يمينة عابد تروى لـ"الأسبوع" تفاصيل أوضاع جالية بلادها.. وتدلى بـ"شهادة من الواقع" حول التنمية
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
- نحو 30 ألفًا يقيمون بالقاهرة.. منهم سيدة في الـ80 من عمرها متزوجة مصرى من 1964
- الجزائريون في مصر.. محبة أشقاء وعادات وتقاليد واحدة
الجزائر أرض الثوار والأحرار، الشعب الذى استطاع أن يرفع علم الحرية، وقدم المليون شهيد وبطل، هذه كانت جزءًا من كلمات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في أول زيارة لزعيم عربي إلى الجمهورية الجزائرية بعد تحقيق الاستقلال في يوليو 1962، وكان لمصر دور رائد في دعم ثورة التحرير التى استمرت قرابة الـ10 سنوات ضد المحتل الفرنسي الغاصب، لذلك يعتبر الجزائريون، مصر بلدهم الثاني، ويمثل الزعيم جمال عبد الناصر لهم الأب الروحي الداعم لثورة بلادهم.
لذلك تعد الجالية الجزائرية في مصر، من الجاليات المهمة نظرًا للعلاقات التاريخية على المستويين الدولي والشعبي بينهما، والتي شكلت عادات وتقاليد متقاربة بين أبناء البلدين.
تعداد الجزائريون في مصروحسب الأرقام الرسمية المعتمدة في السفارة الجزائرية في القاهرة، يتواجد حوالي نحو 3 آلاف جزائري في مصر، ويمثل هذا العدد أعداد الجزائريين الذين حصلوا على بطاقات قنصلية معتمدة، بينما يمثل العدد الإجمالي لهم نحو الـ30 ألفًا، بسبب عدم حصول جميع الجالية على البطاقات القنصلية، وتشكل النسبة العظمى منهم نساء بنسبة تتخطى الـ90%.
عادات وتقاليد"يعيشك.. على راسي"، بهذه الكلمات الجزائرية الأصيلة استقبلتنا السيدة د.يمينة عابد، رئيس قطاع المرأة والطفل بالمؤسسة المصرية للصداقة بين الشعوب، وهي جزائرية الموطن والأصل، وتقيم في مصر منذ 15 عامًا، تحدثنا معها عن أمور كثيرة تخص شأن الجالية، وأكدت في البداية أنها سعيدة بتواجدها في القاهرة، وتحديدًا في منطقة حلوان.
بعد تبادل الترحيب بيننا والحديث في الأمور العامة، سألناها عن العادات والتقاليد للأشقاء الجزائريين المقيمين في مصر، وهل تغيرت عاداتهم وتقاليدهم أم امتزجت بالعادات المصرية؟
أجابت السيدة: إن هناك الكثير من أوجه التشابه في الثقافات والعادات والتقاليد بين الشعبين المصري والجزائري، ورغم ذلك فإن عددًا كبيرًا من الجزائريين غلبت عليهم العادات المصرية، واكتسبوا الكثير منها وأصبحوا مصريين خالصين بالروح والعادات، وعلى الجانب الآخر يظل البعض من الجزائريين محتفظين بعاداتهم الجزائرية وخاصة في الاحتفالات الدينية في رمضان والأعياد وشهر محرم.
المرأة الجزائرية والمطبخبالتأكيد، تتميز المرأة الجزائرية بجمال خاص بين النساء العربي، وأكثر ما يميزها ملابسها المختلفة، وتقول السيدة يمينة عابد، إنه بالرغم من زواج عدد كبير من النساء الجزائريات من رجال مصريين وإقامتهن في مصر، إلا أن الكثير منهن لا يزلن يهتممن بملابسهن الجزائرية وخاصة في المناسبات والأفراح ومنها: العباءة الجزائرية "الكاراكو"، و"الكندورة"، والبلوزة الوهرانية.
هذا ما دفعنا إلى سؤالها.. وماذا عن المطبخ؟ وهل النساء الجزائريات هنا لا يزلن يقدمن الطعام الجزائرى لأزاوجهن المصريين؟، بخفة ظل أجابت السيدة د.يمينة عابد، قائلة: إن المرأة الجزائرية لا يعلى عليها في الطعام.. وذلك يرجع لمهارة نساء بلدها، والكثير منهن محترفات في إعداد الطعام، لذلك مازال الطعام الجزائري يسيطر على البيت المصري الذي تتواجد فيها جزائرية.
ومن أشهر مأكولاتهم: طاجن زيتون، والحريرة، وطواجن الحلويات بالأرسية والزبيب والمكسرات، إلى جانب الكسكسي الجزائري الشهير، حيث يتم طهيه بـ58 طريقة حسب المحافظات الجزائرية، ويتميز باللون الأصفر في غرب الجزائر، والأحمر في الشرق، ويتم إعداده بصوص جزائري مخصوص.
نجاح الزواج في مصرلا شك أن القدوم على خطوة الاغتراب والهجرة من الموطن الأصلي، خطوة ليست هينة، وتتطلب التفكير العميق في كل آثارها التى ستترتب بعد ذلك، ونظرًا لأن الجالية الجزائرية الغالبية العظمى منها نساء، وتزوجن من مصريين واستقرت حياتهم هنا، هذا ما دفعنا إلى سؤال الدكتورة يمينة عابد عن مدى نجاح الزواج بين المصريين والجزائريين، قالت السيدة: إن زواج الجزائريات من مصريين ناجح لأبعد الحدود، وروت لنا نموذجًا لسيدة جزائرية تبلغ من العمر 80 عامًا، تسمى "الحاجة فاطمة"، وتقيم في مصر من 1964 بعد الاستقلال الجزائري، وجاءت إلى مصر وتزوجت من مصري، ولا زلوا حتى الآن سعداء، وأنجبا 4 أبناء، وأصبحت هذه السيدة، جدة لأحفاد أحفادها.
وأكدت عابد: أن الطلاق والخلافات الزوجية أصبحت ظاهرة تضرب جميع دول العالم، خاصة في دول الشمال الإقريقي بالكامل، لأسباب متعددة، مضيفة أن: الطلاق يتم بسبب الأزمات الاقتصادية في المقام الأول، وأن هناك نسبة قليلة تصل لـ3%، من المصريين المتزوجين جزائريات اتضحوا بعدم جديتهم في تحمل المسئولية، لذلك تم الطلاق بين الجزائريات.
التعليم والعمل.. ومشكلات الإقامةالمستوى التعليمي لأبناء الجزائر ارتكز حول دراسة اللغة الفرنسية، بسبب أنها تأتي اللغة الثانية في بلادهم بعد اللغة العربية، لذلك يتمركز نوع عمل المرأة الجزائرية في مصر في تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة، حسب ما أكدته يمينة عابد، والبعض منهن حاول العمل في مجال المطاعم والبيوتي سنتر، ولكن لم ينجحن كثيرًا بعكس السوريات.
وحول عمل الرجال الجزائريين في مصر، يعمل معظمهم في مجالات البترول، وإدارة الأعمال الخاصة.
وحول المشكلات التى تواجه الجزائريات هنا في القاهرة، هو رسوم الحصول على الجنسية المصرية، وتقول د.يمينة عابد: إن تكلفة الجنسية للمتزوجات من مصريين بلغت 10 آلاف جنيه اليوم، بعدما كانت 85 جنيهًا فقط وقت حصولها عليها فى العام 2009.
وناشدت الدولة المصرية بتخفيف هذه الأعباء، تيسيرًا على المرأة الجزائرية في مصر والتى تربي أبناء مصريين، مناشدة الرئيس السيسي بشمول تمكين الجزائرية ضمن برنامجه في دعم المرأة المصرية.
التعصب الكرويوإلى نقطة أخرى حول الجالية الجزائرية المصرية، ودائمًا ما يشتهر الجزائريون بالتعصب الكروي، والمشاغبات خاصة في المباريات التى تجمع مصر والجزائر، أكدت يمينة عابد، أنها ترفض مصطلح المشاغبات الكروية بين مصر والجزائر، وأن ما تشهده بعض المباريات هو ما إلا تعصب كروي نظرًا لأن كرة القدم تجري في عروق الجزائريين، مضيفة أنها تسميها تعصبًا كرويًّا وليس مشاغبات، والتعصب قد يحدث بين فريقين من بلد واحد مثل الأهلى والزمالك، وهذا لا يقلل أبدًا من علاقات الأخوة بين الجزائر ومصر.
التنمية في مصرالدكتورة الجزائرية يمينة عابد، عاصرت 3 عصور سياسية في مصر، عصر مبارك، والإخوان، والرئيس السيسي، وقالت: إنها عندما جاءت إلى مصر في 2009، فوجئت بعدم وجود أى مظاهر للتنمية، وكانت البلاد متهالكة، واندهشت من هذا الوضع في مصر آنذاك، ثم عاصرت عهد الإخوان، كانت مستاءة للغاية لوصول هذه الجماعة إلى الحكم، رغم فشل تجربتهم في الجزائر، وكانت تنصح المصريين بعدم انتخابهم.
وبعد 9 سنوات من عهد الرئيس السيسي، اندهشت السيدة بحجم التنمية والمشروعات القومية التى أجراها الرئيس، وأكدت أن مصر تحولت إلى دولة أخرى رغم استلام الرئيس الحكم بحزمة مشكلات غاية الصعوبة، ولكنه استطاع أن ينفذ برنامجه الوطني التنموي بطفرة غير مسبوقة لم تشهدها مصر.
واسترجعت السيدة يمينة عابد، مواقف مصر الداعمة للجزائر في ثورة الفاتح، ومساعدتها للشعب الجزائري، وإنفاق إيرادات قناة السويس على الثورة في بلادها لنجاحها ضد الاستعمار حتى حصلوا على الاستقلال الجزائري.
وأضافت السيدة، أنها تعتبر الزعيم جمال عبد الناصر الأب الروحي في نجاح ثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسى الغاصب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الثورة الجزائرية الجزائریة فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
العلاقات التجارية المصرية التونسية لم تبلغ المستوى المطلوب.. وندعو لزيادة الاستثمارات المصرية بتونس
قال سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف، إن العلاقات التجارية المصرية التونسية مازالت لم تصل إلى المستوى المطلوب فكان التبادل التجاري قد وصل في ذروته إلى 600 مليون دولار سنويا، واليوم فهو لا يتجاوز 350 مليون دولار، وخلال التسعة اشهر الأخيرة بلغ حجم التبادل التجاري 300 مليون دولار.
وعزا السفير ذلك إلى أن البلدين صناعيين ومنتجان لكل شيء، وإلى وجود بعض العراقيل والإجراءات الجمركية وايضًا تشابه المنتجات.
ونوه “بن يوسف” خلال استضافته في حوار مفتوح للجنة العلاقات الخارجية برئاسة حسين الزناتي بعنوان "مصر وتونس.. تحديات وطموحات مشتركة" بالاستثمارات المصرية في تونس؛ ومنها مشروع شركة أوراسكوم لتحلية المياه في ولاية الجم جنوب تونس باستثمارات من 300 لـ350 مليون دولار، داعيا لزيادة هذه الاستثمارات.
وأشار إلى أن الاقتصاد التونسي متوقع ان يحقق نموا بنسبة تتخطى 1.6% في العام المالي الجاري، وأن الدولة تتطلع إلى أن يصل إلى 2.5% في العام المقبل.
وعن العلاقة مع صندوق النقد الدولي؛ قال
“نتمنى أن يكون هناك اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على 1.9% مليار دولار، لكننا نرفض الشروط التي تؤدي لتخريب الأوضاع في ظل وضع اقتصادي صعب جدا وتضخم تعيشه البلاد”.
وتابع: “رفضنا الامتثال لجميع شروط صندوق النقد الدولي، بعد أن طلب التخلي عن تقديم الدعم للمواطنين، وتم رفض ذلك وتجميد المفاوضات، لكننا نسير في إصلاح المؤسسات لتعديل القوانين وتعزيز الحوكمة، ونرفض أن تفرض علينا أشياء ليست في صالح الدولة”.
وأوضح أن الدولة التونسية لديها قناعة حاليا أن حسن الادارة والاستمرار في محاربة الفساد يمكن أن تجلب أضعاف ما يقدمه صندوق النقد، ولذا بدأت تونس في استعادة المستويات السابقة لإنتاج الفوسفات، متابعًا: “نعول على الاعتماد على ذاتنا وتعزيز علاقاتنا مع الدول والمؤسسات الدولية ونرفض بشكل قطعي الشروط المجحفة اجتماعيا التي يريد ان يفرضها صندوق النقد على تونس”.
وعن علاقات تونس مع الدول الكبرى، قال لدينا علاقات متميزة مع الجميع باستثناء الكيان الاسرائيلي، فعلاقتنا تاريخية مع الصين ونفس الشيء مع روسيا.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، ذكر ان تونس بصدد إطلاق شراكة حيث اكثر من 75% من الاقتصاد التونسي قائم على التعاون الاقتصادي والسياحي مع الاتحاد الأوروبي.
وعن وضع المرأة في تونس؛ قال السفير إنه عند استقلال البلاد في 1956 لم يطمح الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة إلى السلطة التي كانت متاحة له وقت أن كان النظام ملكيا، وببدء النظام الجمهوري في عام 1958، كان من أول ما تمت مناقشته مسودة قانون الأحوال الشخصية، لإيمان الطبقة السياسية والرئيس الحبيب بورقيبة الذي كان سابقا لعصره بأن المرأة التي هي نصف المجتمع تربي النصف الاخر، والمجتمع التونسي منذ الأزل ليس مجتمعا يميل إلى تعدد الزوجات.
وأوضح السفير وجود إرادة سياسية مفادها أن خروج المرأة للتعليم وسوق العمل ستكون له مساهمة كبرى لتحرير المجتمع وزيادة وعيه؛ فتم منع تعدد الزوجات وهذا كله من أجل الاسرة وحقوق المرأة وتمكينها في إطار الأصالة العربية الإسلامية.
وشدد على أن المرأة التونسية كانت اول من عارضت توغل الإسلام السياسي؛ لأنهن كن حريصات على الحفاظ على مكتسباتهن وكرامتهن بل وزيادتها، حيث عاشت البلاد فترة بينت القصور وانعدام الكفاءة لدى تيار الإسلام السياسي واستحالة أن يحكم تونس فكر إسلامي رجعي وأنه من المرحب فقط بمن يأتي لتكريس الموروث التونسي المتطور الحداثي.