- نحو 30 ألفًا يقيمون بالقاهرة.. منهم سيدة في الـ80 من عمرها متزوجة مصرى من 1964

- الجزائريون في مصر.. محبة أشقاء وعادات وتقاليد واحدة

الجزائر أرض الثوار والأحرار، الشعب الذى استطاع أن يرفع علم الحرية، وقدم المليون شهيد وبطل، هذه كانت جزءًا من كلمات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في أول زيارة لزعيم عربي إلى الجمهورية الجزائرية بعد تحقيق الاستقلال في يوليو 1962، وكان لمصر دور رائد في دعم ثورة التحرير التى استمرت قرابة الـ10 سنوات ضد المحتل الفرنسي الغاصب، لذلك يعتبر الجزائريون، مصر بلدهم الثاني، ويمثل الزعيم جمال عبد الناصر لهم الأب الروحي الداعم لثورة بلادهم.

لذلك تعد الجالية الجزائرية في مصر، من الجاليات المهمة نظرًا للعلاقات التاريخية على المستويين الدولي والشعبي بينهما، والتي شكلت عادات وتقاليد متقاربة بين أبناء البلدين.

تعداد الجزائريون في مصر

وحسب الأرقام الرسمية المعتمدة في السفارة الجزائرية في القاهرة، يتواجد حوالي نحو 3 آلاف جزائري في مصر، ويمثل هذا العدد أعداد الجزائريين الذين حصلوا على بطاقات قنصلية معتمدة، بينما يمثل العدد الإجمالي لهم نحو الـ30 ألفًا، بسبب عدم حصول جميع الجالية على البطاقات القنصلية، وتشكل النسبة العظمى منهم نساء بنسبة تتخطى الـ90%.

عادات وتقاليد

"يعيشك.. على راسي"، بهذه الكلمات الجزائرية الأصيلة استقبلتنا السيدة د.يمينة عابد، رئيس قطاع المرأة والطفل بالمؤسسة المصرية للصداقة بين الشعوب، وهي جزائرية الموطن والأصل، وتقيم في مصر منذ 15 عامًا، تحدثنا معها عن أمور كثيرة تخص شأن الجالية، وأكدت في البداية أنها سعيدة بتواجدها في القاهرة، وتحديدًا في منطقة حلوان.

بعد تبادل الترحيب بيننا والحديث في الأمور العامة، سألناها عن العادات والتقاليد للأشقاء الجزائريين المقيمين في مصر، وهل تغيرت عاداتهم وتقاليدهم أم امتزجت بالعادات المصرية؟

أجابت السيدة: إن هناك الكثير من أوجه التشابه في الثقافات والعادات والتقاليد بين الشعبين المصري والجزائري، ورغم ذلك فإن عددًا كبيرًا من الجزائريين غلبت عليهم العادات المصرية، واكتسبوا الكثير منها وأصبحوا مصريين خالصين بالروح والعادات، وعلى الجانب الآخر يظل البعض من الجزائريين محتفظين بعاداتهم الجزائرية وخاصة في الاحتفالات الدينية في رمضان والأعياد وشهر محرم.

المرأة الجزائرية والمطبخ

بالتأكيد، تتميز المرأة الجزائرية بجمال خاص بين النساء العربي، وأكثر ما يميزها ملابسها المختلفة، وتقول السيدة يمينة عابد، إنه بالرغم من زواج عدد كبير من النساء الجزائريات من رجال مصريين وإقامتهن في مصر، إلا أن الكثير منهن لا يزلن يهتممن بملابسهن الجزائرية وخاصة في المناسبات والأفراح ومنها: العباءة الجزائرية "الكاراكو"، و"الكندورة"، والبلوزة الوهرانية.

هذا ما دفعنا إلى سؤالها.. وماذا عن المطبخ؟ وهل النساء الجزائريات هنا لا يزلن يقدمن الطعام الجزائرى لأزاوجهن المصريين؟، بخفة ظل أجابت السيدة د.يمينة عابد، قائلة: إن المرأة الجزائرية لا يعلى عليها في الطعام.. وذلك يرجع لمهارة نساء بلدها، والكثير منهن محترفات في إعداد الطعام، لذلك مازال الطعام الجزائري يسيطر على البيت المصري الذي تتواجد فيها جزائرية.

ومن أشهر مأكولاتهم: طاجن زيتون، والحريرة، وطواجن الحلويات بالأرسية والزبيب والمكسرات، إلى جانب الكسكسي الجزائري الشهير، حيث يتم طهيه بـ58 طريقة حسب المحافظات الجزائرية، ويتميز باللون الأصفر في غرب الجزائر، والأحمر في الشرق، ويتم إعداده بصوص جزائري مخصوص.

نجاح الزواج في مصر

لا شك أن القدوم على خطوة الاغتراب والهجرة من الموطن الأصلي، خطوة ليست هينة، وتتطلب التفكير العميق في كل آثارها التى ستترتب بعد ذلك، ونظرًا لأن الجالية الجزائرية الغالبية العظمى منها نساء، وتزوجن من مصريين واستقرت حياتهم هنا، هذا ما دفعنا إلى سؤال الدكتورة يمينة عابد عن مدى نجاح الزواج بين المصريين والجزائريين، قالت السيدة: إن زواج الجزائريات من مصريين ناجح لأبعد الحدود، وروت لنا نموذجًا لسيدة جزائرية تبلغ من العمر 80 عامًا، تسمى "الحاجة فاطمة"، وتقيم في مصر من 1964 بعد الاستقلال الجزائري، وجاءت إلى مصر وتزوجت من مصري، ولا زلوا حتى الآن سعداء، وأنجبا 4 أبناء، وأصبحت هذه السيدة، جدة لأحفاد أحفادها.

وأكدت عابد: أن الطلاق والخلافات الزوجية أصبحت ظاهرة تضرب جميع دول العالم، خاصة في دول الشمال الإقريقي بالكامل، لأسباب متعددة، مضيفة أن: الطلاق يتم بسبب الأزمات الاقتصادية في المقام الأول، وأن هناك نسبة قليلة تصل لـ3%، من المصريين المتزوجين جزائريات اتضحوا بعدم جديتهم في تحمل المسئولية، لذلك تم الطلاق بين الجزائريات.

التعليم والعمل.. ومشكلات الإقامة

المستوى التعليمي لأبناء الجزائر ارتكز حول دراسة اللغة الفرنسية، بسبب أنها تأتي اللغة الثانية في بلادهم بعد اللغة العربية، لذلك يتمركز نوع عمل المرأة الجزائرية في مصر في تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة، حسب ما أكدته يمينة عابد، والبعض منهن حاول العمل في مجال المطاعم والبيوتي سنتر، ولكن لم ينجحن كثيرًا بعكس السوريات.

وحول عمل الرجال الجزائريين في مصر، يعمل معظمهم في مجالات البترول، وإدارة الأعمال الخاصة.

وحول المشكلات التى تواجه الجزائريات هنا في القاهرة، هو رسوم الحصول على الجنسية المصرية، وتقول د.يمينة عابد: إن تكلفة الجنسية للمتزوجات من مصريين بلغت 10 آلاف جنيه اليوم، بعدما كانت 85 جنيهًا فقط وقت حصولها عليها فى العام 2009.

وناشدت الدولة المصرية بتخفيف هذه الأعباء، تيسيرًا على المرأة الجزائرية في مصر والتى تربي أبناء مصريين، مناشدة الرئيس السيسي بشمول تمكين الجزائرية ضمن برنامجه في دعم المرأة المصرية.

التعصب الكروي

وإلى نقطة أخرى حول الجالية الجزائرية المصرية، ودائمًا ما يشتهر الجزائريون بالتعصب الكروي، والمشاغبات خاصة في المباريات التى تجمع مصر والجزائر، أكدت يمينة عابد، أنها ترفض مصطلح المشاغبات الكروية بين مصر والجزائر، وأن ما تشهده بعض المباريات هو ما إلا تعصب كروي نظرًا لأن كرة القدم تجري في عروق الجزائريين، مضيفة أنها تسميها تعصبًا كرويًّا وليس مشاغبات، والتعصب قد يحدث بين فريقين من بلد واحد مثل الأهلى والزمالك، وهذا لا يقلل أبدًا من علاقات الأخوة بين الجزائر ومصر.

التنمية في مصر

الدكتورة الجزائرية يمينة عابد، عاصرت 3 عصور سياسية في مصر، عصر مبارك، والإخوان، والرئيس السيسي، وقالت: إنها عندما جاءت إلى مصر في 2009، فوجئت بعدم وجود أى مظاهر للتنمية، وكانت البلاد متهالكة، واندهشت من هذا الوضع في مصر آنذاك، ثم عاصرت عهد الإخوان، كانت مستاءة للغاية لوصول هذه الجماعة إلى الحكم، رغم فشل تجربتهم في الجزائر، وكانت تنصح المصريين بعدم انتخابهم.

وبعد 9 سنوات من عهد الرئيس السيسي، اندهشت السيدة بحجم التنمية والمشروعات القومية التى أجراها الرئيس، وأكدت أن مصر تحولت إلى دولة أخرى رغم استلام الرئيس الحكم بحزمة مشكلات غاية الصعوبة، ولكنه استطاع أن ينفذ برنامجه الوطني التنموي بطفرة غير مسبوقة لم تشهدها مصر.

واسترجعت السيدة يمينة عابد، مواقف مصر الداعمة للجزائر في ثورة الفاتح، ومساعدتها للشعب الجزائري، وإنفاق إيرادات قناة السويس على الثورة في بلادها لنجاحها ضد الاستعمار حتى حصلوا على الاستقلال الجزائري.

وأضافت السيدة، أنها تعتبر الزعيم جمال عبد الناصر الأب الروحي في نجاح ثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسى الغاصب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الثورة الجزائرية الجزائریة فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

برلمانية تكشف عن دور المرأة المصرية بثورتي 25 يناير و30 يونيو

أكدت النائبة راجية الفقي، عضو مجلس الشيوخ، أن فترة الإخوان كانت أصعب فترة على المرأة المصرية، على مر العصور التاريخية للدولة ومختلف التجارب السابقة، مشيرة إلى أن القيادة السياسية أهلت المرأة ودربتها على القيادة والتخطيط والتنفيذ، خاصة ما تخرجه الأكاديمية الوطنية للتدريب.

وقالت راجية الفقي، خلال لقاء لها لبرنامج “نظرة”، عبر فضائية “صدى البلد”، إن المرأة المصرية تحمل صفات جينية غير متواجدة في أي سيدة أخرى، مؤكدة أن السيدات المصريات كن في الصفوف الأولى في ثورتي 2011 و2013.

وتابعت عضو مجلس الشيوخ، أن المرأة هي أساس الأسرة والمجتمع، وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا بهدف بناء سلوك واستقرار الوطن.

 

مقالات مشابهة

  • كيفية التقديم على منحة المرأة الماكثة بالمنزل في الجزائر 2024.. براتب شهري 800 دينار لدعم المرأة الجزائرية
  • برلمانية تكشف عن دور المرأة المصرية بثورتي 25 يناير و30 يونيو
  • البورصة المصرية تختتم تعاملات جلسات نهاية الأسبوع على ارتفاع جماعي لكافة المؤشرات
  • البورصة المصرية تختتم جلسات الأسبوع على ارتفاع جماعي لـ «المؤشرات»
  • وزارة التنمية المحلية تستعرض تفاصيل أطلس المدن المصرية المستدامة
  • البورصة المصرية تربح 11 مليار جنيه في بداية تعاملات نهاية الأسبوع
  • توجيهات جديدة من العمل بشأن توفيق أوضاع العمالة المصرية في الأردن
  • نقل الخبرات المصرية لدول إفريقيا.. تفاصيل لقاء وزيرة التنمية المحلية و«جان بيير إمباسي»
  • شهادات ادخار مميزة.. أرباح الـ 200 ألف جنيه من البنك الأهلي المصري |تفاصيل
  • داخلية الدبيبة: مساع لدعم وتسهيل سبل تواجد جالية الباكستان في ليبيا