللاجئين الذين شردتهم الحرب المشاركة في الاقتراع.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى أقل نفوذا على مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وتنتشر فصائل موالية لأنقرة مع قوات تركية في شريط حدودي واسع في شمال البلاد.
وحدّدت السلطات للمتحدرين من تلك المناطق والمقيمين تحت سيطرتها مراكز اقتراع في محافظات أخرى. وتنتشر في دمشق لافتات وملصقات لمرشحين من محافظتي إدلب والرقة (شمال).
وتنتقد تحالفات سياسيّة معارضة تأسّست خارج البلاد "عبثية" الانتخابات. وقال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس في وقت سابق هذا الأسبوع إنها "تكرار لكل الانتخابات السابقة التي تمثّل السلطة الحاكمة وحدها" بغياب تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري.
ومنذ العام 2014، فشلت محاولات التوصل الى تسوية سياسية للنزاع برعاية الأمم المتحدة. وبعدما كانت المعارضة تفاوض على مرحلة انتقالية تبدأ بتنحي الأسد، اقتصرت المحادثات منذ عام 2019 على اجتماعات لبحث تعديل أو وضع دستور جديد، لكنّها لم تحقق أي تقدم. وفقدت المعارضة السياسية تباعاً الزخم الدولي الداعم.
- "ورقة بيضاء" -
لا يتوقع الموظف في شركة تنظيم احتفالات جوني عربش (46 سنة) أن "تختلف الانتخابات عن سابقاتها، إذ تتكرّر الأسماء" لكنه يطالب المرشحين أن "يعملوا من أجل الشعب الذي تعب طيلة سنوات الحرب".
ويضيف "نتابع أخباراً حول انفتاح سياسي وتقارب مع السعودية وتقارب محتمل من تركيا، ونأمل أن ينعكس ذلك على عمل المجلس وعلى الأوضاع المعيشية".
وشهد العام الماضي تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت باستئناف دول خليجية على رأسها السعودية علاقاتها مع دمشق، التي استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية وحضر الأسد قمتي الرياض والبحرين.
وفي مؤشر على احتمال تحسّن العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد قطيعة منذ 2011، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد أنه قد يدعو الأسد الى تركيا "في أي وقت"، في حين يشترط الأسد انسحاب القوات التركية من شمال البلاد قبل حصول أي لقاء.
في خيمة انتخابية في دمشق، يستقبل عدد من مرشحي إحدى القوائم الناخبين للاستماع الى مطالبهم. ورفعت صور كبيرة لقائمة تضمّ بمعظمها رجال أعمال يرتدون بزّات رسمية.
ويبدي مدرّس مادة الجغرافيا حسام شاهين (40 سنة) حماسة للاقتراع ويدعو أصدقاءه للمشاركة الإثنين.
ويقول لفرانس برس "علينا أن ندفع بالحياة الدستورية وأن ننتخب بدلاً من أن نشاهد وننتقد".
لكن بشير (33 عاما) وهو أستاذ جامعي فضّل عدم ذكر شهرته، يعتبر أن الانتخابات "محسومة" النتائج.
ويقول "لا أؤمن بأي من الأسماء المطروحة، لكنني في الوقت ذاته مقتنع بأن من حقي المشاركة (..) لذا سأقترع بورقة بيضاء".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
صحيفة: إسرائيل تواصلت مع الأسد عبر واتساب
سرايا - قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل أجرت خلال السنوات الأخيرة اتصالات مع نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عبر تطبيق واتساب.
وذكرت الصحيفة في تقرير اليوم الجمعة "خلال السنوات الأخيرة أجرت إسرائيل عمليات سرية لإقامة اتصالات مع الأسد وحاشيته"، وتابعت "أرسل عناصر المخابرات الإسرائيلية رسائل عبر تطبيق واتساب تحت اسم موسى، ووصلت إلى أعلى المستويات في دمشق".
وأضافت "كانت هناك أيضا عمليات أخرى تهدف إلى إبرام صفقة سرية (مع إسرائيل) يقوم بموجبها الأسد بوقف نقل الأسلحة إلى لبنان مقابل رفع العقوبات (الدولية) عن النظام".
وقالت الصحيفة إنه مع نهاية العام 2019 كان من المفترض أن يلتقي الأسد رئيس الموساد السابق يوسي كوهين في الكرملين لكن الرئيس السوري المخلوع تراجع.
وأشارت إلى أن الرسائل كانت توجه من شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) عبر واتساب إلى وزير الدفاع السوري آنذاك علي عباس بعد تنفيذ إسرائيل غارات على أهداف قالت إنها "إيرانية أو لحزب الله في سوريا".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها بأيام على مدن أخرى، لتنهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير برئاسة حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1541
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 08:44 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...