كيف تحمي نفسك من عمليات الاحتيال الرومانسية؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
تُعد عمليات الاحتيال الرومانسي من أخطر أنواع الجرائم الإلكترونية التي انتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة، مستغلةً التطور السريع في وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا.
وتعتمد هذه العمليات على استغلال مشاعر الضحايا من خلال بناء علاقات عاطفية وهمية عبر الإنترنت، بهدف الحصول على الأموال أو المعلومات الشخصية الحساسة.
يستخدم المحتالون في هذه العمليات أساليب نفسية معقدة للتلاعب بعواطف الضحايا وكسب ثقتهم، مما يجعل الضحايا ينخدعون بسهولة ويقعون في شراك هذه الاحتيالات.
وفي هذا السياق، نقل تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، عن تريسي كيتن، وهي مديرة الأمن الرقمي في شركة غافلين استراتيجي آند ريسيرش، وهي شركة تقدم خدمات الأبحاث المالية، قولها: "تتضمن عمليات الاحتيال الرومانسية بناء علاقة وثيقة مع الضحية بحيث يقوم الهدف طوعاً بتوفير إمكانية الوصول إلى حساباته أو تحويل الأموال إلى المجرم".
وفقاً للجنة التجارة الفيدرالية (الأمريكية)، خسر المستهلكون 1.14 مليار دولار بسبب عمليات الاحتيال الرومانسية في العام 2023.
وجدت اللجنة أن متوسط الخسائر لكل شخص بلغ 2000 دولار، وهي أعلى خسائر تم الإبلاغ عنها لأي شكل من أشكال الاحتيال بالاحتيال.
السلوك البشري
كما نقل التقرير عن تيريزا بايتون، وهي كبيرة مسؤولي المعلومات السابقين في البيت الأبيض والتي تشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني فورتاليس سوليوشنز، قولها: "إن ما يحتاج الناس إلى إدراكه هو أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأنواع من عمليات الاحتيال يمكن أن يعلموا درساً رئيسياً في السلوك البشري.. إنهم يعرفون نقاط التحفيز العاطفية المختلفة التي نمر بها جميعاً، ومن هنا يقومون بتوجيه ضرباتهم".
يخدع المحتالون الرومانسيون ضحاياهم ليعتقدوا بأنهم أشخاص آخرون (على غير هويتهم الحقيقية). ووفق كيتن فإنه بمرور الوقت، سيطور المجرم علاقة مع الضحية.
وقالت إنه بمجرد بناء الثقة، قد يكون من الأسهل إقناع الضحية بإرسال الأموال، وتوفير إمكانية الوصول إلى حساباته المصرفية.
وأظهر استطلاع لشركة غافلين، أن حوالي 22 بالمئة من المستشارين الماليين -الذين شملهم الاستطلاع والذين تعرض عملاؤهم للاحتيال- كان لديهم عملاء وقعوا ضحية لعملية احتيال رومانسية. وقد شمل الاستطلاع 1500 مستشار مالي في يوليو 2023.
وقالت كيتن إن مجرمي الإنترنت في كثير من الأحيان يتواصلون مع بعضهم البعض ويطورون علاقاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي ، مشيرة إلى أنها طريقة سهلة للغاية بالنسبة لهم لخداع ضحاياهم لأنه لا يوجد اتصال وجهاً لوجه.
ووجدت لجنة التجارة الفيدرالية أن حوالي 40 بالمئة من الأشخاص الذين قالوا إنهم خسروا أموالهم بسبب عملية احتيال رومانسية في عام 2022 قالوا إن الاتصال بدأ على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً لبيانات غافلين، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع المستهلكين، أو 73 بالمئة منهم، الذين وقعوا ضحية احتيال رومانسي كانوا من الرجال.
واستعرض التقرير طرقاً لاكتشاف ما إذا كان المحتالون الرومانسيون يستهدفونك، على النحو التالي:
الرسائل النصية غير المرغوب فيها: يمكن للمحتالين استخدام برامج روبوتية يمكنها الوصول إلى مئات الأشخاص في وقت واحد من خلال أرقام الهواتف المحمولة وعناوين البريد الإلكتروني وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي. بعض الرسائل بسيطة مثل "مرحبًا".. كل ما يتطلبه الأمر هو أن يبتلع شخص واحد الطُعم.
جيد جداً لدرجة يصعب تصديقها: إذا أصبح الشخص يبدو مثالياً بدرجة لا يمكن تصديقها.. يظهر فجأة مهتماً جداً بنفس الأشياء التي تهتم بها، ويريد إجراء المحادثة على منصة مراسلة مباشرة مختلفة، فقد يكون هذا بمثابة إشارة تحذيرية أخرى.
رفض اللقاء شخصياً: سوف يختلق المحتال أعذاراً لعدم رغبته في اللقاء في الحياة الواقعية. ومع ذلك، قد يحدث البديل أحياناً: قد يطلب المحتال المال لتغطية نفقات السفر للخروج ومقابلتك.
محاولات العزلة: إذا حاول المحتال ثنيك عن التحدث إلى عائلة أو أصدقاء الشخص الرومانسي الجديد.
طرق الاحتيال
الخبير التكنولوجي، العضو المنتدب لشركة "آي دي تي" للاستشارات والنظم، محمد سعيد، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الوسيلة الأساسية لتنفيذ عمليات الاحتيال من خلال العلاقات الرومانسية هي برامج الدردشة والتواصل.
ويوضح سعيد أن المحتالين يتبعون عدة خطوات للإيقاع بضحاياهم، منها:
رسم صورة مثالية: يحاول المحتال رسم صورة شخصية مبهرة لجذب الضحية بسهولة، مع التركيز على أنه شخص يتمتع بمستوى عالٍ من الأمانة لكسب ثقة الضحية.
تقديم معلومات كاذبة: عادةً ما تكون المعلومات التي يقدمها المحتال عن نفسه غير صحيحة.
بناء الثقة: يسعى المحتال إلى بناء جسور من الثقة مع الضحية ليتمكن فيما بعد من استغلال هذه الثقة.
الحصول على معلومات شخصية: يعمل المحتال على الحصول على معلومات شخصية وصور وتفاصيل خاصة عن الضحية لاستخدامها لاحقاً.
استغلال الثقة: يستخدم المحتال هذه الثقة لخلق أسباب تمكنه من الحصول على أموال من الضحية، مثل الادعاء بحالة طبية طارئة، أو الرغبة في السفر لرؤيتها، أو الدخول في مشروع تجاري وهمي، أو التعرض لضائقة مالية.
الابتزاز والتهديد: في حال فشل المحتال في الحصول على الأموال، يلجأ لاستخدام الصور والبيانات الشخصية لابتزاز الضحية أو تهديدها.
الأهداف المتعددة: يمكن أن يكون هدف الاحتيال الرومانسي تحقيق مكسب مادي أو إقامة علاقة عاطفية جسدية.
وعن الأشخاص الأكثر عرضة لتلك الجرائم، يشدد على أن الأشخاص الذين يفتقدون للحب والدعم من أسرهم أو أصدقائهم أكثر عرضة لهذا النوع من الاحتيال، مردفاً: "تجعل هذه الثغرة النفسية الضحية فريسة سهلة للمحتال".
ولحماية النفس من هذا النوع من الاحتيال، ينصح الخبير التكنولوجي، بما يلي:
الوعي بالمعلومات الشخصية: يجب الظن بأن جزءاً كبيراً من المعلومات الشخصية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غير حقيقي، وقد يستخدمها المحتال للترويج لنفسه.
التحقق من المعلومات: ينبغي التأكد من صحة كل المعلومات المقدمة سواء في علاقة شخصية أو عمل أو عاطفة أو صداقة.
الحذر من المجهولين: يجب عدم الإفصاح عن معلومات شخصية لأي شخص مجهول.
دراسة المعلومات: لابد من دراسة المعلومات التي يقولها المحتال عن نفسه واكتشاف الثغرات فيها، بالإضافة إلى التمهل في الدخول في أي نوع من العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
استغلال المشاعر
من جانبه، يرى خبير الاقتصاد الرقمي، عبدالرحمن طه، أن الاحتيال الرومانسي يعتمد على استغلال المشاعر، بمعنى أن هناك احتياجاً معيناً للمشاعر، يتم استغلاله والوفاء به ظاهرياً، لكنه في حقيقة الأمر ينطوي على احتيال مالي.
ويوضح طه النقاط التالية:
انتشار الظاهرة: هذا الأمر منتشر بكثافة بين الرجال والسيدات الذين يعانون من الوحدة، أو الذين انتهت علاقاتهم سواء كانت زواجًا أو ارتباطًا.
أسلوب الاحتيال: الاحتيال الرومانسي المالي يتم على مراحل تحت بند استمرارية هذه المشاعر بهدف الوصول إلى نتيجة معينة، مقابل الوعد الزائف بالزواج على سبيل المثال، ولضمان استمرار العلاقة.
الأزمات الاقتصادية: الأزمات الاقتصادية ربما أدت إلى تعزيز شعور الضحايا بالحاجة إلى المشاعر.
التكنولوجيا والاحتيال: الحياة الرقمية والتطورات التكنولوجية زادت من انتشار الاحتيال الرومانسي. كما أصبح هناك اعتماد على الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال الرومانسي.
ويؤكد خبير الاقتصاد الرقمي على ضرورة:
إعادة تنظيم المجتمع، وترتيب الناحية التشريعية (لتغليظ العقوبات).
التوسع في فرض الحماية المعلوماتية وخصوصية الأفراد، عبر اتباع سبل الأمان الرقمي المختلفة.
رفع الوعي لدى الأفراد فيما يتعلق بإدارة حياتهم الرقمية، وكذلك حياتهم المالية، لتقليل التعرض لمثل هذه العمليات الاحتيالية.
الهندسة الاجتماعية
وإلى ذلك، يشير خبير تكنولوجيا المعلومات، محمد الحارثي، إلى أنه يتعين اتباع قاعدة عامة وهي أن التحدث مع الغرباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي "مسألة في منتهى الخطورة"؛ لأسباب عديدة، أبرزها التعرض لـ "الهندسة الاجتماعية"، وهو نوع من الاحتيال يتعرض له الكثيرون وعادة ما يعقبها الاختراقات والابتزاز الإلكتروني.
الهندسة الاجتماعية هي مجموعة من الأساليب التي يستخدمها المحتالون للحصول على معلومات سرية أو حساسة من الأشخاص من خلال استغلال الثقة والعواطف بدلاً من الاعتماد على الأساليب التقنية أو الاختراق الإلكتروني المباشر. تعتمد الهندسة الاجتماعية على التلاعب النفسي بالبشر لإقناعهم بالإفصاح عن معلومات أو تنفيذ إجراءات تؤدي إلى تحقيق أهداف المحتال.
قد يقوم فيها شخص بالتحدث مع آخر عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي ويحاول إقامة علاقة، سواء صداقة أو غيرها، من خلال إرسال بعض الصور أو التطبيقات وإيهام الضحية بأن هذا التطبيق قد يحقق له مكاسب. وللهندسة الاجتماعية نوعان، وفق الحارثي:
النوع الأول: يقوم المحتال بدراسة جيدة لحساب الضحية وما يحتويه من بيانات عن تفضيلاته في كافة الجوانب الحياتية. ثم يتواصل معه مبدياً إعجابه بالمحتوى الذي يقدمه الضحية، وتدريجياً تتطور العلاقة لكسب ثقة الضحية. بعد ذلك، يقوم المحتال بإرسال رابط يمكنه من اختراق جهاز الضحية وابتزازه.
النوع الثاني: يقوم شخص بإنشاء حساب مزيف، ثم يبني علاقة افتراضية مع أحد الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تتطور هذه العلاقة بسرعة وكأنها صداقة أو حب، مما يسمح للمحتال بطلب أمور مادية من الضحية، مثل طلبات للمنزل أو أموال لإجراء فحوصات طبية، وغيرها من الأسباب المقنعة للطرف الأضعف حسب نوع وشكل العلاقة.
ويضيف: "لا يوجد حصر نهائي لأعداد المتضررين من هذه الجرائم، لكنها انتشرت وتزايدت بشكل كبير في الفترات السابقة. وقد تم اكتشاف عدد من هذه الحسابات في أماكن مختلفة، وتُجرى بعض المحادثات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي".
وعن كيفية اكتشاف الاحتيال الرومانسي وتجنبه، يوضح الحارثي أن الحسابات الخاصة بالمحتالين تتسم عادة بالغموض، حيث تكون حديثة الإنشاء، ويتم حجب قائمة الأصدقاء. كما أن الصور المتاحة على الحساب تكون غير مؤكدة، والتفاعل على المنشورات ضعيف، بالإضافة إلى أن المتفاعلين يكونون من جنسيات مختلفة. كما يمكن التحقق من صحة الصور باستخدام "جوجل لينس" لمعرفة ما إذا كانت تخص حسابات أخرى أم لا.
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الهندسة الاجتماعیة الوصول إلى الحصول على من خلال
إقرأ أيضاً:
مسلسل مراهق العائلة.. كابوس التواصل الاجتماعي يتجاوز الحدود
في عالم مليء بالمسلسلات التي تعتمد على تقنيات سردية مبتكرة ومتغيرة، يبرز مسلسل "مراهق العائلة" (Adolescence) على منصة نتفليكس بوصفه عملا فنيا يختلف عن المعتاد.
يتكون المسلسل من أربع حلقات قصيرة، تتميز بتصوير كل منها بلقطة واحدة طويلة دون اللجوء إلى أي تقنيات مونتاج. هذه الجرأة في الابتكار لم تكن مقتصرة على الشكل فقط، بل امتدت إلى محتوى العمل الذي يقدم تحذيرًا قويا بشأن تأثير الإنترنت على الأطفال في غياب الرقابة، وكيف يمكن لهذه الفوضى الرقمية أن تقود طفلا في 13 من عمره إلى جريمة مروعة.
تدور قصة المسلسل البريطاني حول عائلة ميلر التي تتحطم حياتها عندما يتم القبض على ابنها جيمي ميلر (أوين كوبر) البالغ من العمر 13 عاما بتهمة قتل زميلته كيتي ليونارد. يستعرض المسلسل التداعيات العاطفية والاجتماعية لهذه المأساة، ويتعمق في التصورات المشوهة عن الذكورة والرجولة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات الأطفال والمراهقين.
خلال أربع حلقات فقط، تمكّن المبدعان ستيفن غراهام وجاك ثورن من تقديم عمل يستحق الاهتمام من قبل الأبناء والآباء والمسؤولين، وذلك من خلال دراما تعكس الفجوة الاجتماعية التي يسببها الاستخدام المفرط وغير المسؤول للإنترنت، خصوصًا عندما يقع في يد المراهقين الذين تدفعهم رغبتهم في إثبات الذات إلى تبني تصرفات قد تكون منحرفة أحيانًا.
يبدأ المسلسل بمشهد مفعم بالتوتر لقوات الشرطة وهي تقتحم منزلاً في بلدة يوركشاير، حيث تتعرض الأسرة الصغيرة المكونة من الأب إيدي ميلر (الممثل والمخرج ستيفن غراهام) والأم ماندا (الممثلة كريستين تريماركو) والابنة الكبرى ليزا (الممثلة أميلي بيز) لصدمة. يتم القبض على الابن المراهق جيمي (الممثل أوين كوبر) الذي يبدو شخصًا عاديا، من غرفة نومه للاشتباه في قتله زميلته "كيتي" في الليلة السابقة.
إعلانتتابع الكاميرا المحققين أثناء سفرهم إلى منزل الأسرة في سيارتهم، بينما تصل قوات الشرطة إلى المكان لتنفيذ الاقتحام بشكل مفزع وقاس، حيث يتم تفتيش غرف المنزل. وفي غرفة الطفل، يظهر حاسوب كبير نسبيا وزخرفة خيالية تشبه معدات الفضاء. تتابع الكاميرا مشهد التحقيق حتى وصول الجميع إلى مركز الشرطة في تصوير مستمر يعطي إحساسًا بالطابع الوثائقي.
تبدو الكاميرا وكأنها تطارد الشخصيات في المشاهد، مما يضيف طابعًا واقعيا يعكس محاولة رصد واقع اجتماعي مرعب، حيث تثير قوات الشرطة الخوف في نفوس الأسرة الصغيرة والهادئة، وتتعامل مع أفرادها بقسوة، مما ينتهك خصوصية الأم والأب وابنتيهما المراهقة.
وعندما تشكو الأم من الأسلوب العنيف الذي استخدمه أفراد الشرطة مع ابنتها، يكون الرد هادئا بأنها تستطيع تقديم شكوى، لكن المفاجأة تأتي بعد مرور نحو ثلث الحلقة، حيث يتضح أن الطفل البالغ من العمر 13 عامًا متهم بارتكاب جريمة قتل.
تكشف اللقطات الأولى عن شخصية مفتش الشرطة ديلوك بيسكومب (الممثل أشلي والترز)، الذي يعاني من رفض ابنه المراهق الذهاب إلى المدرسة، وهي المدرسة نفسها التي ارتكبت فيها جريمة القتل. في مركز الشرطة، يؤكد جيمي براءته، ويبدو الأب إيدي مصدومًا لكنه يبدي دعمه له. تنتهي الحلقة بكشف صادم، حيث تُظهر لقطات كاميرات المراقبة جيمي وهو يطعن كيتي في موقف السيارات، مما ينسف ادعاءاته بالبراءة، ويترك والده في حالة بكاء.
يبرز أداء ستيفن غراهام في دور الأب السلبي (المشبع بمشاعر الأمومة إلى حد كبير) مقارنة ببقية الممثلين في الحلقة، كما يظهر دور المخرج الذي اختار استخدام تقنيات درامية ذكية للانتقال بين المشاهد بسلاسة ودون قطع.
تدور أحداث الحلقة الثانية في مدرسة جيمي وكيتي، حيث تواصل الشرطة بحثها عن سلاح الجريمة، ويلتقي المحقق بزملاء جيمي. يتم تصوير المدرسة كمكان يعج بالفوضى، ومليء بأجهزة الهواتف المحمولة، حيث يزداد الاحتكاك والتوتر بين المراهقين.
إعلانيكشف المحقق تفاصيل مهمة تسهم في بناء القصة، مثل انتشار صورة غير لائقة للفتاة القتيلة عبر تطبيق سناب شات بين الطلاب، مما دفع جيمي لمحاولة التخفيف عنها بالخروج معها، لكن تلك المحاولة قوبلت بالرفض، ووصفته بأنه "عدو للمجتمع".
يكشف آدم (أماري جادين باكوس)، ابن المحقق، لوالده عن قاموس خاص يستخدمه الطلاب في المدرسة للتنمر والإشارة إلى بعضهم بعضا، مما يبرز الفجوة بين الجيل الأكبر والجيل الأصغر في فهم ما يحدث داخل المدرسة.
تتجلى تأثيرات الإنترنت السامة في الحلقة، حيث تمنح التكنولوجيا للمراهقين إمكانيات غير محدودة للتنمر والإساءة، مما يكشف عن جانب مظلم لتأثير الإنترنت على المراهقة.
الحلقة الثالثةتدور أحداث الحلقة الثالثة بعد سبعة أشهر من اعتقال جيمي بتهمة قتل زميلته، وتتم تقريبا في غرفة واحدة بمصحة نفسية حيث يُحتجز. تتقابل الطبيبة بريوني أريستون (إيرين دوهرتي) مع جيمي لتقييم حالته النفسية في إطار تقرير للمحكمة.
يبدأ الحوار هادئًا، وتكشف الكاميرا عن تردد جيمي والذي يخف تدريجيا خلال الجلسة التي تستمر ساعة. ورغم الطابع الوثائقي، تلتقط الكاميرا التغيرات في انفعالات جيمي، حيث يتحول الحوار إلى تصاعد درامي حتى يصل إلى ذروته عندما يفقد جيمي أعصابه، مما يستدعي تدخل الحارس لحماية الطبيبة الثابتة في تصرفاتها.
تكشف الجلسة عن مفهوم مشوه للرجولة لدى جيمي، الذي يعتبر الرفض من فتاة إهانة لرجولته، ويطالب الطبيبة -في مفارقة- أن تعترف بخوفها منه.
تُظهر الحلقة تأثير الكراهية الموجهة ضد المرأة عبر الإنترنت وكيف تركت آثارًا عميقة في نفسية المراهق، مما دفعه لارتكاب جريمة قتل. ورغم التصوير المحدود في غرفة مغلقة، فإن هذه الحلقة من أكثر الحلقات كثافة دراميا.
الحلقة الرابعة والأخيرةتدور أحداث الحلقة الرابعة والأخيرة بعد 13 شهرًا، حيث تكشف صراع عائلة ميلر في التعامل مع آثار الحادث. الأسرة تحمل وصمة اجتماعية يستغلها المراهقون والجيران، بينما يحاول الأب الحفاظ على تماسك الحياة الاجتماعية، لكن دون جدوى. تتكشف أزمات لم يتم التطرق إليها في التحقيق، ولها تأثير عميق على المراهق الذي كان يعتبر والده قدوة.
إعلانيستمر الطفل في قضاء عقوبته في المصحة، في وقت تسعى فيه الأسرة للتكيف مع الوضع الجديد بين فكرة الانتقال إلى مجتمع آخر، وفكرة الصمود أمام التحديات. الابنة الكبرى تبدو الأكثر وعيا بالواقع وتقرر البقاء ومواجهة التغيرات.
بعد أربع حلقات مؤثرة، يظل المسلسل شاهدا قويا على قضايا الأجيال الجديدة، ويتميز باستخدام تقنية اللقطة الواحدة التي تضيف عمقًا دراميا للمشاعر، مما يجعل العمل أكثر كثافة وتأثيرًا.